Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

الإعلامي هشام ناصر يناقش أطروحته حول المعارضة البرلمانية في النظام الدستوري المغربي

مع الحدث

ناقش الإعلامي هشام ناصر أطروحته لنيل الدكتوراه في القانون العام تحت عنوان : ” المعارضة البرلمانية في النظام الدستوري المغربي والأنظمة الدستورية المقارنة ” تحت إشراف الدكتور محمد البزاز وذلك صباح السبت 19 أبريل 2025 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس أمام لجنة علمية مكونة من كل من :
الدكتور محمد البزاز، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، رئيسا ومشرفا
الدكتور عبد المالك احزرير، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، مقررا
الدكتور محمد نشطاوي، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، مقررا
الدكتور ندير اسماعيلي، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، مقررا
الدكتورة، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، عضوا
الدكتور محمد الفاضلي، أستاذ محاضر مؤهل بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، عضوا
الأطروحة تناولت أهمية اعتراف دستور 29 يوليوز 2011 لأول مرة حقوق المعارضة البرلمانية، والذي شكل خطوة مهمة وذات بعد رمزي، علما أنها لم تقف عند حدود الاعتراف بالمعارضة البرلمانية بل منحتها وضعا خاصا، مما مكن المعارضة من الانتقال الى مؤسسة قائمة الذات، حيث لم تعد المعارضة مختزلة في الحزب السياسية بل امتدت إلى البرلمان عبر قناة ” فرق المعارضة ” بعد أن مكنها المشرع الدستوري من عدة آليات تسمح لها بالمساهمة والمشاركة في تدبير الشأن العام الوطني من خلال المقاربة التشاركية التي عبر عنها الفصل 10 من الوثيقة الدستورية.


كما تطرقت الى تقييم حصيلة الأداء التشريعي والرقابي للمعارضة البرلمانية خلال الولايتين التشريعيتين العاشرة والحادية عشرة، حيث أشار الباحث فيما يتعلق بالأداء التشريعي للمعارضة البرلمانية الى كون مجمل المقترحات التشريعية التي تقدمت بها المعارضة البرلمانية خلال الولاية العاشرة عكست حالة من انعدام التوازن بين مختلف القطاعات حيث تركزت حول قطاع العدل والتشريع وحقوق الإنسان وقطاع الداخلية والسكنى والجماعات الترابية ، بينما تم إهمال قطاعات لها ثقلها ووزنها في مجالي التشريع والمراقبة وخاصة قطاع الاقتصاد والمالية والقطاع الاجتماعي والقطاع الانتاجي وقطاعي البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، وهو الأمر الذي يكشف عن مدى القصور الذي يتميز به أداء المعارضة في مجال التشريع وغياب التوازن بين مختلف القطاعات، مما يكشف عن غياب استراتيجية واضحة للمعارضة في مجال التشريع، ناهيك عن غياب التنسيق وتشتت جهود المعارضة وبروز هاجس التوافق أحيانا مع مكونات الأغلبية سواء من خلال التصويت على مشاريع الحكومة أو من خلال تقديم مقترحات مشتركة، وهو سلوك كان محكوما بخلفيات ومصالح سياسية واضحة .

وأبانت الدراسة عن نهج الحكومة وباستمرار لسلوك يؤدي عمليا إلى تحويل البرلمان إلى مجرد مؤسسة شكلية، علما أن المعارضة في سلوكها التصويتي لا تبدي أية مقاومة اتجاه المبادرات التشريعية للحكومة، فرغم الحدة في النقاش التي تصل إلى حد توجيه الاتهامات للحكومة، فإنه في النهاية يتم التصويت بالإجماع.
وأشارت الدراسة أن الولايتين التشريعيتين الأخيرتين أبانت عن ضعف ذاتي للمعارضة نتيجة أسباب مختلفة مرتبطة أساسا بضعف التنسيق بين مكوناتها، ما تولد عنه تشتت في الرؤى والأفكار والتوجهات، وعدم امتلاكها لمخطط واضح للتحرك والفعل وهذا ما يظهر كثيرا على مستوى تدخلاتها بخصوص النقاشات حول التشريع وممارسة دورها الرقابي ومناقشة السياسات العمومية، بالإضافة الى انعدام الحد الأدنى من التقاطعات المذهبية.
كما سلطت الضوء على عدد من الإكراهات والصعوبات التي تواجه المعارضة البرلمانية في تفعيل آلية السؤال البرلماني، وأبرزها التأخر الحكومي في الأجوبة، حيث لم يرتب المشرع الدستوري أي جزاء على عدم تقيد الحكومة بالأجل الدستوري، الى جانب الغياب المتكرر لأعضاء الحكومة هن الجلسات الأسبوعية للأسئلة، فيكون الغياب بدون إنابة وسيلة للتهرب من الأجوبة، والى جانب ذلك تواجه المعارضة صعوبات في تفعيل آلية السؤال البرلماني بسبب تلقي نوابها لإجابات تتضمن معطيات عامة وغامضة بدل أن تكون معطيات دقيقة، وفي بعض الأحيان تكون الردود المكتوبة غير كاملة، وأحيانا تكون مطولة وذات طبيعة فنية أكثر من اللازم، وهو ما يؤدي إلى استبعاد أفراد الجمهور من فهم محتوى الأجوبة الحكومية .
ولعل أبرز عائق يحول دون تفعيل آلية السؤال الشفهي من قبل المعارضة هو البرمجة الزمنية، واعتماد الأقطاب الحكومية، وأحيانا حينما يغيب الوزير المعني في قطبه، يضطر المنتخب الانتظار شهر آخر من أجل إعادة برمجة سؤاله، علما أن السؤال دستوريا، يوجه من طرف المنتخب، وتجيب عليه الحكومة، بغض النظر عن الوزير المعني بالرد.
ومن جملة الصعوبات التي تعترض تفعيل آلية السؤال البرلماني من طرف المعارضة بحسب الباحث هشام ناصر، هو افتقاد المعارضة البرلمانية للوسائل الكفيلة بتمكينها من الاطلاع على مجمل القرارات التي اتخذتها الحكومة أو ما تخطط للقيام به. هذا التباين المعلوماتي يمكن الحكومة في نهاية المطاف من تعزيز سياساتها الخاصة.
كما لوحظ – يضيف الباحث – أن البرلمانيون يستخدمون الأسئلة لأسباب أخرى غير السعي وراء المساءلة الوزارية، حيث يتم استخدامها من قبل العديد من النواب كأداة لتمثيل المصالح الخاصة لدوائرهم الانتخابية مقابل التصويت لفائدتهم في الانتخابات اللاحقة على حساب الأدوار البرلمانية الأخرى، مثل الرقابة على العمل الحكومي.


وخرجت الدراسة بجملة من التوصيات والاقتراحات أبرزها ضرورة تفعيل المقترح الملكي ” بإخراج نظام خاص بالمعارضة البرلمانية ” باعتباره الإطار القانوني الأمثل لحماية وتعزيز حقوق الأقلية البرلمانية وعقلنة تركيبة المعارضة، تحت قيادة الحزب الأكثر تمثيلا داخل مجلس النواب ومنح زعيمه وضعا اعتباريا وقانونيا على غرار النموذج البريطاني، علما أن نمط الاقتراع القائم على أساس التمثيل النسبي يمنح إمكانية وجود معارضات متعددة، كما دعت الى تحديد واضح ودقيق لمسؤوليات المعارضة، بناء على ما جاء في الفصل 10 من الدستور ” يجب على فرق المعارضة المساهمة في العمل البرلماني بكيفية بناءة وفعالة “، وإعطاء حيز زمني كاف لتقييم السياسات العامة على غرار التجربة الفرنسية، حيث يخصص يوم واحد في كل شهر لجدول الأعمال الذي يضعه كل مجلس بناء على مبادرة فرق المعارضة بالإضافة الى تخصيص المشرع الدستوري الفرنسي لجلسة كل أربعة أسابيع لتقييم السياسات العمومية، والحد من هيمنة وتحكم الحكومة والأغلبية في تسطير جدول أعمال المجلس، عبر إعطاء رؤساء فرق ومجموعات المعارضة الحق في طلب برمجة نقاط ضمن جدول أعمال البرلمان، وهو الأمر الذي سيشكل ضمانة مهمة لفائدة الأقلية البرلمانية من أجل التقدم بمقترحات تشريعية أو طلب تشكيل لجان لتقصي الحقائق أو لجان موضوعاتية لتقييم السياسات العمومية، وتخصيص أيام للمعارضة تتحكم في تحديد جدول أعماله دون تدخل من الحكومة.
وفي نهاية المناقشة والتي تميزت بتوجيه عدد من الأفكار والاقتراحات لإثراء الدراسة، قررت لجنة المناقشة وبعد المداولة، منح الباحث هشام ناصر لقب دكتور في القانون العام بميزة حسن جدا مع تنويه جميع أعضاء اللجنة بالدراسة المقدمة .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

غابة بوسكورة تحت مجهر الزوار: شكوى مستمرة من نقص الخدمات والإهمال البيئي

المتابعة : فيصل باغا

تعد غابة بوسكورة واحدة من الوجهات الطبيعية المفضلة للعديد من المواطنين، إلا أن المرتادين يواجهون العديد من المشاكل التي تهدد جودة تجربتهم في هذه المنطقة الخضراء الجميلة. يشكو العديد من الزوار من غياب المرافق الأساسية التي تشكل ضرورة لأي متنزه، مثل المراحيض العامة، فضلاً عن افتقار المكان إلى الألعاب المخصصة للأطفال، وهو ما يحد من جاذبية الغابة للأسر والعائلات.

من جهة أخرى، يشتكي بعض الزوار من تساقط الأشجار والأعشاب غير المحسنة في بعض الأماكن، مما يثير قلقاً حول سلامة المكان، خاصة بعد تعرض المنطقة للعديد من العوامل البيئية. إن غياب الصيانة المناسبة يساهم في تدهور الحالة العامة للغابة، وهو ما يعكس إهمالاً واضحاً من المسؤولين.

وفي الوقت الذي يطالب فيه الكثير من المرتادين بتحسين هذه الخدمات، يظهر استياء كبير من الافتقار إلى البنية التحتية المناسبة التي تُسهم في استدامة هذا المورد الطبيعي.

فهل سيتحرك المعنيون بالأمر لتوفير المتطلبات الأساسية وتكريس جهودهم لحماية هذه الغابة الجميلة؟ الوقت وحده كفيل بإظهار الجهود المتخذة لمعالجة هذه المشاكل المستمرة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

جدل يرافق تأخر بث محكمة النقض في ملف رئيس جماعة السويهلة السابق

الحاضي ماء العينين

يشهد المشهد السياسي بجهة مراكش جدلا واسعا، وتساؤلات كبيرة، بسبب تأخر البت في الطعن بالنقض الذي تقدم به عبد الرزاق احلوش، الرئيس المعزول لجماعة السويهلة، بعد صدور حكم نهائي بعزله من طرف محكمة الاستئناف الإدارية بمراكش، هذا التأخير غير المبرر يثير تساؤلات عدة حول مدى تأثيره على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ويضع نزاهة العملية الديمقراطية على المحك.

وقالت مصادر الجريدة، أن من النتائج المباشرة لهذا القرار تجريد المحكوم عليه أعلاه من الأهلية الانتخابية خلال المدة الانتدابية اللاحقة ، تطبيقا لمقتضيات المادة 6 من قانون 11.59 المتعلق بانتخاب اعضاء مجالس الجماعات الترابية.

