Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي ثقافة و أراء

“قامات ومقامات أدبية”.. أمسية شعرية تحتفي بالإبداع المغربي بمراكش احتفاءً بعيد العرش

مع الحدث متابعة إبراهيم أفندي

بمناسبة عيد العرش المجيد والتي تصادف الدكرى 26 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش، تنظم جمعية الصداقة للتنمية والتواصل والمرصد الدولي للإعلام والدبلوماسية الموازية لجهة مراكش ٱسفي، وأكاديمية الأنطاكي الدولية الخاصة للتدريب والبحث والتنمية وتنمية القدرات أمسية شعرية : تحت عنوان :” قامات ومقامات أدبية “وذلك يوم 12 يوليوز 2025 بدار الشباب الكدية ابتداء من الساعة الخامسة مساء.

وحسب البلاغ الصادر عن المنظمين، ستعرف هذه الأمسية مشاركة عدد من الشعراء والفنانين،فضلا عن تكريم عددامن الشعراء المغاربة والأدباء والفنانين والأساتدة الجامعيين.ويتعلق الأمر ب:

الدكتور إدريس لكريني والدكتور عبد الإلاه كليل ،والدكتور عبد العزيز ساهر ،وفرقة الأرصاد الفنية .

ونخبةمن القامات الفنيةوالادبية والسياسية والاعلامية و الجمعوية التي بصمت الساحة المحلية والوطنية عبر مسيرتها،كل في مجال تخصصه.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

مكعب روبيك.. لعبة الذكاء التي تحوّلت إلى رياضة عالمية وتُنمي عقول الأطفال

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر 

 

رغم مرور أكثر من أربعة عقود على اختراعه، لا يزال مكعب روبيك يحتفظ بجاذبيته، مستفزًا العقول ومثيرًا لفضول الكبار والصغار على حد سواء. فهو ليس مجرد وسيلة ترفيه أو تحدٍّ للسرعة، بل يعد أداة تعليمية ذكية وأحد أبرز تمارين تنمية الذكاء العملي في العصر الحديث. يخال البعض أن حل هذا المكعب مسألة حظ أو صدفة، إلا أن الحقيقة تثبت عكس ذلك تمامًا، فحل المكعب يعتمد على الفهم والتحليل واستيعاب الخوارزميات الدقيقة، حيث تشكل كل حركة جزءًا من تسلسل منطقي منظم، بعيد عن أي عشوائية.

في عالم تغلب عليه الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على التكرار أو الحظ، يقدم مكعب روبيك تجربة قائمة على المنطق والتفكير الممنهج. إذ يُعد نموذجًا مصغرًا لمسار ذهني متكامل، يتطلب تحليلًا لكل حركة واستنتاجًا لما ستؤول إليه الخطوات التالية. ومع كل محاولة، يتدرب العقل على تطوير قدراته في التنظيم والاستراتيجية، مما يجعل من هذه اللعبة وسيلة فعالة لتقوية مجموعة واسعة من المهارات الذهنية.

وخلال استخدام الطفل للمكعب، يتعلم عددًا من القدرات الفكرية المتقدمة، أبرزها تنمية الذكاء المكاني من خلال تخيل تحركات القطع داخل فضاء ثلاثي الأبعاد، والتعامل مع المشكلات عبر تقسيمها إلى مراحل صغيرة يمكن معالجتها واحدة تلو الأخرى. كما يساعد المكعب على تقوية الذاكرة من خلال حفظ تسلسلات الحركات، ويعزز قدرة الطفل على التخطيط المسبق لتفادي الأخطاء، ويغرس فيه الصبر والتركيز كعنصرين أساسيين للوصول إلى الحل النهائي.

ولأن الأطفال في مرحلة بناء المهارات الأساسية، فإن مكعب روبيك يمثل خيارًا ممتازًا لهم. فهو يساعد على تحسين التركيز والانتباه للتفاصيل، ويطور التفكير المنطقي والتحليلي بشكل عملي وتفاعلي. كما يعزز الذاكرة البصرية والحركية، ويقوي التنسيق بين العين واليد، الضروري في الكتابة والرسم والأنشطة المدرسية. ومن خلال التحدي الذاتي، يتعلم الطفل الصبر والانضباط، كما تنمو ثقته بنفسه مع كل تقدم يحرزه في حل المكعب، حتى لو كان بسيطًا أو جزئيًا.

