بعد كارثة حريق سوق المسيرة.. والي جهة الدار البيضاء يدخل على الخط ويقترح مشروعًا بديلاً يرضي الحرفيين

مع الحدث الدار البيضاء حسيك يوسف

في تطور لافت عقب الحريق المهول الذي شهده سوق المسيرة بالدار البيضاء، والذي خلّف خسائر فادحة في صفوف الحرفيين، بادر والي جهة الدار البيضاء-سطات، السيد محمد امهيدية، إلى اتخاذ خطوات عملية لمعالجة الوضع، بعد زيارته الميدانية لموقع السوق رفقة عامل عمالة مولاي رشيد سيدي عثمان وعدد من المسؤولين.

الوالي عقد اجتماعًا مستعجلًا خلال ليلة الحريق بحضور ممثلين عن الحرفيين، الاتحاد العام للمقاولات والمهن السيد عبد المجيد رزقي، رئيس مقاطعة مولاي رشيد محمد جبيل، نائب عمدة الدار البيضاء مولاي احمد افيلال، وممثلة شركة العمران. اللقاء كان حاسمًا، حيث طرح خلاله الجميع الصعوبات المرتبطة بالمشروع القديم الذي انطلق سنة 2002 ولم يلبِّ تطلعات المهنيين، بسبب ضيق المساحات وعلو البناء الذي لا يتماشى مع طبيعة الأنشطة الحرفية.

وفي خطوة عملية، اقترح السيد امهيدية على ممثلي الحرفيين القيام بزيارة ميدانية لسوق الصالحين بمدينة سلا كنموذج يحتذى به. وبالفعل، توجه وفد يضم ممثلي القطاعات المهنية والنقابية إلى سلا، حيث تفقدوا السوق الجديد وأعربوا عن إعجابهم الكبير به، سواء من حيث التصميم أو التنظيم أو المساحة التي تراعي خصوصيات كل مهنة.

وعلى ضوء هذه المعاينة، أعلن السيد الوالي عن تكليف المهندس الذي أشرف على مشروع سلا بإعداد دراسة جديدة لمشروع سوق بديل بسوق المسيرة، مع منحه مهلة لا تتعدى 20 يومًا لتقديم تصور واضح ومفصل.

ومن المرتقب عقد اجتماع ثانٍ بعد الانتهاء من الدراسة، بحضور ممثلي شركة العمران، السلطات المحلية، المهنيين، وممثلي المقاطعة، من أجل الاتفاق على الصيغة النهائية للمشروع والانطلاق في تنفيذه.

هذه الخطوة لاقت ارتياحًا كبيرًا في صفوف المتضررين الذين انتظروا سنوات من الوعود، وها هم اليوم يرون بارقة أمل حقيقية لإنجاز سوق يحترم حاجياتهم، ويعيد لهم كرامتهم المهنية والإنسانية. كما أن تحرّك السيد الوالي، حسب تصريحات بعض الحرفيين، أبان عن نية جادة لحل هذا الملف المتأزم منذ سنوات.

الدار البيضاء، التي تنبض بالحياة، لا يمكن أن تستقيم إلا بكرامة حرفييها الذين يشكلون ركيزة أساسية في اقتصادها المحلي، وهذا ما بدأ يتحقق على أرض الواقع، بشراكة وتعاون بين السلطات، والمهنيين، ومؤسسات الدولة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)