مع الحدث لحسن المرابطي
يُعَدُّ مشروع الطريق السيار الرابط بين مراكش وفاس عبر بني ملال وخنيفرة من أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تسعى المملكة المغربية إلى إنجازها لتعزيز البنية التحتية وتطوير الشبكة الطرقية. يهدف هذا المشروع إلى تقليص المسافات الزمنية بين المدن الرئيسية، وتحسين السلامة الطرقية، وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق التي يمر بها.
يمتد هذا الطريق السيار على طول حوالي 420 كيلومترًا، ويربط بين مدن مراكش، بني ملال، فاس، ومكناس، كما يمر عبر مدن وقرى مهمة كقلعة السراغنة، خنيفرة، مريرت، وأزرو. وتُقدَّر تكلفة إنجازه بحوالي 28 مليار درهم، ما يبرز حجم الرهان الذي تضعه الحكومة على هذا المشروع كقاطرة للتنمية الجهوية والمجالية.
من بين الأهداف الأساسية التي يسعى المشروع لتحقيقها، تقليص الفوارق بين الجهات وتعزيز التواصل بين المناطق الجبلية والوسطى والمراكز الاقتصادية الكبرى، ما من شأنه المساهمة في خلق توازن تنموي يخدم مختلف جهات المملكة.
كما يُرتقب أن يساهم المشروع في تحفيز النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص شغل جديدة وإشراك المقاولات الوطنية، خاصة الصغيرة والمتوسطة، في إنجاز الأشغال المرتبطة به.
كذلك، يُنتظر أن ينعكس المشروع إيجابًا على الجذب السياحي، دون إغفال أهميته على مستوى السلامة الطرقية، من خلال تقليل الضغط على الطرق الوطنية الحالية والحد من حوادث السير، وهو ما سيحسّن من ظروف التنقل ويعزز الثقة في شبكة الطرق بالمملكة.
أعلنت وزارة التجهيز والماء عن انطلاق الدراسات الأولية الخاصة بالمشروع، مع التأكيد على أهميته في ربط المدن الكبرى وتيسير التنقل بين مختلف الأقاليم. ويأتي المشروع ضمن المخطط الوطني المديري للطرق السيارة في أفق 2025، الذي يشكل حجر الزاوية في استراتيجية المغرب لتطوير بنيته التحتية الطرقية.
ورغم ما يحمله المشروع من آفاق واعدة، إلا أن تساؤلات عدة تُطرح بشأن الآجال الزمنية لإنهاء الدراسات التقنية، وموعد انطلاق أشغال الإنجاز، ثم مدة التنفيذ. وتبذل الجهات المعنية جهودًا متواصلة لتسريع وتيرة هذا المشروع وتحقيق أهدافه في أقرب الآجال.
إن الطريق السيار الرابط بين مراكش و محور مكناس فاس عبر بني ملال وخنيفرة يُمثّل منعرجًا حاسمًا في مسار تنمية المناطق الجبلية والوسطى للمملكة. فهو ليس مجرد طريق، بل مشروع هيكلي طموح يروم خلق دينامية جديدة في الفضاءات الداخلية، وتحقيق التوازن المجالي، وترجمة رؤية المملكة نحو تنمية مستدامة وشاملة.
تعليقات ( 0 )