Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع

معاناة يومية لسكان مدينة بوسكورة في النقل العمومي إلى مدينة الدار البيضاء

مع الحدث بوسكورة فيصل باغا

تعيش ساكنة مدينة بوسكورة معاناة يومية متزايدة جراء نقص وسائل النقل العمومي المتجهة إلى مدينة الدار البيضاء، وهو ما يفاقم من صعوبة التنقلات اليومية للمواطنين، خاصة مع ارتفاع الحاجة إلى التنقل بين المدينتين في ظل النمو السكاني المتسارع.

تعد الحافلات وسائط النقل الأكثر استخدامًا، لكن الخطوط التي تربط بوسكورة بالدار البيضاء أصبحت لا تواكب الطلب المتزايد على هذه الخدمة. وبالرغم من وجود بعض خطوط الحافلات، إلا أن الفترات الزمنية بين كل رحلة وأخرى طويلة للغاية، مما يؤدي إلى ازدحام كبير في أوقات الذروة، فضلاً عن تأخر مواعيد الحافلات التي تزيد من معاناة الركاب.

أما سيارات الأجرة، التي هي بديل آخر، فهي تعاني من نقص حاد في العدد المطلوب لتغطية حاجة السكان، ما يضطر العديد من المواطنين إلى انتظار فترات طويلة حتى يتسنى لهم العثور على سيارة أجرة متاحة، وهو ما يزيد من الضغط على وسائل النقل الأخرى.

وتؤكد شهادات من مواطنين أن هذه المشكلة تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، حيث يتأثر العمل والدراسة والتنقلات الاجتماعية بسبب هذه المعوقات. بالإضافة إلى ذلك، يُضطر الكثيرون إلى دفع تكاليف إضافية للبحث عن وسائل نقل بديلة، وهو ما يثقل كاهل العديد من الأسر ذات الدخل المحدود.

ويطالب المواطنون والفعاليات المدنية المسؤولين المحليين والإقليميين بضرورة إيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة، عبر تعزيز خطوط النقل العمومي، سواء الحافلات أو سيارات الأجرة، وتطوير البنية التحتية الخاصة بالنقل من أجل تحسين مستوى الخدمة ورفع الضغط عن المواطنين.

لقد أصبح من الضروري أن تواكب السياسات التنموية لمدينة بوسكورة التوسع العمراني والنمو السكاني في المنطقة، وذلك من خلال تحديث وتوسيع شبكة النقل العمومي لتلبية احتياجات المواطنين بشكل أكثر فعالية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

آسية سلافي: حين يتحول الفن إلى مرآة الروح

 

آسية سلافي: حين يتحول الفن إلى مرآة الروح

 

✍️ هند بومديان

 

في مدينة سلا المغربية، تقيم الفنانة التشكيلية آسية سلافي، حيث تنسج لوحاتها بحس مرهف وتجربة متراكمة، تجعل من كل عمل فني لحظة تأمل واحتفاء بالجمال.

ولدت وترعرعت في مدينة فاس، تلك المدينة التي تمتزج فيها الأصالة بالمعاصرة، لتكون مهد الإلهام الأول بالنسبة لها. نشأت في بيت يفيض بالفن، حيث كانت والدتها متقنة لفن الطرز الرباطي، فيما بدأت آسية رحلتها في التعبير عن ذاتها من خلال الطرز الفاسي و”طرز النطع”، قبل أن تجد في الفن التشكيلي لغتها الحقيقية.

لم تتلقَّ آسية سلافي تكوينًا أكاديميًا في كليات الفنون، بل صنعت طريقها بموهبة فطرية مدعومة بتكوينات خاصة في مدارس فنية، وأخذت تتطور عبر البحث الذاتي والتجريب الدائم. تأثرت في بداياتها بأعمال الشعيبية طلال، وبالفن السريالي كما يتجلى في عالم سلفادور دالي، إضافة إلى حضور واضح للمدرستين التكعيبية والواقعية في أعمالها.

تُعرف لوحات آسية سلافي برمزيتها العميقة وطابعها التعبيري الحالم، وهي لا تتبع منهجًا تقنيًا صارمًا، بل تترك لنفسها حرية التجريب والإبحار مع اللحظة الإبداعية. الصباغة الزيتية هي خامتها المفضلة، لما تمنحه لها من مرونة وكثافة تعبيرية.

بالنسبة لها، لحظة الإبداع تشبه الحلم، وتعيشها بكامل الحواس، في طقس خاص تحفه الموسيقى والصمت الداخلي. لوحاتها لا تعكس فقط تجاربها، بل تكشف عن عمق ذاتها، وغالبًا ما تكتشف مشاعرها الحقيقية بعد الانتهاء من العمل الفني.

منذ أول معرض جماعي لها بمدينة سلا، تابعت آسية سلافي مسيرتها بعزيمة وإصرار، وشاركت في العديد من المعارض الوطنية في مدن مثل الدار البيضاء، الرباط، مراكش وغيرها. تلقت دعمًا من جمعيات فنية ساعدتها على صقل مهاراتها وتوسيع آفاقها، كما نالت أكثر من ثلاثين شهادة تقديرية، تؤكد حضورها الفني المؤثر.

ورغم عدم مشاركتها بعد في معارض دولية، فإنها تطمح لعرض أعمالها في قاعات عالمية كبرى بإسبانيا أو فرنسا، أو حتى داخل قصر الباهية بمراكش، في احتفاء بجذورها وهويتها الفنية.

تؤمن آسية سلافي بأن الفن قادر على إحداث التغيير، إذ يعزز الذوق الجمالي، ويطرح أسئلة وجودية تُحفّز التفكير المجتمعي. كما ترى أن التكنولوجيا اليوم أصبحت أداة مساعدة، وتفكر في دمج بعض تقنياتها في أعمالها مستقبلاً.

تحلم آسية بتنظيم معرض فردي كبير يُجسد خلاصة تجربتها الفنية.

فهي، رغم التحديات، لم تفقد يومًا شغفها، لأنها تعتبر أن الفن ليس فقط وسيلة للتعبير، بل طريقتها لفهم الحياة والوجود، ومصدر سلامها الداخلي.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

ليلى لحلو … من معادلات الفيزياء إلى ألوان الروح

ليلى لحلو من معادلات الفيزياء إلى ألوان الروح

✍️ هند بومديان

 

من قلب مدينة الدار البيضاء، تبرز الفنانة التشكيلية ليلى الحلو كصوت فني اختار أن يشق طريقه بحرية، دون قوالب أو قيود. تركت خلفها معادلات الفيزياء لتمنح الألوان مكانها الطبيعي في حياتها، مدفوعة بشغف لم يخفت منذ الطفولة، ووعيٍ بأن الفن ليس ترفاً، بل حاجة روحية ووجودية.

 

لم تكن رحلتها سهلة ولا ممهدة، فهي لم تتخرج من معهد للفنون ولم تتلق تكوينًا أكاديميًا تقليديًا، بل اختارت التعلم الذاتي، شاركت في ورشات تقنية، وراكمت خبرة من خلال التجريب المتواصل والاحتكاك المباشر بعوالم الفن. تأثرت في بداياتها بالمدارس الأوروبية، وخصوصًا فترة إقامتها في فرنسا، حيث شدت انتباهها أعمال موديغلياني وسيزان، لكن سرعان ما عاد الحنين لرموز الذاكرة المغربية، للون الأرض، لجدران فاس العتيقة، وللحنين البعيد الذي تسكنه التفاصيل.

 

ترفض ليلى أن تحبس نفسها في أسلوب محدد، تؤمن بأن الفنان الحقيقي لا يتوقف عن التجريب، لذلك تتأرجح أعمالها بين الواقعية والتجريد، تارة تحمل رمزية صوفية وتارة تغوص في عمق الإنسان، بتشظيه وحيرته واندهاشه. تشتغل بالأكريليك غالبًا، وتلجأ أحيانًا لمواد مسترجعة تعبيرًا عن موقفها البيئي، معتبرة أن الفن ليس فقط إبداعًا بصريًا، بل مسؤولية ورسالة تجاه العالم.

 

ما يميز أعمالها هو ارتباطها بالهوية دون الوقوع في فخ الفولكلور، تستحضر الرموز الأمازيغية، النقوش، الألوان الحارة، والمرأة كمركز قوة وألم وجمال. لا ترسم المرأة كجسد، بل ككيان يحمل الحكاية كلها، بحزنها، بصبرها، بثقلها الداخلي الذي لا يُرى في الصور النمطية.

 

بخطى ثابتة، بدأت تشق طريقها في المعارض، من أول مشاركة جماعية كان وقعها عليها عميقًا، إلى مشاركات وطنية عديدة جعلت اسمها يحضر في المشهد الفني المغربي. ورغم غياب الدعم المؤسساتي، تواصل العمل والمثابرة، تؤمن بأن الإبداع لا ينتظر الإذن من أحد، بل يصنع لنفسه مكانًا ولو في الهامش.

 

تطمح للوصول إلى العالمية، لا من باب الشهرة الفارغة، بل من باب الإيمان بأن الفن لغة تتجاوز الحدود. تقتنع بأن اللوحة الصادقة تصل، ولو بعد حين، وأن العالم يحتاج أكثر من أي وقت مضى لصوت نسائي حر، متجذر، ومتشبث بخصوصيته دون انغلاق.

 

ليلى الحلو ليست فقط فنانة، بل قصة عن الجرأة في اتباع النداء الداخلي، عن امرأة وجدت خلاصها في الألوان بعد أن ضاقت بها المعادلات، فاختارت أن ترسم الحياة كما تراها: مشوشة، صاخبة، صادقة، ومليئة بالضوء الذي يخرج من قلب العتمة

 

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات مجتمع

“ثلاث ولايات من الوعود المؤجلة: ساكنة أولاد ابن عمر الدحامنة تنتظر الوفاء من نائبة رئيس جماعة بوسكورة”

مع الحدث فيصل باغا 

رغم مرور ثلاث ولايات انتخابية، ما تزال ساكنة دواوير أولاد ابن عمر الدحامنة تعاني من غياب أبسط شروط العيش الكريم، بعد أن أخلفت نائبة رئيس جماعة بوسكورة وعودها المتكررة التي قطعتها على نفسها خلال الحملات الانتخابية، والتي شملت تحسين البنية التحتية، ربط الدواوير بالخدمات الأساسية، وإنشاء مرافق اجتماعية حيوية.