 

وعند التعمق أكثر في مهارات الحل، يجد الكثير من محبي هذه اللعبة أنفسهم ينتقلون إلى مستوى جديد من التحدي يُعرف بـ “السبيدكوبينغ”، وهو مجال تنافسي عالمي تُنظم له بطولات دولية، يتبارى فيها المتسابقون لتحقيق أسرع زمن ممكن لحل المكعب. في هذه المرحلة، تصبح سرعة الأداء ودقة الحركات عاملاً حاسمًا، إلا أن الفهم الذهني يبقى أساس كل إنجاز، لأن السرعة وحدها لا تكفي دون استيعاب عميق لتركيبة المكعب والخوارزميات المؤدية إلى حله.

في النهاية مكعب روبيك ليس مجرد لعبة عابرة، بل تجربة تعليمية ورياضية وعقلية متكاملة. هو بمثابة مدرسة متنقلة تُدرّب العقول على التحليل والتخطيط والانضباط، وتُعلّم الصغار والكبار قيمة العمل والمثابرة للوصول إلى الهدف. وعوض الانغماس في ألعاب رقمية سريعة الاستهلاك، فإن مكعبًا صغيرًا قد يكون المفتاح الحقيقي لفتح أبواب كبيرة نحو الذكاء والثقة بالنفس.

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء قانون

ندوة علمية بقلعة مݣونة تسلط الضوء على دور نواب أراضي الجموع في ظل المستجدات القانونية

محمد اوراغ

احتضنت المؤسسة الفندقية قصر وقيصر بمدينة قلعة مݣونة، صباح اليوم السبت 21 يونيو 2025، ندوة علمية نظمتها جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي (ATMDS)، حول موضوع:
“أي دور لنواب أراضي الجموع والجماعات السلالية في تمكين ذوي الحقوق من حق الانتفاع وتثمين العقارات السلالية في ظل المستجدات القانونية الجديدة؟”

وتأتي هذه الندوة في سياق الجهود الرامية إلى تعزيز قدرات الفاعلين المحليين، وخاصة نواب الجماعات السلالية، في فهم واستيعاب التغييرات القانونية التي عرفها تدبير أراضي الجموع، والتي تندرج في إطار الإصلاحات التي تباشرها الدولة في هذا المجال.
بعد استقبال المشاركات والمشاركين، أُلقيت كلمة افتتاحية باسم الجمعية المنظمة في شخص رئيسها كريم البناني ، رحب بالحضور، وأكدت على أهمية اللقاء في تعميق النقاش حول موضوع شائك وحيوي يرتبط بأملاك جماعية تهم فئة واسعة من المواطنين.

وقد تميزت الجلسة العلمية الأولى بتقديم أربع مداخلات علمية:

🔹 الدكتور محمد العربي، أستاذ القانون العام بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بتازة، قدّم عرضًا تأصيليًا حول الإطار المفاهيمي والقانوني للمستجدات المرتبطة بأراضي الجموع.

🔹 الأستاذ المهدي حمداوي، مدير مركز IMSTAP للدراسات، تناول في مداخلته معايير وشروط تعيين نواب الجماعات السلالية في ظل القوانين الجديدة، مع إبراز دورهم المحوري في تنزيل هذه الإصلاحات على أرض الواقع.

🔹 الأستاذ عمر بلحاج، محامٍ بهيئة الرشيدية، سلط الضوء على الإشكالات الجنائية المرتبطة بتدبير أراضي الجموع، انطلاقًا من تجربة ميدانية ملموسة.

