جاري التحميل الآن

الأخلاق زينة الإنسان

 

IMG_20210221_212625-300x169 الأخلاق زينة الإنسان

الأخلاق زينة الإنسان

لقد خلق الله الإنسان و خلق فيه مكونات و مزايا عدة تزين تقويمه و تزيله عن جميع الخلائق الأخرى ، بل تزيله عن بني جلدته من البشر ، والأخلاق مثل البصمة لا تشابه فيما بينها فكما لبصمة اليد تفردا فإن الأخلاق كذلك ، فهي من تصنع قيمة الإنسان و هي من تحدد قدره و حيثيته فعندما يكون الخلق عظيما فحتما يكون السلوك قويما و تكون قيمة الإنسان بخلقه و سلوكه ، و يكون جمال روحه من جمال اخلاقه و زينة اخلاقه شامة لجمال روحه ، فلا مناص من أن يتحلى بها الإنسان لتجمله و تزيله قلبا و قالبا ،فقال الله تعالى لنبيه عليه السلام ” و إنك لعلى خلق عظيم” فحرف “إن” حرف توكيد و تأكيد الميزة و الزيال ، وليراه الناس في أبهى صورة و احسن تقويم ، و قال سبحانه ” لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ” ، و من هنا نستشف أن الإنسانية هي كمال الأخلاق و دماثة السلوك و جودة العطاء ، و ان الأخلاق تمازج بين الروح و الفؤاد و الوجدان ، ف “الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ” كما قال سيد الخلق العظيم صلوات الله و سلامه عليه
إن الإنسان الخلوق هو الذي حسنت تربيته، واستطاع بخلقه أن يؤثر على محيطه و من حوله فيجتمع عليه الصغير و الكبير و يلوذ إليه العزيز و الفقير بعدما ينجمع على حسن خلقه و ينجمع على الله تعالى فيكون المثل الأعلى والقدوة الحسنة للجميع فيجمع و لا يفرق ” فلو كنت فضل غليظ القلب لانفضوا من حولك ”
إن رقة الخلق تجمع الرحمة و التسامح و التٱلف ، كما أنها تبني الامم و ترسم التاريخ ، فكم من عظيم كان بخلقه و كم من طاغية اسقطه سوء خلقه ، فالتاريخ لا ينسى و لا يكرم إلا الكرام
إن الأجلاء احبوا صاحب الخلق الحسن فمدحوه وكتبوا العديد من الشعر والحكم التي تتحدث عن الأخلاق الجليلة فقالوا :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت..فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و نحن نعلم أن الأمم القوية و الناجحة تكون مميزة السلوك ، محكمة المبادئ ، و الإسلام القويم الوسطي هو المبني على التسامح و التراحم و الرفق و النواصب بالمرحمة ” و تواصوا بالصبر و تواصوا بالمرحمة ” و ” ما كان الرفق في شئ إلا زانه و ما نزع من شئ إلا شانه ”
و ما انتشار الاسلام الوسطي على منهاج النبوة إلا دليل على علو قيمة الأخلاق في تأثيره على الأقوام التي اعتنقته دون سفك دماء أو غصب او جبر على الاستعباد ، و ما نراه من مغالطات و مضاربات باسم الدين ما هي إلا افكار خاطئة تمثل أصحابها و لا تمثل الدين القويم ” إن الدين عند الله الإسلام ” و الإسلام رحمة و حكمة و سلوك ، فارحم ترحم و خالق الناس بخلق حسن ، فإننا لن ندرك الناس بأموالنا و لا مناصبنا و لكن ندركهم بحسن الخلق ، و لنجعل الخلق العظيم زينة ارواحنا و بهاء نفوسنا و حلية قلوبنا نملك العوالم بما فيها

الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك