Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء سياسة فن

تبعمرانت تنتصر للأمازيغية والمادة 5 من الدستور ، حينما تحدث البرلمان المغربي لأول مرة باللغة الأمازيغية

مع الحدث/ أگادير

المتابعة ✍️:  ابراهيم فاضل

تحل اليوم الاربعاء 30 ابريل 2025 الذكرى 13 للجلسة التاريخية التي تحدث فيها البرلمان المغربي لأول مرة باللغة الأمازيغية، بعدما سجلت النائبة البرلمانية عن فريق التجمع الوطني للاحرار، الفنانة العصامية والشاعرة فاطمة شاهو تبعمرانت، المُلقّبة من طرف جمهورها العريض بـ” القديسة “، سابقة من نوعها في تاريخ البرلمان المغربي،  فخلال الجلسة التي عقدها مجلس النواب مساء يوم الاثنين 30 أبريل 2012، جلسة الأسئلة الشفوية للبرلمان التي تم نقلها على القنوات التلفزية العمومية وعبر الإذاعة الوطنية، قامت فيها تبعمرانت بتوجيه سؤال شفوي لوزير التربية الوطنية المرحوم محمد الوفا لأول مرة في تاريخ قبة البرلمان باللغة الأمازيغية ، مما أثار جدلا واسعا داخل المجلس بين من قبل بالأمر وبين من رفضه، الأمر الذي جعل أغلب الفرق النيابية تتدخل طالبة نقطة نظام.
وفي تلك الجلسة التاريخية ومن خلال كلمتها، اشادت النائبة خديجة الرويسي عن حزب الأصالة و المعاصرة بهذه الخطوة، واعتبرت أن تلك الجلسة “جلسة تاريخية وانتصار للأمازيغية والمادة 5 من الدستور” وقالت ” أعبر عن سروري البالغ لما سمعت النائبة المحترمة فاطمة تبعمرانت تتحدث باللغة الأمازيغية، فاليوم مكتب مجلس النواب مطالب بأن يوفر الترجمة الضرورية لجميع التدخلات نواب الأمة ” .
أما السيد حسن طارق النائب عن الفريق الاشتراكي، فقد تقاسم نفس الرأي مع النائبة خديجة الرويسي، و قال ان هذه الجلسة هي جلسة ” تاريخية سيكون لها ما بعدها “، و أضاف أن ” الحكومة لم تنتظر إصدار القانون التنظيمي المتعلق بالأمازيغية لتضمنها في دفاتر تحملات الإعلام العمومي، كما أن قانون الإضراب غير موجود منذ 5 عقود ومع ذلك لا يمنع هذا ممارسة حق الإضراب المنصوص عليه في الدستور، انتظار القوانين التنظيمية لا يعني تأجيل الحقوق.
الفريق الإستقلالي ممثلا في عبد القادر الكيحل، أبدى تحفظا على الحادث حيث قال “من حقنا كنواب أن نفهم ما يقال، أنا أمازيغي ولم أفهم ما قيل. ثم إن السؤال المكتوب وجه إلى الوزير باللغة الأمازيغية. من حقنا أن نفهم وهذا إشكال”
نفس الأمر ذهب إليه فريق حزب العدالة والتنمية، فقد نبه رئيس الفريق عبد العزيز العماري إلى أن القانون التنظيمي الخاص بدسترة اللغة الأمازيغية لم يصدر بعد، وقال “من حقها تهضر بالأمازيغية، كاين اللي كيهضر بالريفية والحسانية وغيرها، ولكن كاين إشكالات مرتبطة بالترجمة في انتظار صدور القانون التنظيمي… الأصل أن الأمازيغية لغة رسمية ولكن من حق النواب أن يفهموا ما يقال، بالتالي يجب طرح الموضوع في مكتب مجلس النواب وتوفير الوسائل اللوجيستيكية الضرورية من أجل الترجمة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

حين يتعرّى الوطن على الشاشة: العهر الرقمي وجريمة قتل القيم

هند بومديان

“حين يتعرّى الوطن على الشاشة: العهر الرقمي وجريمة قتل القيم”

ذات مساء، وأنت تتصفح هاتفك بحثًا عن بصيص وعي أو فكرة تنير القلب، تصطدم بمشهد لا يُنسى: فتاة مغربية تبثّ على المباشر، بكلمات فاحشة، بألفاظ ساقطة، بجسد يُباع ويُشهر كما لو أنه لم يعُد للستر مكان في هذا الوطن.

