القوات المسلحة الملكية المغربية تُخلّد الذكرى 69 لتأسيسها: مسيرة ولاء وتحديث في خدمة الوطن

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر

تُخلّد المملكة المغربية، اليوم الثلاثاء 14 ماي 2025، الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، وهي مناسبة وطنية راسخة في وجدان المغاربة، لاستحضار التضحيات الجسام التي قدمها أفراد هذه المؤسسة العريقة في سبيل الدفاع عن وحدة الوطن، وصون أمنه واستقراره.

ويأتي تخليد هذه الذكرى تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الذي ما فتئ يولي عناية خاصة لتحديث وتطوير هذه المؤسسة ذات البعد الاستراتيجي.

جيش التحرير… النواة الأولى للجيش النظامي

تأسست القوات المسلحة الملكية المغربية في 14 ماي 1956، مباشرة بعد الاستقلال، من عناصر جيش التحرير والمجندين المغاربة الذين سبق لهم الخدمة في الجيوش الفرنسية والإسبانية.
وقد شكلت هذه الخطوة بداية بناء جيش وطني احترافي، حيث تم إنشاء أولى الوحدات النظامية وتأسيس البنية القيادية تحت إشراف المغفور له الملك محمد الخامس.

في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني، عرفت القوات المسلحة تطوراً نوعياً شمل التكوين، التسليح، وبناء عقيدة عسكرية واضحة. واستمرت هذه الدينامية بشكل متسارع في عهد جلالة الملك محمد السادس، عبر إدخال التكنولوجيا الحديثة، تعزيز القدرات اللوجستية، وإطلاق مشاريع تصنيع عسكري محلي.

مهام متعددة تتجاوز الطابع العسكري

1. حماية السيادة والوحدة الترابية

تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية، خاصة في المناطق الجنوبية للمملكة.

المساهمة في دعم الأمن الوطني ومحاربة التهديدات غير التقليدية كالإرهاب والتهريب.

2. المشاركة في مهام حفظ السلام الدولية

تتمتع القوات المسلحة الملكية بسمعة متميزة على الصعيد الدولي، بفضل مشاركاتها في عدة بعثات أممية، من بينها:

بعثة MONUSCO في الكونغو الديمقراطية.

بعثة MINUSCA في إفريقيا الوسطى.

مشاركات سابقة في كوسوفو، الصومال، وهايتي.

3. أدوار إنسانية وتنموية

تدخلات فعالة أثناء الكوارث الطبيعية، مثل زلزال الحوز (2023)، حيث ساهمت وحدات الجيش في الإغاثة، الإنقاذ، وإقامة المستشفيات الميدانية.

دعم المنظومة الصحية خلال جائحة كوفيد-19، بتوفير مراكز التلقيح والمساهمة اللوجستية.

إنجاز مشاريع تنموية في العالم القروي، تشمل بناء الطرق، المستوصفات، والمنشآت التعليمية.

جيش متجدد ومواكب للتحولات

تحديث العتاد وتعزيز التصنيع الدفاعي

تطوير الأسطول الجوي عبر اقتناء طائرات F-16 وتحديثها، وصفقات مستقبلية لطائرات بدون طيار ونُظم رصد ذكية.

تعزيز البحرية الملكية بفرقاطات حديثة، مثل فرقاطة “محمد السادس” من نوع FREMM.

دعم الصناعة الدفاعية المحلية عبر “المديرية العامة للأسلحة” وشركات مغربية بدأت إنتاج مكونات عسكرية.

تكوين عالي المستوى وشراكات دولية

تكوين الضباط في مؤسسات مرموقة مثل الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس ومدرسة القوات الجوية بالقنطرة .

شراكات مع دول كبرى من ضمنها الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، وبلدان إفريقية.

مشاركة في مناورات مشتركة أبرزها “الأسد الإفريقي”، أحد أكبر التدريبات العسكرية في القارة.

الذكرى 69: تكريم مستحق وتجديد العهد

تشهد مختلف الثكنات والوحدات العسكرية اليوم احتفالات رمزية، تتخللها:

مراسيم رفع العلم الوطني.

منح أوسمة الاستحقاق العسكري لعدد من الضباط وضباط الصف.

إحياء ذكرى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن.

فتح أبواب بعض المنشآت العسكرية أمام التلاميذ والطلبة والجمهور، لتعزيز الثقافة الوطنية حول دور الجيش.

الخلاصة: القوات المسلحة… درع الوطن وصوت الحكمة

في عيدها التاسع والستين، تواصل القوات المسلحة الملكية المغربية أداءها الاحترافي، وتثبت مجددًا أنها دعامة قوية للدفاع، التنمية، والسلم، سواء داخل الوطن أو خارجه.
تظل هذه المؤسسة مثالًا للانضباط والتفاني، وتجسد القيم العليا التي يقوم عليها المغرب: الولاء للعرش، والإخلاص للوطن، والتضحية من أجل استقراره.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)