دفعت دورية وزارة الداخلية الأخيرة، حول تنازع المصالح، عبد السلام بلقشور إلى تقديم إستقالته من رئاسة المكتب المديري لنادي النهضة اتلتيك الزمامرة، إحتراما للمؤسسات و تجاوبا مع هذه الدورية، كما جاء في البلاغ الذي تم تعميمه على وسائل الإعلام، و نشر في الصفحة الرسمية للنادي.
و بالعودة لمسيرة الرجل على رأس النادي، فلا ينكر إلا جاحد القفزة الكبيرة التي شهدتها المدينة رياضيا، و بالتوازي بين النتائج و البنيات التحتية، التي تحسد عليها المدينة، مجهودات الرجل و ما قام به دافعه الأكبر حبه للمدينة التي إستنشق فيها أولى نفحات الحياة، و هوسه اللامتناهي بالرياضة، و غيرته الكبيرة على المنطقة.
بلقشور سليل أسرة مناضلة رفيعة المقام، تشبع بثقافة العمل الرياضي و السياسي و الجمعوي، سياسي محنك مفخرة لإقليم سيدي بنور قاطبة، رياضي يتنفس عشق الرياضة عموما و كرة القدم على وجه الخصوص، مسيرته و قصته مع المستديرة إنطلقت منذ نعومة أظافره و هو اللاعب السابق و المسير الحالي، و له تجارب عديدة تجاوزت حدود الإقليم و إمتدت إلى سوس العالمة، بعدما تقلد رئاسة الحسنية سابقا.
سخر تجربته السابقة داخل المكتب المسير لغزالة سوس، و التي توجت بإحراز غزالة سوس آنذاك للقبي الدوري الوطني. سخرها لخدمة فريق يسكن كيانه، مؤمنا بقدرته على رفع التحدي، و تحقيق حلم، يراه ممكنا، و يراه غيره مستحيلا، و فعلا تحقق المبتغى و صعد الصقور إلى الدوري الإحترافي، في حدث غير مجرى الحياة الرياضية بالمدينة و الإقليم.
رجل سياسة ناجح، خدم الرياضة من موقعه، و لم تخدمه الرياضة كغيره، فتح خزائنه لفريق وحده كان يعرف قيمته، ظل الداعم و السند حتى في أحلك الظروف، لم ترهبه ضربات تحت الحزام، و لم يستسلم يوما ما لليأس، لمعرفته المسبقة بأن للنجاح ضريبة، و للصبر جزاء، و للعمل الجاد نتيجة مرضية مهما تأخرت.
الأكيد أن هذه الإستقالة، لن تبعد الرجل عن النادي الذي عشقه، سيظل بدون أدنى شك داعما، مساندا و مناصرا يختلف عن الجميع، لأنه ببساطة يتنفس الرياضة و يعشق النهضة حد الجنون.
Share this content:
إرسال التعليق