ليس مشهدًا واحدًا. بل سيل لا يتوقف. موجة جارفة من “العهر الرقمي” تكاد تجرف معها كل ما تبقّى من قيمنا، حشمتنا، وصورتنا أمام أنفسنا قبل غيرنا.

هذا ليس انحرافًا عابرًا… هذه جريمة.

جريمة في حق الذاكرة الجماعية، في حق الأمهات اللاتي تعبْن من أجل أن يربين جيلًا نقيًا، في حق الشباب الذي يجد نفسه محاصرًا بين التافه والفاسد، دون قدوة أو منارة.

ما يحدث اليوم على مواقع التواصل ليس حرية تعبير، بل انتحار أخلاقي معلن. هو قتل بطيء للحياء المغربي، لتقاليدنا، لروحنا الأصيلة. والأخطر أنه يُمارَس بوجه مكشوف، بل يُمَجَّد أحيانًا ويُتابَع بشغف وكأنه “نجم الموسم”.

من المسؤول؟

هل نُحمّل المسؤولية فقط لهؤلاء الذين اختاروا عرض أجسادهم؟ أم للمجتمع الصامت؟ أم للدولة الغائبة في تقنين هذا الفضاء الإلكتروني الذي صار مستنقعًا؟

الحقيقة أن الجميع مسؤول.

إن ما نحتاجه اليوم ليس فقط قانونًا يُجرّم الإساءة للقيم، بل ثورة أخلاقية، واستفاقة وطنية شاملة، تبدأ من المدرسة، من البيت، من الإعلام، من كل يد تمسك بهاتف وتقرر أن ترفض هذا الانحطاط.

لأن الوطن حين يتعرّى على الشاشة، لا يسقط فقط في عيون الآخرين، بل يسقط من أعين أبنائه.

 

Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

مهرجان اعوينة الهنا يحتفل بالذكرى الثانية والعشرين لميلاد الأمير مولاي الحسن

مع الحدث عابدين الرزكي

احتفاءً بالذكرى الثانية والعشرين لميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وفي إطار المجهودات الرامية إلى تثمين التراث الثقافي المحلي وإنعاش الحركة السياحية بالمنطقة، تعلن جمعية زاوية أولاد اذعمني للتنمية والثقافة عن تنظيم مهرجان أهل الخيل الشهب للسياحة والمحافظة على التراث، وذلك تحت شعار:

“ذاكرتنا وتراثنا… تثبيت لهوية راسخة وتنمية واعدة”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 08 إلى 10 ماي 2025 بمركز اعوينة الهنا، إقليم آسا الزاك.

يسعى هذا الموعد الثقافي والبيئي إلى إبراز الأبعاد التاريخية والاجتماعية والرمزية للخيل في الثقافة الحسانية، مع التركيز على تعزيز السياحة الإيكولوجية ودعم التنمية المحلية.

ويتضمن برنامج المهرجان باقة متنوعة من الأنشطة الثقافية، والفنية، والرياضية، والاجتماعية، تُسهم جميعها في إحياء الموروث الشعبي وتنشيط الدينامية المجتمعية بالمنطقة.

وتحضر الجمهورية الإسلامية الموريتانية كضيف شرف في هذه الدورة، تأكيداً على متانة العلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تجمع سكان ضفتي وادي درعة، وتطلعاً إلى مزيد من التعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدين الشقيقين.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

بوجدور : كتاب اليسر يحتفل بطلابه المشاركين في المسابقة القرآنية

مع الحدث بوجدور 

المتابعة ✍️: محمد ونتيف

نظم نهاية الأسبوع المنصرم الحفل الختامي للمسابقة القرآنية السنوية في حفظ وتجويد القرآن الكريم وبعض متونه.

هذا الحفل نظمه كتاب اليسر لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده ببوجدور تحت إشراف السيد عبدالهادي أبوياسر.

