الدكتورة صوفيا حين نطقت اللغة العربية….. ادهشت الجميع

في كل لقاءٍ علميٍّ اعتدنا أن نُصغي إلى صوت الدكتورة صوفيا وهي تُلقي محاضراتها بلغةٍ فرنسية أنيقة، تنساب كلماتها كما لو كانت مقطوعة من نسيج الفكر الأكاديمي الغربي. كان حضورها دائمًا يُفرض بالمعرفة، وبذلك الهدوء الممزوج بالصرامة، حتى خُيّل إلينا أنها لا تتقن سِوى لغة موليير.
لكن ما حدث في الندوة المنتظرة يوم 25 أكتوبر 2025 التي نظّمتها الرابطة، كان مفاجأةً تُدوَّن في الذاكرة. القاعة كانت تغصّ بالحضور، الوجوه متشوّقة والأصوات هامسة تنتظر بداية الحوار. وُجِّهت الكلمة إلى الدكتورة صوفيا فتهيّأ الجميع لسماع الفرنسية المعتادة… لكن المفاجأة الكبرى وقعت!
انطلقت كلماتها بالعربية عربيةٍ صافيةٍ رقراقةٍ كنبعٍ في أول انبثاقه. يا سلام على فصاحة اللسان! على وضوح النبرات وبهاء مخارج الحروف ونغمة البيان التي أسرت الأسماع لم تكن تلك مجرد لغةٍ تُنطق، بل روحٌ تُبثّ، وكأن الحروف تخرج من عمق الضمير لتقول لنا: «ما زالت العربية فيّ حية، نابضة، جميلة.»
كانت صوفيا في تلك اللحظة أكثر من أكاديمية. كانت شاعرة تتكلم بعقل، وأديبة تفكر بإحساس. حضرها لم يكن فقط علميًا، بل جماليًا وإنسانيًا أيضًا. في حضورها هيبة المعرفة وسحر الكلمة وصدق الشعور. وحين تتحدث، لا تسمع صوتًا فحسب، بل تُصغي إلى حضورٍ ناطقٍ بالجمال والبهاء.
كم كان مشهدها مؤثرًا وهي تمزج بين رصانة العالم وعذوبة المتكلمة بالعربية، وكأنها تُعيدنا إلى زمن الكلمة الموزونة، حين كانت اللغة تاجًا يُزيّن الفكر. لحظة كشفت لنا أن صفاء ليست فقط أستاذة في مجالها، بل صوت منير في فضاء اللغة والثقافة وأنها تحمل في داخلها جمالين: جمال الفكر وجمال البيان
ولعلّ أجمل ما تركته فينا تلك اللحظة هو الإحساس بالفخر بالعربية وبأنها ما زالت قادرة على أن تُدهش حتى من لا يتوقع منها المفاجأة إنّ الرابطة المغربية للصحة النفسية والعقلية تُعبّر عن فخرها وامتنانها للدكتورة صوفيا، التي منحت اللقاء العلمي نَفَسًا جديدًا وجمعت بين عمق الفكر وجمال التعبير. لقد كان حضورها إضافة نوعية أثرت النقاش وأبهرت الحضور بفصاحتها العربية التي تجلّت فيها روح الأصالة والإبداع
نُقدّر فيها تواضع العالمة وأناقة المثقفة وبهاء المتحدثة، تلك التي جعلت من الكلمة جسرًا بين اللغات، ومن العلم رسالة إنسانية تنبض بالصدق والجمال
فشكرًا للدكتورة صوفيا على هذا الحضور البهيّ الذي تجاوز التخصص العلمي إلى فضاء الثقافة والهوية واللغة، فكانت كعادتها، صوتًا يجمع بين صفاء الاسم وصفاء الروح

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)