Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

بوجدور : جماعة لمسيد تشيد بإعلان المملكة المتحدة دعم الحكم الذاتي

مع الحدث/ بوجدور 

المتابعة ✍️: ذ محمد ونتيف

 

أصدر المجلس الجماعي لجماعة المسيد بإقليم بوجدور بيانا يثمن فيه إعلان المملكة المتحدة دعمها للحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء المغربية.

 

ويقول البيان الذي وقعه رئيس الجماعة “علي خيا” وهو أحد أعيان قبيلة أولاد تيدرارين بالصحراء المغربية.

 

على إثر اعلان المملكة المتحدة رسميا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي وذي مصداقية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، والذي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين المملكتين العريقتين، كما ان هذا الاعتراف بدل من جهة أخرى على جدية المبادرة المغربية والتي تحظى بدعم متزايد من قبل المجتمع الدولي، في إطار الوحدة الترابية للمملكة.

 

فإن المجلس الجماعي للمسيد رئاسة وأعضاء وجميع الساكنة ليعرب عن تثمينه للموقف الإيجابي للمملكة المتحدة من قضيتنا الوطنية الأولى، والذي سيشكل خطوة هامة في تعزيز مسار الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل ودعم سيادة المملكة المغربية على اقاليمها الجنوبية، وتوالي المواقف الداعمة لوحدتنا الوطنية من مختلف الدول الصديقة والشقيقة.

 

وفي الاخير، لا يسعنا الا أن نجدد بيعتنا وتعلقنا المتين بأهداب العرش العلوي المجيد، تحت قيادة مولانا امير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده، وتجندنا الدائم للدفاع عن وحدتنا الترابية ومقدساتنا الوطنية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

إصلاحات على الورق.. و طرقات تئن!

إصلاحات على الورق.. و طرقات تئن!

 

✍️ هند بومديان

 

منذ أن فتحنا أعيننا على هذه الحياة، ونحن نرى نفس المشهد يتكرر: طرق تُحفر، آلات تُركن، عمال يتحركون ليوم أو يومين، ثم تختفي الوجوه، وتبقى الحفر شاهدة على عبثية الإصلاح. كل مرة يُعلن عن مشروع إصلاح البنية التحتية، نستبشر خيرًا، ونقول: لعل وعسى يكون هذه المرة مختلفًا، لكن سرعان ما يتبدد الأمل، وتعود الحفر لتبتلع العجلات، وتهدد الأرواح.

 

الطرقات في بلادنا أصبحت مرآة تعكس وجع المواطن، لا تقل عن معاناته مع غلاء المعيشة، أو الصحة أو التعليم. من طنجة إلى الكويرة، ومن المدن الكبرى إلى القرى المنسية، لا يكاد يخلو شارع من تشقق، أو حفرة، أو قنوات مكشوفة. وكأننا في بلد لا يعرف معنى الجودة، أو أن مفهوم “المراقبة والمحاسبة” قد طواه النسيان.

 

أين تذهب الميزانيات؟

 

السؤال الذي يطرحه كل مواطن بسيط يمر من طريق محفوف بالمخاطر هو: إذا كانت الملايين تُصرف سنويًا على مشاريع إصلاح الطرق، فأين هي النتائج؟ هل نحن أمام سوء تدبير؟ أم أن الفساد والتلاعب في الصفقات وراء هذا الواقع البئيس؟

 

الأرقام الرسمية تتحدث عن استثمارات ضخمة في مجال البنية التحتية، لكن الواقع يفضح الكواليس. شركات تتعاقد ثم تنفذ أعمالاً هشّة لا تصمد لأشهر، بل أحيانًا تُترك الطرق دون إتمام، وكأن الهدف ليس خدمة المواطن، بل تمرير الفاتورة فقط.

 

المحاسبة الغائبة

 

المشكل ليس في إصلاح الطرقات، بل في غياب المحاسبة. من يحاسب المقاولات التي لا تلتزم بالمعايير؟ من يُتابع جودة الأشغال؟ ومن يُعيد للمواطن حقه حين يتعرض لحادث بسبب حفرة لم تُردم أو طريق لم تُعبد كما يجب؟ الصمت الرسمي أحيانًا يبدو وكأنه تواطؤ، أو على الأقل، تساهل لا يليق بدولة تسعى للتقدم والعدالة المجالية.

 

ما الحل؟

 

الحل يبدأ من تفعيل آليات المراقبة الحقيقية، ومنح الصفقات لشركات محترفة لا لشركات “الولاءات”. ويبدأ من إشراك المواطن في تقييم المشاريع، وجعل تقارير الجودة علنية. لا يمكن أن نواصل ترقيع الواقع ونحن ندفن رؤوسنا في الإسفلت المهترئ.

 

فإصلاح الطرقات لا يكون فقط بالجرافات، بل بإصلاح الضمير أولًا. حين تُعبد نوايا المسؤولين بالصدق، حينها فقط، ستمتد الطرق فعلاً نحو المستقبل.

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء متفرقات

“تافسوت” يعيد وهج الفروسية التقليدية إلى بن صميم بتنظيم محكم وتأمين من السلطات المحلية.

مع الحدث إقليم إفران

إحتضنت جماعة بن صميم بإقليم إفران فعاليات مهرجان “تافسوت” لفن التبوريدة، الذي نظمته جمعية أثيال للثقافة والتنمية، في إطار جهود متجددة لإحياء الذاكرة التراثية وتعزيز الموروث الثقافي المحلي بعد فترة من التراجع.

وشهد المهرجان مشاركة مجموعة من السربات، قدمت عروضًا في فن التبوريدة نالت إعجاب الحضور، في جو احتفالي استحضر تقاليد الفروسية المغربية.

كما عرفت التظاهرة تنظيم سهرات فنية بمشاركة فرق فلكلورية محلية، أضفت على الأجواء طابعًا احتفاليًا وعرسًا تراثيًا مميزًا.

وسُجّل حضور فعّال وميداني لقائد قيادة بن صميم ، الذي أشرف شخصيًا إلى جانب عناصر السلطة المحلية ، على تنفيذ خطة أمنية محكمة، بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، حيث تم تأمين مختلف فضاءات المهرجان وضبط تدفق الزوار وضمان تنظيم محكم لفقراته، مما ساهم في مرور التظاهرة في أجواء آمنة ومنظمة.

ويُرتقب أن يُسهم هذا الحدث الثقافي في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية المحلية، خاصة في ظل الحضور الجماهيري المميز والتفاعل الكبير مع مختلف فقرات المهرجان.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

القلم الحر: وعيٌ يُبنى أم واقع يُشوَّه؟

مع الحدث

المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر

 

في تسعينيات القرن الماضي، حين لم تكن التكنولوجيا قد غزت بعد تفاصيل الحياة اليومية، ولم يكن الإنترنت في متناول الجميع، كانت المعلومة شيئًا نادرًا، والوصول إلى الحقيقة يتطلب وقتًا وجهدًا وبحثًا مضنيًا. آنذاك، كانت الأخبار تمر عبر قنوات محدودة، وتخضع غالبًا لرقابة صارمة، مما جعل المعرفة سلعة نادرة، وأحيانًا منعدمة. أما اليوم، فقد أصبحنا في عصر فيضانٍ معلوماتي هائل، حيث تتدفّق الأخبار والبيانات على مدار الساعة، وتتداخل الحقائق بالشائعات، والصحيح بالمحرّف. ورغم هذه الوفرة، فإن الوصول إلى المعلومة الدقيقة بات أكثر تعقيدًا من ذي قبل، بسبب ما يختلط بها من مغالطات وأخبار زائفة يصعب فرزها وسط هذا الزخم.

 

وفي هذا المشهد المتداخل، يظل القلم الحر أداة أساسية في تشكيل الوعي المجتمعي، وصيانة القيم، ومواكبة مسار الإصلاح والتنمية. لكنه، في الوقت نفسه، قد يتحوّل إلى وسيلة لهدم الثقة وتزييف الواقع، إذا لم يكن بين أيدٍ أمينة.