وشهد البرنامج الختامي لهذا الحفل الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم للطالب ريان بايسمك، بعدها تمت قراءة كلمة ترحيبية بالضيوف للسيد المشرف على الكتاب الأستاذ عبدالهادي أبوياسر، بالإضافة إلى قراءة متن تحفة الأطفال للطالب زكرياء عنكر.

كما تمت قراءة كلمة لبعض أولياء الأمور ألقاها السيد احمدناه كريرات/ كلمة للسيد عبدالسميع العسري، ليتم بعد ذلك قراءة قرآنية للطالب محمد ياسين بايسم وكذا قراءة جماعية لطالبات الكتاب.

اختتمت فعاليات الحفل بتوزيع الجوائز على الفائزين وتكريم بعض الشخصيات وتكريم السيد المشرف الأستاذ عبدالهادي أبوياسر تم الدعاء الصالح لأمير المومنين حفظه الله.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن

مخيم الفنون الإبداعية: من أجل طفل مبدع

المتابعة ✍️: لحبيب مسكر

تنظم المنظمة المغربية للكشاف المتوسطي، خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 10 ماي 2025 بمخيم أجدير – الحسيمة، مخيمًا موضوعاتيًا تحت شعار: “من أجل طفل مبدع”، في إطار العرض الوطني للتخييم لسنة 2025 الذي أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
يهدف هذا المخيم إلى توفير بيئة محفزة للإبداع الفني لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و15 سنة، من خلال مجموعة من الورشات المسرحية، التشكيلية، الموسيقية والأدبية، بهدف:
تنمية المهارات الفنية والإبداعية للأطفال،
تحفيز الخيال والتعبير الحر،
تعزيز مهارات التعاون والعمل الجماعي،
واكتشاف المواهب وصقلها.
يسعى المخيم إلى دعم التفتح الذاتي للأطفال وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم بوسائل مبتكرة تساهم في بناء شخصياتهم وتنمية ذوقهم الفني.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

العرائش: عزفٌ جنائزي على أوتار الخراب !

مع الحدث
المتابعة ✍️ : عبدالقادر العفسي

في العرائش، تلك المدينة التي كانت ذات زمن تحيك أحلامها من خيوط الشمس وتغسل خطاياها في مياه البحر، هذه المدينة التي لو كان للقدر روح، لخجل منها وولاها ظهره، تدحرجت الأيام كما تتدحرج الجماجم في ساحات الحروب القديمة، الأرض التي كانت تمشطها أصابع الريح بأناشيد أسطورية، صارت الآن صحراء روحية، يباباً بلا نجوم، هنا، حيث كل حجر يحمل ألف قصة نكبة، وحيث كل موجة تلطم الصخور بأناشيد الفقد،فسقط النور واستحال ظلامًا، ليس ظلام الليل، بل ظلام البصيرة، ذاك الذي حين يسكن روح مدينة، حولها إلى جثة تتنفس وتبتسم، ثم تنهار دون أن تدري،هنا، في هذا الركن المعطوب من الجغرافيا أصبح الحلم نفسه الآن مجرّد ذكرى مُشوهة، جثة هامدة على رصيف من النسيان، هنا، حيث الرياح كانت تعزف للمدن قصائد الحرية، وحيث البحر كان شاهداً أميناً على جنون التاريخ، عُينَ الكابوس من رحم الاستسلام ، نعم إنه” المايسترو”، لا كاختيار، بل كلعنة ، لعنة مشتهاة، لأن الشعوب، في لحظة سهو وجودي، تصفق للجلاد قبل أن تلعنه !.

لم تأتِ النهاية فجأة، جاءت كما تأتي الشيخوخة، بطيئة، خانقة، معبّأة بأوهام العظمة، مغطاة بغبار الخيبة ، لم يأتِ هذا الكائن من فراغ بل خرج كما تخرج الطفيليات من الجروح المتقيحة للأمم التي هجرت العقل واحتضنت العبث، لم يكن اختيار العرائش و إقليم العرائش له سوى انتحار طوعي، سقوط في حب الجلاد الذي يعرف كيف يقطّع الأوصال دون أن يترك أثر دم على شفتيه ! ففي يومٍ حزين لا يذكره التقويم، نهض من بين الركام كائن “المايسترو “ممَثل لرئيس الدولة و الحكومة ، لا ليكون مخلصًا ولا مصلحًا، بل ليكون كارثة تمشي على قدمين .