🔹 الدكتور عبد العالي الفيلالي، أستاذ القانون العام بالكلية متعددة التخصصات بالرشيدية، ناقش أهمية التحفيظ العقاري والتحديد الإداري كأدوات قانونية لحماية أملاك الجماعات السلالية وضمان استدامتها.
تلت الجلسة العلمية استراحة قصيرة، بعدها فُتح باب النقاش والتفاعل، حيث ساهم الحاضرون بمداخلات وتساؤلات مست في عمق الإشكالات المرتبطة بالتدبير اليومي لأراضي الجموع، خاصة في ظل التفاوتات في التكوين القانوني والعملي لدى النواب.

وقد أجمع المتدخلون على ضرورة:
تكوين وتأطير نواب أراضي الجموع بصفة دورية.
إعمال مبادئ الحكامة والشفافية في تدبير الأملاك الجماعية.
تسريع وثيرة التحفيظ العقاري والتحديد الإداري لحماية الأراضي من النزاعات والاستغلال غير المشروع.
اختُتمت الندوة بكلمة ختامية عبّر فيها منظمو اللقاء عن شكرهم لكافة الحضور والمساهمين، مشددين على أن هذه الندوة تمثل خطوة أولى في مسار مواكبة الإصلاحات القانونية المتعلقة بأراضي الجموع، والدفع نحو تأهيل الكفاءات المحلية في هذا المجال.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

دورة تكوينية وورش فنية للأطفال والشباب بالمركز الثقافي لمدينة طانطان

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

ينظم المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، بالتعاون مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية وعمالة إقليم طانطان، دورة تكوينية وورشات فنية موجهة للأطفال، اليافعين، والشباب، وذلك من 16 إلى 18 يونيو 2025 بالمركز الثقافي لمدينة طانطان.

تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المشتركة بين الفاعلين الوطنيين والمحليين لتعزيز المشهد الثقافي والفني بالأقاليم الجنوبية، من خلال تمكين المشاركين من أدوات التعبير الفني وفتح آفاق جديدة للابتكار والتعلم. كما تهدف إلى ترسيخ قيم المواطنة والانتماء وتعزيز التعدد الثقافي عبر ربط الجوانب التربوية بالأبعاد الفنية والجمالية.

تنظم الورشات تحت شعار “إيزاداك خارج أسواره”، تأكيدًا على أهمية الفن والثقافة كركائز أساسية للتنمية المستدامة، والدور الحيوي للإبداع في بناء مجتمع منفتح ومتلاحم قادر على تحويل التنوع الثقافي إلى مصدر إلهام وتجديد.

تأطر هذه الورشات نخبة من الفنانين والخبراء في مجالات متنوعة، منهم:

الفنانة جليلة التلمسي

الفنان عبد الرحيم التميمي

الفنانة حنان العلام

الأستاذ الباحث عمر سعدون

الفنان سعيد عامل

السينوغراف طارق الربح

الوسيطة الثقافية مريم لحلو

ويشمل البرنامج ورشات متخصصة في:

الارتجال المسرحي

فن الحكي

التعبير الجسدي والرقص الفني

السينوغرافيا

الفن التشكيلي

وقد صُممت هذه الورشات لتلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية، في بيئة تفاعلية تشجع التعلم الجماعي، اكتشاف المواهب، وتنمية المهارات الإبداعية.

تمثل هذه الدورة خطوة عملية لتعزيز دور المراكز الثقافية كفضاءات للإبداع والتنشيط الثقافي والفني على المستوى المحلي، وتجسد التزام الجهات المنظمة بجعل الثقافة والفن محورًا أساسيًا في مسار التنمية، من خلال مشاريع تركز على الاستثمار في الطاقات الشابة وقدراتها على بناء مستقبل زاهر.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

النقيب أيوب الترابي مدافعًا عن الفنان المغربي: كفى استهانة بقيمته في “موازين”! مع الحدث متابعة :

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ أبو طه 

 

 

في موقف جريء ومعبّر وجه النقيب أيوب الترابي رسالة استنكارية، لإدارة مهرجان “موازين” وللجهة المنظمة والمشرفة على البرمجة الفنية، على خلفية التأخر المريب في الإعلان عن برنامج منصة سلا، المخصصة للفنانين المغاربة، وذلك قبل أيام قليلة فقط من انطلاق فعاليات المهرجان.

