الونسعيدي آن الأوان لتنظم الحكومة حملة وطنية للتشغيل على غرار سابقتها “الشباب والمستقبل” لامتصاص شبح البطالة

الونسعيدي

من خلال هذا الرقم الصادم، الذي لا يمكن أن يمر هكذا دون قراءة واقعية 47000 طلب لاجتياز مباراة التعليم في أربعة أيام، حسب السيد الوزير مع تحديد السن في 30، مؤشر مقلق ودال على استفحال البطالة في صفوف خريجي الجامعات، ومعطى حقيقي على انعدام وقلة البدائل وانسداد الأفق وانعدام الآفاق ، هذا الرقم دق لناقوس الخطر وتجسيد حقيقي لتراكم أفواج المعطلين، وفي حد ذاته رسالة للحكومة وجب التقاطها وتمحيص معطياتها، للبحث عن حلول آنية لامتصاص البطالة التي تهدد السلم الاجتماعي ، و الانكباب على معالجة هذه الظاهرة الاجتماعية التي تعتبر قنبلة موقوتة، إن لم تعتكف الحكومة على إيجاد بدائل حقيقية للتشغيل كفيلة بزرع الأمل في نفوس الآلاف من الشباب العاطل ، فمباراة التعليم لوحدها غير كافية لمعالجة هذه الظاهرة والحد منها، إن لم تكن هناك سياسة واضحة وآنية وإرادة حقيقية من الحكومة، عليها بالتفكير في تنظيم حملة وطنية للتشغيل، كما حدث في تسعينيات القرن الماضي “الشباب والمستقبل”، وذلك تم بتعليمات من المرحوم الحسن الثاني لبعث الأمل في الشباب اليائس، وامتصاص تلك الأفواج العاطلة المتراكمة، ودرءا لأي احتقان اجتماعي مستقبلي لا قدر الله .كما يجب من الحكومة الحالية والجهات الوصية على قطاع التربية والتشغيل والتكوين العمل على وضع إستراتيجية وسياسة جديدة وفعالة للتوجيه المدرسي وذلك بتفعيل مسالك جديدة عبر مختلف المراحل والأسلاك الدراسية. لكي لا تبقى المدرسة والجامعة خزان ومصدر للبطالة ، ذلك بفتح آفاق وتخصصات جديدة في التكوين والتأهيل المهني وتشجيع ولوج المعاهد، وتشجيع ودعم المبادرات الشخصية للتشغيل الذاتي ، لحدود اللحظة تبقى الجامعة الملجأ الوحيد للعديد من حاملي شهادة البكالوريا، ذلك هو الخطأ ومصدر المعضلة لغياب البدائل، وسبب في تكديس وتفريخ أفواج تلوى أخرى من العاطلين، هذا لكي لا نلقي كامل اللوم على ذلك المتخرج المعطل، الذي يناضل من أجل حقه في الشغل .

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed