مأساة تهز زاكورة.. وفاة سيدة حامل ورضيعها على طريق الموت تكشف هشاشة المنظومة الصحية

مع الحدث / زاكورة

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

في حادث مأساوي هزّ الرأي العام المحلي، لقيت سيدة حامل تدعى قيد حياتها مريم، وتنحدر من دوار أولاد بيوسف بجماعة تمكروت إقليم زاكورة، مصرعها رفقة رضيعها مساء أمس الأحد، أثناء محاولة نقلهما من المستشفى الإقليمي بزاكورة إلى مستشفى سيدي حساين بناصر بورزازات، في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر طريق جبلية وعرة.

وبحسب معطيات محلية فقد وضعت الضحية مولودها عبر عملية قيصرية بمستشفى زاكورة، إلا أن الرضيع وُلد في حالة اختناق خطيرة، ما استدعى نقله بشكل عاجل إلى مستشفى ورزازات، الذي يبعد بحوالي 160 كيلومترًا، عبر منعرجات “أيت ساون” الشهيرة بخطورتها.

وفي الوقت ذاته تعرضت مريم لنزيف حاد بعد الولادة، بينما كان المستشفى يفتقر إلى طبيب التخدير، ما جعلها تلحق بطفلها في سيارة الإسعاف نحو ورزازات أملاً في إنقاذ حياتها. لكن رحلتها انتهت مأساوية، حيث فارقت الحياة رفقة رضيعها قبل الوصول إلى وجهتهما.

وتترك مريم خلفها طفلة في ربيعها الثالث، وقصة مؤلمة تلخص واقع معاناة نساء المناطق النائية في الجنوب الشرقي للمغرب، اللواتي يواجهن تحديات مضاعفة من أجل الحصول على حقهن الأساسي في الولادة الآمنة والرعاية الصحية اللائقة.

الحادثة التي خلفت صدمة عميقة في نفوس ساكنة تمكروت وزاكورة، أعادت إلى الواجهة النقاش حول عدالة توزيع الخدمات الصحية بين الجهات، وكشفت هشاشة البنيات الطبية في المناطق القروية، حيث يعاني المستشفى الإقليمي من نقص حاد في الموارد البشرية والتجهيزات الأساسية.

نشطاء حقوقيون ومدنيون اعتبروا في تصريحات متطابقة أن ما وقع “ليس حادثاً عرضياً، بل مأساة تتكرر في صمت كل عام”، داعين السلطات المعنية إلى “تدخل عاجل لإصلاح المنظومة الصحية بالإقليم، وإحداث مستشفى مجهز يستجيب للخصوصيات الجغرافية والاجتماعية للمنطقة”.

المأساة التي أنهت حياة أم ورضيعها في لحظة كان يفترض أن تكون عنوانًا للفرح، باتت جرس إنذار جديد يفرض إعادة النظر في أولويات القطاع الصحي، وضمان الحق في العلاج والولادة الآمنة لكل المغاربة، بغض النظر عن أماكن سكناهم.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)