(هذا جهدي عليكم) 20/06/2022 العدد(56) “رهانات السياحة الداخلية “
فريد حفيظ الدين :
في عز تفشي وباء كورونا , ظهر بوضوح كيف تضرر قطاع السياحة عبر العالم جراء إغلاق الدول لحدودها البرية، الجوية والبحرية مما ساهم في تعطيل حركة تنقل البشر والبضائع .
عرف هذا القطاع خسائر بملايير الدولارات، وتضررت شركات الطيران مما أدى إلى إفلاس العديد من الوحدات السياحية، وتشريد ملايين العاملين بالقطاع .
المغرب بوصفه بلدا سياحيا بامتياز لم ينج بدوره من تبعات أزمة كورونا على قطاعه السياحي، خاصة وأنه يعتمد بالدرجه الأولى على السياح الأجانب، والمغاربة المقيمين بالخارج في ظل غياب رؤيا واستراتيجية بنيوية للنهوض بالسياحة الداخلية.
إبان الأزمة وللحد من وقعها على المأجورين، قدمت لهم الحكومة دعما ماليا استثنائيا، وقررت أخيرا التفكير في مواطنيها من خلال تحفيزهم على شراء المنتوج السياحي الداخلي.
لهذا الغرض، قامت وزارة السياحة ومهنيي القطاع بحملات ودعاية تحسيسية من خلال عروض تفضيلية تمكن المواطن المغربي من ولوج الوحدات السياحية والترفيهية بأثمان مناسبة في غياب السياح الأجانب وكساد معظم الفنادق والمطاعم وشركات الأسفار.
للأسف كان المنتوج السياحي المقدم للمواطنبن في غالبيته لا يتلائم وطبيعة، وبنية أو تركيبة الأسرة المغربية التي اعتادت على السفر بجميع افرادها، ما يتطلب وجود وحدات سياحية ملائمة للعوائل المغربية، والتي بإمكانها استيعاب كل أفراد العائلة في نفس الوحدة مع إمكانية تحضير وجباتهم الغدائية في عين المكان. كما هو شأن ما يعرف بالشقق الفندقية أو الشاليهات، وحتى الفيلات الفندقية ..
وحتى حين توفرت هذه الوحدات السياحية كانت في الغالب بأثمنة لا تتناسب والقدرة الشرائية لجل من رغب في الإستفادة من تلك العروض .
اليوم وبعد تخفيف الإجراءات الاحترازية، وإمكانية التنقل والسفر بين مدن المملكة، لم نسمع لحد الآن عن برامج أو تقديم عروض سياحية تهم السياحة الداخلية ولم يقم مهنيو هذا القطاع بأي جهد من أجل تمكين المواطن، أو لمن إستطاع على الأقل بالإستفادة من البنيات التحتية السياحية بأثمنة معقولة، وهي في الواقع مفيدة للمواطن والمهني .
لاشيء يبدو في الأفق القريب، وستظل السياحة الداخلية حكرا على من إستطاع إليها سبيلا .
مهنيو قطاع السياحة عندنا لا يهمهم إنعاش السياحة الداخلية ولاهم يحزنون، هؤلاء ينتظرون البقرة الحلوب القادمة من مختلف بقاع العالم لحلبها، والباقي مجرد تفاصيل.
وعلى المواطن أن ينتظر أزمنة أخرى لعله يلج فندقا مصنفا أو وحدة سياحية داخل بلده.
المشكل هو لماذا يختار بعض المغاربة وجهات سياحية بالخارج عوض خدمة السياحة الوطنية، برغم توفر المغرب على فنادق ووحدات سياحية وترفيهية تضاهي مثيلاتها في أعرق الدول السياحية …
أين المشكل وماهو مصدره؟
بعض من الجواب ستتعرفون عليه إن إطلعتم مثلا على فاتورة وجبة غداء في مطعم بوحدة فندقية حيث ثمن قنينة متوسطة من الماء المعدني يصل أو يتجاوز 70درهما ..
هذا جهدي عليكم !!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق