التجارة الثقافية و احتضار الحركة المسرحية:

مارس28,2021
IMG 20210327 WA0009

 

منصف الإدريسي الخمليشي

منذ أن أصاب العالم هذا ( الوباء) و المسرح يعاني و نحن على أبواب دخول الموسم الثاني بدون اشتغال, فالفنان أصبح سؤاله الأول و الأخير ” لماذا تغلقون المسارح؟” و مطلبه الأوحد ألا و هو ” اغلقوا المسارح” سؤالنا الأبرز في هذا المقال المقتضب ألا و هو لماذا هنا تجارة ثقافية؟ و احتضار للحركة المسرحية؟
يعتبر المسرح أحد القطاعات التي تجعل من الكائن الحي سوي نفسيا, إلا أننا نلحظ أن هناك تجار في الثقافة, المتاجرة هنا و هناك لا لأي سبب سوى أنه قطاع يدخله المتطفلون و لا يعيرون الاهتمام لأي مهتم.
المسرح كبناية أصبح مهجور في زمن ( الوباء) الذي أفشل كل الأنظمة, بل و حتى الحكومات التي استمرت في إجراءات الغلق, أخبروني, هل هناك مقهى بدون مباراة كرة قدم؟ هذا الأمر مثله مثل المسرح الذي تم فتحه و لكن بدون جمهور, فمن بين شروط ضمان فرجة جيدة هو وجود جمهور, بالجمهور تنتج طاقة كبيرة و يتم إنتاج إحساس, فنحن المسرحيين لا نحقد و لا نطمع أبدا, لأننا نحن أهل السلام ننشر السلام بين البشر أجمعين, عند الصعود إلى المسرح يتم نشر الرسائل الإيجابية و الابتعاد عن السوداوية.
لماذا تم تقسيم المسرح الذي يعتبر عمل جمعوي إلى فصائل و أحزاب فتم تحزيب هذا الأب, في الولايات المتحدة الأمريكية هناك الحزب الديموقراطي و الحزب الجمهوري, و بفعل حركات هنا في المسرح المغربي تم تأسيس حزبين و فصيلتين, فصيلة الاحتراف و الهواة, لماذا هذا التقاطع و القطيعة لأهل المسرح الذي تعتبر قوته في الوحدة و التماسك و التكافل.
منذ أن أصبح مفهوم الهواة و الاحتراف حاضرا تأخر المسرح المغربي و ظلت الحركة المسرحية هذا يطعن في ذاك, و لماذا هناك كثرة النقابات؟
ففي كل القطاعات عندما تكثر كثرة التنظيمات التي تدعي حماية المجال, يتم تهميشه, كما الشأن في التعليم الذي ينقسم لكثرة النقابات و نفس الأمر في المسرح.
إن المسرح كي يستعيد عافيته يحتاج إلى الوحدة, نجاحنا في وحدتنا هذا هو الشعار الذي يجب علينا أن نرفعه, لكي لا نكذب على أنفسنا فالمسرح كإبداع و ابتكار هو حاضر في كل الساحة العربية و الدولية, لكن نحن بحاجة إلى وضع الحجر الأساس على ما أسميه بالتكتل الوحيد ” مسرح” ليس هناك فرق بين الهواة و المحترفين و لا داعي لهذه التسميات” الفرق يجب أن يكون فقط في الالتزام و جودة العمل, لأن الابداع ليس هكذا, همنا هو الاصلاح, كيف يمكن لبعض المحسوبين على هذا المجال أن يتحكموا في الابداع و الابداع هو خلق الاختلاف.
المبدعون و المبتكرون وجب عليهم الاتفاق و الوحدة أولا لكي يكون الضغط على الساسة لكي تلبي نداءاتنا المتكررة, بالفعل تم رفع شعارات دائما و نادرا ما تنجح بعضها و لا نحقق الأهداف المرجوة, لأن هناك دائما اختلاف, أكيد الاختلاف لا يفسد للود قضية, و لكن الاختلاف الذي أقصد هنا هو أن كل واحد من المسرحيين يحاول أن يخدم مصلحته الخاصة و هذا الأمر الذي ينبذه المنطق الأرسطي و الأفلاطوني ما عدا إن كنت تطبق عوالم الرأسمالية, هنا يجب علينا أن نكون اشتراكيين, فالنضال الأوحد هو نضال الدفاع عن حقوق الفنان.
في موطن الفراعنة يعتبر الفنان موظفا, و يتم تأدية ثمن تكرار الأعمال على التلفاز, و لكن في المغرب الأقصى, يتم محاسبة المسرحي على كل كلمة يتفوه بها بل و لازالت الرقابة و كأننا نزال على عهد تازمامارت.
الحركة المسرحية تحتضر, نعم كيف لا و هناك ضرب في المصالح و طعن في القدرات و المؤهلات و قمع للفئة النشيطة التي تعتبر هي إحدى مكونات الجيل المقبل, بالشباب سيظل هذا الفن مستمر, و لو رحل الرواد بارك الله في عمرهم, سنبقى نحن المناضلين و لكن يجب على الدولة أن تسير على نهج الديموقراطية, و إلغاء كافة شروط البيروقراطية.
كل مبدع من حقه أن يحصل عل جلسة استماع لشرح و تفسير و تقديم ما يراود خيالاته من أفكار, سواء أ كانوا شبابا أم شياب.
الوحدة و الاختلاف هي صنيعة الائتلاف و لكن يجب أن نصمد و ندافع على جميع الحقوق التي هضمت, كفى من تهميش الثقافة و الأدب و المسرح و الفن, نحن نبحث عن الاختلاف لتحقق الوحدة.

 

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة رأي مع الحدث

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *