حين تختلفان أحسنا إختيار الميدان

يوليو1,2024
IMG 20240630 WA00621

عبد الحق إگوديان Mantova. ايطاليا

من حكم السنين.
من السلوك المؤذي والذي يعكس غياب الحكمة والتبصر وغلبة التهور والعجلة، ومجتمعاتنا لاينقصها بارود الحروب المجتمعية ، فهي حقول ألغام ، يحسب كثير من أفرادها كل صيحة عليهم ،فحين يختلف اثنان أو مجموعة، ينويان ينوى تصفية الحساب خارج الميدان الشرعي المعتبر على منصات التفاصل ،فيُستبدل الحوار المباشر لتدبير الخلاف، باللجوء إلى منصات التواصل، بالغمز واللمز، والمباشرة حينا، فيُكْشف ماستره الله،وعاقبة هذا وآثاره، أن يخرج الخلاف من الحل، ويضيع بين أهواء الناس وتدخلاتهم، وهم أنفسهم عاجزون عن حل قضاياهم، فيكثر اللغط، وينتقل الإختلاف إلى خلاف، ويحل التباغض ، ويتوارى الحل ، وهو أمر مشاهد بالتيكتوك واليوتيوب والفيسبوك، فتنطلق حرب ضروس بأسلحة أرض -جو -بحر -نت، ويتراقص البُلَهاء الفارغون سعداء بشريط مشاهدة يطبخون به طاجين الغيبة والنميمة والوقيعة، ويُزْجون وقتهم المعطل، وهكذا يفقد الزوجان أوراق الحل الرابحة والمؤجلة، وتنقطع الأرحام بين الناس إخوة وأخوات، لأن أحدهم أو كلهم، لديه مرض سَلَسِ الكلام ، فلايستطيع رد ما في قلبه كمن يدافع الأخبثين، فيفضلون جزئيات الخلاف فالقصف غمزا أو لمزا أو مباشرة وهذا يحدث من الحمقى ومن يطلب شهرة عابرة تزول مع أول منشور مكتوب أو مرئي، وهم كالأحول الذي تطوع للجيش، فمنحوه شرف القصف العشوائي، وقد آليت على نفسي ، ألا أخوض مع الخائضين ، ولا أرد على أي قصف فوق الماء وتحته ، ولا أضيع شحن بطاريتي في القيل والقال وكثرة السؤال ، وأن أحسم أي خلاف إن وجد بالحوار وجها لوجه ، ومن علمت أنه غماز هماز لماز، ننصحه ، فإن لم يرتدع ، فالحظر وسلة المحذوفات، ومعها عفو ، لرغبتنا فيما عند الله ، ولكن لن نحبس أنفسنا في الحسرة ،ولله عاقبة الأمور.
شرف الكلمة قبل حريتها، أقدامنا في الأرض وقلوبنا في السماء
عبد الحق إگوديان
Mantova 30/06/2

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *