اعتذاري لأمي
بقلم رقيه العيثان
اعتذاري لأمي!! ????
في هذا اليوم المجيد، وبمناسبة يوم الأم الذي نحتفل به في مثل يومنا هذا من كل عام، ولأنك يا أمي أعز مالدي في هذه الدنيا سأعتذر لك يا أمي!!
سأعتذر لك يا أمي في هذا اليوم، سأعتذر لعيوني التي حُرمت من رؤيتك، سأعتذر لقلبي الذي تحطم منذ أن ابتعد عنك، سأعتذر لروحي التي تمزقت بالحسرة تنتظر قربك، تمزقت وأنا أحاول أن أسترجع صوتك وحنانك، الذي كان لي لحنًا موسيقيًا تناغم مع اوتار قلبي، لتسنح له الدفء.
اليوم يا أمي قد تحطم داخلي ؛ تحطم الإحساس بي، مذ أن افترقنا أصبحت مجرد خيال، يظنه الأخرون إنسانًا، نعم أعرف أني مهما كتبت لا أفِ وجودك، ولا أفِ نورك اللذان كانا لي كالقمر يشعراني بالجمال، والأمان في ظلمة الليالي، لا يطفئ لهيب البوح الذي أحاول أن أخففه بتسطير هذه الكلمات لك، ولك.
أنى لتلك الحروف التي تحترق على شفتيّ أن تعبر ما بقلبي، أن تلمس قبلاتك على جبيني، أن تعيد تراتيل دعواتك، (الله يرضى عليك يا بنتي) أن تنشر عطر حجرتك، وعبير ثوبك، أمرض اليوم يا أمي ولا أجد من يضع يده على رأسي، من يقدم لي كوبًا من العصير يخفف نار حرقتي، أجوب في شوراع حارتنا، استرجع طلتك من نوافذ بيتنا الذي تحطم من بعيد، تلوحين لي بيديك من باب البيت الذي كنت تزينيه، بضحكاتك وتهليلك لي من حجارة غرفتك، التي أصبحت تنعى اجتماعاتنا وضحكاتنا.
لماذا يا أمي؟!!
افترقنا!! لماذا؟ لعنة الحرب لم تترك بهجتنا، لا تحزني يا أمي!!
هي التي جعلتنا نتشرد، هي التي جعلت النور يغادر بيتنا إلى الأبد، جعلتنا نضيع إلى الأبد، جعلتنا نرى الحياة بلا بقاء، أيا ترى هل سنعود كما كنا؟ نعود إلى دعابتك ودعوتك وضمتك من قريب ؟ أم ستفنى وتبقى الحسرات تنحر قلوبنا؟
لذلك سأعتذر لك اليوم، بكلماتي التي حفرت بحبرها أوراقي الذابلة، التي تحاول أن تعيد صورتك وضحكتك المنقوشة في ذاكرتي يا أمي.
أمي، تعالي ولو كالطيف في الحُلم
فالقلب قد ذاب يا أمي من الألم
لا تتركيني فهذا الحزن مزقني
هذا قليل الأسى ما خطه قلمي
إني بباب المدى مازلت منتظرة
*في ليلة خلتك الأقمار في الظُلم*
ناديتك الآن أين الآن من زمني؟
فالترب قد ضم مافي الآن من كرم
وفي النهاية أقول لكِ قد أتى..
عيد أمي و أمي لم تعد معنا!! ذهبت أهنئك عند قبرك يا طيبة القلب، غفر الله لكِ وأنزل علينا الصبر، عيدك في الجنة يا جنة.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق