تفشي العنف بالسكاكين في المغرب.. بين فوضى الواقع وتأثير الدراما

بقلم: حسيك يوسف

أصبحت مشاهد العنف باستعمال السكاكين الكبيرة الحجم جزءًا مؤسفًا من الواقع اليومي الذي يعيشه المواطن المغربي، وهو ما أكدته مؤخراً واقعة توقيف شاب يبلغ من العمر 23 سنة بمنطقة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، متورط في سرقة بالعنف استهدفت سيدة بالشارع العام، في حادثة وثقها مقطع فيديو أثار غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وقد أعادت هذه الحادثة فتح النقاش حول تزايد الجرائم المرتبطة بالأسلحة البيضاء، لا سيما السكاكين الكبيرة التي أصبحت تظهر بكثافة في المسلسلات المغربية والأفلام القصيرة المنتشرة على المنصات الرقمية، والتي – حسب فاعلين في المجتمع المدني – باتت تشكل عامل تطبيع مع مظاهر العنف، وتؤثر بشكل خطير على فئة الشباب.

 

المواطن المغربي لم يعد يكتفي بمتابعة هذه الجرائم بصمت، بل بات يُعبر عن استهجانه وقلقه من تفشي ظاهرة التسلح في الشارع العام، مطالباً بردّ حازم من السلطات، وتفعيل عقوبات صارمة في حق الجانحين، إلى جانب دعوات موجهة لوزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي من أجل مراجعة مضامين الأعمال الفنية، والحد من الترويج غير المسؤول لمشاهد العنف.

في ظل هذا الوضع، تبدو الحاجة ملحة إلى مقاربة شاملة تجمع بين الردع الأمني والتحصين الثقافي والتربوي، حتى لا يتحول العنف إلى مشهد مألوف، والسكين إلى “بطاقة عبور” نحو الشهرة الرقمية والخراب المجتمعي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)