كفى من تشويه حملة إنسانية وطنية كبيرة ” ملحمة الملك والشعب “
متابعة يوسف الناصري
في اليومين الماضيين ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي مبالغات كثيرة في التطرق لحوادث هي في الحقيقة حوادث معزولة يراد من خلالها تكسير هذه الملحمة التاريخية التي أبهرت العالم …
التطرق بشكل مبالغ فيه لتلك الحوادث المعزولة من شأنه تبخيس كل الجهود في الوقت الذي يجب مضاعفتها ونحن على مقربة من فصل الشتاء ، والمتضررون من الزلزال في حاجة ماسة إلى المزيد والمزيد من المواد الغذائية الأساسية ، بخلاف ما يروجه بعض الفيسبوكيين على أنه أصبح هناك فائض من المساعدات ، وأن هذا الفائض أضحى هناك من يتاجر فيه او يتم رميه ، وهذه مجرد أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة حسب ما يرويه صحافيون وصحافيات يوجدون بعين المكان …
إن المساعدات التي تصل الى المناطق المتضررة من الزلزال لا يتم توزيعها بشكل عشوائي ولا توجه للأفراد مباشرة ، بل هناك تنظيم محكم لهذه العملية ، حيث أنها توجه لما يسمى بكبير الدوار او القبيلة الذي تثق فيه الساكنة ، ويتم التخزين إما في بيت كبير أو خيمة ، ويوزع ذلك بالتساوي حسب الاحتياجات …
وبالتالي لا يجب في هذا الصدد توقيف حملة التضامن وإرسال المواد الغدائية لمناطق الزلزال ، لأن الأمر لا يتعلق بأسبوع او أسبوعين أو ثلاث ، فإعادة الإعمار تحتاج الى وقت طويل ربما الى بضع شهور ، وهذا الحماس في التضامن يجب أن يستمر ولا يتوقف خصوصا وأن المواد الغدائية لها مدة صلاحية تمتد لشهور بمعناه أنها لن تفسد ، وجميل أن يكون هناك فائض خير من أن يكون هناك خصاص …
ما ينبغي الانتباه له أنه لا يجب التركيز على الحوادث المعزولة ونشر الأخبار الزائفة ، فعلى سبيل المثال يتم الترويج لأخبار تفيد أن هناك استغلال للطفلات ، والبعض خلق من الأمر ظاهرة ، وصار تهويل الأمر ، وهذا في ظني تتداخل فيه أطراف معينة أزعجها التلاحم الوطني ورفض المغرب مساعداتها ، فطبيعي أن تنتهج سبيل التهييج لاعداد تقارير حقوقية من طرف منظمات معينة تقوم بتمويلها ، تلك المنظمات ستستغل ما يتم ترويجه وبعدها تعد تقارير عدائية ضد المغرب ويتم استغلال ايضا بعض القنوات الأجنبية في ذلك ، ولذلك وجب الانتباه لهذا الأمر …
جميعنا بطبيعة الحال ضد استغلال البراءة والاستغلال بشكل عام ، لكن لا يجب أن نغفل بأن المناطق التي أصابها الزلزال توجد بها جميع الأجهزة الأمنية ( الأمن الوطني ، المخابرات ، الدرك الملكي ،الجيش ، السلطات المحلية ) ، وبالتالي من المستحيل أن يكون هناك شخص جالس في بيته وراء شاشة هاتفه ولديه معلومات من هذا النوع ، وكل الأجهزة لا تعلم شيئا …
وفي هذا السياق يتم ترويج أخبار زائفة من قبيل السرقات وإعادة بيع المواد الغذائية هناك ، فهذا فيه مبالغات كثيرة نظرا للتواجد الكثيف للدرك الملكي والعسكر ورجالات السلطة بمختلف الطرقات ، وكل مساعدة يتم جمعها من أي منطقة يتم رصدها من طرف السلطات المحلية بكل تراب اي عمالة ، ويتم تجميع معلومات عن كل الذين يوجدون على العربة التي تنقل تلك المساعدات ، وفي الطريق تكون المعلومات موجودة عند الدرك قبل وصول العربة سواء شاحنة او سيارة كبيرة ، وبالتالي من الصعب جدا أن تكون هناك سرقات من هذا النوع ، لأن هناك يقظة كبيرة (….)
أما الحوادث المعزولة المرتبطة ببعض من يسمون أنفسهم مؤثرين ، فوجب على النيابة العامة أن تقوم بتحريك مساطر ضد هؤلاء بخصوص الحق في الصورة ونشر صور اشخاص دون موافقتهم ، وعلى هؤلاء المؤثرين أن يعلموا بأن سكان تلك المناطق لهم خصوصياتهم ، وايضا عليهم احترام حرمة الموت وجلال اللحظة ، فالعيب كل العيب ان يتم استغلال النكبة لأغراض صبيانية ، ومن قدم مساعدة ما ، عليه أن يخلي المكان ويعود ادراجه…
وختام القول علينا جميعا أن نحافظ على الصورة الجميلة لهاته الملحمة التاريخية ، التي سيذكرها التاريخ بعنوانها الأبرز “ملحمة الملك والشعب ”
عزيز مومن المنسق الإقليمي لحزب الحركة الشعبية بعمالة مقاطعات ابن امسيك
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق