Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

Marrakech célèbre la plus grande Tangia au monde sur la place Jemaa El-Fna

 

Maalhadet

Rédaction ✍️ : Majida Elhaimoudi

 

Dans une ambiance festive mêlant traditions et convivialité, la ville de Marrakech a vibré ce week-end au rythme d’un événement culinaire inédit : la préparation de la plus grande Tangia marrakchie au monde, sur la mythique place Jemaa El-Fna, en présence de la police et d’un large public et sous l’œil attentif des médias nationaux et internationaux.

 

Organisée sous l’égide de l’Association des artisans de la Halqa pour le patrimoine et le spectacle vivant, cette manifestation s’inscrit dans le cadre des initiatives visant à valoriser le patrimoine culturel marocain, et plus particulièrement la richesse de la gastronomie traditionnelle locale.

 

Préparée dans un four en terre cuite monté pour l’occasion au cœur de la place, la Tangia géante a nécessité plus de 300 kilogrammes de viande de bœuf agrémentée d’épices locales typiques. L’événement a été rythmé par des animations artistiques, des spectacles de conteurs, de la musique folklorique et des performances d’artisans locaux.

 

L’initiative a suscité un fort engouement auprès des visiteurs marocains et étrangers, venus nombreux pour assister à la préparation de ce plat emblématique et le déguster gratuitement, dans un esprit de partage et de fête.

 

Les organisateurs ont souligné que cette manifestation ne vise pas uniquement à battre un record, mais aussi à transmettre un héritage culinaire ancestral, renforcer le sentiment d’identité culturelle et dynamiser l’économie touristique du centre historique de Marrakech.

 

À terme, les responsables ambitionnent d’inscrire cet événement dans le Livre Guinness des records et de le pérenniser comme rendez-vous incontournable du calendrier culturel de la ville ocre.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

مراكش تحتفي بأكبر طنجية في العالم في ساحة جامع الفنا

 

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

في أجواء احتفالية مفعمة بالأصالة والبهجة، شهدت ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، نهاية الأسبوع تنظيم تظاهرة فريدة تمثلت في إعداد “أكبر طنجية مراكشية في العالم”، محاطة بحماية أمنية و حضور جماهيري واسع وتغطية إعلامية وطنية ودولية.

ويأتي هذا الحدث الذي أصبح تقليدًا سنويًا في المدينة الحمراء، ضمن المبادرات الهادفة إلى تثمين التراث الثقافي المغربي والتعريف بفن الطبخ التقليدي، خاصة الطبق المراكشي الشهير “الطنجية”، الذي يُعد رمزًا من رموز المطبخ المحلي وموروثًا جماعيًا متجذرًا في الثقافة الحضرية لمراكش.

وبإشراف من جمعية “حرفيي الحلقة للفرجة والتراث”، تم إعداد الطنجية العملاقة في فرن تقليدي وسط الساحة، باستخدام ما يقارب 300 كيلوغرام من لحم البقر والتوابل المحلية الأصيلة، وسط أجواء احتفالية تخللتها عروض فنية وموسيقية، بمشاركة فرق فلكلورية وحكواتيين وصناع تقليديين.

وقد لقيت هذه المبادرة ترحيبًا كبيرًا من الزوار والسياح، الذين توافدوا من مختلف أنحاء المدينة وخارجها لمتابعة مراحل إعداد الطنجية وتذوقها، ما ساهم في تعزيز الجاذبية السياحية والثقافية لمراكش.

وأكد منظمو الحدث أن الهدف من التظاهرة لا يقتصر فقط على تحقيق رقم قياسي، بل يتعداه إلى ترسيخ قيم الهوية والانتماء، وتثمين الموروث المغربي الغني، وخلق دينامية سياحية واقتصادية في قلب المدينة العتيقة.

ويُنتظر أن يتم إدراج هذه التظاهرة مستقبلاً ضمن أجندة الفعاليات الرسمية للمدينة، مع السعي لتسجيلها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر طنجية أُعدت في العالم.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء فن

يوسف الجندي يتألق في سلسلة “bag” وتفاعل واسع مع دوره البوليسي

مع الحدث

بصم الممثل يوسف الجندي على أداء مميز، في مشاهده في السلسلة البوليسية الجديدة “BAG” وهي من إخراج إدريس الروخ ويتم عرضها على شاشة القناة الأولى مساء كل خميس.

وكانت الحلقة الرابعة التي بثت الخميس الماضي مميزة، أطل فيها الجندي بشكل مختلف عما كان يقدمه في أدواره السابقة، حيث تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع دوره في السلسلة، معتبرين أن الجندي قدم وجها ٱخرا من شخصياته المميزة، بعد أن قدم في السابق دور شرطي في الفيلم التلفزي الشهير “البرتقالة المرة”.

ويؤدي يوسف الجندي في سلسلة “فرقة مكافحة الجريمة” دور رجل شرطة إلى جانب العديد من الأسماء الفنية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات مجتمع

الفنان التشكيلي العلوي الإسماعيلي مصطفى يفتح نوافذ التأمل في معرض فني بالدار البيضاء

الفنان التشكيلي العلوي الإسماعيلي مصطفى يفتح نوافذ التأمل في معرض فني بالدار البيضاء

 

👈🏻 هند بومديان

 

الفنان التشكيلي العلوي الإسماعيلي مصطفى يبدع في معرض تشكيلي بالدار البيضاء تحت إشراف الأكاديمية الوطنية للثقافة والتنمية

في أجواء يطغى عليها الإبداع والتأمل، نظم الفنان التشكيلي المغربي العلوي الإسماعيلي مصطفى معرضًا فنيًا متميزًا بمدينة الدار البيضاء،  بمنصة الشباب الجيل الجديد الأدارسة بسيدي معروف،  وذلك تحت إشراف الأكاديمية الوطنية للثقافة والتنمية. المعرض قدّم للجمهور تجربة بصرية غنية، من خلال مجموعة من اللوحات التي تعكس مسارًا فنيًا ناضجًا ومتفرّدًا، جمع بين الجرأة في الأسلوب وعمق المضامين.

تميّز المعرض بحضور واسع لنخبة من عشاق الفن التشكيلي، والنقاد، والمهتمين بالشأن الثقافي، حيث أثارت اللوحات المعروضة تفاعلات متعددة لما تحمله من توليف بصري بين التعبير التجريدي والرمزية، في معالجة تشكيلية استلهمت مواضيعها من الثقافة المغربية، والهوية، والتغيرات الاجتماعية والروحية التي تطبع حياة الإنسان المعاصر.

وفي تصريح بالمناسبة، أوضح الفنان العلوي الإسماعيلي مصطفى، وهو ابن مدينة الدار البيضاء، أن هذا المعرض يمثل منعطفًا ناضجًا في مساره الفني، بعد سنوات من البحث والتجريب والتأمل، معتبرًا أن أعماله التشكيلية ليست فقط تعبيرًا بصريًا، بل هي دعوة مفتوحة للتأمل والانفتاح على العوالم الداخلية للإنسان.

من خلال لغته التشكيلية الخاصة، استطاع العلوي الإسماعيلي أن يخلق حوارًا بين الرمز واللون والحركة، مؤكدًا مكانته كواحد من الأسماء البارزة في المشهد التشكيلي المغربي المعاصر، ومواصلًا رحلته الفنية التي تمزج بين الأصالة والابتكار، وبين الهوية والانفتاح على الأسئلة الوجودية الكبرى.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات مجتمع

الهوية المغربية في زمن العولمة.. هل نضيع وسط العالم؟

الهوية المغربية في زمن العولمة.. هل نضيع وسط العالم؟

✒️ هند بومديان

في زمنٍ أصبحت فيه الحدود مجرد إشارات على الخريطة، والأصوات متشابكة في الفضاء الرقمي، تتعرض الهوية المغربية، مثل كثير من الهويات، لرياح العولمة العاتية. فهل ما زلنا نحن، كما كنّا؟ أم أننا نذوب رويداً في ملامح لا تشبهنا؟

الهوية المغربية لم تكن يوماً جامدة أو منغلقة، بل هي نسيج غني من التعدد: أمازيغي، عربي، إفريقي، أندلسي، يهودي، صحراوي… هوية نسجها التاريخ بخيوط الهجرة، الفتوحات، والاحتكاك بالآخر. لكنها كانت دائما قادرة على احتواء التنوع وتوجيهه نحو التماسك.

اليوم، تواجه هذه الهوية تحديات جديدة، مختلفة في عمقها وطبيعتها. فالعولمة ليست فقط في اللباس، أو الموسيقى، أو الأكل، بل في الفكر، والقيم، والسلوك اليومي. أصبح المغربي يسمع أكثر للغرب مما يسمع لتقاليد أجداده، ويشاهد العالم أكثر مما يشاهد وطنه، ويقتبس من ثقافات الآخرين أكثر مما يغوص في كنوزه الخاصة.

تتغير اللغة في الشارع، وتذوب اللهجات، ويخترق الدارجة ألف مصطلح فرنسي وإنجليزي. في المدارس، تفقد العربية بريقها، وفي البيوت، يُستبدل الكسكس بـ”السوشي”، ويُغنّى للراب أكثر مما يُتغنى بالعيطة أو الملحون. فهل هذا تطور طبيعي أم بداية انسلاخ هوياتي؟

في المقابل، ليس من الحكمة شيطنة العولمة. فهي فتحت لنا أبواب العلم، والتواصل، والانفتاح، ومكّنت الكثير من الشباب المغربي من التعبير عن نفسه وإبداعاته في فضاءات لم تكن ممكنة من قبل. لكن السؤال: هل نستهلك العولمة بوعي، أم نذوب فيها بلا مقاومة؟

الهوية ليست لباساً أو طبقا شعبياً، بل وعي جماعي بالقيم، الانتماء، والتاريخ. حين يفقد المجتمع ثقته في ذاته، يبدأ في تقليد الآخر حدّ الاستلاب. وحين تنهار المدرسة العمومية، ويُهمل التراث، ويُسخر الإعلام للسخرية من الأصالة، تتشقق الهوية تحت أقدام الموضة والموجات العابرة.

إن الحفاظ على الهوية المغربية لا يعني الانغلاق، بل يعني أن ننفتح بوعي. أن نعرف من نحن، وماذا نريد أن نحمل معنا من الماضي إلى المستقبل. أن نُصالح أطفالنا مع لغتهم، تراثهم، وأغاني جداتهم، دون أن نمنعهم من استخدام التكنولوجيا أو الحلم بالعالم.

في زمن العولمة، لا تضيع الهويات القوية. الذي يضيع هو الذي ينسى من أين أتى، فيفقد البوصلة في طريق لا يشبهه. فهل نحن مستعدون لحماية ذواتنا من الذوبان؟ أم سنترك المغرب يتحدث بلهجة لا يفهمها أبناؤه؟

الجواب يبدأ من البيت، من المدرسة، من الإعلام، ومنك… ومنّي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

صورٌ ساحرة وذكاءٌ “أغبى” من أن يُخدع!

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر

 

في عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد الجمال حكرًا على الطبيعة، ولا الوسامة وليدة الجينات. يكفي أن ترفع صورة باهتة، متعبة، مليئة بالحبوب أو التجاعيد، إلى تطبيق “ساحر”، ليعيد إليك نسخة عن نفسك كما لم تكن ولن تكون! وهنا تبدأ المأساة: منشورات يومية لأناس لا يعرفهم أحد… سوى الذكاء الاصطناعي.

 

مرحبًا بك في زمن الأنا الرقمية.

ذاك الذي تضع فيه فلانة صورة لها بعيون بلون البحر، وبشرة كالحرير، وشعر يلامس الكتفين كما في أفلام ديزني، ثم تكتب تحتها بكل جدية: “كن أنت، لا تكن نسخة من غيرك”. والمفارقة أن “أنتِ” في الصورة، ليست “أنتِ” أصلاً!

 

أين الحقيقة؟ لا أحد يهتم!

أصبحت مواقع التواصل معرضًا مفتوحًا لصورة وهمية جماعية، الجميع فيها فاتنون، ولا أحد يُشبه أحدًا على أرض الواقع. لقد تجاوزنا فلتر “سناب شات”، وتفوقنا على تجميل “إنستغرام”، وصرنا نعيش عصر “أنا كما يتخيلني الخيال الصناعي”.

 

رجال بعضلات مزيفة، ونساء بأعمار غير حقيقية.

لماذا التمرين في قاعة الرياضة إذا كانت عضلات الذكاء الاصطناعي تُنقذك في ضغطة زر؟ ولماذا الكريمات والتجميل، إذا كانت صورة الذكاء الصناعي كفيلة بأن تمنحك عشرين سنة أقل وحبًّا أكثر في التعليقات؟

 

حتى صاحب المنشور، في أحيان كثيرة، قد لا يتعرّف على نفسه!

نعم، قد يتوقف أمام صورته للحظة ويقول: “يا سلام، شكون هذا الزوين؟”… قبل أن يكتشف أن “الزوين” هو مجرد وهم رقمي، صُنع ليحصد القلوب والإعجابات، لا ليشبه الحقيقة في شيء.

 

ثم تأتي الكارثة…

 

حين تُنشر هذه الصور بغرض التضليل العاطفي. حسابات تلمع بالذكاء الاصطناعي، وطلبات زواج تنهال على أساس ملامح خرافية، وكل شيء يبدو مثالياً… إلى أن يحين اللقاء!

 

هناك، تتصادم الأحلام بالواقع.

تنظر إليه فلا تجد ذلك الأمير الرقمي، بل شخصًا لا علاقة له بالصورة.

وينظر هو فلا يرى الحسناء التي أعجب بها، بل شخصًا آخر تمامًا.

تسود لحظة صمت، يختل فيها التوازن…

ثم تحدث الفاجعة:

يطلق ساقيه للريح،

والصياح يعلو خلفه:

“رااااااه رااااااه… شد شد شد!”

 

مشهد درامي لا يحتاج لا مخرج ولا سيناريو، فقط ضحية ساذجة وكاميرا AI ماهرة في الكذب.

 

ولكن، هل نلومهم؟

في الحقيقة لا. فهم فقط ضحايا لزمن سطحي، يرى الصورة ولا يهتم بالقصة. عصر يُقاس فيه التأثير بعدد الإعجابات، لا بعدد الأفكار. عصر لا تسأل فيه: “من أنت؟”، بل فقط: “أي تطبيق استخدمت؟”.

 

في النهاية…

دعهم يفرحون بنسخهم الافتراضية، يعلّقون لأنفسهم، يصفقون لصورٍ لم يلتقطها أحد، ولم يرها أحد في الواقع.

ولنجلس نحن في الزاوية، نراقب ونبتسم… ولسان حالنا يقول:

“الله يعطي الذكاء الاصطناعي على قد نياتهم!”

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

تهافت غير عقلاني وجهل جماعي يُجهض قرارًا ملكيًا شجاعًا

 

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ناقد مع الحدث

 

 

في خطوة جريئة ومحمودة، قرر أمير المؤمنين إلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذه السنة، مراعاة للظرفية الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد، وحفاظًا على القطيع الوطني الذي شهد تراجعًا مقلقًا في أعداده نتيجة سنوات الجفاف وغلاء الأعلاف. قرار يعكس رؤية ملكية استباقية هدفها حماية الأمن الغذائي للمغاربة، وتخفيف الضغط على الأسر المتوسطة والفقيرة التي أصبحت بالكاد تقدر على مسايرة تكاليف المعيشة اليومية.