“المايسترو”،هذا الكائن الذي لا يشبه البشر إلا عرضًا، تركيبةً هجينةً بين خيال “دون كيخوطي” الحالم بجنون، وبين “مكيافيلي” الذي خان ذكاءه، فبقيت منه فقط براعة الغدر، لم يكن يحتاج إلى طواحين هواء ليقاتلها، فقد نصب طواحينه الخاصة من أوهام السلطة، وجعل من العرائش مملكة من السراب يحكمها وهمه المسعور ، نعم ،”المايسترو”، هذا الساحر الرديء، لم يحكم العرائش، بل حولها إلى مرآة مشروخة تعكس بأمانة خيانة الأمل، تآمر الحلم على نفسه، وانتحار المستقبل شنقاً على أعمدة الفساد، كل حركة من يده كانت طقسا وثنيًا، كل قرار وشاية ضد الحياة، كل مشروع جنين مشوه يُلقى به إلى قارعة العبث قبل أن يبصر النور وحوله كما تدور الذبابات حول الجيفة، هكذا يحدث حين يعهد البشر بأقدارهم إلى كائن بلا حلم ولا ضمير؟ إنه الكائن الذي تقيأته رحم السلطة حين عافت حتى أجنّتها الشرعية، لم يأتِ إلى العرائش على ظهر جوادٍ أبيض كما تحكي الأساطير! بل زحف إليها، لزجًا، رطبًا كخوفٍ متعفن، يجر خلفه قافلة من أشباه البشر، أموات يمشون بأجساد مشدودة بالخيوط الخفية للجشع والاحتقار .
لم يأتِ” المايسترو” وحيدًا إلى هذا الركح المتهالك، بل وجد بيئة حاضنة له و جلب معه جوقة من الأقزام، مقاولين متنكرين بعباءات العائلة و المناظقية و مسؤولي وزارة الداخلية مشغليه الحقيقيين تحت الطاولة و حزبيين تم تجنيدهم كل هذه المدة و بيروقراطيين عفا عليهم الزمن، وأشباه ساسة يعرفون أن الولاء أقدس من الكفاءة، وأن التصفيق أجدى من الفكرة ، هؤلاء لم يكونوا رجال دولة، بل موظفين في معبد الوضاعة، تجار أحلامٍ مفلسةٍ يبيعون الهواء للمحرومين بثمنٍ من دمهم وأعمارهم ، و تجار جشعون يحملون شهادات زائفة على أكتاف خاوية ، كانوا أشبه بممثلين في مسرحية عبثية كتبها عقل سكير، تائه بين الرغبة في السلطة والرغبة في الانقراض .
تحت قيادته! أصبحت المؤسسة التي يصدر فيها أوامر الفساد محكمةً عتيقة لا يدخلها إلا من ختم العبودية على جبينه، و تحولت الإدارة إلى قبوٍ رطب من المؤامرات الصغيرة لا يفتح أبوابه إلا للمرتشين والمطبعين مع الرداءة…اختارهم” المايسترو” تحت قيادته ! لا لكفاءتهم، بل لافتقارهم للكرامة، بل يبحث عن أولئك الذين باعوا أرواحهم منذ زمن بعيد، عن الذين يستطيعون بابتسامة واحدة، أن يدوسوا طفلاً يطلب العدالة، لم يكن يحتاج إلى شركاء حكم، بل إلى كهنة للفراغ، ينحرون الكلمة الصادقة على مذابح الانحناء …لقد حوّل العرائش إلى مزرعة شخصية، فأسس ديانة جديدة: دين الولاء للعدم، صار كل منصب أداة طقسية في معبد الفساد، وكل توقيع صلاة ملوثة، وكل مشروع قربانًا يُذبح فوق مذابح السمسرة، لم يكن المواطن يرى في المؤسسات وجهًا للوطن، بل مرآة مهشمة تعكس قبح من يحكمه، كأن الدولة بأسرها قررت أن تجرب نظريتها العتيدة: هل يمكن للإنسان أن يظل حيًا دون كرامة؟

