Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

أزمة الفن التشكيلي في ظل صمت الوزارة

 

“حين يُقصى الجمال: أزمة الفن التشكيلي في ظل صمت الوزارة”

هند بومديان

في ركنٍ معتم من المشهد الثقافي المغربي، يجلس الفن التشكيلي على قارعة الانتظار. لا صخب إعلامي يحيطه، ولا التفاتة جادة من وزارة يفترض أنها وُجدت لحمايته. في زمن تتحول فيه الصورة إلى لغة عالمية، ويصبح فيها التعبير البصري قوة ناعمة لصناعة الوعي والجمال، يُقابَل الفن التشكيلي المغربي بالإهمال والتجاهل، وكأنّ الريشة لا تستحق أن تُحمى.

فأين الخلل؟

الخلل أولًا في التصور الرسمي للفن. لا تزال وزارة الثقافة تنظر للفن التشكيلي كأمر هامشي، لا يندرج ضمن أولوياتها، بل وتتعامل معه كمجرد ديكور في فعالياتها الرسمية. لا استراتيجية واضحة، لا استثمار حقيقي، ولا رغبة في تأسيس قاعدة متينة لهذا الفن العريق.

ثم هناك غياب البنية التحتية: أين هي المتاحف الوطنية؟ أين هي قاعات العرض المفتوحة على مختلف جهات المملكة؟ لماذا لا نجد حضورا فعليًا للفنانين التشكيليين في أجندة الثقافة المغربية؟ لماذا يضطر أغلبهم للتمويل الذاتي من أجل إقامة معرض أو طبع كاتالوغ؟

أما المعضلة الأخطر، فهي في تغييب الفن عن المجتمع. الإعلام لا يمنح له مساحة، والمدرسة لا تعرّف به، والمجالس المحلية لا تدمجه في مشاريعها التنموية. فنانون كبار رحلوا دون أن نعرف عنهم شيئًا، وآخرون صامدون بأدوات بسيطة وإرادة تكاد تُخنق.

لكن، الأزمة ليست قدَرًا. بل هناك حلول جريئة وممكنة، تنتظر فقط من يتحمل مسؤوليته:

  • أن تتحول وزارة الثقافة من جهاز بيروقراطي إلى حاضنة حقيقية للمواهب.
  • أن تُدمج الفنون التشكيلية في النظام التعليمي كمساحة للتفكير الخلاق لا مجرد نشاط ترفيهي.
  • أن تُخصص ميزانيات محترمة لدعم الإنتاج، التكوين، والتنقل الفني داخل وخارج الوطن.
  • وأن تُمنح الفنانات والفنانون مكانتهم كصُنّاع للهوية البصرية المغربية، لا كزُوار موسميين في معارض جوفاء.

الفن التشكيلي ليس امتيازًا للنخبة، بل هو حق جماعي في الجمال والتأمل والاحتجاج البصري. وتركه يتآكل في العزلة هو تواطؤ ضمني مع البشاعة والتفاهة. آن للوزارة أن تفتح عينيها، أو على الأقل، أن تسمع صرخة اللون قبل أن تصير صرخة الرحيل.

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

القافلة الثانية للتوجيه المدرسي تحط الرحال بمنطقة ألنيف

محمد اوراغ _الحدث 


ألنيف – 03 ماي 2025
بعد النجاح اللافت الذي حققته قافلة التوجيه الأولى بحوض دادس مكون، حطت القافلة الثانية من الملتقى الإقليمي للتوجيه والإرشاد المدرسي صباح اليوم بمنطقة ألنيف، في مبادرة تفاعلية لاقت استحسانًا واسعًا من طرف التلاميذ والأطر التربوية على حد سواء.

ويأتي تنظيم هذه القافلة في إطار برنامج حافل تشرف عليه المؤسسة المغربية للتميز، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتنغير، وذلك بهدف تقريب خدمات التوجيه المدرسي والمواكبة النفسية والبيداغوجية من تلاميذ المناطق النائية.

أطر وخبراء رفيعو المستوى

عرفت القافلة مشاركة نوعية لأطر وخبراء من جامعة القاضي عياض بمراكش ومعهد التكوين المهني بتنغير، الذين أطروا ورشات تفاعلية حول اختيارات المسارات الدراسية والمهنية، وتقنيات اتخاذ القرار، وتنمية المهارات الشخصية، مستهدفين بالأساس تلاميذ الثانويات الإعدادية والتأهيلية بمنطقة ألنيف.

تعطش حقيقي للمبادرات التربوية

وأكدت شهادة العديد من الأساتذة والأطر المشرفة أن اللقاء كشف عن تعطش التلاميذ بمناطق الواحات لمثل هذه المبادرات، التي تفتح أمامهم آفاقًا جديدة وتساعدهم على رسم مساراتهم بثقة أكبر. كما نوهوا بالإشعاع الذي بات يعرفه إقليم تنغير بفضل انخراط مختلف الفاعلين المحليين والإقليميين في دعم التعليم وتعزيز فرص التوجيه الجيد.

شكر وامتنان لكل المساهمين

وفي ختام اللقاء، توجه المنظمون بجزيل الشكر إلى كافة الشركاء والمؤسسات الداعمة، وعلى رأسهم السلطات الإقليمية والمحلية، وفعاليات المجتمع المدني، مؤكدين عزمهم على مواصلة العمل المشترك خدمة للناشئة واستثمارًا في العنصر البشري باعتباره رافعة أساسية للتنمية بالإقليم.

مبادرة متميزة ترسخ لثقافة التوجيه المدرسي الهادف، وتدعو إلى مزيد من التعبئة لإنجاح المسار الدراسي لأبناء وبنات تنغير.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

كلمة الفنانة التشكيلية نعيمة زمرو عن الإصدار الجماعي للفنانين التشكيليين

 

الفن حين يُصبح صدىً جماعيًا للروح…

نعيمة زمرو عن الإصدار الجماعي للفنانين التشكيليين

تحت إشراف هند بومديان

في زمن تتآكل فيه المعاني خلف ستائر العجلة والسطحية، ينبثق هذا الإصدار الجماعي كفسحة ضوء ومقاومة ناعمة. ليس مجرد عمل فني أو تجميع لأصوات مشتتة، بل نداء جَماعي نبيل، تناغمت فيه رؤى فنانين من مدارس متعددة، وجمعتهم امرأة آمنت بأن الفن لا يُكتمل إلا حين يُشارك.

لقد كان هذا المشروع، بالنسبة لي، تجربة فريدة تُعيد تعريف الفن كمجال للقاء، لا للعزلة. لكل مشاركة وقعها الخاص، ولكل لمسة نبرة مختلفة، لكن ما منح لهذا العمل روحه المتفردة، هو تلك اليد الخفية الصبورة، التي جمعت، نسّقت، راسلت، شجّعت، وآمنت بأن هذا الحلم يمكن أن يصير حقيقة.
تلك اليد كانت هند بومديان.

هند لم تكن فقط منسّقة، بل كانت القلب النابض لهذا العمل. جمعتنا كمن تجمع شظايا مرآة، لتصنع منها صورة مكتملة لفن مغربي حرّ، حيّ، نابض بالأسئلة. كانت الحاضرة في التفاصيل، والغيورة على الجَمال، والمدافعة عن كل صوت صادق. بفضلها، لم يكن هذا الإصدار مجرد تجربة فنية، بل لحظة ولادة، وبيان انتماء لجيل يرفض أن يُقصى أو يُختزل.

هذا العمل الجماعي هو إعلان جماعي للحب، للجرأة، وللاستمرار. وقد كانت هند، بكل لطفها وإصرارها، شاهدة ومُنجزة، صاغت لحمتنا من اختلافنا، وجعلتنا نؤمن بأن الفن، حين يُقاد بالشغف، يمكنه أن يهزم الصمت.

