مع الحدث
في لحظاتٍ من الحزن والأسى، ودعت الساحة النضالية والشغيلة أخا عزيزًا ومناضلاً فذًا، مصطفى بن الشرقي، الذي غادرنا إلى دار البقاء. لقد كان الفقيد رجلاً طيبًا وخلوقًا، كرّس حياته للنضال بإخلاص وتفانٍ من أجل حقوق الطبقة الشغيلة في معمل كوزيمار، ولم يتوانَ يومًا عن الدفاع عن قضايا العمال.
مصطفى بن الشرقي، المعروف بشخصيته النضالية الحقيقية، شارك بفعالية في المؤتمر الثامن عشر، حيث كان يناقش كل الأمور النضالية، خاصة تلك التي لم تكن تعجبه، بأسلوب حضاري ونقاشات بناءة. لم يكن الفقيد مجرد مناضل عادي، بل كان يتمتع بكفاءة عالية وأخلاق رفيعة، وتجربة نقابية وسياسية واسعة جعلته مرجعًا للعديد من زملائه.
لقد مارس مصطفى السياسة بأخلاق، مما أكسبه احترام الجميع. كان دائمًا على استعداد لبذل كل ما في وسعه من أجل تحسين أوضاع العمال، ودافع عنهم في كل المحافل بشجاعة وإصرار. إن وفاته تعد خسارة كبيرة ليس فقط لأسرته وأصدقائه، بل لكل من عرفه وعمل معه.
في هذه اللحظات الحزينة، نتوجه بالدعاء للفقيد مصطفى بن الشرقي، سائلين الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه مع الشهداء والصالحين. نطلب من الأخوات والإخوان الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
لقد ترك مصطفى بن الشرقي بصمة لا تُنسى في ميدان النضال العمالي، وستظل ذكراه حيّة في قلوبنا وعقولنا. سنواصل السير على دربه، مستلهمين من تجربته وعزيمته وإخلاصه، ساعين لتحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها حتى آخر لحظة من حياته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.