القلم الحر… صوت الحقيقة والضمير

عندما يُمسك بالقلم من يتحلّى بروح المسؤولية والمهنية، يتحول إلى أداة تنوير حقيقية تسهم في البناء وتفتح آفاق الإصلاح. فالكلمة حين تُكتب بضمير حي تُسلّط الضوء على مكامن الخلل وتساهم في معالجة القضايا دون تهويل أو مبالغة. وهي تمنح المتلقي معرفة دقيقة تمكّنه من التفاعل الواعي مع محيطه، وتعزز ثقافة الحوار والاختلاف الرصين ضمن الإطار الجامع للقيم والمصلحة العامة. كما تنقل هموم الناس وتطلعاتهم بصوتٍ متزن، دون السقوط في الإثارة المجانية أو تجاوز حدود الاحترام. فالإعلام حين يتحرّك ضمن هذا الأفق، يكون شريكًا صادقًا في التنمية والتماسك المجتمعي، مساهماً في تعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم، وداعمًا لمسار التغيير في ظل الاستقرار.

غير أن أخطر ما يُهدد سلامة الوعي العام هو سعي بعض الجهات الخارجية إلى التغلغل في الفضاء الإعلامي، من خلال بث أخبار زائفة ومعلومات مغلوطة تهدف إلى تشويه صورة البلاد في الخارج عبر حملات تضليل ممنهجة، وزرع الفتنة الداخلية من خلال التشكيك في المؤسسات الوطنية، وضرب الثقة بين المواطن ودولته بافتعال روايات مغرضة، تستغل مناخ الانفتاح وتعدد المنابر لترويج خطاب مشوَّش. وغالبًا ما تُستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات لبث هذه الرسائل المسمومة، التي تتوسل الإثارة وتستهدف وحدة الصف، وتلعب على أوتار دقيقة من النسيج المجتمعي، لا لشيء سوى خدمة مصالح خارجية لا علاقة لها بحقيقة الواقع المغربي.

وإزاء هذا الواقع، تتعزّز أهمية إعلام مهني، يشتغل بثقة ومسؤولية، ويجعل من التثبت من المعلومة أولوية، ومن احترام الذوق العام والهوية المشتركة نهجًا. فالمتلقّي المغربي، رغم كثافة الخطاب الرقمي، أصبح أكثر وعيًا بآليات التلاعب، وأكثر قدرة على التمييز بين الخط التحريري الجاد وبين الأصوات النشاز التي لا تخدم إلا التشويش والتفرقة. وهنا يتجلّى دور الصحافة الصادقة في إعادة بناء الثقة، وإبراز الصورة الحقيقية للمجتمع، دون تجميل زائف ولا سوداوية مفتعلة، بل بروحٍ مهنية توازن بين النقد البناء وحس الانتماء.

القلم، في جوهره، مسؤولية. وحين يكون نزيهًا، يُسهم في ترسيخ الثقة وبناء المستقبل. أما إذا استُعمل بسوء نية، أو تحوّل إلى بوقٍ لخدمة أجندات مشبوهة، فإنه يُصبح أداة تهديد لوعي الأمة واستقرارها. وفي مواجهة هذه التحديات، يظل الرهان معقودًا على صوت الكلمة الصادقة، وعلى وعي جماعي يرفض الانجراف وراء الإثارة، ويمنح الثقة لما يُبنى على أساس من المهنية والصدق والاحترام.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات مجتمع

حين تولد الطفولة في العراء

✍️ هند بومديان

 

حين تُولد الطفولة في العراء

 

في مدنٍ تزدحم بالضجيج وتفتقر إلى الإنصات، يولد بعض الأطفال دون أن يحتفل أحد بقدومهم، ويمرّ بهم الزمن دون أن يسألهم أحد: “كيف حالكم؟”. لا مقاعد دراسية تنتظرهم، لا ألعاب، لا دفء، ولا حلم. يولدون ليجدوا أنفسهم في الشارع، يتعلمون البقاء بدل الطفولة، ويكبرون قبل الأوان، كأن الزمن قد اختصر معهم مسافات الحياة.

هؤلاء ليسوا مجرد “أطفال الشوارع” كما نسميهم ببرود، بل أطفال بلا شارع حقيقي، بلا بيت، بلا مستقبل واضح. بعضهم ضاع بين زوايا الأحياء الشعبية المكتظة، وبعضهم لفظه بيت لم يعرف معنى الحنان. هم انعكاس صارخ لانهيار أسس الأسرة، لتقاعس المجتمع، ولعجز الدولة عن احتضان أبنائها في لحظة احتياجهم القصوى.

لا يكفي أن نشير إليهم عند تقاطع الطرق، أو نحوق عليهم عند إشارات المرور. لا يكفي أن نُصدم من مشهد طفل نائم على الرصيف، ملفوفًا ببطانية متسخة تحت برد قارس. هؤلاء الأطفال لا يحتاجون الشفقة العابرة، بل يحتاجون العدالة. نعم، العدالة. لأن الطفولة في الشارع ليست قدرًا، بل نتيجة واضحة لفشل في السياسات الاجتماعية، التعليمية، والاقتصادية.

نربّي أبناءنا على حفظ حقوق الطفل، في حين يفقد هؤلاء حقهم في أبسط مقومات الحياة. نُدرّس مفهوم “المواطنة”، بينما هم لا يجدون في هذا الوطن مكانًا يتّسع لهم. نُكثر من التصريحات حول التنمية والعدالة الاجتماعية، ثم نغض الطرف عن آلاف الأطفال الذين تكبر ملامحهم في العراء، وتتشكل شخصياتهم على هامش المجتمع.

المقاربة الأمنية وحدها، وإن غلّفت بالنيات الحسنة، لن تصنع حلًا دائمًا. ما يحتاجه هؤلاء الأطفال هو برامج شاملة، تبدأ من الوقاية وتنتهي بالدمج. يحتاجون إلى مدارس تُعيد إليهم الثقة في العلم، إلى مربين يزرعون فيهم الأمل، إلى مراكز حقيقية لا لإيوائهم فقط، بل لإعادة بناء ذواتهم.

أليس من المؤلم أن يُولد طفل في الشارع، ويكبر فيه، ثم يموت فيه دون أن يشعر أحد بفقدانه؟ أليس من الظلم أن يتحول الشارع إلى حضن وملجأ وساحة قتال في آن واحد؟ هؤلاء الأطفال لا يريدون سوى فرصة… فرصة واحدة فقط لنكون أكثر إنسانية.

وفي النهاية، ربما لا نحتاج إلى لجان جديدة ولا استراتيجيات معقدة، بل فقط إلى ضمير حي. ضمير يجعلنا نؤمن أن الطفولة يجب أن تُعاش في أحضان الأمان، لا في أزقة الإهمال. لأن المجتمعات التي تسمح بتشرد أطفالها، هي مجتمعات تمشي بثقل نحو الخراب، وإن زُيّنت شوارعها.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

الأنمي … حين يتحول الخيال إلى ملاذٍ من الواقع وخطر على الهوية!

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

في زمنٍ تتسارع فيه المنصات وتتنوع المحتويات، أصبح الأنمي الياباني نجم الشاشات ومتنفساً مفضلاً للملايين من الشباب العربي. لكن خلف الرسومات المبهرة والحكايات المثيرة، تلوح أسئلة مقلقة: هل نحن أمام فنٍّ ترفيهي بريء؟ أم أن هناك هروباً جماعياً إلى عوالم وهمية تحمل بين طياتها غزواً ثقافياً ناعماً لقيمنا ومجتمعاتنا؟

“إيسيكاي”… بطل منبوذ يصبح منقذاً للعالم!

من أبرز ظواهر الأنمي الحديث، ما يُعرف بنمط “الإيسيكاي” – حيث ينتقل شاب يائس أو منبوذ من العالم الواقعي إلى كونٍ خيالي، ليصبح فجأة بطلاً خارقاً، محاطاً بالقوة، الإعجاب، وأحياناً… بالنساء.

هذه القصص تُسَوّق فكرة سحرية: “فشلك في هذا العالم لا يهم، فهناك عالم آخر ينتظرك لتتألق فيه!”. وبينما تبدو مغرية، فإن هذا الوهم الوردي قد يُضعف إرادة التغيير الحقيقي، ويزرع في أذهان الشباب أن الحل ليس في الصبر أو الاجتهاد، بل في الهروب أو انتظار المعجزة.

بطولة مزيّفة… ومكافآت مريبة!

الأمر لا يقف عند اكتساب البطل لقوة خارقة، بل غالبًا ما يُكافَأ أيضاً بـ”جوائز خيالية” على شكل معجبات وفتيات بملابس مثيرة جنسياً، يُقدَّمن له على طبق من ذهب. هذا النمط المتكرر يغزو أعمالاً عديدة، ويُسوّق تحت لافتات “الرومانسية” أو “الكوميديا”، بينما يُمرر رسائل خطيرة دون وعي المراهق.

فمن جهة، يُربط التفوق والبطولة بالحصول على الاهتمام الجنسي، ومن جهة أخرى، تُختزل صورة المرأة إلى دور الإغراء، لا إلى شخصية مستقلة. أما الأخطر، فهو أن هذا كله يُعرض على أنه طبيعي، فني، ومضحك – مما يؤدي إلى تطبيع ثقافة الإيحاء والانجراف الأخلاقي في عقول الشباب.

حين تصبح البطولة غطاءً لأفكار دخيلة

وراء هذا اللمعان البصري، تمرر العديد من الأنميات رسائل متعارضة مع الثقافة العربية والإسلامية، منها:

تمجيد العنف والانتقام كوسيلة لتحقيق الذات.

تقديس الفرد على حساب الجماعة، حيث “البطل المختار” وحده يمتلك الحلّ، فيما يُهمش التعاون والتكافل.

التطبيع مع سلوكيات غير أخلاقية، مثل شراء “العبيد” أو علاقات مشبوهة تُعرض تحت ستار “الرومانسية الكوميدية”.

بل إن بعض الأعمال تذهب إلى أبعد من ذلك، بتصوير التحرش أو العلاقات المحرمة كـ”مواقف مضحكة”، مما يخلق حالة من اللامبالاة الأخلاقية لدى المتلقي.

شبابنا بين الخيال والانفصال عن الواقع

في ظل وصول غير مسبوق للأنمي عبر منصات مثل Netflix وCrunchyroll، بات كثير من الشباب يقضي ساعات طويلة في متابعة هذه العوالم، ما يطرح عدة مخاطر:

1. تبديل الطموح الواقعي بأحلام مستحيلة، حيث تُصبح البطولة مجرد “نقلة” إلى عالم آخر، لا نتيجة صبر أو كد.

2. تطبيع قيم غريبة تبدأ بالسحر والعلاقات المفتوحة، ولا تنتهي بترسيخ فكرة أن “الضعيف يستحق الإذلال”.

3. انزلاق لاشعوري نحو قبول العنف الأخلاقي أو الجنسي، حين يُصور كعنصر تسلية لا أكثر.

هل نمنع الأنمي؟ لا… لكن لا نُسلمه مفاتيح عقولنا!

الأنمي، كأي فن، فيه الجيد وفيه المسيء. والحل ليس في المنع، بل في الوعي والمواكبة.

على الأسر والمربين متابعة ما يشاهده أبناؤهم، لا بمنطق الرقابة القاسية، بل بالحوار والفهم.

هناك أنميات راقية تحمل قيماً عظيمة،

فلنكن مرشدين لا رقباء، ولنُذَكّر أبناءنا أن البطولة الحقيقية ليست في عوالم الخيال، بل في الثبات، والتعلم، ومواجهة الواقع بشجاعة.