لكن، ويا للأسف، جاء الرد من المواطنين مخيبًا للآمال. فبمجرد اقتراب موعد العيد، سادت مظاهر اللهفة المفرطة والتهافت غير العقلاني على اقتناء اللحوم و”الدوّارة”، وكأن المناسبة الدينية لا تقوم إلا على الذبح والشواء والتخزين. مشاهد فوضى في الأسواق، سباق نحو اقتناء ما تبقى من رؤوس الأغنام، وتدافع داخل محلات الجزارة، دفعت الجزارين و”الشناقة” إلى رفع الأسعار بشكل فاحش واستغلال الطلب مع قلة العرض حيث بلغ سعر .

الدوّارة إلى 800 درهم، واللحم تجاوز 150 درهمًا للكيلوغرام، في حين شهدت أسعار الدواجن أيضًا قفزة غير مبررة، وكأننا أمام تسونامي استهلاكي لا يرحم.

 

يقول أحد الخبراء الاقتصاديين في تصريح صحفي:

“ما وقع هو نتيجة مباشرة لانعدام ثقافة استهلاكية عقلانية، المواطن المغربي لا يزال يربط المناسبات الدينية بالاستهلاك المفرط، وهذا ما يشجع المحتكرين والمضاربين على التحكم في السوق وفرض أسعار لا تتماشى مع القدرة الشرائية للطبقات الهشة.”

 

من جانبه، يؤكد أستاذ في الفقه الإسلامي:

“الأضحية سنة مؤكدة، وليست فرضًا، وإلغاؤها إذا كان فيه مصلحة عامة—كالحفاظ على الثروة الحيوانية وتخفيف العبء عن الناس—فهو أمر جائز شرعًا، بل قد يكون أولى. الدين لا يريد منا أن نُفني مدخولنا السنوي في شراء خروف، بل أن نُظهر التضامن ونُراعي أوضاع بعضنا البعض.”

 

لكن يبدو أن هذه الرسائل لم تصل بعد إلى عمق المجتمع. فالثقافة السائدة لا تزال تختزل العيد في “الشواء والتحمار والتبخار”، وتتجاهل القيم الحقيقية التي يحملها، وهي التكافل والتراحم والبُعد عن التبذير.

 

وفي ظل غياب حملات توعوية قوية من الجهات المعنية، وغياب أي رقابة حقيقية على الأسواق، تُرك المواطن فريسة سهلة لجشع التجار، وهو من يتحمل المسؤلية الكاملة لما يقع فيه وما وصل اليه لكن لا ننسىى أن تساءل عن دور مؤسسات حماية المستهلك، التي بقي حضورها باهتًا أمام فوضى الأسعار وغياب المعايير.

 

فهل نحن فعلاً مجتمع يستحق قرارات استراتيجية شجاعة؟

وهل لدينا القدرة على استيعاب معنى التضحية بعيدًا عن “اللحم”؟

أم أننا لا نزال أسرى لعادات وتقاليد ترهقنا ولا تُغني من فقر؟

 

الجواب، للأسف، واضح في ما يحدث اليوم في الأسواق…

الأزمة الحقيقية ليست في غلاء الأسعار فقط، بل في غياب الوعي المجتمعي وتقافة الاستهلاك والنظرة المستقبلية…

هذه اللحظة كانت من المفترض أن نُظهر فيها حسًا جماعيًا عاليًا؟ لكن للأسف ما وقع سجل علينا في قلة الوعي أما الأزمة الحقيقية لا تكمن في قلة الموارد، بل في سوء التدبير وغياب الوعي، وفي مجتمع يُربّى منذ الصغر على طقوس العيد بدل روح العيد. فإلغاء الأضحية ليس نهاية العالم، بل بداية لحظة تأمل ووعي جماعي كان من الممكن أن يُبنى عليها مشروع وطني لحماية الأمن الغذائي وتشجيع الإنتاج المحلي وتقوية التضامن الاجتماعي.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ ثقافة و أراء

شراكة جديدة لتثمين فن التبوريدة وحماية التراث المغربي

بقلم: منير ياسين

في خطوة تهدف إلى حماية وتثمين أحد أبرز رموز التراث الثقافي المغربي، تم يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 التوقيع على اتفاقية شراكة بين الجامعة الملكية المغربية للفروسية وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من أجل دعم منظومة فنون الفروسية التقليدية، وعلى رأسها فن “التبوريدة”.