وعلى أرض الواقع، ما تزال الطرقات محفرة، والماء الشروب غير كاف، والخدمات الصحية والتعليمية شبه منعدمة، في ظل صمت رسمي وتجاهل واضح لمعاناة المواطنين.

يرى فاعلون محليون أن ما يحدث لا يمكن تفسيره سوى بغياب الإرادة السياسية والتدبير المعقلن، مشيرين إلى أن استمرار النائبة في موقع القرار دون إنجاز فعلي يضع مصداقية المؤسسات المنتخبة على المحك. ويؤكد محللون أن عدم الوفاء بالوعود الانتخابية يمس جوهر الديمقراطية التمثيلية، ويطرح تساؤلات قانونية حول مدى احترام مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، المنصوص عليه في دستور المملكة.

وسط هذا التهميش، تتزايد دعوات الساكنة للسلطات الإقليمية والجهوية لفتح تحقيق عاجل، ومساءلة المعنيين حول أسباب الفشل في تنزيل المشاريع الموعودة، والعمل على تمكين المواطنين من حقهم في التنمية، بعيداً عن الاستغلال الانتخابي الموسمي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

أكاوْن عبد الرحمن.. حين تتمرد الألوان على المألوف وتتنفس الروح الأمازيغية

أكاوْن عبد الرحمن.. حين تتمرد الألوان على المألوف وتتنفس الروح الأمازيغية

 

✍️ هند بومديان

في قلب الجنوب المغربي، وتحديدًا من تالوين بإقليم تارودانت، وُلدت موهبة فنية صقلتها الفطرة وغذّاها عشق الجمال، لتتحول إلى بصمة متفرّدة في عالم الفن التشكيلي. إنه الفنان أَكاوْن عبد الرحمن، المعروف فنيًا باسم “أكاوْن”، والذي اختار أن يعبّر عن رؤيته للعالم من خلال الألوان والرموز المستوحاة من عمق الثقافة الأمازيغية.

بدأت رحلته مع الفن منذ ثمانينيات القرن الماضي، غير أن التحول الحقيقي جاء في أواخر التسعينيات، حين شعر أن انتماءه لهذا العالم لم يكن خيارًا بل نداء داخليًا. لم يتلقَ تكوينًا أكاديميًا، بل اعتمد على موهبته الفطرية التي لازمته منذ الطفولة، لتكون دليله في مسار عصامي لا يخلو من التحديات والانتصارات.

تأثر أكاون بالمدرسة التجريدية، وخصوصًا بالراحل الفنان الزين، غير أنه لم يقف عند حدود الاقتداء، بل صاغ أسلوبه الخاص القائم على التمرد على الألوان الكلاسيكية، والميل الدائم للتجريب، مستعملًا موادًا طبيعية مثل الحناء، الزعفران، والخشب. بالنسبة له، الطبيعة ليست فقط مصدر إلهام، بل موطن أول وأخير.

تعكس أعمال أكاون رسالة فنية وثقافية عميقة، تحمل في طيّاتها رموزًا أمازيغية وصدىً لتجارب إنسانية ذاتية، تتجلى بوضوح في لوحاته التي تشكّل مرآة لصفائه النفسي ولحظات تأمله التي ترافقها أنغام ناس الغيوان. ومن أبرز ما يعتز به، لوحة بالأبيض والأسود أنجزها خلال فترة الحجر الصحي، والتي يعتبرها أقرب أعماله إلى قلبه.

مسيرته الفنية، رغم اعتمادها الكلي على الجهد الذاتي، لم تكن خالية من التقدير، فقد عرض أعماله أول مرة بشكل عفوي ضمن حفل زفاف، لتتوالى المشاركات لاحقًا في فعاليات وطنية، أبرزها: معرض عيد الحب، فعالية “هندا بلانكا”، ومهرجان ثقافي دولي حضره سفراء وجمهور واسع. كما كانت له تجربة دولية مهمة بمعرض بالإسكندرية، كانت بمثابة انفتاح جديد على جمهور يُقدّر الفن.

يرى أكاون أن قصبة تالوين تشكل مصدر إلهام دائم له، وأن الفن المغربي له صيت عالمي، لكنه يأسف لغياب التقدير الكافي داخل الوطن، ما يعرقل تسويق اللوحات ويحدّ من الحضور المحلي للفن. ورغم هذا، لم يتوقف عن الحلم، إذ يطمح لامتلاك معرض فني خاص به، وأن يعرض أعماله يومًا ما في المتحف الوطني بالرباط، وفي أحد المتاحف الإيطالية المرموقة.

بالنسبة له، لا يقاس الفن بالمال، بل بالمحبة التي ترافقه، لذا يفضّل الإهداء على البيع. وهو يرى أن الفن التشكيلي ليس فقط وسيلة للتعبير، بل طريق للارتقاء بالوعي والروح، ونصيحته لكل فنان ناشئ هي: الاستمرارية والمثابرة هما السلاح الأقوى للفنان الحقيقي.

بهذه الروح الحرة، وبريشة لا تعرف القيود، يواصل أكاون عبد الرحمن رسم طريقه، مؤمنًا بأن الفن الحقيقي لا يموت، بل يظل خالدًا في تفاصيل لوحاته وفي قلوب من يقدّرون الجمال الصادق.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة مجتمع

المدخلان القانوني والتنموي.. من الاستقرار المؤسسي إلى الجاذبية الاقتصادية

مع الحدث

بقلم ✍️ د : مولاي بوبكر حمداني رئيس مركز التفكير الإستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية.

الجزء الثالث ضمن سلسلة مقالات تتناول موضوع:

استكمالا لنشر الورقة المرجعية التي أعدها الدكتور مولاي بوبكر حمداني، المتخصص في العلاقات الدولية ورئيس مركز التفكير الإستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية، على أجزاء، وتحت عنوان: “مداخل تنزيل مبادرة الحكم الذاتي المغربية بالصحراء”.

حيث تناول في الجزئين الأولين المداخل : الأممي، الدبلوماسي والسياسي.

نضع بين يدي القراء الجزء الثالث الذي يتناول المدخلين القانوني والتنموي.

 

المدخل الدستوري والقانوني: التأطير المعياري، ضمان الانسجام الهرمي، وتوفير الاستقرار المؤسسي

 

ما يستدعي الإيضاح أن المدخل الدستوري والقانوني يشكل الأساس المعياري الصلب والضمانة المؤسسية العليا التي يجب أن ترتكز عليها عملية تنزيل مبادرة الحكم الذاتي، وذلك لضمان اندماجها السلس والمتناغم في البناء القانوني والمؤسساتي للدولة، وتوفير الحماية الدستورية اللازمة لاستدامتها وفعاليتها ضد أي تقلبات سياسية محتملة.

وفي هذا السياق أرست المملكة المغربية، من خلال دستور 2011، أسساً دستورية متقدمة تتيح استيعاب وتأطير نظام حكم ذاتي خاص بجهة الصحراء، فديباجة الدستور تؤكد على تشبث المملكة بوحدتها الترابية التي لا تتجزأ، وعلى صون تلاحم وتنوع مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.

كما أن التنصيص الصريح في الباب التاسع من الدستور على “الجهوية المتقدمة” كتنظيم ترابي لا مركزي للمملكة، يقوم على مبادئ التدبير الحر، والتعاون والتضامن، ويؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم، والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة، يوفر إطاراً دستورياً مرناً وملائماً يمكن البناء عليه لمنح جهة الصحراء نظام حكم ذاتي يتمتع بصلاحيات أوسع ووضع خاص يراعي خصوصيات النزاع ومتطلبات الحل السياسي المتفاوض عليه، دون المساس بالبنية الموحدة للدولة أو بالاختصاصات السيادية للملك والحكومة المركزية.

من المؤكد إن جوهر المبادرة المغربية لعام 2007، وخاصة التزامها الصريح في الفقرة 29 بـ”مراجعة الدستور المغربي وإدراج نظام الحكم الذاتي فيه”، يمثل نقطة قوة استثنائية تمنح المقترح المغربي مصداقية وضمانة حقيقية، فالارتقاء بنظام الحكم الذاتي إلى مرتبة دستورية يعني تحصينه ضد أي تعديل إلا وفق المساطر المشددة والمعقدة لمراجعة الدستور، مما يضمن استقراره وديمومته ويجعله جزءاً لا يتجزأ من النظام القانوني الأساسي للمملكة.

غير ان التنزيل الفعلي لهذا الالتزام، يتطلب بعد التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي، صياغة وإقرار “قانون تنظيمي” خاص بجهة الحكم الذاتي للصحراء، يحدد بدقة متناهية طبيعة وصلاحيات الهيئات الجهوية (برلمان جهوي منتخب، حكومة جهوية منتخبة ومنصبة من الملك، محاكم جهوية)، وآليات انتخابها وتشكيلها، ومصادر تمويلها (بما في ذلك حصة من الموارد الطبيعية وفق الفقرة 13 من المبادرة)، وكيفية ممارستها للاختصاصات الذاتية والمشتركة والمنقولة في مجالات واسعة كالإدارة المحلية، التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، البنيات التحتية، الشرطة المحلية، وحتى علاقات التعاون الخارجي في حدود اختصاصاتها (الفقرة 15) .

ومن الثابت في الفقه أن هذا القانون التنظيمي الذي سيصدر وفق الإجراءات الدستورية، يجب أن يضمن التوازنات الدقيقة بين مبدأ “التدبير الحر” للجهة لشؤونها، ومبدأ “وحدة الدولة” وهرمية النظام القانوني، وبين تمكين السكان المحليين من إدارة شؤونهم بأنفسهم تحت السيادة المغربية، والحفاظ على الاختصاصات الحصرية للدولة المركزية في مجالات السيادة (الدفاع، الخارجية، العملة، الشؤون الدينية، الأمن الوطني، النظام القضائي العام) كما حددتها الفقرة 14 من المبادرة.

كما يجب أن يتضمن هذا الإطار القانوني ضمانات قوية لحماية الحقوق والحريات الأساسية لجميع المواطنين المقيمين في الجهة، وآليات فعالة للرقابة القضائية على دستورية وقانونية أعمال هيئات الجهة (من خلال المحكمة الدستورية والمحاكم الإدارية والمحكمة العليا الجهوية المنصوص عليها في الفقرتين 22 و 23)، وآليات لفض النزاعات المحتملة بين السلطات المركزية والجهوية.