خاتمة: ترفيه أم ترويض؟ القرار بيدنا

الأنمي ليس العدو… بل اللامبالاة في استقباله دون وعي هي الخطر الحقيقي.
لنجعل من كل حلقة فرصة لنقاش، ومن كل قصة مجالاً للتمييز بين الخيال البناء والخيال المُضلل.
ففي عصر العولمة الرقمية، لم يعد الغزو بالمدافع، بل بالرسوم… والمحتوى!

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات مجتمع

فرقة أحفاد الغيوان.. عرض فني يحيي روح الغيوان بلمسة جديدة في سطات

 

فرقة أحفاد الغيوان.. عرض فني يحيي روح الغيوان بلمسة جديدة في سطات

✍️ هند بومديان

في ليلة استثنائية من ليالي الفن والوفاء للتراث، يستعد المركز الثقافي بسطات لاحتضان عرض موسيقي متميز تحييه فرقة أحفاد الغيوان، وذلك يوم السبت 31 ماي على الساعة السابعة مساءً.

هذا العرض المرتقب يُعدّ تكريمًا نابضًا بالحياة لواحدة من أهم الظواهر الموسيقية في المغرب: مجموعة ناس الغيوان، التي طبعت الذاكرة الجمعية المغربية والعربية بروحها الثائرة وكلماتها العميقة وألحانها الروحية. لكن هذه المرة، سيكون الجمهور على موعد مع الجيل الجديد من عشّاق هذا التراث، فرقة أحفاد الغيوان، الذين يحملون المشعل ويعيدون تقديمه بأسلوب معاصر دون أن يمسوا بروحه الأصيلة.

فرقة أحفاد الغيوان ليست مجرد فرقة موسيقية، بل هي جسر بين الأجيال، بين الماضي والحاضر، بين الكلمة الصادقة والنغمة المتمردة، بين عشق لا يموت وثقافة تُبعث من جديد. العرض يجمع بين الموسيقى، الأداء الحي، والرسائل الفنية التي ما زالت تُلامس وجدان الجمهور المغربي.

إنه دعوة مفتوحة لكل من أحبّ ناس الغيوان، ولكل من يؤمن بأن الفن يمكنه أن يوحد، أن يداوي، وأن يُذكّرنا بهويتنا الثقافية العميقة.

لا تفوتوا هذه الأمسية الغيوانية المتفرّدة!
السبت 31 ماي، على الساعة السابعة مساءً، بفضاء المركز الثقافي بسطات.
كونوا في الموعد مع فرقة أحفاد الغيوان.. وذكريات لا تُنسى.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

هل تعلم أن هناك مدينة اسمها “فاطمة” في البرتغال؟

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

مدينة فاطمة (Fátima) في البرتغال، والتي تُعد واحدة من أبرز المدن الهادئة ذات الطابع الروحي والتاريخي العربي

تقع مدينة فاطمة في مقاطعة سانتاريم (Santarém)، على بُعد نحو 130 كيلومترًا شمال العاصمة لشبونة، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر الطرق السريعة والسكك الحديدية. تتميز المدينة بطبيعة جميلة ومناخ معتدل، وتحيط بها التلال والمزارع، ما يجعلها مكانًا مثاليًا للراحة والتأمل.

السبب الرئيسي في شهرة المدينة يعود إلى ما يُعرف باسم “ظهورات فاطمة”، وهي سلسلة من الأحداث الدينية التي وقعت عام 1917، حين قالت ثلاثة أطفال رعاة إنهم رأوا السيدة العذراء مريم في موقع يُعرف اليوم بـ”مزار فاطمة” أو Sanctuary of Our Lady of Fátima.

ادّعى الأطفال أن العذراء مريم ظهرت لهم عدة مرات، ووجهت إليهم رسائل تتعلق بالإيمان والسلام والتوبة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المدينة وجهة للحج، حيث يزورها الملايين من المؤمنين كل عام، وخاصة في يوم 13 مايو و13 أكتوبر.