وأما ما يسمى مشاريع تنموية الوهمية، فهي في حقيقتها وثائق اتهام أبدية، جثث مبانٍ ، مناطق ، مساحات خضراء…تنزف ماءً قبل أن تسكنها الأرواح، طرقٌ تلدها الأرض ميتة، مجال تحملها الرياح قبل أن تطأها الأقدام، كأن المدينة نفسها تمارس طقسًا غامضًا للانتحار تحت أنقاضها، رافضةً أن تكون شاهدة على هذه المهزلة المقدسة ،لم يكن الفشل عرضًا جانبيًا في خطة المايسترو، بل كان الغاية كأنما أراد ! بإصرار لاهوتي، أن يثبت أن الخراب يمكن أن يكون إنجازًا… وأن الفساد، حين يُمارس بمهارة، يغدو شكلاً من أشكال الفن الملعون، فهو لم يكن يصنع مشاريع، بل يصنع أضاحي جديدة تُقدّم كل يوم على مذبح صمته المطبق !
لماذا يظل هذا الظل الثقيل جاثمًا على صدر المدينة؟ الجواب لا يسكن في الطمع وحده، ولا في الغرور، بل في افتتان قديم للسلطة بالبشاعة، السلطة بطبيعتها، لا تحتمل و”المايسترو” لم يكن سوى الطحلب المفضل لذلك المستنقع، المخلوق الذي تُصفق له الأشباح حين يغتال الحلم ببطء، الجميل ولا النبيل، فهي لا تزدهر إلا في المستنقعات بحرفية الجزارين القدامى !

أما المواطن العرائشي؟

ذاك الكائن البائس الذي يُطلب منه أن يحترق حباً بوطنٍ لا يتذكره، تحول إلى شاهدٍ يائس على جريمة لا يريد أحد أن يراها، بل صار التوسل جزءًا من يومياته، والإهانة جزءًا من جيناته الجديدة، كل باب إدارة هو مقصلة، كل توقيع معمودية جديدة في عبودية الدولة ، فقد صار يتقن فن الإذلال، يحني رأسه أمام موظفٍ يتعالى عليه بفتات السلطة، يملأ استماراتٍ لا أحد يقرأها، ينتظر في قاعات الانتظار كمسافر في محطة قطار لا قطار يأتي إليها أبدًا .

وحين يتعلق الأمر بالمشاريع، فحدث ولا حرج، العرائش كانت على موعد مع وعدٍ كاذب: أن تتحول إلى جنة على الأرض ولكن ، بطالة و نهب وسرقة و فساد… ، وكما هو متوقع من المايسترو وجوقته، تحولت الأحلام إلى خرائب ،لا يكتمل أي شيء إلا انهار، شوارع محفوفة بالحفر كأنها أخاديد الزمن، مبانٍ تشبه أطلال حضارة سقطت قبل أن تقوم والمشاريع التي كانوا يتغنون بها؟ كانت حفلات تنكرية للنهب ، مناقصات مُلفقة، صفقاتٍ مشبوهة، أرقام تتبخر من دفاتر الحساب كما تتبخر أرواح الجنود المنهكين على جبهات العبث ، نعم ، إنه لشيءٌ مذهل، أن ترى العبث وقد استحال مؤسسات، وأن ترى الفشل وقد صار شعارات تعلق على الجدران، كأن المدينة قررت، عن وعي أو قهر، أن تحتفي بموتها البطيء!

لكن، لنتوقف لحظة لنتأمل كل هذا العهر السياسي من زاوية فلسفية ، من أين جاء هذا” المايسترو”؟ أليس هو ببساطة نتاج بنية بل طفل لنظام، ثمرة شجرة خبيثة، جذرها في الفساد وساقها في الكذب وظلها على رؤوس المقهورين؟ إنه ليس سوى انعكاس صادق لدولة ارتكبت الخيانة العظمى ضد شعبها حين أقنعت نفسها أن الحكم ليس خدمة بل غنيمة، وأن الوطنية ليست إلا ستارًا لديمومة الهيمنة .

