مع الحدث :ذ لحبيب مسكر
شهدت مدينة تيانجين الصينية مشهدا لافتا خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، حيث ظهر قادة كل من الصين وروسيا والهند في صورة ودية وهم يتبادلون الضحكات والمصافحات، في رسالة دبلوماسية متعددة الأبعاد موجهة بالأساس إلى الغرب.
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين دخلا القاعة معا، ليلتحقا بالرئيس الصيني شي جينبينغ، في مشهد سرعان ما تحول إلى دائرة مغلقة بين القادة الثلاثة، تبادلوا خلالها كلمات قصيرة وابتسامات عريضة.
المحللون رأوا في هذا التقارب الرمزي أكثر من إشارة. فالتفاهم بين بوتين وشي عكس جبهة موحدة في مواجهة الولايات المتحدة، بينما أراد مودي التأكيد على أن الهند تملك بدائل وشركاء استراتيجيين، خصوصا في ظل التوتر التجاري مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفرض رسوم جمركية جديدة على بلاده.
القمة التي جمعت أكثر من 20 زعيما من آسيا الوسطى والجنوبية، منحت الصين وروسيا منصة لإبراز نفسيهما كقوتين بديلتين عن الغرب، خاصة مع دعوات شي جينبينغ للتصدي لـ«عقلية الحرب الباردة» ولـ«سياسات الترهيب». أما بوتين فاستغل المناسبة لاتهام الغرب بالمسؤولية عن الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أنه أطلع شي على تفاصيل لقائه الأخير مع ترامب في ألاسكا.
مودي، من جانبه، شدد على أهمية «التعددية وبناء نظام عالمي شامل»، وأظهر انفتاحا أكبر على الشراكة مع موسكو وبكين، حيث نشر على حساباته صورا تجمعه ببوتين، مؤكدا أن «1.4 مليار هندي يتطلعون إلى استقباله في نيودلهي نهاية العام».
مع ذلك، فإن هذا الاستعراض للوحدة يخفي في طياته توترات عميقة: نزاع حدودي مستمر بين الصين والهند، ومخاوف نيودلهي من الاعتماد على روسيا التي ترزح تحت وطأة العقوبات، إضافة إلى ريبة بكين من النفوذ الروسي المتزايد في كوريا الشمالية.
وبينما يحاول شي جينبينغ استغلال المنظمة لتعزيز موقع بلاده كقوة عالمية بديلة وشرعية، يرى الخبراء أن «الصور والرموز لا تكفي لتبديد التصدعات داخل مثلث الصين والهند وروسيا».
تعليقات ( 0 )