هاذي فهامتي و هذا جهدي ” إلى أين يسير العالم “

يونيو28,2024
350 ١

فريد حفيض الدين

إلى حدود الساعة لا يمكن التكهن لما سيكون عليه مستقبل العالم في قادم السنوات، ولو أن كل المؤشرات توحي أننا ذاهبون نحو الأسوء، حتى لا أقول نحو المجهول.
تكفينا نظرة إلى خارطة العالم الجيو إستراتيجية والسياسية، لنجدها مشتعلة، وتنذر بكوارث قد تعصف بمستقبل العالم، والاجيال القادمة.
حروب هنا وهناك، صراعات إقليمية تمتد لعقود، مشاكل حدودية بين معظم دول العالم، نزاعات حول منابع المياه، نعرات قبلية، وحروب أهلية، حقد وعنصرية داخل المجتمع الواحد، وقس على ذلك من مشاكل لا حصر لها. وحده قطاع الإنفاق الحربي والعسكري من لا يعرف أزمات. ويبقى الصراع في الشرق الأوسط، والغزو الروسي لاوكرانيا من أهم بؤر التوثر في العالم، بل فيهما تهديد جدي للأمن والسلم العالميين.
يقع كل هذا في ظل أوضاع اقتصادية جد متأزمه، لم تنجو منها حتى الدول المتقدمة. ولعل مخلفات وباء كورونا لا زال جاثما عل الإقتصاد العالمي. الدليل، هو استمرار إرتفاع مستويات التضخم، ما يؤثر على اسعار كل المواد والمنتجات الغدائية والفلاحية و تدهور للقدرة الشرائية لدى المستهلك، مع ارتفاع معدلات الفقر، وانتشار البطالة والجريمة عبر العالم.
كل هذه المعضلات الاقتصادية والاجتماعية، ينضاف إليها مشكل التغييرات المناخية، التي تؤدي الى ارتفاع لدرجات الحرارة، وتبخر مياه المحيطات، وحدوث عواصف غير متوقعة تعصف بالمنتجات الزراعية حتى داخل الدول المعروفة باعتدال طقسها، وغزارة انتاجيتها، ما يبشر بانتشار المجاعة خاصة بالقارة الأفريقية.
أمام هذه الأوضاع تقف الدول والمنظمات الدولية عاجزة عن تدبير الأزمات الاقتصادية والبيئية، بما في ذلك هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة. مجلس الأمن بدوره يعجز عن وقف كل هذه الحروب، ويظل رهينا للقوى الخمس ذات حق الفيتو التي تسيطر على قراراته، وتوجهه حسب مصالحها الاستراتيجية على حساب السلم والأمن في العالم.
خلف الستار، نجد ان الولايات المتحدة الأمريكية هي من تدير خيوط اللعبة بما تراه ملائما لمصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل، وليذهب الجميع إلى الجحيم. بل أكثر من ذلك، أمريكا هي من تقف وراء الحرب الروسية على أوكرانيا بهدف إضعاف الروس، وإفشال أي تحالف لها مع الصين المنافس الرئيسي لها على ريادة العالم في المستقبل. من أجل هذا دفعت أمريكا كذلك بحلفائها ومعهم حلف الناتو لدخول الحرب الروسية الاوكرانية لاضعاف الجميع وبقاء تبعية اوروبا لها. نفس الدور تقوم به في الشرق الأوسط من خلال إسرائيل، وابتزاز دول الخليج بواسطة إيران.
أمريكا تشعل الحروب خارج حدودها لتستمر في اضعاف البعض وابتزاز البعض الآخر، مع ضمان سيطرتها على مبيعات الأسلحة في العالم.
لكن إلى متى سيضل الأمر على ما هو عليه ؟
أظن أننا على أبواب قيام نظام عالمي جديد بدأت ترتب له الولايات المتحدة الأمريكية منذ أحداث الحادي عشر من شتنبر 2001 لضمان سيطرتها على العالم.
ما أخاف هو أن قيام نظام عالمي جديد مرهون بقيام حرب عالمية ثالثة، كما كان عليه الحال إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهذا أمر غير مستبعد.
لا تسألوني عن دور وتأثير الدول العربية والإسلامية، لأنها ببساطة خارج التغطية، حتى لا أقول خارج التاريخ…
هاذي فهامتي و هذا جهدي

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *