مريرت تحتضن مبادرة شبابية طموحة للتشجير في أفق 2030

✍️ لحسن المرابطي

في مشهد يعكس روح الانتماء والمسؤولية البيئية، أطلق شباب مدينة مريرت، بإقليم خنيفرة، حملة تطوعية واسعة النطاق لغرس الأشجار في عدد من أحياء المدينة، في خطوة لقيت ترحيبًا واسعًا من الساكنة المحلية، واعتُبرت بمثابة انطلاقة فعلية لرؤية بيئية جديدة تواكب الدينامية التي يعرفها المغرب في أفق تنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2030.

مبادرة “شكرا”: من غرس الأشجار إلى غرس الأمل

بالنظر إلى ردود الفعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تغدق بالشكر للمبادرين بالحملة فقدأُطلقنا على المبادرة اسم “شكرا”، تعبيرًا عن الامتنان للأرض وللقيم النبيلة التي تحرك هؤلاء الشباب. المبادرة بدأت بإمكانات بسيطة لا تتجاوز فأسين ومجرفتين، لكنها تحمل طموحًا كبيرًا، كما قال “أسامة” أحد القادة المتطوعين:

أي شجرة كنغرسوها اليوم، غادي تعطي ظل وجمالية، وراحة البال للأجيال القادمة. يضيف مغرد ٱخر

الحملة شملت غرس أنواع مختلفة من الأشجار المحلية والمقاوِمة للجفاف، على امتداد الطرق والأزقة الرئيسية، وستستمر للأحياء السكنية، وبعض الشوارع التي كانت تفتقر للغطاء النباتي.

مريرت في أفق كأس العالم 2030

واحدة من أبرز الرسائل التي حملتها المبادرة، كانت الربط الذكي بين حماية البيئة والاستعداد الوطني لاستضافة كأس العالم 2030. حيث أكد أسامة، أحد المشاركين في الورش:

 

نطمح إلى خلق مدينة نموذجية، خضراء، ممتدة بظلال الأشجار، في” أفق تنظيم كأس العالم بالمغرب.”

 

ويُعتبر هذا التصور تعبيرًا عن وعي بيئي ريادي يسعى لجعل مدينة مريرت جزءً من مشروع التنمية المستدامة الذي ينخرط فيه المغرب، خاصة مع تزايد الحديث عن البعد البيئي للمدن المضيفة والمشاركة في هذا الحدث الكروي العالمي.

 

الساكنة تجاوبت بشكل واسع مع المبادرة، حيث انخرطت أسر وأطفال ومتطوعون من مختلف الفئات في عمليات السقي والمتابعة، فيما عبّر آخرون عن استعدادهم لدعم الحملة بما توفر من أدوات وإمكانيات بسيطة. ومع ذلك، لا يزال الشباب المتطوعون ينتظرون التفاتة من السلطات المحلية والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني، لتوفير الدعم اللوجستي وتشجيع المبادرة على التوسع والاستمرارية.

 

بدأنا بإرادتنا وإيماننا بالمدينة، ونأمل أن تُشجّعنا الضمائر الحية، سواء من المجتمع المدني أو من المجالس الجماعية – يقول أحد المتطوعين.

 

رغم التحديات المرتبطة بقلة الإمكانيات وغياب الدعم الرسمي في المراحل الأولى، يصر الشباب على مواصلة الحملة بوتيرة منتظمة، مؤكدين أن المبادرة ليست فقط عملاً بيئيًا بل “صدقة جارية” كما وصفها البعض، ستبقى شاهدة على حبهم لمدينتهم.

 

هذا، ويوصي المتطوعون بضرورة:

 

خلق شراكات مع المؤسسات المحلية والجهوية لدعم التشجير.

 

إدماج المدارس والجمعيات في عمليات التربية البيئية.

 

اعتماد برنامج سنوي للتشجير في مريرت.

 

إدراج المدينة ضمن المبادرات الوطنية المواكِبة لتنظيم كأس العالم 2030.

 

مبادرة التشجير بمريرت تُعيد رسم العلاقة بين الإنسان والمجال الطبيعي، وتفتح نافذة أمل نحو مدينة مستدامة، خضراء، تنبض بالحياة وتليق بموقعها في قلب الأطلس. إنها دعوة للجميع، مواطنين ومسؤولين، للانخراط في مشروع بيئي طموح قد يصبح نموذجًا يحتذى به على الصعيدين الجهوي والوطني.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)