قبل أسبوع قام وفد وزاري برآسة عزيز أخنوش بزيارة إلى البرتغال. توجت هذه الزيارة بعقد اتفاقيات شراكة متعددة الجوانب مع هذا البلد المتوسطي والذي تجمعه علاقات تاريخية مع المغرب.
تم من خلال هذه الزيارة كذلك تأكيد البرتغال على مغربية الصحراء ، ودعمها لمخطط الحكم الذاتي لاقاليمنا الجنوبية تحت السيادة المغربية.
غير أن هذا الموقف بالذات ، هو من بعثر أوراق حكام الجزائر ، وجن جنونهم لأن في ذلك ضربة موجعة لهم ، ولمواقفهم العدائية للمغرب.
وبما أن الصدمة كانت قوية كما يقول الفنان عبد الهادي بلخياط في أحد روائعه ، ومن دون تفكير ولا تخطيط ، أوفد العسكر دميتهم في الرآسة عبد المجيد تبون في رحلة إلى البرتغال. الزيارة المفاجئة والتي لم يحضر لها البلدان على مستوى البروتوكول أو التنظيم ، ولا على مستوى مضمون ونوعية الاتفاقيات.
وهكذا حين حطت طائرة الرئيس الجزائري بمطار لشبونة ، لم يجد الرئيس في استقباله ولا برتغالي واحد ، اللهم سفير بلده في البرتغال وبعض من موظفي السفارة ، وكمشة من رجال المخابرات العسكرية الجزائرية. وكانت هذه أولى وبداية مهازل هذه الزيارة الغير مرغوب فيها من طرف البرتغال.
ولكي يملأ رئيس الجزائر وقته قبل أن يستقبله الرئيس البرتغالي ، عقد بمقر سفارة بلده اجتماعا مع بعض أفراد الجالية الجزائرية ، مطعمين ببعض من جواسيس العسكر المنتشرين بالبرتغال وباقي دول أوروبا.
وتتوالى مهازل هذه الزيارة حين تفضل بعض النشطاء من الجزائريين المقيمين بلشبونة ، برشق سيارة الرئيس بالبيض وهو في طريقه إلى القصر الرآسي طكما اشبعوه سبا وشتما من قبيل ” تبون مزور جابوه العسكر و ودولة مدنية ماشي عسكرية”
تم تأتي أم المهازل حين استقبله الرئيس البرتغالي ، وأجلسه على”كنبة” صغيرة ومنحدرة ” fauteuil” مقابل جلوس الرئيس على كرسي رآسي فخم ، حتى بدى الرئيس البرتغالي وكأنه يستقبل أحد مستشاريه ، وليس شخص من قيمة رئيس دولة ، وفي ذلك إشارة واضحة من الرئيس البرتغالي و احتقاره لرئيس عينه العسكر ، وجاء يطلب ود بلده ،عساها تراجع موقفها من قضية الصحراء المغربية مقابل الغاز الجزائري.
الغريب ان الرئيس الجزائري لم يظهر وكأنه منزعج ، أو بدت على ملامحه علامات عدم الرضا على وضعه المهين ، بل كان يبدو منشرحا وهو يجالس رئيسا أقل ما يقال أنه
” قردنو ” أي جعله كالقرد.
ليس غريب أن يقبل هذا الرئيس هذه الإهانة لانه تعود عليها من طرف حكامه كابرانات فرنسا الذين منحوه كرسي الرآسة…
تم تأتي بعد ذلك ليس فقط أم المهازل بل حتى أبوها ، حين صرح الرئيس الجزائري في كلمته أمام الرئيس البرتغالي بالحرف ” أن بلده تعمل تحت تعليمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن في ما يخص مشكل الصحراء الغربية” أي انه مع مغربية الصحراء في تناقض صريح مع اطروحة الانفصال وتقسيم الصحراء المغربية بدعم بلده لميليشيات البوليساريو بالمال والسلاح.
حتى كتابة هذا المقال ، لازالت زيارة الرئيس الجزائري إلى البرتغال مستمرة ، والأكيد أن المهازل الدبلوماسية ، والهزائم السياسية ستتوالى بتواجد تبون بالبرتغال.
هذه هي الجزائر وهذا هو من يحكمها بواسطة آلة تحكم في يد نظام عسكري منغلق ودكتاتوري ، ذاهب لا محالة بالجزائر نحو المجهول.
بالطبع لا أقصد هنا الثمر المجهول ، والذي بدوره لا يصل إلى موائد غالبية الشعب الجزائري…
هاذي فهامتي و هذا جهدي
Share this content:
إرسال التعليق