المايسترو يتمسك بكرسيه، لا لأنه يحبه فقط، بل لأنه يعلم أن تحته فخاخًا لو انهار، لابتلعته، كل من يدعمه، من أشباح الدولة الخفية، يفعلون ذلك لأنهم جميعًا عالقون في شبكة واحدة: شبكة المصالح السوداء التي لا تُبقي ولا تذر، وفي هذا المشهد العبثي الكبير، يبدو المواطن العرائشي كالشاهد الوحيد على جنازة حلمٍ لم يُولد قط ، يقف مذهولًا، عاري الظهر، يسمع قرقعة المزامير الاحتفالية التي تمجّد الخراب، ولا يستطيع إلا أن يبتسم بمرارة، لأن البكاء صار ترفًا لا يملكه، وما أفظع هذا: أن يُرغم الإنسان على أن يكون شريكًا في جنازة نفسه، أن يبتسم حين يُذبح، أن يشكر من يغتصب حلمه، هنا ! في العرائش، تحقق المايسترو من إحدى أعظم نبوءات “نيتشه”: “إذا حدقت طويلًا في الهاوية، فإن الهاوية ستحدق فيك بدورها” ولقد حدقت العرائش طويلاً… حتى سقطت في اللاشيء !.

العرائش اليوم ليست مجرد مدينة مُنهكة ، إنها أسطورة سقطت من كتب الآلهة الغاضبة ، إنها مدينة تحترق بلا نار، تُسرق بلا سارق ظاهر، وتُقتل بلا قاتل يعترف ، ووسط هذا الركام، لا يتبقى سوى الضحك — ضحكٌ أجوف، كأننا نضحك فوق أطلال حضارة نسينا كيف نبنيها … ضحكٌ كما كان “بودلير” يضحك وهو يحدق في وجه العدم، وكما كان “نيتشه” يرقص وهو يرى الإله يُسقط صولجانه في الوحل ، ضحكٌ بارد، متعالٍ على الألم، لأن الألم نفسه صار مبتذلاً من كثرة ما تكرر .

هكذا يا سادة، في العرائش، لم يمت الحلم فقط ، بل مات حتى الحزن عليه ، ومع كل هذا، حين تسقط الشمس خلف الأطلال وتبتلع الظلمة ما تبقى من ضوء، لا يبقى في العرائش إلا سؤال واحد، يتردد كصدى في قبو الوجود : هل كانت العرائش حقاً مدينةً قُتلت مثل الوطن ، أم كذبةً صدقناها يومًا ثم نسيناها كما يُنسى حلمٌ رديء عند الصباح ؟

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

الثانوية الإعدادية مالكة الفاسي بتارجيست مديرية الحسيمة تحتفي بالمتفوقات و المتفوقين في حفل للتميز

مع الحدث

تنفيذا لبرنامجها السنوي الخاص بالأنشطة المدرسية وتماشيا مع أهداف خارطة الطريق 2022-2026، وتفعيلا لمشاريع القانون الإطار 5117 خاصة المشروع رقم 10 ، نظمت الثانوية الإعدادية مالكة الفاسي يومه الخميس 24 أبريل مساء حفلا للتميز، احتفاء بالتلميذات والتلاميذ المتفوقين دراسياً وفي مختلف الأنشطة التربوية والثقافية والرياضية المنظمة بالمؤسسة، عرف هذا الحفل المتميز حضور عدة فعاليات وجمعيات مدنية وشخصيات محلية في مقدمتهم باشا المدينة، إلى جانب أولياء أمور التلاميذ ومجموعة من الأطر التربوية والإدارية، استهل بتلاوة عطرة لآيات بيرنات من الذكر الحكيم، ثم ترديد النشيد الوطني وفي كلمته بعد الترحيب بالحضور أشاد مدير المؤسسة السيد عبد الرحمان المعتصم بالمجهودات المبذولة من طرف جميع الأطر الإدارية والتربوية العاملة بالمؤسسة في سبيل تربية و تعليم الناشئة و والارتقاء بالمنظومة التربوية و تحقيق الأهداف المنشودة، ونوه بالمتفوقات والمتفوقين من التلاميذ في هذا الأسدس وهو ما اعتبره مصدر فخر واعتزاز لمواصلة المزيد من النجاح والمثابرة، سواء المتعلمين والأطر التربوية و الإدارية المشرفة، ، كما شدد على أهمية انخراط الأسر في دعم تمدرس أبنائهم و تتبعهم ومواكبتهم، و تخلل الحفل تقديم عدة أنشطة ثقافية وفنية وعروض مسرحية تربوية هادفة من إبداع تلامذة المؤسسة، و عرف الحفل توزيع مجموعة من الجوائز التحفيزية وشواهد تقديرية على المتفوقين في مختلف المستويات والفئات و المسابقات .
وقد خلف هذا الحفل أثرا وصدى طيب في نفوس الحاضرين خاصة التلاميذ و فرصة للبهجة والاعتزاز بالإنجازات التي حققها تلاميذ المؤسسة، و يعتبر حافز لبذل المزيد من الجهد والعطاء، واختتم الحفل بحفلة شاي على شرف الحضور.
متابعة الأستاذ : بدر الدين الونسعيدي تارجيست


Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

مؤسسة حمان الفطواكي تنظم الدورة 13 للأيام الماليةGLOBAL MONEY WEEK 2025

مع الحدث

في إطار تفعيل الأنشطة التربوية الداعمة للانفتاح الاقتصادي والمالي، وانسجامًا مع فعاليات الدورة 13 للأيام المالية (Global Money Week 2025)، نظمت ثانوية حمان الفطواكي الإعدادية نشاطًا تحسيسيًا موجهًا لفائدة تلميذات وتلاميذ المؤسسة، تحت إشراف: ✓الأستاذ ياسين حسون
✓المختص الاجتماعي حمزة البشري.


أهداف النشاط:
نشر الثقافة المالية والاقتصادية بين التلاميذ.
التوعية بمبادئ الادخار وإعداد الميزانية الشخصية.
تعزيز الوعي المالي وتنمية حس المسؤولية المالية لدى الناشئة.
تعريف المتعلمين بمخاطر التبذير والاستدانة المفرطة.
تحفيز مهارات التخطيط المالي والادخار الذكي.
الفئة المستهدفة:
تلاميذ وتلميذات المستويات الإعدادية بثانوية حمان الفطواكي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

تقرير عن مشاركة الوكالة الوطنية للمياه والغابات (ANEF) في SIAM 2025

مع الحدث

المتابعة: لحسن المرابطي

في إطار الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، الممتدة من 21 إلى 27 أبريل 2025، شاركت الوكالة الوطنية للمياه والغابات بعرض مجموعة من الحلول والابتكارات الحديثة التي تهدف إلى تحقيق تدبير مستدام ومرن للغابات المغربية.

تأتي هذه المشاركة في سياق تنفيذ المحور الثالث من استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، التي تركز على تحديث المهن الغابوية. وقد قدمت الوكالة خلال هذه الدورة أبرز الابتكارات التي تعمل على تطوير هذا القطاع الحيوي، نذكر منها:

الجرد الغابوي المدعوم بالأقمار الصناعية: لتحديد وتصنيف ورسم خرائط دقيقة لرأسمال الغابات الوطني.

التشجير الذكي: اعتماد تقنيات وأدوات جديدة من أجل غرسات فعالة ومتكيفة مع الظروف المناخية المختلفة.

تثمين المنتجات الغابوية: استخدام تكنولوجيا متطورة لتعزيز سلسلة القيمة للخشب والفلين وغيرها من الموارد الطبيعية.

شرطة المياه والغابات الحديثة: إعادة التنظيم الترابي، واستعمال الطائرات بدون طيار (الدرون)، والأدوات الرقمية لتعزيز حماية الغابات.

المراقبة الرقمية الميدانية: من خلال استعمال الكاميرات المحمولة، والطائرات المسيرة، والتطبيقات الذكية، لضمان اليقظة الدائمة.

