مداغ – 24-10-2021 .
اعلن الدكتور منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الاورومتوسطي لدراسة الإسلام أمس السبت 23 أكتوبر 2021، عن انطلاق فعاليات الدورة التاسعة للقرية التضامنية الافتراضية ،وذلك في الفترة من 23 الى 25 أكتوبر الجاري والتي اختير كعنوان لها ” الاقتصاد الاجتماعي وتحديات الاقلاع الاقتصادي في قلب النموذج التنموي الجديد”، وذلك تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
أشار في مستهل كلمته الافتتاحية الى أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يشكل دعامة ثالثة للاقتصاد الوطني، إلى جانب كل من القطاعين العام والخاص، وأن ميزته الأساسية أنه يجعل جميع الشرائح الاجتماعية، والمقاولات من مختلف القطاعات والمجالات، تساهم في تعزيز التماسُك الاجتماعيّ وتحسين النموّ الاقتصاديّ للبلاد .
وأكد أن المغرب يولي أهمية كبيرة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، موردا مقتطفا من الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد لسنة 2020، ” لا مكان لتنمية اجتماعية بدون تنمية اقتصادية مما يستوجب بناء اقتصاد جديد قادر على مواكبة العولمة ورفع تحدياتها وإذا كنا نعتمد اقتصاد السوق فهذا لا يعني السعي لإقامة مجتمع السوق بل يعني اقتصادا اجتماعيا تمتزج فيه الفعالية الاقتصادية بالتضامن الاجتماعي …”، إضافة الى بعض ما جاء في تصدير الدستورالمغربي.
وأضاف أن من مميزات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني أنه مؤهل للحدّ منْ آثارِ الأزمات الاقتصاديّة، كالأزمة الاقتصادية الحالية التي يعاني منها العالم أجمع، والمترتبة عن الأزمة الصحية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، والتي أكدت الحاجة الملحة الى الاقتصاد التضامني للحد من آثارها السلبية خاصة بالنسبة للفئات الاجتماعية الهشة .
وتابع أن المشروع التنموي الجديد بالمغرب جعل من بين الأهداف التي رَصدها النهوض بالاقتصاد الاجتماعي .
وأوضح أن هذه الاعتبارات دفعت الى اختيار عنوان الدورة التاسعة للقرية التضامنية «الاقتصاد الاجتماعي وتحديات الاقلاع الاقتصادي في قلب النموذج التنموي الجديد “،
وأكد أن أساس نجاح أي مشروع تنموي يبقى هو الإنسان، وهوما يستدعي الاستثمار فيه من خلال تربيته على القيم الأخلاقية وعلى قيم المواطنة الصادقة، وأضاف أن المغرب ولله الحمد يزخر بمؤهلات مهمة يمكن الاعتماد عليها في عملية إنجاح المشروع التنموي الجديد، وهي مؤهلات مستمدة في المقام الأول من قيمه وثوابته الدينية والوطنية المتأصلة، وثراء رأسماله البشري واللامادي، وزاد أن المؤهل البشري -الى جانب المؤهلات المادية والطبيعية الأخرى -كفيل بنجاح هذا المشروع التنموي الجديد.
و أوضح أن القرية التضامنية تعمل على المساهمة بشكل مواز وتكاملي مع فعاليات الملتقى العالمي للتصوف من أجل ابراز أهمية بناء الانسان المغربي على القيم الأخلاقية التي تثمر الوطنية الصادقة، وتثمر المواطن المعتز ببلده، والنافع لنفسه ومحيطه ومجتمعه، المقبل على الإنتاج والعطاء بكل اخلاص، وبتجرد عن المكاسب الشخصية الضيقة ومغلبا المصلحة العامة للوطن على المصلحة الخاصة .
وتابع أن القرية التضامنية تحرص على أن تجمع باحثين وخبراء من مختلف البلاد كفرنسا و بلجيكاوإنكلترا و بعض الدول الافريقية ومستشارين اقتصاديين وتعاونيات ومقاولات ناشئة، وأن تواكب حاملي المشاريع لتنمية وتطوير أنشطتهم من خلال ندوات ودورات تكوينية تتوخى الإسهام في تقوية قدرات التعاونيات، لاسيما فيما يتعلق بالتسويق، وتطوير مهارات التواصل والإقناع، وأنها توفر للتعاونيات المشاركة فضاء مخصصا للتكوين وآخر للتسويق.
كما تناول الكلمة السيد عبد المنعم فوزي فاعل في تطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ، الذي تحدث عن دور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في اطار الجهة الموسعة ، وعن ضرورة تطوير الادماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب والمرأة ، كما أبرز دور التكوين في مواكبة التعاونيات والجمعيات بصفة عامة.
أما السيد محمد الخدوري رئيس غرفة الصناعة والتجارة بجهة الشرق فتطرق الى دور الصناعة التقليدية في تطوير الاقتصاد التضامني، مشيدا بالقرية التضامنية التي اعتبرها محطة من افضل المحطات على الصعيد الوطني، وأنها فرصة لا تعوض بالنسبة للحرفيين والحرفيات من أجل التعريف بمنتوجاتهم، كما أنها تشكل فضاء للتواصل فيما بينها وتبادل الخبرات من أجل الإسهام في النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة الشرق وباقي جهات المغرب، وأكد على أهمية الصناعة التقليدية التي تشغل ازيد من مليونين ونصف مغربي ومغربية .
وفي مداخلته تطرق الدكتور ميشال طاو شان ( (Michel Tao Chan مفكرو رئيس و مؤسس “مجموعة التفكير حول القضايا الأممية”، الى أهمية القيم وخاصة القيم الروحية ودورها في بناء الانسان وفي تطوير المقاولات خاصة في ظل جائحة كرونا التي اجتاحت العالم .
وركز على أهمية العنصر البشري كعامل أساسي من أجل دينامية اقتصادية مستدامة، مبرزا الدور الذي أصبح يلعبه الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في السنوات الأخيرة، في تعزيز الإدماج الاجتماعي للناس، لاسيما الأكثر تهميشا، من خلال خلق فرص العمل ونشر التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي، وتوزيع الثروة على جميع فئات المجتمع.
وتخللت هذه المداخلات وصلات من السماع والمديح النبوي، قدمها منشدون من داخل المغرب وخارجه،كما تم عرض روبورطاج عن الدورات السابقة.
تجدر الإشارة الى أن القرية التضامنية تنظم من طرف مؤسسة الملتقى و الطريقة القادرية البودشيشة بتعاون مع الجمعية المغربية الفرنسية للأطر.
Share this content:
إرسال التعليق