رغم أن فاطمة تستقبل أعدادًا هائلة من الحجاج، إلا أنها مدينة هادئة بطبيعتها. لا توجد فيها ضوضاء المدن الكبرى ولا صخب الحياة العصرية السريعة. الشوارع نظيفة، والأجواء يغلب عليها الطابع الديني والروحي. يمكن للزائر أن يشعر بالطمأنينة والسلام، سواء كان مؤمنًا كاثوليكيًا أو مجرد باحث عن لحظة هدوء وتأمل.

1. مزار السيدة العذراء (Sanctuary of Our Lady of Fátima)

أحد أهم المزارات الدينية في أوروبا، ويضم كنائس وساحات ضخمة تقام فيها الصلوات والاحتفالات.

2. كنيسة الرعاة الصغار (Basilica of Our Lady of the Rosary)

حيث دفن الأطفال الثلاثة الذين شهدوا الظهورات، وتُعد من أجمل المعالم المعمارية في المدينة.

3. كنيسة الثالوث الأقدس (Basilica of the Holy Trinity)

كنيسة حديثة ذات تصميم معماري مميز، تم افتتاحها في عام 2007 وتتسع لأكثر من 8,000 شخص.مسار تأملي يمتد عبر التلال القريبة، ويجسد مراحل درب الآلام، ويُعد من أروع الأماكن لمحبي الهدوء والروحانية.

الاسم “فاطمة” له جذور عربية، وهو اسم ابنة النبي محمد ﷺ، وقد دخل إلى الثقافة البرتغالية والإسبانية أثناء فترة الحكم الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية. تقول بعض الروايات إن المدينة سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى أميرة عربية اعتنقت المسيحية في العصور الوسطى، ويُقال إنها دُفنت في تلك المنطقة.

مدينة فاطمة لا تزال محافظة على طابعها الهادئ والديني، وهي تُعد نموذجًا لمدينة تجمع بين الإيمان العميق، والتاريخ الثقافي، والبُعد الجغرافي عن صخب العالم. إنها ملاذ للباحثين عن السلام الداخلي، وفرصة لاكتشاف وجه آخر للبرتغال بعيدًا عن المدن الكبرى مثل لشبونة وبورتو

مدينة فاطمة في البرتغال ليست مجرد مدينة دينية، بل هي رمز للسكينة والتأمل والسلام. هي مكان يذكّرنا أن في هذا العالم المزدحم، لا تزال هناك بقع هادئة تنبض بالإيمان والتاريخ، وتدعونا لزيارة روحانية فريدة من نوعها.

 

 

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

وفد من متحف القوات المسلحة البنينية في زيارة عمل إلى المغرب

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

في إطار تعزيز التعاون الثقافي والعسكري بين المغرب والبنين، قام وفد من المتحف الوطني للقوات المسلحة البنينية، برئاسة المدير بالنيابة السيد كوتون بلاسيد هومبادجي، بزيارة إلى المملكة من 19 إلى 25 ماي 2025.

شملت الزيارة جلسات عمل مع مديرية التاريخ العسكري وزيارات ميدانية لعدد من المتاحف والمعالم التاريخية بكل من الرباط، فاس، طنجة والدار البيضاء، بهدف تبادل الخبرات في مجال التاريخ العسكري وتثمين الذاكرة المشتركة.

وتجسد هذه المبادرة إرادة البلدين في توطيد علاقاتهما التاريخية وتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

د. نادية عبادي … سيدة الألوان التي توثق الذاكرة المغربية

د.ن


ادية عبادي… سيدة الألوان التي توثق الذاكرة المغربية

✍️ هند بومديان

في قلب العاصمة المغربية الرباط، وُلدت الفنانة التشكيلية د.نادية عبادي، التي عانقت الفن من دون موعد، لتكتب قصتها مع الريشة واللون بصدق التجربة وصفاء الروح. هي أستاذة في اللغة والأدب الفرنسي، حاصلة على شهادة الدكتوراة في الأدب الفرنسي المقارن، برسالة موسومة بـ”الاقتباس بين الأجناس الأدبية”، غير أن مسارها الفني لم يكن نابعًا من تخصصها الأكاديمي، بل من فطرة حرة وشغف دفين رافقها منذ الطفولة.