استخدام الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والصور عالية الدقة بالأقمار الصناعية: من أجل التنبؤ بحرائق الغابات ومتابعة صحة الغطاء النباتي الغابوي.

تُجسد هذه المقاربات رغبة الوكالة في جعل الغابة المغربية أكثر مرونة، وأكثر قدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، ومندمجة في مستقبل تنموي مستدام.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

“حين تتحوّل المدن إلى منصات كبرى: المعارض الموسمية بين الحلم التنموي والواقع المجالي”

“حين تتحوّل المدن إلى منصات كبرى: المعارض الموسمية بين الحلم التنموي والواقع المجالي”

 

هند بومديان

في كل سنة، تنبض بعض المدن المغربية بنبض مختلف، حياة مؤقتة مفعمة بالحركة والوعود، حين تحتضن معارض موسمية كبرى تغيّر وجه المدينة وتشدّ الأنظار الوطنية والدولية. ومعرض الفلاحة الدولي بمدينة مكناس هو واحد من أبرز هذه الفعاليات، ليس فقط باعتباره تظاهرة اقتصادية ضخمة، بل كمرآة تعكس دينامية التنمية في المجال الفلاحي وتطرح في الآن ذاته أسئلة عميقة حول العدالة المجالية، الاستدامة، وجدوى هذا النوع من التظاهرات.

مكناس… مدينة ترتدي عباءة دولية لأيام معدودات

حين يحل موعد معرض الفلاحة، تتحوّل مكناس من مدينة مغربية تحمل تاريخًا عريقًا إلى مركز اهتمام قاري وعالمي، تستقبل وزراء وخبراء ومستثمرين وشركات من مختلف القارات. تنشط الفنادق والمقاهي، وتنتعش الأسواق، وتظهر المدينة كما لو أنها تستعيد بريقًا كان مفقودًا.

لكن، ماذا بعد المعرض؟
هل ينعكس هذا الزخم على البنية التحتية للمدينة؟ هل يحسّ الفلاح الصغير الذي يسكن القرى المجاورة بأي أثر فعلي لهذا الحدث؟ وهل تبقى المعرفة التقنية والمعدات المتطورة التي تُعرض في متناول اليد بعد نهاية التظاهرة؟

المعارض الموسمية… بين الفكرة والممارسة

المعارض، في جوهرها، لحظة احتكاك وتبادل، مساحة لتلاقي الأفكار والمنتجات والثقافات. لكنها أيضًا اختبار حقيقي لمدى قدرة الدولة على ضمان أن تنعكس هذه اللحظات الاستثنائية على المعيش اليومي للساكنة، خصوصًا في المدن التي تستضيفها.

معرض مكناس يعري واقعًا مركبًا: مدينة تعاني من الإهمال، تلبس زيًا عالميًا لأسبوع، ثم تعود لرتابتها. وفلاح مغربي صغير لا زال ينتظر الدعم، بين حلم العرض الفلاحي الضخم وواقع المعاناة مع الماء، السوق، والوسيط.

نحو عدالة معرضية

قد يكون السؤال الأهم هو: كيف نجعل من هذه المعارض الموسمية قاطرات تنموية حقيقية؟
كيف نحوّلها من مناسبات احتفالية إلى مشاريع تمتدّ آثارها على مدار السنة؟
وكيف نعيد ربط المدينة والقرية، المركز والهامش، عبر هذه الديناميات؟

ليس المطلوب إلغاء المعارض، بل إعادة التفكير فيها. إعادة توزيع أدوارها، إشراك الفئات المهمّشة، بناء جسور دائمة بين العرض والطلب، بين السياسة والواقع، بين الشعارات والتنفيذ.

معرض الفلاحة بمكناس نموذج ناجح شكليًا، لكنه يحمل بين طيّاته تحديات تنموية ومجالية عميقة. هو مرآة لبلد يسعى للتحديث، لكنه لا يزال يتلمّس طريق العدالة المجالية.
المعارض الموسمية ليست فقط مناسبات للاستهلاك والانبهار، بل فرصة لإعادة بناء العلاقة بين الإنسان، الأرض، والسياسات العمومية.