ففي زمن يزداد فيه الضجيج ويخفت فيه صوت المعنى، يأتي هذا الإصدار الجماعي كمحاولة نبيلة لإعادة تشكيل الوعي من خلال الفن، لا بوصفه ممارسة فردية فحسب، بل كحالة تشاركية تُجسد نبض جيل، وقلق مرحلة، وأمل وطن. وبين هذه الصفحات، لم يعد الفنان ذاك الكائن المنعزل في مرسمه، بل صار شاهداً ومُشاركاً في كتابة مرآة جماعية تعكس ما لا يُقال.

بالنسبة لي، هذا العمل لم يكن مجرد مشاركة في مشروع فني… بل كان فعل انتماء. انتماء للفن كقيمة روحية، وللمجتمع ككائن حي يحتاج لمن يصغي لنبضه ويعيد ترجمته بلغة جمالية راقية. لقد جمعتنا فكرة واحدة: أن نرسم بالكلمات، أن نكتب باللون، أن نصوغ ذواتنا في لوحات فكرية تفتح نوافذ للتأمل بدل أن تُغلق الأبواب بالحكم.

كل مساهمة في هذا الإصدار كانت بمثابة بصمة روحية، ليست فقط للفنانين المشاركين، بل للمشهد الثقافي المغربي برمّته. ما يجعل هذا العمل متفرّدًا هو كونه وُلد من الالتقاء، لا من الاستعراض. من التواضع الإبداعي، لا من نرجسية الفن. هو مساحة نقية، حرّة، لا يُقاس ثقلها بعدد الصفحات، بل بعمق الأسئلة التي تطرحها.

هذا الكتاب، بكل بساطة، يُعيد للفن وظيفته الأولى: أن يكون سؤالًا مفتوحًا، أن يكون مقاومة ناعمة، أن يكون ملاذًا للباحثين عن الضوء في متاهة الواقع.

إنني أعتبر هذا الإصدار الجماعي لحظة فارقة في مساري، لأنه منحني فرصة للكتابة من القلب، وللإصغاء إلى تجارب مختلفة، وللتأمل في جوهر الفن كجسر لا كجدار. لقد حملنا هذا المشروع الجماعي، كلٌ من موقعه، كمن يحمل طفلًا في طور التكوين، بكل ما يتطلبه من رعاية، وصدق، وجرأة.

تحية لكل فنان وفنانة ساهموا في ولادة هذا الجمال. ولتكن هذه الخطوة بداية لمسار لا ينطفئ فيه الضوء

و تحية من القلب لهند بومديان، قائدة الحلم، وصانعة هذا الأفق المفتوح.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء طالع فن

محمد الشوبي… وداعاً لفنان استثنائي نقش اسمه في ذاكرة الفن المغربي

بقلم: حسيك يوسف

في صباح يوم الجمعة 2 ماي 2025، خيم الحزن على الوسط الفني المغربي برحيل الفنان القدير محمد الشوبي عن عمر ناهز 62 سنة، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال أنهك جسده، لكنه لم ينجح يوماً في إخماد صوته الفني أو كسر عزيمته الإبداعية.

ولد محمد الشوبي في 3 يناير 1963 بمدينة مراكش، وبدأ مسيرته الفنية من خشبة المسرح، حيث تفتقت موهبته في التمثيل مبكراً، قبل أن ينتقل إلى السينما والتلفزيون، ويصبح أحد أبرز الوجوه الفنية بالمغرب، بمسيرة مهنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود.

تميّز الشوبي بأسلوب تمثيلي صادق وعميق، يجمع بين الأداء البسيط والمشحون بالعواطف، ما جعله يحظى بإعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. شارك في عدد كبير من الأعمال التي لاقت نجاحاً جماهيرياً واسعاً، من أبرزها في السينما أفلام جوق العميين، موت للبيع، والحنش، وفي التلفزيون تألق في مسلسلات هاينة، بنات العساس، ومول لمليح، حيث جسّد أدوارًا معقدة تنبض بالواقع وتحمل رسائل اجتماعية قوية.

بعيداً عن التمثيل، كان الشوبي مثقفاً ملتزماً، يدافع عن الفن النظيف ويعبّر عن آرائه السياسية والمجتمعية بشجاعة، سواء عبر خرجاته الإعلامية أو تدويناته على منصات التواصل الاجتماعي. لم يكن فناناً فحسب، بل كان ضميراً حياً، قلّ نظيره في زمن كثرت فيه المجاملات.

في السنوات الأخيرة، خاض محمد الشوبي معركة صامتة مع المرض، لكنه ظل محافظًا على ابتسامته وإيمانه العميق برسالة الفن، ورفض أن يكون الألم حاجزاً أمام شغفه. ورغم تدهور حالته الصحية، لم يتوقف عن دعم زملائه والتفاعل مع هموم القطاع الفني.

برحيله، فقد المغرب فناناً قلّ نظيره، ووجهاً لن يُنسى في الذاكرة البصرية الوطنية.

لكن ما يطمئن القلب أن أعمال الشوبي ستظل خالدة، شاهدة على قيمة فنية كبيرة، وعلى مسيرة رجل عاش كبيراً ورحل بهدوء، كما يليق بالكبار.

رحم الله الفنان محمد الشوبي، وألهم ذويه وجمهوره الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

انطلاق فعاليات اليوم الأول من الملتقى الإقليمي للتوجيه التربوي بقلعة مݣونة

مع الحدث محمد اوراغ

شهددت قلعة مݣونة ، اليوم، انطلاق فعاليات الملتقى الإقليمي للتوجيه التربوي، المنظم من طرف المؤسسة المغربية للتميز، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

ويهدف هذا الملتقى إلى تعزيز الوعي بأهمية التوجيه التربوي في المسار الدراسي والمهني للمتعلمين، وتمكين التلاميذ وأولياء أمورهم من التعرف على مختلف الشعب والمسارات الدراسية والفرص المتاحة ما بعد الباكالوريا، سواء في التعليم العالي أو التكوين المهني.

وقد تميز اليوم الأول بتنظيم مجموعة من الورشات التفاعلية والعروض التأطيرية التي أطرها نخبة من المستشارين في التوجيه، إلى جانب مهنيين وأطر تربوية، حيث تم تسليط الضوء على منهجيات اختيار التخصصات، وكذا التعريف بالمؤسسات الجامعية والتقنية والعسكرية.

كما تم فتح فضاءات تواصل مباشرة بين التلاميذ وممثلي عدد من المؤسسات التعليمية والتكوينية، في إطار أروقة تعريفية، مما أتاح للمشاركين فرصة طرح استفساراتهم وتوسيع أفقهم المعرفي حول المستقبل الدراسي والمهني.

ويُنتظر أن تتواصل أشغال الملتقى على مدى أيامه المقبلة بمجموعة من الأنشطة واللقاءات التربوية، في أفق ترسيخ ثقافة التوجيه المبكر كرافعة أساسية لمحاربة الهدر المدرسي وتحقيق التميز التعليمي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

خنيفرة تستعد لافتتاح الدورة 16 للمعرض الجهوي للكتاب تحت شعار التنوع الثقافي لبنة في ترسيخ المواطنة

مع الحدث/ خنيفرة

المتابعة ✍️: لحبيب مسكر

 

تستعد مدينة خنيفرة يوم غد الجمعة 2 ماي 2025 لاحتضان الدورة السادسة عشرة للمعرض الجهوي للكتاب، التي تنظمها المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – بجهة بني ملال خنيفرة، وذلك تحت شعار:

“التنوع الثقافي بجهة بني ملال خنيفرة لبنة أساسية في ترسيخ قيم المواطنة”.

ويُعقد المعرض في فضاء ساحة المسيرة الخضراء – أزلو، حيث من المرتقب أن تنطلق فعاليات الافتتاح الرسمي ابتداءً من الساعة الخامسة والنصف مساءً (17:30)، بحضور ثلة من الفاعلين الثقافيين والمبدعين المحليين والوطنيين.

وفي إطار التحضيرات، عقد السيد المدير الجهوي للثقافة اجتماعًا تنسيقيًا مع موظفي وأطر القطاع بمدينة خنيفرة، إضافة إلى ممثلين عن الفعاليات الثقافية، من أجل الوقوف على الترتيبات النهائية وضمان تنظيم ناجح يليق بمكانة هذا الحدث الثقافي الجهوي البارز.

يتضمن حفل الافتتاح مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، منها:

عروض تراثية لفرقتي أحيدوس أكدال والركادة البراهمة

افتتاح معرض تشكيلي جماعي لجمعية “لمسات فنية”

الخيمة الأدبية: تتضمن تلاوة آيات من الذكر الحكيم، النشيد الوطني، كلمات ترحيبية، وتوقيعات كتب هامة، من بينها:

 

تاريخ تادلا/زبان – الجزء الثالث للمؤلف المصطفى خليفة عيوش

الأطلس المتوسط الأوسط في العلوم الاجتماعية والإنسانية – مؤسسة روح أجدير الأطلس

من يكمل وجه الجنرال للكاتب عبد الكريم جويطي

تيرس – حفريات في الأدب الجغرافي للكاتب محمد مولود الأحمدي

ويُختتم اليوم الأول بأمسية شعرية يشارك فيها نخبة من الشعراء من مختلف أنحاء المغرب، بمرافقة موسيقية من أداء الأستاذ كمال الصغير.

يمتد المعرض إلى غاية 9 ماي، ويعد ببرنامج متنوع وغني يضم ندوات فكرية، لقاءات أدبية، ورشات للأطفال، أمسيات فنية وشعرية، إضافة إلى توقيعات لعدد كبير من الإصدارات الجديدة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

كلمة الفنانة التشكيلية ليلى بنرباك حول الإصدار الجماعي ظلال الذات و ألوان الرؤية

  1. كلمة الفنانة التشكيلية ليلى بنرباك (ألوان رباكيات الحمراء) – مراكش

إن مشاركتي في هذا الإصدار الجماعي للفنانين التشكيلين  ليست مجرد حضور عابر، بل هي محطة فنية وروحية أعتز بها كثيرًا، لأنها تعكس جزءًا من تجربتي وتمنحني فرصة للقاء الرمزي مع فنانين وفنانات يتقاسمون الشغف ذاته رغم اختلاف الأساليب والمقاربات.
منذ أن أمسكت أول مرة بريشة طفلة، لم أكن أدرك أنني سأمضي عمرًا أبحث من خلالها عن ذاتي، عن صمتي، عن أسئلتي العميقة التي لا تجيب عنها الكلمات، بل تتجلى على سطح اللوحة، في تقاطعات الضوء والظل، في انحناءات الخطوط وتدرجات اللون.
وجدت في الفن لغة ثالثة، لا هي عامية ولا فصحى، بل لغة الروح الحرة. وخلال جائحة كورونا، حين كان العالم صامتًا ومنزويًا، انفتحت أمامي نوافذ داخلية عميقة، وكانت اللوحة فضاءً للبوح وللتنفس وللإيمان من جديد بالقدرة على الخلق والاستمرار.

مشاركتي في هذا العمل الجماعي تأتي تكريسًا لهذا الإيمان. فهي ليست فقط مساهمة فنية، بل أيضًا مساهمة إنسانية وحوارية. أومن أن الفن ليس ترفًا أو زخرفًا، بل ضرورة وجودية، ومسؤولية أخلاقية تجاه الذات والمجتمع.
كل عمل أقدمه ينبع من تجارب شخصية، من مشاهدات يومية، ومن تأملات في الطبيعة والمجتمع المغربي الغني بتنوعه الثقافي والروحي. أستلهم من مدن المغرب، من حجارة مراكش الحمراء، من صخب الأسواق وصمت الزوايا، من وجوه الناس ومن الحنين المستتر في التفاصيل الصغيرة.

رغم أنني لم أتلقَّ تكوينًا أكاديميًا، فإن مساري كان وما يزال رحلة تعلم مستمرة، عبر الاحتكاك، عبر المعارض، عبر الشغف. وهذه التجربة المشتركة اليوم هي حلقة جديدة من هذا التعلم، من هذا الانفتاح، ومن هذا الحلم الجماعي الذي ننسجه معًا كفنانين مغاربة.