نستخلص مما سبق إن وضوح ودقة وقوة الإطار الدستوري والقانوني، وانسجامه مع المعايير الدولية المتعلقة بالحكم الذاتي، يعتبر شرطاً جوهرياً لبناء الثقة، وضمان الشرعية، وتوفير الاستقرار المؤسسي اللازم لتنزيل الحكم الذاتي.

 

 

المدخل التنموي: النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية كرافعة للجاذبية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي

 

لا مراء في أن المدخل التنموي بعداً حاسماً في تعزيز جاذبية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي، وتحويلها من مجرد صيغة سياسية-قانونية إلى مشروع مجتمعي واعد يحقق الرفاه والازدهار لساكنة الأقاليم الجنوبية، فالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لا تقتصر على تحسين المؤشرات الماكرو-اقتصادية أو توفير الخدمات الأساسية، بل هي عملية متكاملة تهدف إلى تمكين الأفراد والمجتمعات، وتوسيع خياراتهم، وتعزيز قدراتهم، وترسيخ الشعور بالانتماء والكرامة، وتقوية التماسك الاجتماعي.

وفي هذا السياق، أطلق المغرب، بتوجيهات ملكية سامية، “النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية” سنة 2015، والذي يمثل رؤية طموحة وخطة عمل متكاملة، رُصدت لها استثمارات مالية ضخمة (تناهز 8 مليارات دولار)، بهدف إحداث تحول هيكلي في اقتصاد المنطقة، وتنويع مصادره، وتعزيز جاذبيته، وجعل الأقاليم الجنوبية قطباً اقتصادياً رائداً ومنصة لوجيستية هامة للتبادل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وبين إفريقيا وأوروبا.

بناءً على ذلك ارتكز هذا النموذج على مقاربة تشاركية ومندمجة، وشمل محاور متعددة تجاوزت الاستغلال التقليدي للموارد الطبيعية نحو بناء اقتصاد تنافسي تضمنت أبرز مكوناته مشاريع هيكلية كبرى في مجال البنيات التحتية (مثل ميناء الداخلة الأطلسي، والطريق السريع تزنيت-الداخلة الذي يربط شمال المملكة بجنوبها)، ومشاريع ضخمة في مجال الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية والريحية) غايتها جعل المنطقة رائدة في إنتاج الطاقة النظيفة وتصديرها، وبرامج لتثمين الموارد الطبيعية المحلية (الفوسفاط من خلال مشاريع صناعية تحويلية كبرى في فوسبوكراع، والثروة السمكية عبر تطوير صناعة الصيد المستدام وتثمين المنتجات البحرية)، ودعم الفلاحة التضامنية والواحات، وتطوير قطاع السياحة البيئية والثقافية والصحراوية، بالإضافة إلى استثمارات كبيرة في القطاعات الاجتماعية الحيوية كالتعليم العالي والتكوين المهني (بإنشاء انوية جامعية ومعاهد متخصصة) والصحة (بناء مستشفى جامعي ومراكز صحية متطورة) .

ولكن الأهم من ذلك، وكتعبير عن الإرادة السياسية الجادة والتحضير الفعلي والملموس لتهيئة الظروف المادية والمؤسساتية اللازمة لتنزيل ناجح وفعال لنظام الحكم الذاتي، لم تكتف الدولة فقط بإطلاق برامج تنموية فحسب، بل عملت بشكل استباقي وممنهج على إرساء بنيات تحتية كبرى ومهيكلة ذات طابع سيادي ومؤسساتي في الأقاليم الجنوبية، تشكل الأساس المادي الضروري لعمل مؤسسات الحكم الذاتي المستقبلية وضمان استمرارية الدولة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين والفاعلين الاقتصاديين في إطار النظام الجديد.

وترتب عن ذلك في المجال المالي والنقدي، الذي يمثل أحد ركائز السيادة الاقتصادية، إنشاء مقر جهوي مركزي لبنك المغرب (البنك المركزي) بمدينة العيون، وهو ما يمثل ترسيخاً للسلطة النقدية للدولة في الجهة، ويضمن توفير السيولة المالية اللازمة، ومراقبة النشاط البنكي، والمساهمة في الحفاظ على استقرار الأسعار والكتلة النقدية الوطنية الموحدة، ويواكب ذلك انتشار سلسلة واسعة من فروع الأبناك التجارية والمؤسسات المالية الأخرى، مما يعكس حيوية اقتصادية متنامية ويوفر الخدمات البنكية الضرورية للأفراد والمقاولات التي ستنشط في ظل الحكم الذاتي، ويمكن الهيئات الجهوية من تدبير معاملاتها المالية بكفاءة.

أما في المجال القضائي والأمني، الذي يمثل ضمانة أساسية لسيادة القانون والاستقرار، فقد قامت الدولة بإطلاق مشاريع ضخمة لبناء “قصور عدالة” حديثة ومتكاملة في كل من جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، لتوفير مقرات لائقة ومجهزة للمحاكم التي ستعمل في إطار التنظيم القضائي للمملكة، بما في ذلك المحاكم الجهوية التي قد ينص عليها نظام الحكم الذاتي، كما تم تعزيز بنيات محاكم القرب ومراكز القاضي المقيم لضمان ولوج المواطنين إلى “عدالة القرب” بشكل ميسر.