وتساءل النقيب الترابي في رسالته المفتوحة:

“لماذا لم يتم الإفراج إلى حدود الساعة عن برنامج منصة سلا؟” مشيرًا إلى أن هذا التأخير يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة عندما يتعلق الأمر بفنانين مغاربة ينتظرون هذه الفرصة للقاء جمهورهم، في وقت تُعلَن فيه برمجة باقي المنصات مسبقًا وتُمنح للفنانين الأجانب تغطية إعلامية واسعة.

واعتبر الترابي أن هذا الغموض في التعاطي مع البرمجة الخاصة بالفنان المغربي قد يكون انعكاسًا لسياسة ممنهجة للإقصاء، يتزعمها من يُسمى بـ”المدير الفني”، والذي يبدو أنه يتعامل مع منصة سلا كفضاء هامشي، لا كمنصة رسمية ضمن مهرجان عالمي يحمل اسم المغرب.

ووجه تساؤلًا مباشرًا للجهات المنظمة:

“ما هي القيمة المضافة للفنان المغربي إذا لم يتم الترويج لاسمه عبر الإعلام ومواقع التواصل الخاصة بالمهرجان؟ كيف له أن يصل إلى جمهوره؟”

في سياق حديثه، أكد الترابي أن المغرب، كدولة إفريقية عربية تتقدم بخطى ثابتة نحو الريادة في الميادين الثقافية والرياضية والفنية، لا يمكنه أن يحقق إشعاعًا حقيقيًا إذا استمر في تهميش طاقاته الإبداعية المحلية.

وأضاف أن الفنان المغربي بخلاف ما يُشاع، لا يُقاس عطاؤه بالمقابل المادي بقدر ما يُقاس بما يقدمه من حب ووفاء لجمهوره ولوطنه، مشددًا:

“كفى استهانة بقيمة الفنان المغربي!”

وفي ختام رسالته عبر النقيب الترابي عن أمله في أن تلقى هذه الدعوة آذانًا صاغية، مؤكدًا أن “البرنامج الوطني الفني” ليس فقط أجندة حفلات، بل خطوة ضرورية في سبيل خوض معركة نضالية فنية قادمة، هدفها إعادة الاعتبار للفن المغربي وصانعيه.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

تكريم ماجد التازي بمناسبة ذكرى ميلاد الأمير مولاي الحسن وافتتاح فرع “السنابل الوطنية” بسيدي البرنوصي

حسيك يوسف

في أجواء احتفالية مميزة، شهد حي سيدي البرنوصي بمدينة الدار البيضاء تنظيم حفل بهيج بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، تخللته لحظات مؤثرة تم خلالها تكريم السيد ماجد التازي، مدير أعمال عدد من الفنانين المغاربة، وذلك تقديراً لمسيرته المهنية ودعمه المتواصل للمجال الفني والاجتماعي.

وجاء هذا التكريم في إطار افتتاح فرع جمعية منظمة السنابل الوطنية بسيدي البرنوصي، وهي جمعية تهدف إلى دعم العمل الخيري والأنشطة الاجتماعية والتربوية لفائدة مختلف فئات المجتمع، وخاصة الشباب والنساء.

وشكلت المناسبة فرصة للعديد من الفاعلين الجمعويين والفنيين لتقديم شهادات في حق ماجد التازي، مشيدين بأخلاقه المهنية العالية، وحضوره الفعّال في الساحة الفنية، ودوره في دعم الفنانين والأنشطة الثقافية.

وعبّر ماجد التازي عن امتنانه لهذا التكريم قائلاً: “سعيد جداً بهذا الاعتراف الذي يحمل طابعاً وطنياً غالياً، تزامناً مع مناسبة عزيزة على قلوب المغاربة، ذكرى ميلاد سمو الأمير مولاي الحسن. هذا التكريم يُحفزني على مواصلة العمل والعطاء في سبيل الارتقاء بالفن وخدمة المجتمع.”