كان للرسم حضور دائم في حياة د.نادية، حتى قبل أن تدرك أن الفن يمكن أن يكون مسارًا متكاملًا. بدأت رحلتها الفعلية حين اشترت أدوات للرسم لفتياتها وأحفادها، ثم وجدت يدها ترتجف شوقًا لملامسة الألوان، فانطلقت في مغامرة لم تكن مدروسة، لكنها كانت صادقة. لم تكن هناك لحظة ولادة واحدة، بل توالي من اللحظات التي أيقظت الفنانة الكامنة بداخلها، لتنتج أولى أعمالها: رأس حصان، كان عنوانًا لبداية مسار لا رجعة فيه.

رغم غياب التكوين الأكاديمي في الفنون، وجدت د.نادية في التعلم الذاتي مجالًا رحبًا للتطور، مستفيدة من توجيهات الفنان رضا أجير، الذي لعب دورًا محوريًا في صقل رؤيتها. تأثرت بالمدرسة الواقعية، لما فيها من صدق تعبيري يلامس الداخل ويترجم تفاصيل الحياة. وقد انعكس هذا التوجه في مسيرتها، إذ بدأت بلوحات يغلب عليها الحزن والبرودة اللونية، قبل أن يتجه أسلوبها تدريجيًا نحو الإشراق والبهجة.

تعتمد نادية أسلوبًا تشخيصيًا تصويريًا، وتميل إلى توثيق الموروث الثقافي المغربي، خصوصًا الحرف التقليدية، في محاولة لإعادة بث الحياة في ذاكرتنا.

تشتغل غالبًا بالألوان الزيتية على القماش، لما توفره من مرونة في الاشتغال، وتستلزم عزلة شبيهة بالمحراب، حيث تعيش لحظة الإبداع في هدوء وتأمل.

كانت أولى تجاربها في العرض الفني بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني، حيث لقيت أعمالها استحسانًا لافتًا، شكل دافعًا قويًا لمواصلة المسار. شاركت في عدد من المعارض الوطنية، من بينها معرض Imagaleries في أبريل 2024، معرض بالمركز الثقافي بدائرة سيدي بليوط في ماي 2024، والمهرجان العالمي للفن التشكيلي بتطوان في أكتوبر من السنة نفسها، بالإضافة إلى معرضها الفردي المميز “لحظات” برواق النادرة بالرباط، الذي لاقى اهتمامًا إعلاميًا وجماهيريًا واسعًا، وملتقى فاس-مكناس الوطني للفنون التشكيلية في ربيع 2025، ثم معرض جماعي مع Plumart في ماي 2025.

رغم عدم خوضها لتجارب خارجية بعد، تتطلع د.نادية عبادي إلى عرض أعمالها في المحافل الدولية، وتحلم بأن تحظى بلقب سفيرة الفن التشكيلي المغربي الأصيل. ورغم التحديات المادية واللوجستية، كضيق الفضاء أو صعوبة نقل اللوحات، فإنها تواصل طريقها بإصرار وعشق عميق لما تفعل.

ترى د.نادية في الفن أداة لتوثيق الذاكرة، وللتفاعل الحيّ مع التراث. وترى في التكنولوجيا وسيلة مساعدة لا بديلًا عن اللمسة اليدوية. وبهذا الموقف، تعبّر عن انتمائها لفن ينبع من القلب، ويُترجم عبر الأصابع والأحاسيس.

د نادية عبادي ليست فقط فنانة تشكيلية، بل هي مؤرخة حسية للذاكرة المغربية، تعيد رسم ما قد يُنسى، وتُحيله إلى لحظة ضوء نابضة بالأمل والجمال. بين الأكاديمية والموهبة، تسلك دربها بخطى هادئة وواثقة، نحو عالم تعرف جيدًا أنها تنتمي إليه منذ البدء: عالم الفن.