Category: متفرقات

محي الدين البكوشي     

تعيش منطقة قنطرة “أسكار” بضواحي تاونات، منذ مساء الثلاثاء 8 أبريل الجاري، على وقع حادث غرق مأساوي بعدما سقط شاب في مقتبل العمر وسط مياه الوادي، في ظروف لا تزال غامضة.

وأفادت مصادر محلية أن الشاب، البالغ من العمر 17 سنة والمنحدر من دوار تيجدا، تم إنقاذه ، قبل أن يلوذ بالفرار مباشرة بعد نجاته، دون الإدلاء بأي معلومات حول ملابسات الحادث.

وأضافت ذات المصادر أن المعني بالأمر عاد في وقت متأخر من الليلة نفسها، ليصرح بأن صديقًا له كان برفقته لحظة وقوع الحادث، ما دفع السلطات إلى إطلاق عمليات تمشيط واسعة بحثًا عن المفقود المفترض.

وفور توصلها بالمعطيات، انتقلت إلى عين المكان عناصر الوقاية المدنية، مرفوقة بالسلطات المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة، حيث تم تسخير كافة الإمكانيات المتاحة للعثور على الشاب الثاني، وسط ظروف مائية وجغرافية صعبة.

ولا تزال عملية البحث جارية إلى حدود كتابة هذه السطور، في وقت يسود فيه الترقب والقلق في أوساط ساكنة المنطقة، التي تتابع تفاصيل الحادث بكثير من الانشغال.

مع الحدث لحسن المرابطي

يُعَدُّ مشروع الطريق السيار الرابط بين مراكش وفاس عبر بني ملال وخنيفرة من أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تسعى المملكة المغربية إلى إنجازها لتعزيز البنية التحتية وتطوير الشبكة الطرقية. يهدف هذا المشروع إلى تقليص المسافات الزمنية بين المدن الرئيسية، وتحسين السلامة الطرقية، وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق التي يمر بها.

يمتد هذا الطريق السيار على طول حوالي 420 كيلومترًا، ويربط بين مدن مراكش، بني ملال، فاس، ومكناس، كما يمر عبر مدن وقرى مهمة كقلعة السراغنة، خنيفرة، مريرت، وأزرو. وتُقدَّر تكلفة إنجازه بحوالي 28 مليار درهم، ما يبرز حجم الرهان الذي تضعه الحكومة على هذا المشروع كقاطرة للتنمية الجهوية والمجالية.

من بين الأهداف الأساسية التي يسعى المشروع لتحقيقها، تقليص الفوارق بين الجهات وتعزيز التواصل بين المناطق الجبلية والوسطى والمراكز الاقتصادية الكبرى، ما من شأنه المساهمة في خلق توازن تنموي يخدم مختلف جهات المملكة.

كما يُرتقب أن يساهم المشروع في تحفيز النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص شغل جديدة وإشراك المقاولات الوطنية، خاصة الصغيرة والمتوسطة، في إنجاز الأشغال المرتبطة به.

كذلك، يُنتظر أن ينعكس المشروع إيجابًا على الجذب السياحي، دون إغفال أهميته على مستوى السلامة الطرقية، من خلال تقليل الضغط على الطرق الوطنية الحالية والحد من حوادث السير، وهو ما سيحسّن من ظروف التنقل ويعزز الثقة في شبكة الطرق بالمملكة.

أعلنت وزارة التجهيز والماء عن انطلاق الدراسات الأولية الخاصة بالمشروع، مع التأكيد على أهميته في ربط المدن الكبرى وتيسير التنقل بين مختلف الأقاليم. ويأتي المشروع ضمن المخطط الوطني المديري للطرق السيارة في أفق 2025، الذي يشكل حجر الزاوية في استراتيجية المغرب لتطوير بنيته التحتية الطرقية.

ورغم ما يحمله المشروع من آفاق واعدة، إلا أن تساؤلات عدة تُطرح بشأن الآجال الزمنية لإنهاء الدراسات التقنية، وموعد انطلاق أشغال الإنجاز، ثم مدة التنفيذ. وتبذل الجهات المعنية جهودًا متواصلة لتسريع وتيرة هذا المشروع وتحقيق أهدافه في أقرب الآجال.