وقد اختُتم الحفل بمجموعة من الفقرات الفنية، قدمها فنانون مغاربة من مختلف المناطق المغربية، تأكيداً على دعم الجمعية للمواهب الصاعدة، وتشجيعاً للحوار بين الفن والعمل الجمعوي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

حين يغيب الضوء.. ندرك من أين كان يأتي النور

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر

في زحمة النشر اليومي وسط المقالات المتدفقة من كل حدب وصوب، قد لا نلتفت كثيرًا إلى من يسهرون خلف الستار ليخرج كل شيء في توقيته، بشكله، وبجودته. طاقم النشر، هؤلاء الجنود المجهولون، لا تُرى آثارهم بالبصر… لكنها تُحَسّ في كل نص، وتُقرأ في كل سطر.

لكن إن حدث وغابوا يومًا – لأي سبب – فحتما سنشعر بالفراغ. حينها فقط، سيظهر جليًا أن ما اعتدناه كأمر طبيعي، كان في الحقيقة ثمرة جهد دؤوب، وتفانٍ في العمل، وحرص لا يُرى.

لذلك قبل أن ننتظر الغياب لنُقدّر، دعونا نُعبّر من الآن: شكرًا لكم. شكرًا لأنكم، ببساطة، العمود الفقري لهذا الكيان الإعلامي. أنتم من تُلبِسون النصوص ثوبها، وتُخرِجونها إلى النور.

وقد لا تُرفع الأقلام بعد لكن إن رُفعت، فليكن في سطور الامتنان لكم. فأنتم – حقًا – الحاضر الذي لا يُرى، لكنه لا يُعوَّض.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

عين الرحمة تستغيث بين صخب العجلات وعواء الليل

مع الحدث

منقول عن « رمضان الجميعي »       

 

المواطن… ضحية لا تملك إلا أن تمضي حذرًا في أرضٍ تنذر بالخطر

في شوارع المدينة المتعبة تلك التي تتنفس الغبار وتعانق صمت الجدران القديمة، وفي حي عين الرحمة بالخصوص يسير المواطن كمن يمشي في حقل ألغام، لا يدري متى تندفع نحوه دراجة نارية كالسهم الطائش، أو يهاجمه عواء كلب جائع من زاوية الظل.

الدراجات_النارية… صرخة الحديد الطائش

ليست كل دراجة موتًا لكن كم من دراجة تحوّلت إلى سلاح؟عجلات صغيرة تسير بسرعة تفوق الحكمة، يقودها في الغالب شاب لم يتجاوز صباه، يظنّ الطريق ملعبًا، والسرعة بطولة. لا خوذة، لا رخصة، لا قانون… فقط صوت يشقّ الهواء، وزفير حار يخترق صدور الناس.

يمرّ أمام المدرسة فتضطرب قلوب الأمهات.

يخترق السوق فتتطاير قلوب العجائز.

يقفز بين السيارات كأنه لا يهاب الموت، ولا يعرف أن بين يديه حياةً قد تسقط بثانية طيش.

الكلاب_الضالة… حكايات الليل الغامض

وفي الطرف الآخر حين يغيب النهار، ويغفو الحذر في العيون، يبدأ الخطر الآخر بالعواء.

الكلاب الضالة… أولئك المساكين الذين أنجبتهم الأزقة، وربتهم النفايات، وعلّمتهم الخوف والعدوان.

ليست شريرة لكن الجوع حوّلها إلى كائنات مفترسة، والبرد جعل من لحم البشر حلمًا دافئًا.

يتسلّلون بين الازقة كالأشباح، يترصدون طفلًا يعود متأخرًا من درس، أو عجوزًا يحمل كسرة خبز في كيس.

عضّة واحدة تكفي لتشعل مأساة…

داء الكلب لا يمزح، والندم لا يعيد الزمن.

مواطن بين الخطرين… يبحث عن الحياة

ذاك المواطن الذي لا يحمل في يده سلاحًا، ولا يمتلك درعًا سوى صبره، يمشي بين هذين الخطرين، وهو يعرف أن القانون نائم، والمجتمع غافل، والمسؤول منشغل بخطابات الصباح.

