عامل إقليم أزيلال يعد بالاستجابة لمطالب ساكنة آيت بوكماز في غضون عشرة أيام

مع الحدث/ أزيلال

بقلم ✍️: مجيدة الحيمودي

 

أعلن ممثلو “انتفاضة الكرامة والعدالة المجالية” بآيت بوكماز، مساء اليوم الخميس، عن تعليق ما سُمِّي بـ“معركة الكرامة” بعد اجتماع مطوَّل مع عامل إقليم أزيلال، عبد الرحمين العلوي. اللقاء خَلُص إلى التزام السلطة الإقليمية بمعالجة الملف المطلبي للسكان داخل أجل لا يتجاوز عشرة أيام، مع برمجة زيارة ميدانية للعامل للاطلاع عن كثب على الأوضاع بالهضبة الجبلية .

وحسب بلاغ للجنة الإعلامية للمسيرة الاحتجاجية، فقد بدأ الحراك يوم الأربعاء 9 يوليوز بمسيرةٍ راجلة انطلقت من آيت بوكماز في اتجاه جماعة آيت امحمد، قبل أن تُستأنف صباح الخميس نحو مقر العمالة بمدينة أزيلال، قاطعةً عشرات الكيلومترات في تضاريس وعرة . وقد رُفِعت خلال المسيرة مطالب اجتماعية وتنموية وُصفت بـ“العاجلة” لتحسين شروط العيش في هذه المنطقة الجبلية التي تعاني، وفق المحتجين، من “تهميش مزمن”.

شملت لائحة المطالب التي قدّمها وفد الساكنة:

البنيات التحتية تهيئة الطريق الإقليمية الرابطة بين آيت بوكماز وآيت امحمد وترميم المسالك الثانوية

التربية والنقل المدرسي توفير حافلات للنقل المدرسي وبناء مدرسة جماعية تستوعب أطفال الدواوير المتفرقة

الصحة تعزيز المركز الصحي بالتجهيزات وبموارد بشرية قارة مع تدبير مستعجلات الولادة

الاتصالات تحسين تغطية الهاتف والإنترنت لفك العزلة الرقمية

الشباب والرياضة إحداث ملاعب للقرب وفضاءات ثقافية، وافتتاح مركز لتكوين شباب الجبل في مهن السياحة الإيكولوجية

الماء والحماية من الفيضانات بناء سدود تلية لحماية الهضبة من السيول الموسمية وضمان مخزون مائي مستدام

إستقبل عامل الإقليم  وفدًا من ممثلي الساكنة بحضور مسؤولي المصالح الخارجية، أكد – بحسب مصادر متطابقة – استعداده “غير المشروط” للتعاطي مع المطالب عبر جدول زمني قصير، موجها المصالح التقنية لإعداد تقارير مستعجلة وتحديد أولويات التدخل. كما دعا إلى تشكيل لجنة متابعة مشتركة بين الساكنة والسلطات الترابية لرصد تقدُّم الإنجاز وإيجاد حلول استعجالية للمطالب ذات الطابع الاجتماعي الملحّ .

تأتي احتجاجات آيت بوكماز في سياق سلسلة حركات اجتماعية متنامية تشهدها مناطق جبلية بالمغرب للمطالبة بتحقيق العدالة المجالية وتقليص الفوارق بين الحواضر والقرى النائية. وتعكس هذه التحركات—وفق ملاحظين—تحولاً لافتًا في أساليب الاحتجاج، إذ راهن سكان الهضبة على التنظيم السلمي والمسير الجماعي للفت انتباه الرأي العام الوطني إلى حجم الخصاص التنموي في الأطلس الكبير .

اتفقت الأطراف في خطوة قادمة  على عقد جلسة تقييم بعد مرور المهلة المحددة (عشرة أيام) للتأكد من مدى الالتزام بالتعهدات. وفي حال عدم إحراز تقدم ملموس، لوّحت اللجنة الإعلامية بإمكانية استئناف الأشكال النضالية “دون استثناء أي خيار سلمي”، بينما عبّر عامل أزيلال عن ثقته في “تغليب منطق التشارك والحوار” لإيجاد حلول عملية ومستدامة.

ننتظر إجراءات ملموسة تعيد الثقة إلى ساكنة آيت بوكماز. تعليق المسيرة ليس نهاية المطاف بل فرصة لإثبات جدية الدولة في إنصاف مناطقها الهامشية”، يقول أحد أعضاء اللجنة المنظمة، مبرزا أنّ الكرة باتت الآن في ملعب الأجهزة التنفيذية.

بخلاصة فٱن تعليق “معركة الكرامة” يُعدّ مكسبًا مرحليًا للحراك، ويضع السلطات أمام اختبار حقيقي لترجمة وعودها إلى مشاريع على الأرض. نجاح التجربة قد يشكّل نموذجًا يُحتذى في معالجة مطالب مناطق أخرى تعاني التهميش، فيما سيزيد أي تعثر محتمل منسوب الاحتقان ويوسع رقعة الاحتجاج الاجتماعي في الأطلس وغيره.

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)