إن الطريق السيار الرابط بين مراكش و محور مكناس فاس عبر بني ملال وخنيفرة يُمثّل منعرجًا حاسمًا في مسار تنمية المناطق الجبلية والوسطى للمملكة. فهو ليس مجرد طريق، بل مشروع هيكلي طموح يروم خلق دينامية جديدة في الفضاءات الداخلية، وتحقيق التوازن المجالي، وترجمة رؤية المملكة نحو تنمية مستدامة وشاملة.

‎بيان صحفي…

‎منال الشرقي، السفيرة الدولية للسلام، توجه نداءً عاجلاً للحصول على أمر مهمة رسمي للذهاب إلى غزة رغم المخاطر لدعم الأكثر ضعفاً.

‎أصدقائي الأعزاء، والشركاء، والمواطنين في جميع أنحاء العالم،

‎أود أن ألفت انتباهكم إلى الوضع الإنساني الطارئ الذي يحدث الآن في غزة. منذ استئناف الأعمال العدائية في مارس 2025، وصلت العنف بين إسرائيل وحماس إلى مستويات مدمرة، وأصبحت الوضعية بالنسبة للسكان المدنيين أكثر كارثية.

‎لقد فقد أكثر من 1000 فلسطيني حياتهم في الغارات الجوية الإسرائيلية، بينما جُرح الآلاف الآخرين. وتجاوز عدد المشردين 280,000، وأصبحت البنية التحتية الصحية، التي كانت قد تأثرت أصلاً، منهارة تماماً. كما أن الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية أصبح محدوداً بشكل كبير، وتعاني المستشفيات من نقص في المواد الطبية والوقود لتشغيل مولداتها.

‎في مواجهة هذه المأساة الإنسانية، حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) والعديد من الوكالات الإنسانية من أن الوضع في غزة غير مسبوق. حيث تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في أكثر من 60 ضحية إضافية خلال 24 ساعة فقط، ولا يزال العدد في ازدياد.

‎في هذا السياق، أوجه نداءً رسمياً إلى المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية من أجل وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية تسمح بإيصال المساعدات الأساسية. يجب دعم الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني في جهودهم لإنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة الملايين.

‎أنا مصممة على الذهاب إلى الميدان، رغم المخاطر التي تهدد سلامتي الشخصية، لدعم الشعب في غزة. وفي هذا السياق، أطلب أمر مهمة رسمي للتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية المباشرة واتخاذ إجراءات ملموسة، حتى وإن كان ذلك يعرض حياتي للخطر. يجب أن تتغلب التضامن والعمل على الخوف واللامبالاة في مواجهة مثل هذه الكارثة.

‎إن التوترات في لبنان، التي تفاقمت بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي أدت إلى مقتل أحد قادة حماس، تساهم في تغذية تهديد النزاع الإقليمي. يجب على العالم أن يتحرك لمنع تصاعد الصراع والجهود من أجل تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.

‎أدعوكم جميعاً، كفاعلين في مجال السلام والعدالة، إلى نشر هذه الرسالة والمطالبة باتخاذ إجراءات ملموسة من المجتمع الدولي. فكل يوم يمر يزيد من معاناة البشر. من الضروري أن نتحرك الآن لوضع حد لهذه العنف وحماية كرامة الإنسان.

‎لدينا القدرة على إحداث فرق. فلنعمل معاً من أجل السلام.

‎منال الشرقي سفيرة دولية للسلام

‎للتواصل: contact@manalcherki.com

مع الحدث – الرباط – عادل الحصار

زاوية الشيخ ماء العينين بالسمارة… معلمة روحية وتاريخية تنتظر الإنصاف

يوم الإثنين 7 أبريل 2025، وبعد صلاة العصر، وصلنا إلى باب زاوية الشيخ ماء العينين بمدينة السمارة، فوجدناه – وللأسف الشديد – مغلقًا، لا يُفتح ولا يُسمح بالدخول إلى بهو هذا المعلم الروحي والعلمي العريق.

لقد كانت الزاوية أيام القيم الراحل، ولد الشيخ محمد إبراهيم، منارة مفتوحة تنشر علم الشيخ ماء العينين، عبر ما جمعه من مخطوطات ومؤلفات بوسائله الخاصة. كان الراحل مرجعا في تاريخ السمارة، وتاريخ الشيخ ماء العينين وأهله، وفي الوقت نفسه إنسانًا بسيطًا، يعاني في صمت، ولا يملك سوى معاشه الزهيد من وزارة العدل، وكان مثالًا للتعفف والتواضع.