وسيرا على نفس النهج تم على الصعيد الأمني إنشاء وتحديث مقرات ومؤسسات أمنية مؤهلة تابعة للأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة، لتعزيز القدرات العملياتية في حفظ النظام ومكافحة الجريمة، بما يوفر البيئة الآمنة لعمل الشرطة المحلية التي قد ينشئها نظام الحكم الذاتي.

وضمن نفس الجهود تم تشييد سجن محلي كبير بمدينة العيون بمعايير دولية حديثة، يراعي متطلبات أنسنة ظروف الاعتقال ويستجيب للحاجيات المستقبلية للمنظومة القضائية والأمنية بالجهة.

وفي سياق متصل في المجال الاجتماعي والخدماتي، فتجسد الاهتمام بصحة المواطنين، كحق أساسي وركيزة للتنمية البشرية، في إنشاء مستشفى جامعي ضخم ومتطور بمدينة العيون، مجهز بأحدث التقنيات وبطاقة استيعابية كبيرة، وهو مشروع استراتيجي يستجيب للتحديات الصحية الحالية والمستقبلية لسكان الجهة في إطار مشروع الحكم الذاتي، ويقلل من الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة للعلاج، كما يشكل نواة لتكوين الأطر الطبية والبحث العلمي الصحي على المستوى الجهوي.

فضلاً عن ما تقدم تم في مجال البنيات التحتية الحيوية للطاقة والمياه، التي تعد عصب الحياة والتنمية، الاستثمار بكثافة في محطات ضخمة للطاقات المتجددة (الشمسية والريحية)، تهدف ليس فقط إلى ضمان الاكتفاء الذاتي للجهة من الكهرباء النظيفة وتلبية الطلب المتزايد في ظل التوسع العمراني والصناعي، بل أيضاً إلى جعل المنطقة قطباً رائداً في إنتاج وتصدير الطاقة الخضراء والهيدروجين الاخضر، وبالتوازي مع ذلك تم تشييد محطات كبرى لتحلية مياه البحر، لمواجهة تحدي ندرة المياه في هذه المنطقة الصحراوية، وضمان توفير الماء الشروب بشكل دائم للسكان، ودعم التنمية الفلاحية والصناعية التي تتطلب كميات كبيرة من المياه.

وبهذا يمكن القول ان تكامل هذه البنيات التحتية المؤسساتية والخدماتية مع إطلاق مشاريع اقتصادية كبرى ومتنوعة كان غايتها المثلى هو خلق الثروة وفرص الشغل وتنويع القاعدة الاقتصادية للجهة، وتثمين مواردها الطبيعية بشكل يعود بالنفع المباشر على الساكنة المحلية، حيث شمل ذلك إقامة مشاريع فلاحية طموحة تعتمد على تقنيات الري الحديثة والمياه المحلاة، ومشاريع واعدة في إطار “الاقتصاد الأزرق” تستهدف تثمين الثروة السمكية الهائلة بشكل مستدام وتطوير قطاع تربية الأحياء المائية والصناعات التحويلية المرتبطة بها نشاطات السياحة الشاطئية، كما تواصلت الجهود في تثمين مادة الفوسفاط بهدف تطوير صناعات تحويلية ذات القيمة المضافة العالية في مركب فوسبوكراع وإنتاج الأسمدة بما يحقق الامن الغذائي من جهة، و من جهة أخرى يساهم في خلق فرص عمل مؤهلة ويرفع من إيرادات الجهة.

وينضاف إلى هذه الجهود مشاريع التأهيل الحضري الشامل للمدن والمراكز، وتحديث شبكات الطرق، وعلى رأسها مشروع الطريق السريع تزنيت-الداخلة الذي يربط الأقاليم الجنوبية بباقي جهات المملكة ويعزز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية، ومشروع الميناء الأطلسي الكبير بالداخلة الذي سيشكل منصة لوجيستية وبوابة اقتصادية نحو إفريقيا والعالم.

ومن خلال ما سبق تحليله يبدو إن الهدف من هذا النموذج التنموي الطموح ليس فقط تحقيق قفزة نوعية في مؤشرات التنمية البشرية والمادية، بل أيضاً خلق اقتصاد محلي قوي قادر على توفير فرص عمل لائقة للشباب الصحراوي، وتقليل الاعتماد على القطاع العام أو على الموارد الطبيعية غير المتجددة، وتشجيع المبادرة الخاصة وريادة الأعمال، وضمان استفادة الساكنة المحلية بشكل مباشر ومنصف من ثمار التنمية، ولهذا تضمن النموذج آليات الحكامة الجيدة والشفافية في تدبير المشاريع، وإشراك الفاعلين المحليين (المنتخبين والمجتمع المدني والقطاع الخاص) في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، وتحقيق العدالة المجالية في توزيع الاستثمارات والمشاريع بين مختلف أقاليم ومدن الجهة.

