عيد بطعم الهزيمة

يونيو16,2024
1718529046236

ذ / عبدالرحيم أزنزوم

كثيرة هي أشكال الحسرة والألم التي تجرعتها الأسر المغربية في بحثها عن أضحية عيد تحول من مناسبة دينية إلى حرب ضروس ، أبطالها فلاحين ومضاربين وعديمي ضمير في مواجهة المغربي البسيط والمحدود ، محدود الدخل والحيلة ، محدود الوسائل والحلول ، ليس له من أمره إلا الصبر وتجرع مرارة العجز.
إن أقسى أنواع الهزيمة هي تلك التي تجعل الرجل عاجزا تماما عن رسم الابتسامة على وجوه أبنائه وأسرته ، حيث أصبح اقتناء الاضحية وإحياء سنة الذبح تماما كالحج ، متاح فقط لمن استطاع إليه سبيلا ، فثمن الأضحية الجيدة والتي تصلح كهديةاليوم ، أضحى يساوي راتب شهر كامل من العمل لموظف أو أجير من الطبقة المتوسطة .
وإدا كان هذا حال متوسطي الدخل ، فأين يذهب الأجير والمياوم ومن يطلب قوت يومه كل يوم ، وهل له من أفق أو غد ؟
إن تكرار الهزيمة يؤدي بالضرورة إلى الانسحاب ، وسيأتي يوم ينسحب المواطن المغلوب فيه من سباق العيد ، فيصبح عدم شراء الأضحية أمرا عاديا بل ومحتوما ، ويتحول يوم النحر العظيم إلى يوم عادي لا فرحة فيه ولا عيد فيه ، وذلك ما نرجو أن لا نحضر فيه، لأن الحلم أن يجود الزمن بحكومة مواطنة قوية يكون المواطن أولويتها فيه ، وان لا تتركه بين مضارب ومسترزق وسفيه.
فدور الحكومات ليس تبرير الغلاء ولكن تحقيق الرخاء.

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *