عبدالرحيم أبوصهيب :
عرف الديربي البيضاوي سجالا تكتيكيا جيدا من طرف مدربي الفريقين ; حيث دخل الوداد والرجاء بنهج تكتيكي متقارب بأربع مدافعين ولاعبي ارتكاز وصانع ألعاب وثلات مهاجمين، مع تفضيل فريق الرجاء البيضاوي التركيز خلال الشوط الأول على الجهة اليسرى من خلال ميلان الحافيظي لاستلام الكرة ومحاولة اللعب خلف العملود لتسهيل دخول الرحيمي الى مربع العمليات أو التمرير الجانبي في اتجاه مالونغو، وهو ما دفع اللاعب جبران إلى مساندة العملود.
أما فريق الوداد البيضاوي فقد ظل مخلصا لنهجه المعتاد مع البنزرتي وذلك بالتراجع للدفاع في نصف الملعب والاعتماد على المرتدات واستغلال حسن استقبال الكعبي للكرة وانتظار صعود اوناجم ومؤيد اللافي، وهو مامنح الوداد تفوقا طفيفا خلال الجولة الأولى ،لكن أهم عامل منح الوداد التفوق التكتيكي خلال الشوط الاول هو قدرة اللاعب المودن على تكسير هجومات الرجاء مباشرة بعد خط الوسط حيث قام بالتغطية خلف وسط الميدان المتراجع للخلف وهو ماتسبب في حصوله على ورقة صفراء، هاته العوامل جعلت فريق الوداد يصل إلى مرمى الرجاء مرتين عن طريق ضربات ركنية من تسجيل كل من العملود وأشرف داري.
ومع خروج اللاعب أوناجم للإصابة تغيرت الموازين، خصوصا خلال الشوط الثاني فدخول اللاعب مسوفا لم يقدم أي إضافة للوداد وساهمت تغييرات السلامي في زيادة استحواذ فريق الرجاء البيضاوي على الكرة ومحاولة البناء من الخلف عن طريق محسن متولي الذي دخل خلال الشوط الثاني، ورغم ان التغيير كان ايجابيا من حيث امتلاك الكرة إلا أنه تسبب في بعض الفوضى التكتيكية كذلك ;حيث اختفى اللاعب الحفيظي تماما، ولم يعد هناك نهج واضح للهجوم سواء بالاختراق من العمق أو اللعب على التمريرات الجانبية، كما أن التراجع الكلي لعناصر الوداد صعب مأمورية لاعبي الرجاء، ورغم ذلك تمكن لاعبوا الرجاء من تهديد مرمى التغناوتي لكن دون جدوى، لينتهي اللقاء بانتصار الوداد بهدفين لصفر.
انتصار الوداد بهدفين لصفر لا يعكس زخما تكتيكيا أو تفوقا كبيرا للبنزرتي على السلامي بقدر مايعكس عملا كبيرا على الكرات الثابتة التي أصبحت مكونا هاما من مكونات كرة القدم الحديثة.
ليطرح السؤال بعد هاته المقابلة : هل يدخل السلامي مسلسل الإقالات؟
Share this content:
إرسال التعليق