أشكر كل من ساهم في خلق هذا الفضاء الفني، وأتمنى أن يصل صداه إلى القلوب، وأن يكون لبنة إضافية في بناء مشهد فني مغربي حديث، متجذر، منفتح، وقادر على التأثير.

ريشتي ممتنة، وقلبي مفعم بالأمل.

ليلى بنرباك
ألوان رباكيات الحمراء – مراكش

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

إصدار جماعي للفنانين التشكيليين يوقظ لغة الجمال الخفي”

“تجليات الروح على قماشة الخلود:
إصدار جماعي للفنانين التشكيليين يوقظ لغة الجمال الخفي”

في عالم يتسارع فيه الإيقاع حد التلاشي، تبرز الفنون التشكيلية كأحد أعمق أشكال التعبير عن الذات والروح. إنها ليست مجرد ألوان وخطوط، بل هي شيفرة سرية تكشف عن عمق التجربة الإنسانية، تنبض بالحس، وتنطق بما تعجز الكلمات عن قوله.

وها نحن نقترب من حدثٍ سيكون علامة فارقة في مسار الإبداع، إصدار خاص سيجمع نخبة من الفنانين التشكيليين، وسيمنحهم منبرًا يليق بما تحمل أياديهم من رسائل تتجاوز البصر نحو البصيرة.
من تأليف الكاتبة هند بومديان، يأتي هذا العمل كاحتفاء بالفن لا كمادة للعرض، بل كحالة وجودية تُعاش وتُحس، كصوت الروح حين تتكلم عبر اللون والظل والنور.

الفنانون لا يرسمون فقط، إنهم يعرّون المشهد الداخلي للإنسان، يسائلون الذاكرة، ويعيدون تشكيل الواقع برؤية مغايرة. هذا الإصدار المرتقب لن يكون مجرد توثيق، بل دعوة للتأمل، لفهم ما وراء الفرشاة، وما يسكن القماشة من توتر الجمال والبحث عن المعنى.

إنه تظاهرة بصرية ـ فكرية، تسلط الضوء على تجارب فردية شكّلتها الأحلام والانكسارات، وتعيد طرح السؤال الأبدي: ما الفن؟ ومن الفنان؟ وهل يكفي الجمال وحده ليخلّد العمل؟

كل لوحة، كل ملمس، كل لون، سيكون شاهداً على لحظة خلق خالدة. ومن خلال هذا الإصدار، ستُروى الحكايات التي لم تُقل، وتُكتشف الأصوات التي كانت صامتة.

فليكن هذا الحدث تتويجًا لما لم يُقال بعد

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن

السيد الخمليشي و البوكيلي في ضيافة الثانوية التأهيلية الأمير مولاي الحسن في نشاط ثقافي

مع الحدث /فاس

 

في إطار الاحتفاء باليوم الوطني للمسرح، واستحضارًا لقيمته كأحد أعمدة التثقيف الفني والتربية على القيم، تستعد الثانوية التأهيلية الأمير مولاي الحسن بمدينة فاس لتنظيم يوم ثقافي وتربوي متميز، يُترجم انفتاح المؤسسة على الدينامية الثقافية الوطنية وسعيها المتواصل لتنشيط الحياة المدرسية وربطها بمجالات الإبداع والمعرفة. ومن المرتقب أن يُنظم هذا الحدث يوم الجمعة 02 ماي 2025.

يندرج هذا النشاط ضمن رؤية بيداغوجية حديثة تعتبر الفعل المسرحي أداة تربوية ناجعة لتقويم السلوك وتنمية الوعي، حيث يشكل المسرح حاضنة للتعبير عن الذات، ومساحة لتفجير الطاقات الكامنة لدى المتعلمين، بعيدًا عن النمطية التي غالبًا ما تطبع الحياة الدراسية داخل الفصل.

وسيؤطر هذا الحدث الثقافي الفنان المسرحي والكاتب الصحفي منصف الإدريسي الخمليشي، المعروف بمسيرته المتعددة في مجالي المسرح والإعلام، حيث سيشرف على ورشة بعنوان “مبادئ التشخيص المسرحي”، وهي ورشة تطبيقية تستهدف تمكين التلميذات والتلاميذ من مهارات أساسية في فن التمثيل، تشمل تقنيات الوقوف على الخشبة، وضبط الجسد، واستعمال الصوت، وإدارة التوتر، وتوظيف الخيال الإبداعي. كما تهدف الورشة إلى تحفيز المشاركين على التفكير النقدي، والعمل الجماعي، وبناء الثقة في النفس من خلال الممارسة المسرحية المباشرة.

كما سيقدم الأخصائي الاجتماعي رضا البوكيلي عرضًا تربويًا بعنوان “المسرح التربوي كرافعة لتنمية المهارات الحياتية”، يعرض فيه نظريات وتجارب تؤكد أن المسرح ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل وسيلة تعليمية ذات أثر عميق في بناء الشخصية، وتعزيز المهارات الاجتماعية، مثل التواصل الإيجابي، اتخاذ القرار، حل النزاعات، والقدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحي وآمن.

هذا النشاط الثقافي التربوي لا يأتي فقط احتفالًا بالمسرح كفن، بل هو أيضًا مناسبة لترسيخ حضوره في الفضاء المدرسي، وربط التلميذ بعوالم الجمال والفكر والانتماء، خاصة في ظل التحديات النفسية والاجتماعية التي قد تواجه الناشئة في هذا العصر المتسارع. فالمسرح ليس فقط عرضًا يُقدم، بل تجربة يعيشها المتعلم لتشكيل وعيه، وصقل شخصيته، والتعبير عن ذاته، وهو ما يتماشى مع التوجهات الحديثة التي ترى في الفنون عنصرًا أساسيًا في إنجاح العملية التعليمية.

وتراهن المؤسسة من خلال هذا النشاط على إشراك الأطر التربوية والإدارية في دينامية فنية وتكوينية تنعكس إيجابًا على المناخ المدرسي، وتكرّس الفن كرافد من روافد التربية المواطنة وبناء الإنسان.

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

مهرجان الطفولة بسيدي حساين اوعلي في نسخته الاولى 

مع الحدث سيدي إفني عابدين الرزكي 

بلاغ.. يعرف المغرب في الأونة الأخيرة دينامية ثقافية وفنية عبر مجالات متنوعة من الشمال الى الجنوب في إطار استراتيجية وزارة الشباب والثقافية والتواصل قطاع الثقافة و التي تسعى من خلالها الى إبراز المؤهلات الثقافية بمجمل تجلياتها و المتمركزة في تشجيع الإبداع عبر نافدة الشباب و خلق فضاء لتشجيع الطفولة المبدعة بالعالم القروي .

تماشيا مع السياق العام ، تنظم جمعية تروا ن ميرغت للبيئة و التنمية و المحافظة على التراث ، بشراكة مع وزارة الشباب و الثقافة و التواصل- قطاع الثقافة ، الدورة الأولى من مهرجان الطفولة و الشباب تحت شعار الطفولة و الشباب نافذة مشتركة لتحقيق تنمية ثقافية هادفة وذلك من 08 – 09 – 10 ماي 2025 بمركز جماعة سيدي حساين أوعلي ، إقليم سيدي إفني .

إن مهرجان الطفولة و الشباب فرصة مفتوحة في وجه الطفولة و الشباب بجماعة سيدي حساين أوعلي من أجل تأهيلهم و الارتقاء بالإبداع الشبابي سواء بالوسط المدرسي أو في المنصات الرقمية و المجالية مما سيساهم في بناء جيل من الطفولة والشباب المبدع خصوصا في ظل ما تعرفه المملكة من تطورات في المشهد الفني و الثقافي و الرقمي .

إن البرمجة العامة للنسخة الأولى و التي تم توزيعها في أربعة أيام ، ستعرف تنظيم ندوات علمية ، ورشات تكوينية ، ورشة الإملاء باللغة الامازيغية ، ورشة أساسية التصوير الاحترافي ، ورشة صناعة المحتوى الرقمي للشباب ، في الختام سيتم تقديم شواهد للمشاركين و فقرات فنية شبابية .

حرر بميرغت 28 أبريل 2025 ، إقليم سيدي افني