وتروم هذه الاتفاقية، التي تأتي في سياق تعزيز الجهود الوطنية لحماية التراث الثقافي المادي واللامادي، إلى إرساء إطار متكامل ومستدام لمواكبة هذا الفن العريق، الذي يُعد تجسيدًا حيًا لهوية وتاريخ المغرب.

وحددت الاتفاقية هدفين رئيسيين:

دعم التظاهرات والفعاليات المرتبطة بفن التبوريدة، وعلى الخصوص بطولة المغرب “فنون الفروسية التقليدية” التي تُختتم بمنح جائزة الحسن الثاني للتبوريدة.

تشجيع المبادرات التي تعزز من إشعاع هذا التراث وطنيا ودوليا، بما يضمن استمراره وتداوله بين الأجيال.

وتعكس هذه الشراكة رغبة قوية لدى الطرفين في توحيد الجهود لحماية هذا الموروث الثقافي وتثمينه، ليس فقط كعنصر فني وتراثي، بل أيضًا كمصدر اقتصادي واجتماعي يمكن أن يسهم في التنمية المحلية.

التبوريدة، بهذا التوجه الجديد، لا تُعتبر فقط فرجة شعبية أو مظهرًا من مظاهر الاحتفال، بل إرثًا ثقافيًا يجب رعايته وإبرازه كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية المتجذرة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

تكريم لا تفرقة: حين يُشوَّه الوفاء باسم الفتنة  

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

في خطوةٍ رمزيةٍ ذات بُعدٍ حضاري وتاريخي، أطلقت بعض المجالس الجماعية المغربية أسماء عدد من المواطنين اليهود المغاربة على شوارع وأزقة في مدنٍ كانوا جزءًا حيويًا من تاريخها، وساهموا في تنميتها ثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وتركوا بصمتهم في نسيجها الحضاري المتنوع.

 

خطوةٌ مستحقةٌ بل متأخرةٌ في حق مغاربة يهود عاشوا وماتوا على تراب هذا الوطن، وأحبوه كما أحبوه إخوانهم المسلمون، واعتبروا أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من تاريخه وهوّيته. إنها رسالة تصالح مع الذاكرة، لا استفزازًا لهوية أحد.

 

لكن، كما هو متوقع، لم تسلم هذه المبادرة النبيلة من التأويلات المغرضة. إذ سارعت بعض المنابر الإعلامية الخارجية – المعروفة بأجنداتها المشبوهة – إلى تضخيم الحدث وتحريفه، فصوّرته على أنه “تطبيع ناعم” أو “استفزاز للرأي العام”، بل وذهب بعضها إلى حدّ وصفه بـ”تهويد الفضاء العمومي”، في مشهدٍ يثير السخرية والاشمئزاز أكثر من الغضب.

 

الحقيقة التي يتعمّد هؤلاء تجاهلها هي أن اليهود المغاربة ليسوا “ضيوفًا” ولا “دخلاء”، بل هم أبناء هذا البلد الأصليون، عاشوا فيه منذ قرون، وساهموا في بنائه، ونسجوا مع إخوانهم المسلمين روابط إنسانية واجتماعية وثقافية متجذّرة. من السذاجة – بل من الخبث – أن يُختزل هذا الإرث العريق في سجالات سياسية ضيّقة.

 

بل إن الدستور المغربي، الذي يُكرّس التعدّدية الثقافية للمملكة، يضع “المكوّن العبري” ضمن روافد الهوية الوطنية. فهل صارت نصوص الدستور محلّ تشكيك بسبب جهل البعض أو تحريض أقلامٍ مأجورة؟

 

الأجدر أن يُنظر إلى هذه المبادرة من زاوية بعدها الحضاري والرمزي، لا أن تُستغل كأداةٍ لتصيّد الأخطاء أو تأليب المشاعر. فالمُكرَّمون بأسماء هذه الأزقة لم يكونوا سياسيين ولا حاملين لأجندات، بل كانوا صناعيين، وتجارًا، وأطباء، ومعلمين… تركوا إرثًا مشهودًا له، وكان تكريمهم بادرة وفاءٍ لمساهماتهم.

 

ومن المؤسف أن تتحوّل مبادرات الاعتراف بالجميل إلى بؤرٍ للفتنة، بفعل منابر لا تعرف عن المغرب إلا ما تريده أجهزتها الإعلامية المزوّرة.

 

لقد اختار المغرب، ملكًا وشعبًا، أن يكون نموذجًا للعيش المشترك، وطنًا يحتضن ذاكرته بكلّ تشعّباتها، دون انتقائية أو خوفٍ من ضجيج الخارج.

 

فمن أراد أن ينتقد هذه المبادرات، فليُراجع تاريخه أولًا، وليتعلم أن الوطن شجرةٌ بجذورٍ متعددة، لا ساحةً للمزايدات تُشعلها الأقلام المأجورة متى شاءت.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

حين يُشوى اللحم وتُذبح القيم: “عيد” على جمر الأنانية!

مع الحدث متابعة لحبيب مسكر

في سنة استثنائية، قرر جلالة الملك محمد السادس – بحكمة وبعد نظر – إعفاء المغاربة من ذبح الأضاحي، حفاظًا على الثروة الحيوانية الوطنية، وتخفيفًا من الضغط على الأسر الفقيرة التي أثقل كاهلها الغلاء، وجفاف الجيوب، وقسوة الواقع.

كان القرار فرصة ليُظهر المجتمع وجهه الإنساني، ويترجم روحه التضامنية… لكن سرعان ما انكشفت الأقنعة.

فبينما التزم جزء كبير من المواطنين بالقرار، صبرًا أو اقتناعًا، فضّل آخرون أن يلتفوا عليه. فذُبحت الخرفان سرًّا قبل العيد بأيام، وخُزنت اللحوم في المجمدات، ثم بدأ الشواء علنًا، بل بافتخار واستفزاز، وكأنّ الأمر “تحدٍّ” لا نداء من أعلى سلطة في البلاد.

وما زاد الطين بلّة، أن الأسواق شهدت سباقًا محمومًا نحو شراء اللحوم و”الدوارة”، حتى وصلت الأخيرة إلى 700 درهم للكمية الواحدة! هل نحن أمام عيد؟ أم أمام مشهد من الفوضى الأخلاقية والاستهلاك الأعمى؟ هل صارت الدوارة رمزًا للانتصار على القرار الملكي بدل أن تكون بقايا أضحية؟

في أحياء كثيرة، استيقظت الأسر الملتزمة على روائح الشواء تنبعث من بيوت الجيران. أطفالٌ يُسألون: “لماذا لم نذبح كبشًا مثلهم؟” وآباء في حرج بين الوفاء للقرار الملكي وبين تبرير الفقر أو التضامن.

أي إحساس يُفترض أن يشعر به من احترم النداء الوطني، وهو يرى من حوله يستهزئون به عبر الفحم والدخان واللحم؟

أي درس نُقدّمه للأجيال، ونحن نُظهر أن التحايل والانتهازية والأنانية، أقوى من الحسّ الجمعي والالتزام الأخلاقي؟

إن العيد، في جوهره، ليس ذبحًا ولا أمعاء مشوية. العيد في معناه الأعمق هو وقفة تضامن، ومناسبة للتراحم، ولحظة لنُعلي فيها قيمة الجماعة على نزوات الفرد.

فما حدث هذه السنة، ليس مجرّد “خروقات معزولة”، بل مرآة مقلقة لجزء من مجتمع فقد بوصلته.