اليوم، وبعد رحيله، تُطرح تساؤلات مشروعة: هل وزارة الأوقاف عاجزة عن تعيين قيم وفقيه ومؤذن من سلالة الشيخ ماء العينين؟ وهل يعقل أن تظل الزاوية مغلقة طيلة الأسبوع، ولا تُفتح إلا يوم الجمعة؟

ورغم تخصيص وزارة الثقافة لغلاف مالي لترميم الزاوية، إلا أن هذا الغلاف لم يُستغل بالشكل المطلوب، باستثناء بعض الإصلاحات الطفيفة، لتظل الزاوية في وضعية غير لائقة بتاريخها ورمزيتها، دون أن نسمع من يُنكر هذا الواقع.

زاوية الشيخ ماء العينين ليست فقط معلمة دينية، بل هي شاهد على مغربية الصحراء. فقد بُنيت في عهد الاستعمار الإسباني بمواد وخشب وفُسيفساء أرسلها السلطان مولاي عبد الرحمان. وتعرضت الزاوية خلال عملية “أكفيون” لقصف فرنسي بصاروخ دمّر جزءًا كبيرًا منها، لا يزال شاهدا على بشاعة الاستعمار.

وكان من الأولى أن يتم استثمار ميزانية بناء المسجد المجاور لترميم الزاوية، وتأهيلها لتحتضن قاعات للدراسة وسكنًا للطلبة، إحياءً لروح العلم التي أنارتها لمئات السنين، وخرجت منها آلاف الطلبة الذين انتشر علمهم في بقاع العالم.

الشيخ ماء العينين، هذا العالِم المجاهد، ألّف ما يزيد عن 450 كتابًا، بينما لا تُحصى مؤلفات أبنائه وأحفاده، ما يستوجب فتح مكتبة كبيرة داخل الزاوية لجمع هذا التراث الغزير، وتحويلها إلى قبلة للباحثين والزائرين من كل العالم.

إذا كانت فاس عاصمة علمية للمملكة المغربية، فإن السمارة هي العاصمة العلمية للصحراء المغربية، ويجب أن تحظى بما تستحقه من عناية، في ظل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

مع الحدث غزة

تُدين الهيئة الدولية للدفاع عن المهنيين والنقابيين الفلسطينيين بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين الموافق 7 نيسان/أبريل 2025، عبر استهدافها المباشر والمتعمد لخيمة الصحفيين في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى من الصحفيين والإعلاميين الذين كانوا يؤدون واجبهم المهني والوطني في تغطية الجرائم المستمرة ضد أبناء شعبنا.

إن هذا الاعتداء الآثم يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقيات جنيف التي تكفل حماية الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي أثناء النزاعات المسلحة، كما يعكس إصرار الاحتلال على تغييب الحقيقة وارتكاب الجرائم في ظل صمت دولي مخزٍ.

تحمّل الهيئة قوات الإحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، وتدعو المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحفيين ولجنة حماية الصحفيين، إلى التحرك العاجل لمحاسبة الإحتلال وتوفير الحماية الفعلية للصحفيين والمؤسسات الإعلامية العاملة في قطاع غزة.

وتؤكد الهيئة وقوفها الكامل إلى جانب الجسم الصحفي الفلسطيني، وتثمّن تضحياته في سبيل نقل الحقيقة والدفاع عن الحقوق الوطنية، وتُجدد دعوتها لتأمين حماية دولية شاملة لكافة المهنيين الفلسطينيين العاملين في الميدان تحت وطأة الإحتلال والحرب.

الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والمجد للكلمة الحرة.

صادر عن:

الهيئة الدولية للدفاع عن المهنيين والنقابيين الفلسطينيين

التاريخ: 7 نيسان / أبريل 2025

عماد وحيدال 

في تدخل أمني نوعي، تمكنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بسرية وجهوية سطات، زوال يوم الأحد 06 أبريل 2025 حوالي الساعة الواحدة زوالاً، من حجز سيارة محملة بكمية ضخمة من المواد الغذائية الفاسدة، وذلك على مستوى طريق رأس العين، دوار مالين الواد، إقليم سطات.

ووفقًا لما أوردته مصادر جريدة  مع الحدث، فقد أسفرت العملية عن ضبط 300 كيلوغرام من الدجاج و50 كيلوغرامًا من “الگناصي”، مجهولة المصدر، كانت في طريقها إلى الاستهلاك. وتشير المعطيات إلى أن هذه الكمية كانت محفوظة في ظروف غير ملائمة تمامًا ولا تحترم أبسط شروط السلامة الصحية، مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

وقد تم إتلاف الكمية المحجوزة مباشرة بعد حجزها، تفاديًا لأي خطر صحي قد يهدد المستهلكين، فيما تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق السائق، حيث تمت متابعته في حالة سراح.

وتندرج هذه العملية في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها عناصر الدرك الملكي لحماية صحة المواطنين والتصدي لظاهرة ترويج المواد الغذائية الفاسدة، خاصة مع اقتراب موسم الصيف وارتفاع الطلب على اللحوم.

وتبقى الدعوة موجهة إلى المواطنين بضرورة اليقظة وتبليغ السلطات عن أي تحركات مشبوهة قد تمس بصحتهم وسلامتهم، في انتظار اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد من يغامرون بأرواح المستهلكين من أجل الربح السريع.

لحسن المرابطي 

في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز البنية التحتية الطرقية وفك العزلة عن المناطق الجبلية، انطلقت مؤخراً أشغال تعبيد وتوسيع الطريق الجبلية الرابطة بين مدينة مريرت ومنبع أم الربيع، مرورا بجماعة أم الربيع بإقليم خنيفرة. وتُعد هذه الطريق من المسالك الوعرة المعروفة بكثرة منعرجاتها وصعوبة الولوج إليها، مما كان يشكل خطراً مستمراً على سلامة مستعمليها، خاصة خلال المواسم الممطرة حيث تكثر الانهيارات والانزلاقات الأرضية.

ويأتي هذا المشروع في سياق تنزيل البرامج التنموية بالإقليم، ويُرتقب أن يُساهم في تسهيل التنقل وربط عدد من الدواوير والمناطق الجبلية الحيوية، بالإضافة إلى تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية بالمنطقة، لاسيما في اتجاه منبع أم الربيع الذي يُعد من أبرز الوجهات الطبيعية بالمغرب.

ومن أجل إنجاز هذا المشروع في احترام تام لمعايير الجودة والسلامة، فإن من الضروري الالتزام بجملة من الضوابط التقنية والهندسية، من أبرزها:

1. التهيئة الجيدة للمنعرجات من خلال توسعتها وتعديل زواياها لتقليل الحدة وضمان رؤية أوضح وآمنة للسائقين.

2. إجراء دراسة جيولوجية دقيقة للموقع لتفادي الانهيارات والانزلاقات الأرضية، مع تأمين المنحدرات عبر حواجز وقائية وتقنيات للتثبيت والتدعيم.

3. تصريف فعال لمياه الأمطار من خلال قنوات وجسور صغيرة تمنع تجمع المياه وتآكل جنبات الطريق.

4. اعتماد مواد إسفلتية ذات جودة عالية تقاوم الظروف المناخية القاسية وتتحمل حركة السير الكثيفة.

5. تشوير طرقي واضح ومعتمد لتوجيه مستعملي الطريق وتحذيرهم من النقاط الخطرة، لا سيما عند المنحدرات والمنعرجات.

6. احترام تدابير السلامة داخل ورش الأشغال بما يضمن سلامة العاملين والمواطنين العابرين للطريق أثناء فترة الإنجاز.

7. الحرص على رش أماكن الأشغال بالمياه بانتظام لتقليص تطاير الغبار الذي قد يسبب اختناقات ويؤثر سلباً على صحة المتساكنين المجاورين، خاصة فئات الأطفال وكبار السن.

وتبقى هذه الأشغال خطوة أولى في مسار تنمية المنطقة وتسهيل الربط بين الجماعات الترابية بالإقليم، على أمل أن تُستكمل بمشاريع مهيكلة أخرى تهم تقوية المسالك القروية وتثمين المؤهلات البيئية والسياحية التي تزخر بها منطقة أم الربيع.