مع الحدث
المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر
تعيش مدينة لوس أنجلوس، كبرى مدن ولاية كاليفورنيا، على وقع توتر متزايد إثر احتجاجات تحولت إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، وسط قرارات فدرالية مثيرة للجدل زادت من حدة التصعيد.
الحرس الوطني في الشوارع ومواقف متضاربة
في خطوة وُصفت بـ”الاستفزازية”، دفعت الحكومة الفيدرالية بتعزيزات أمنية إلى شوارع المدينة، من ضمنها قوات من الحرس الوطني، في محاولة للسيطرة على الوضع الأمني. القرار قوبل برفض صريح من عمدة لوس أنجلوس، التي اعتبرته “تصعيدًا فوضويًا” من شأنه تعقيد المشهد أكثر، داعية إلى احترام حق التظاهر السلمي.
بالمقابل، أكدت شرطة المدينة أن الانتشار الأمني يهدف إلى حماية المنشآت الفيدرالية وضمان أمن المواطنين، فيما أوضحت القيادة الشمالية الأمريكية أن الحرس الوطني يعمل بتنسيق مع وزارة الأمن الداخلي لحماية الممتلكات والموظفين من أعمال الشغب.
صراع سياسي محتدم بين الولاية وواشنطن
لم يتوقف التوتر عند المستوى الأمني، بل امتد إلى سجالات سياسية حادة، بعد اتهام وزير الخزانة الأمريكي لحاكم كاليفورنيا بـ”التهرب الضريبي”، ردًا على تهديد هذا الأخير بحجب مستحقات الضرائب عن الخزينة الفيدرالية.
وفي تصعيد لافت، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدوره حاكم الولاية، واصفًا إياه بـ”غير الكفء”، وحمّله مسؤولية ما سماه “الفوضى المتفشية” في كاليفورنيا.
وزارة الأمن الداخلي دخلت على الخط، حيث توعّدت بإعادة “النظام” إلى لوس أنجلوس، إذا ما عجز المسؤولون المحليون عن ذلك، متهمةً العمدة بـ”حماية المهاجرين غير الشرعيين والمشاغبين على حساب أمن المواطنين”.
مواجهات مستمرة وغياب الحلول
الوضع في لوس أنجلوس لا يزال يتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث تواصلت الاشتباكات في عدة أحياء، مع استخدام مكثف للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي من طرف قوات خاصة تابعة لـFBI ودائرة الهجرة، دون أن يؤدي ذلك إلى تهدئة الأوضاع.
وفي تصريح لافت، قال ترامب إن “الإدارة المقبلة ستكون حازمة للغاية في فرض القانون”، ما اعتُبر تهديدًا واضحًا باستخدام مزيد من القوة، وسط مخاوف من تصاعد القمع وتقييد الحريات.
خلفيات الأزمة وسيناريوهات مفتوحة
تعود جذور هذه الأحداث إلى احتجاجات انطلقت بسبب قضايا مرتبطة بالهجرة والسياسات الاجتماعية، لكنها سرعان ما اتخذت طابعًا أكثر عنفًا، في ظل انقسام سياسي حاد.
وتبقى الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد، في وقت تتابع فيه الأوساط الدولية بقلق بالغ ما يجري في واحدة من أكبر وأهم الولايات الأمريكية، وسط تساؤلات عن قدرة المؤسسات على احتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.
تعليقات ( 0 )