وبالنتيجة النهائية لهذه الاستثمارات الضخمة والمتكاملة في البنيات التحتية المهيكلة والمشاريع الاقتصادية الكبرى، نستشف انها لا تمثل فقط استجابة للحاجيات التنموية الحالية والمستقبلية للأقاليم الجنوبية، بل هي أيضاً تعبير ملموس عن التزام الدولة بتوفير كل الشروط المادية والمؤسساتية اللازمة لنجاح تنزيل مبادرة الحكم الذاتي، بحيث تجد الهيئات الجهوية المنتخبة عند توليها للمسؤولية، بنية تحتية صلبة وموارد اقتصادية متنوعة وإطاراً مؤسساتياً داعماً يمكنها من ممارسة صلاحياتها الواسعة بفعالية واستقلالية لتحقيق التنمية والرفاه المنشودين لجميع سكان الصحراء في إطار السيادة الوطنية.

كما أنها تقوي بشكل كبير جاذبية مبادرة الحكم الذاتي التي ستمنح الهيئات الجهوية المنتخبة صلاحيات واسعة في مجال التخطيط الاقتصادي والاجتماعي، وتدبير الموارد المالية والبشرية، وجذب الاستثمارات، مما يمكنها من مواصلة وتعزيز هذا المسار التنموي الطموح وتكييفه مع الأولويات والخصوصيات المحلية، مع الحفاظ على آليات التضامن الوطني الضرورية.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

الصويرة : حفل وداع بنكهة خاصة لمتطوعين فرنسيين بجمعية الخير النسوية

مع الحدث / الصويرة 

بقلم ✍️ : ذة جليلة خلاد

 

عرف مقر جمعية الخير النسوية زوال أمس الجمعة حفل شكر لمتطوعين فرنسين قاما بتنشيط دروس الفرنسية لفائدة المشاركات في إطار مشروع ” تميز لمرافقة النساء نحو المقاولة والريادة ” و الذي يندرج ضمن برنامج جمعية الخير النسوية للتمكين الأقتصادي للنساء و بدعم من مؤسسة دروسوس و، كذلك بتعاون مع الجمعية الفرنسية بوليوسونتي و APEFE و OTED.

 

و في سياق متصل فهذا المشروع يتكون من برنامج متكامل يشمل التنمية الذاتية للمشاركات ، ناهيك عن دروس باللغة الفرنسية ودروس الإعلاميات ، كذلك تكوين في مجال الحلويات العصرية .

 

و في نفس السياق دائما يعتبر مشروع تميز ، فعلا نوعا من التميز لأن جل الخدمات مجانية بهدف تمكين النساء والفتيات من ولوج سوق الشغل وإقتحام عالم المقاولة ، كما تعتبر جمعية الخير النسوية هي المسؤولة عن تحمل نفقات التنقل بالنسبة للمشاركات اللواتي يقطن بضواحي الصويرة ساعية لتقليص الفوارق الاجتماعية وفك العزلة عن النساء بالوسط القروي لتأمين أكبر تغطية بالإقليم .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات مجتمع

حسن السلكي … حين يتحول الشغف إلى حياة

حسن السلكي.. حين يتحوّل الشغف إلى حياة

✍️ هند بومديان

في مدينة اليوسفية، حيث تنبع من الأرض حرارة الفوسفاط وتفاصيل العيش البسيط، وُلد الفنان حسن السلكي، الذي اختار أن يُعرف بين محبي الفن بـ”السلكي”. لم يكن الفن بالنسبة له مجرد هواية عابرة، بل كان منذ الطفولة مرآة داخلية، ومتنفسًا خفيًا، ولغة لا تشبه باقي اللغات.

منذ بداياته، كان السلكي طفلًا يحدّق في الأشياء من زوايا مختلفة، يحمل القلم والفرشاة لا كتقليد، بل كطقس روحي يمنحه الطمأنينة. لم يتلقَّ تكوينًا أكاديميًا، بل سلك درب التجريب والتكوين الذاتي، متكئًا على الشغف والملاحظة والانغماس الكلي في اللون والملمس والحدس.

تأثر السلكي بالمدرسة التجريدية، التي وجد فيها حريته، وسافر عبر لوحاتها إلى عوالم لا تُرى بالعين المجردة. منذ أول بورتريه رسمه، وهو يشعر بأن الفن اختاره كما اختاره، وأن كل لحظة من عمره صارت لونًا على قماشة من روحه.

تميّز أسلوبه الفني بالجرأة اللونية، ميّالًا إلى الألوان الصاخبة كالأحمر والأصفر، يشتغل على الإحساس قبل الشكل، ويحرص على أن تكون لوحته فضاءً للتأمل أكثر من كونها رسالة جاهزة. لا يقيّد نفسه بمادة واحدة، بل يشتغل على الزيت، الأكريليك، الفحم… فكل خامة عنده تحمل احتمالًا جديدًا للبوح.

عبر مساره، تطوّر أسلوبه من التمرد إلى النضج، ومن البحث إلى التوازن، دون أن يتنازل عن روح التجريب والتجدد. لحظات الإبداع عنده لا تُفتعل، بل تحتاج فقط لصمت ومكان يشبهه، حينها يصبح العمل الفني امتدادًا لروحه، وقطعة من سيرته الذاتية.

عرض الفنان حسن السلكي أعماله في الفضاءات المفتوحة أولًا، ثم شارك في معارض فردية وجماعية ومهرجانات فنية في مدن مغربية عدة. لم يستفد من دعم مؤسساتي، لكنه صنع مساره بالكد والتصميم. يرى في مدينة اليوسفية مصدر إلهامه الأول، ويحمل لها حبًا خاصًا لأنها منحته البدايات.

امتدت تجربته إلى الخارج، حيث شارك في معارض دولية جعلته يعيد النظر في مفاهيم الفن والهوية، وتأثر كثيرًا بتجارب فنانين أفارقة وجدهم ينحتون الجمال في الشارع ببساطة وصدق. رغم حصوله على جوائز فنية متعددة، يؤمن أن الفن ليس وسيلة للجوائز، بل هو حياة كاملة تثمر مع الوقت.

يحلم الفنان حسن السلكي بإنشاء مركز مفتوح للفن الحر، يُتيح الإبداع والتكوين للفنانين الناشئين. يرى في التكنولوجيا فرصة لتطوير التجربة الفنية، ويفكر في إدماج الفن الرقمي في أعماله القادمة.

الفن عنده ليس سلعة فحسب، بل رسالة. يحب أن يهدي بعض لوحاته لمن يقدّرها حقًا، لأنه يراها جزءًا من ذاته. وهو يؤمن أن الفن التشكيلي قادر على إحداث التغيير، لأنه يحرّك الوعي ويزرع الاختلاف والجمال في المجتمع.

أما عن اللحظة التي أنقذه فيها الفن، فيقول: “في كل مرة أمسكت فيها بالفرشاة وأنا محطم، كان الفن يرمم داخلي بصمت، ويعيدني إلى الحياة.”

هكذا يمضي الفنان حسن السلكي في رحلته، فنانًا حرًّا، عصاميًا، يؤمن بأن الجمال ليس في اكتمال اللوحة، بل في الحكاية التي تحملها الألوان حين تنبض بالحياة

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

المدير الجهوي لقطاع الشباب بجهة مراكش آسفي في زيارة تفقدية للمخيم الوطني الصويرية الموضوعاتي وتوقف خاص عند فضاء جمعية أمل الشباب والطفولة والتخييم

مع الحدث/ مراكش

بقلم ✍️: ذ إبراهيم افندي 

 

في إطار سياسة القرب والمواكبة الميدانية لأنشطة الطفولة والشباب، قام السيد عبد العزيز معتصم، المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب بجهة مراكش آسفي، يوم الجمعة 9 ماي 2025، بزيارة تفقدية للمخيم الوطني الصويرية، مرفوقاً بالسيد المدير الإقليمي لآسفي.

وقد شملت هذه الزيارة مختلف الفضاءات التخييمية التي يحتضنها المخيم، والتي تعرف مشاركة عدد من الجمعيات الوطنية في إطار المخيم الموضوعاتي الربيعي المنظم ضمن البرنامج الوطني “عطلة للجميع”. واطلع الوفد على سير الأنشطة التربوية، الثقافية، والفنية، وتفاعل بشكل مباشر مع الأطر التربوية والأطفال المستفيدين.

 

وكانت جمعية أمل الشباب والطفولة والتخييم إحدى المحطات البارزة في هذه الزيارة، حيث خص الوفد توقّفاً خاصاً بفضائها، واطّلع على برمجتها التربوية المتميزة التي تنسجم مع الطابع الموضوعاتي للمخيم، والتي تهدف إلى تنمية قدرات الأطفال وتطوير مهاراتهم في جو تربوي آمن ومحفز.

 

وفي تصريح لممثلي الجمعية، عبّروا عن اعتزازهم بهذه الزيارة التي تعكس الدعم الفعلي للإدارة الجهوية، وتؤكد أهمية الشراكة بين الوزارة والجمعيات الجادة في خدمة قضايا الطفولة والشباب.

 

وتأتي هذه الزيارة في إطار الدينامية التي يعرفها قطاع الشباب على المستوى الجهوي، من خلال تتبع البرامج ميدانياً وتشجيع المبادرات الجمعوية ذات البعد التربوي والتكويني

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات مجتمع

لقاء تواصلي بدار فجيج نمودج في خلق مجتمع حداثي متطور

مع الحدث

بقلم ✍️: ذ ايوب ديدي

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المجتمعات الحديثة،اصبح من الضروري العمل على بناء مجتمعات واعية بمسؤولياتها،متضامنة ومتماسكة فيما بينها.

نظمت مؤسسة اصدقاء فجيج يوم السبت 10ماي 2025 بمقرها دار فجيج،لقاءا تواصليا بحضور النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي السيد عمر اعنان.حيث تميز هذا اللقاء بحضور36 جمعية معظمها تنشط في فجيج،دعى هذا اللقاء الى تجديد اواصر التواصل والتعاون والصداقة بين الجمعيات وجمعية اصدقاء فجيج.

كما تم من خلاله الحديث عن وجوب الانفتاح على مختلف المبادرات البناءة لضمان استدامة التماسك والتضامن في المجتمع،الى جانب بلورة رؤية تنموية تلبي حاجيات الساكنة وتعمل على تنمية مستدامة تشمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

في ظل خلق مجتمع رائع يسعى جاهدا ليكون واعيا بمسؤولياته،متضامنا ومتماسكا من خلا العمل الجماعي والفردي.

كما تميز اللقاء بتكريم الاستاذ حفو سليمان اعترافا بما قدمه من خدمات حافلة بالعطاء لخدمة المجتمع.