هل يُعقل أن تصبح حياة الإنسان في وطنه رهن دراجة عابثة أو كلب جائع؟

هل ننتظر أن نُحصي الضحايا قبل أن نفيق؟

المسؤولية ليست كلمات في نشرة الأخبار، بل فعل حقيقي في الشارع، رقابة صارمة، وقلوب ترحم، وأيدٍ تمتد لتصنع الأمان.

في مدينة الطنطان رغم كل شيء، يجب أن يكون الأمن حقًّا لا حلمًا، وأن تُطفأ نار الدراجات الطائشة، ويُؤوى الكلب قبل أن يتحوّل إلى وحش.

فالإنسان في النهاية لا يطلب كثيرًا… فقط أن يسير آمنًا، من البيت إلى الرغيف، ومن النهار إلى المنام.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

وزير الاتصال الجزائري يثير الجدل و السخرية بإتهام المغرب بـ”سرقة الكسكس” خلال العشرية السوداء

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

أثار محمد ميزان وزير الاتصال الجزائري، جدلًا واسعًا بعد اتهامه المغرب بـ”الاستيلاء على طبق الكسكس” خلال العشرية السوداء التي شهدتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. وجاء التصريح خلال جلسة برلمانية بتاريخ 12 يونيو، حيث اعتبر الوزير أن المغرب استغل انشغال الجزائر بأزمتها الأمنية للسطو على رموزها الثقافية.

هذا الاتهام قوبل بسخرية واسعة، خاصة أن طبق الكسكس يُعد موروثًا مشتركًا بين دول شمال إفريقيا، وقد اعترفت به منظمة اليونسكو سنة 2020 كتراث غير مادي للجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا.

ويرى متابعون أن هذا النوع من التصريحات يكرّس الخطاب العدائي، ويبتعد عن أولويات الشعوب المغاربية الساعية إلى التعاون والتكامل بدل الخلافات المفتعلة.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

الحروب بالنيابة في القرن 21 لعبة الكبار فوق جثث الشعوب /إسرائيل تضرب في العمق الإيراني تصعيد غير مسبوق ينقل المواجهة من الوكلاء إلى الجبهات المباشرة

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر 

 

إسرائيل تضرب في العمق الإيراني: تصعيد غير مسبوق ينقل المواجهة من الوكلاء إلى الجبهات المباشرة

في تصعيد مفاجئ أعاد خلط أوراق المنطقة، نفّذت إسرائيل سلسلة من الضربات العسكرية الدقيقة ضد أهداف داخل العمق الإيراني، أبرزها منشأة نطنز النووية ومواقع في تبريز. العملية التي تمّت بطائرات مسيّرة وصواريخ موجهة لم تكن مجرد ردع تكتيكي، بل إعلان عن تحوّل خطير في طبيعة الاشتباك. إيران، التي لطالما خاضت حروبها بالنيابة عبر أذرعها في لبنان واليمن والعراق، وجدت نفسها هذه المرة في مرمى النيران المباشرة. مصادر ميدانية أكدت مقتل أكثر من عشرين جنرالًا من الحرس الثوري في هذه الهجمات، في أكبر ضربة نوعية لقيادتها منذ سنوات.

ورغم محاولات طهران التقليل من حجم الأضرار والتأكيد على عدم وقوع تسرب إشعاعي، فإن الصدمة بدت واضحة في ردود الفعل الإيرانية، سواء على مستوى الخطاب السياسي أو التعاطي الإعلامي. في المقابل، تسعى إسرائيل إلى فرض معادلة ردع جديدة، لا تعتمد فقط على المواجهة غير المباشرة، بل على توجيه ضربات استباقية في العمق الاستراتيجي لخصمها.

من منظور أوسع، يمكن اعتبار ما يجري اليوم بين إيران وإسرائيل امتدادًا لتكتيك “الحروب بالنيابة”، ولكن بصيغة أكثر جرأة. ففي الوقت الذي تتصاعد فيه المواجهات التقليدية في غزة وأوكرانيا والساحل الإفريقي، وتتعاظم أدوار الفاعلين من غير الدول، تختار إسرائيل الآن نقل المعركة إلى قلب طهران، مستفيدة من دعم استخباراتي غربي وصمت دولي مُريب.

هذا التصعيد الإسرائيلي يأتي في لحظة سياسية حرجة. إسرائيل تعاني داخليًا من أزمة اقتصادية خانقة واحتجاجات شعبية وتراجع كبير في صورتها الدولية بفعل مجازرها في غزة. فهل جاءت هذه الضربات للهروب إلى الأمام، وتحويل أنظار الرأي العام العالمي من حرب الإبادة في القطاع إلى “الخطر النووي الإيراني”؟ الاحتمال وارد بقوة، خصوصًا وأن بعض المحللين يرون في الهجوم محاولة لتصدير الأزمة الداخلية نحو الخارج.

الرد الإيراني ما زال يتسم بالحذر الشديد. فالدخول في حرب شاملة مع إسرائيل ليس في صالح طهران في الظرف الراهن، نظرًا للأوضاع الاقتصادية الهشة، والرغبة في تفادي مزيد من العزلة الدولية. لذلك، تتأرجح خيارات الرد بين التصعيد عبر الحلفاء مثل حزب الله والحوثيين، أو الاكتفاء برد رمزي سيبراني ودبلوماسي.

لكن الأهم أن ما يجري اليوم يُعيد تعريف مفهوم الحرب بالنيابة. لم تعد الحرب تُدار فقط عبر فصائل مسلحة أو وكلاء محليين، بل أصبحت تشمل ضربات مباشرة تخدم أهدافًا مركّبة: تعطيل مشاريع استراتيجية، إعادة تعريف الردع، وتوجيه رسائل سياسية عبر القنابل والصواريخ.

الحروب بالنيابة في القرن الحالي أصبحت أكثر تعقيدًا وتشابكًا. هي ليست فقط وسيلة لتفادي المواجهات المباشرة بين القوى العظمى، بل أداة للتحكم في مسارات التوازنات الدولية. الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وحتى قوى إقليمية كتركيا وإيران وإسرائيل، كلهم يستخدمون هذه الحروب لفرض النفوذ وتوسيع المجال الحيوي.

في إفريقيا، تتصارع قوى دولية عبر ميليشيات محلية ومجموعات متمردة. في أوكرانيا، تحوّلت الحرب إلى استنزاف مستمر لروسيا بتمويل وتسليح غربي. وفي آسيا، التوتر في بحر الصين الجنوبي وتايوان يُنذر بإعادة إنتاج نفس النمط عبر دعم جماعات أو حكومات تدور في فلك المحاور المتصارعة.

وبينما تجني الشركات العسكرية أرباحًا هائلة، وتختبر الدول العظمى أسلحتها وتكتيكاتها على أراضٍ ليست أراضيها، يبقى المدنيون هم الضحية الدائمة. في إيران كما في غزة، في السودان كما في أوكرانيا، يُقتل الأبرياء تحت شعارات كبرى: الردع، الأمن القومي، والاستقرار الإقليمي.

ربما تكون الحروب بالنيابة أقل تكلفة على الجيوش النظامية، لكنها أكثر فتكًا بالمجتمعات الضعيفة والدول الهشة. ورغم كل جهود الوساطة الدولية، فإن استمرار هذا النمط من الصراع يعني أننا نعيش في عالم تُدار فيه المعارك عن بُعد، بينما تُدفع الأثمان في الأزقة والمستشفيات والأسواق.

الخلاصة أن ما يجري بين إسرائيل وإيران الآن، وإن بدا كتصعيد محدود، قد يكون الشرارة التي تنقل الشرق الأوسط إلى مرحلة جديدة من الحروب. مرحلة لا يكتفي فيها اللاعبون الكبار بتحريك البيادق، بل ينزلون بأنفسهم إلى الميدان، ولو مؤقتًا، لرسم خرائط نفوذ جديدة… بالنار.