تحولات عمرانية كبرى بعين السبع استعدادًا لمونديال 2030 مشروع TGV يربط البيضاء بملعب بنسليمان

مع الحدث / الدارالبيضاء عين السبع

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

 

تشهد منطقة عين السبع بمدينة الدار البيضاء دينامية عمرانية غير مسبوقة، في إطار مشروع استراتيجي يهدف إلى إنشاء خط جديد للقطار فائق السرعة (TGV) يربط العاصمة الاقتصادية بملعب بنسليمان الكبير، وذلك في سياق استعدادات المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030.

 

ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية شاملة لتحديث البنية التحتية للنقل، حيث يرتقب أن يربط الخط الجديد بين مطار محمد الخامس الدولي وملعب بنسليمان، الذي تُقدر طاقته الاستيعابية بحوالي 115 ألف متفرج، ما يجعله من بين أكبر الملاعب على الصعيدين القاري والعالمي.

 

في هذا الإطار، باشرت السلطات المحلية بعمالة عين السبع الحي المحمدي عمليات هدم واسعة شملت عدداً من الفيلات والبنايات الواقعة على المسار المخصص للقطار. وقد تمت هذه العمليات في أعقاب استكمال مسطرة نزع الملكية وتعويض المتضررين، وفق مقاربة قانونية اعتمدها المكتب الوطني للسكك الحديدية، سعيًا لضمان سلاسة التنفيذ وتفادي أي توترات اجتماعية.

 

ومع ذلك، عبّر عدد من سكان حي “كاكتوس” عن تذمرهم من ظروف تنفيذ عمليات الهدم، مؤكدين أنهم لم يتوصلوا بأي إشعارات رسمية أو تعويضات مالية. وأفاد بعضهم بأن أعمال الهدم طالت ممتلكاتهم بشكل جزئي دون أي اتفاق مسبق، مطالبين بإعادة النظر في الإجراءات المتخذة وضمان احترام حقوقهم المشروعة.

 

ويندرج هذا الخط الجديد ضمن شبكة القطارات الجهوية السريعة (RER)، التي تهدف إلى تسهيل تنقل الجماهير والوفود خلال البطولة العالمية، كما يُرتقب أن تُسهم في تعزيز الربط بين الدار البيضاء وبنسليمان، مما سينعكس إيجابًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة.

 

وبالتوازي مع هذا المشروع، رصدت الحكومة استثمارات ضخمة تناهز 600 مليون درهم لتأهيل المحاور الطرقية المؤدية إلى ملعب بنسليمان، من خلال إنجاز أربعة مقاطع حيوية، تشمل تثليث الطريق الإقليمية 3308، وإنشاء ممرات تحت أرضية عند البدال الشمالي، وتثنية الطريق 3323، وتهيئة الطريق 3304 في اتجاه المنصورية، إلى جانب توسيع الأشغال لتشمل الطريق الجهوية 313.

 

ويُعد هذا المشروع الطموح ركيزة أساسية ضمن تحضيرات المغرب لتنظيم كأس العالم 2030، ويجسد إرادة المملكة في مواصلة تحديث بنياتها التحتية وتعزيز تموقعها كوجهة عالمية لتنظيم التظاهرات الكبرى. غير أن تحقيق هذا الهدف الطموح يبقى رهينًا بمدى قدرة السلطات على التوفيق بين متطلبات التنمية وحقوق الساكنة المتضررة.

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)