وأضافت، أن الحكم القضائي النهائي القاضي بعزل احلوش صدر بعد إدانته بارتكاب مخالفات جسيمة للقوانين التنظيمية للجماعات الترابية، وهو ما ترتب عنه فقدانه للأهلية الانتخابية. إلا أنه رغم ذلك، قام الرئيس المعزول بالطعن في القرار أمام محكمة النقض بتاريخ 18 و20 يوليوز 2023، غير أن الملف لا يزال معلقا، ولم يتم البت فيه بعد مرور أكثر من سنة ونصف، وهو أمر يثير الاستغراب والقلق في أوساط المتابعين للشأن المحلي علاوة على أنه و إستئناسا بمنشور السيد رئيس المجلس الاعلى للسلطة القضائية المرتبط بتحديد آجال البث في الملفات و قياسا على أحكام الفقرة 3 من المادة 31 من نفس القانون التي ابرمت لمحكمة النقض اجلا أقصاه شهران للبث في الطعون المتعلقة بانتخاب اعضاء الجماعات المذكورة و إعمالا كذلك للنصوص القانونية ذات الصلة فإن عدم النظر في قضية الرئيس المنوه به رغم انصرام هذه المدة يشكل حالة شاذة و يثير جملة من الاستفهامات إسوة بملفات مشابهة وقع الفصل فيها على وجه السرعة و الاستعجال المطلوبين في مثل هذه النوازل.

هذا و اعتبر متتبعون للشأن المحلي أنه و نظرا لكون قرار العزل يسلب الرئيس المعزول حقه في الترشح للانتخابات، فإن أي تأخر في حسم الطعن بالنقض قد يخلق ثغرة قانونية تسمح له أو لأنصاره بالتأثير على المسار الانتخابي، سواء من خلال محاولة الترشح أو دعم مرشحين محسوبين عليه، وهو ما يطرح تساؤلات بالجملة.

في هذا السياق، دعت عدة فعاليات حقوقية السلطات القضائية والجهات الوصية إلى التدخل العاجل لضمان تسريع البت في الطعن بالنقض وفقًا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل، مع التأكيد على ضرورة احترام مبدأ المحاكمة العادلة داخل آجال معقولة، كما ينص على ذلك الفصل 120 من الدستور المغربي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة

رئيس لجنة التنمية الاجتماعية والشؤون الثقافية والفنية والرياضية يندد بتأخير الدعم المخصص للجمعيات ويحمل رئيس جماعة تمارة المسؤولية

ندد رئيس لجنة التنمية الاجتماعية والشؤون الثقافية والفنية والرياضية بجماعة تمارة، في تصريح رسمي، بالتأخير والتماطل غير المبرر في صرف الدعم المالي المخصص للجمعيات برسم سنة 2024، محملاً رئيس الجماعة كامل المسؤولية عن هذا الوضع الذي يهدد استمرارية العديد من الأنشطة والمبادرات الجمعوية التي تعتبر ركيزة أساسية في النسيج الاجتماعي والثقافي للمدينة.

وأكد رئيس اللجنة أن هذا التأخير يُعد ضرباً لمبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص، ويعكس سوء تدبير واضح في معالجة الملفات المتعلقة بدعم المجتمع المدني، رغم ما أبدته اللجنة من جاهزية وتعاون لتسريع عملية الانتقاء والصرف في الآجال المعقولة.

وأوضح أن العشرات من الجمعيات النشيطة في مختلف المجالات – من ثقافة ورياضة وتنمية اجتماعية – وجدت نفسها عاجزة عن تنفيذ برامجها السنوية بسبب غياب الدعم، مما يؤثر بشكل مباشر على المستفيدين، خاصة فئة الشباب والأطفال.

وطالب رئيس اللجنة رئيس الجماعة بالتدخل العاجل لتدارك هذا الوضع غير المقبول، داعياً إلى احترام الالتزامات المؤسساتية وتغليب المصلحة العامة على أي اعتبارات أخرى، مع التأكيد على ضرورة إعمال الحكامة الجيدة في تدبير الشأن المحلي وتعزيز الشراكة الفعالة مع المجتمع المدني.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة

شركة الصناع للإنتاج الفني تنتج أول مسرحية للمكفوفين في تاريخ المسرح المغربي

جليلة خلاد

في خطوة إنسانية وفنية غير مسبوقة، أعلنت شركة الصناع للإنتاج الفني، التي يديرها المنتج المسرحي والسينمائي الأستاذ علي عباس الصناع ومقرها مدينة الصويرة، عن إنتاج أول مسرحية مغربية يؤدي أدوارها أشخاص مكفوفون، وذلك بتعاون مع مركز التكوين المهني للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر الذي تديره جمعية الشروق التي ترأسها السيدة مونية حاجي الزهر بمدينة طنجة. وقد قام الأستاذ علي الصناع، برفقة زوجته، بزيارة خاصة إلى الجمعية، وهي الزيارة الثالثة له هذا العام، حيث كان في استقبالهما الأستاذة سهيلة أيت الحوجاج، مديرة المركز. وتأتي هذه الزيارة استكمالًا لمسار من الدعم والتشجيع، إذ سبق له أن حضر، في شهر أكتوبر الماضي، أمسية فنية أقيمت بالجمعية برفقة المخرج مهدي عبوبي، حيث تم عرض الفيلم القصير “الجانب الآخر من السماء”، الذي يتناول قصة رجل فاقد للبصر وعاشق للفن والسينما.

هذا الصباح، وداخل مقر الجمعية، قام المنتج علي الصناع بالتوقيع على عقود العمل مع أفراد الطاقم الفني بعد متابعته لبروفات المسرحية، معبرًا عن إعجابه الكبير بما شاهده من التزام وموهبة رغم التحديات. المسرحية، التي تحمل عنوان “خليلي”، تُعد أول تجربة من نوعها في المسرح المغربي، وتأتي كإنتاج كامل لشركة الصناع للإنتاج الفني، بمشاركة مجموعة من المكفوفين الذين يخوضون تجربة التمثيل لأول مرة في حياتهم، من بينهم المؤلف الموسيقي للمسرحية أيوب بنيشو، الطالب الجامعي وعازف العود والبيانو.

فكرة وسيناريو وإخراج هذا العمل الفريد هي للمبدعة سكينة مشكور، الفنانة الشابة التي استطاعت أن تثبت نفسها بقوة في الساحة الفنية المغربية، وهي الحاصلة على جائزة أحسن ممثلة ارتجال مسرحي بالمغرب سنة 2021، وإجازة مهنية في الدراسات السينمائية. ورغم حداثة مسيرتها، أخرجت سكينة فيلمين قصيرين لاقيا نجاحاً كبيراً: الأول “فقط أنا ومرأتي” سنة 2023، الحاصل على عدة جوائز بمهرجانات في مراكش وأستراليا وأمريكا، والثاني “28 يوم”، الذي نال تنويهاً خاصاً بمهرجان قولدن فيمي فيلم ببلغاريا عام 2024. تحمل سكينة رؤية إخراجية عميقة، تمزج بين الحس الجمالي والبُعد الإنساني، وهو ما يتجلى بقوة في مشروع “خليلي”.

ويشارك في هذه المسرحية نخبة من الطاقات المكفوفة، من بينهم خليل حميدي، الرجل الخمسيني الذي يواصل دراسته بإصرار، وأميمة حجاج، الحاصلة على إجازة في علم الاجتماع وصانعة محتوى مؤثر حول قضايا الإعاقة على منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى وسيلة المرويني، تلميذة بالسلك الإعدادي تخوض أول تجربة لها على خشبة المسرح.

تدور أحداث “خليلي” حول خليل، رجل في الأربعين من عمره فقد بصره بسبب مرض وراثي، وعاش عقدًا من الزمن في عزلة واكتئاب. يواجه تحدي إعالة إخوته المكفوفين بعد فقدان والدته، المعيلة الوحيدة للأسرة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة

قراءات متقاطعة في مقتضيات مجموعة القانون الجنائي المغربي

عماد وحيدال

في إطار الانفتاح الأكاديمي على القضايا الراهنة المرتبطة بتطوير المنظومة القانونية، وخاصة في جانبها الجنائي، نظم ماستر العلوم الجنائية والتعاون الجنائي الدولي بشراكة مع مختبر العلوم القانونية والسياسية والإنسانية والتحول الرقمي، يومًا دراسيًا متميزًا بكلية العلوم القانونية والسياسية – جامعة الحسن الأول بسطات، تحت عنوان: “قراءات متقاطعة في مقتضيات مجموعة القانون الجنائي المغربي”.

عرف هذا اللقاء العلمي مشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين والمتخصصين في المجال الجنائي، حيث تناولت المداخلات قضايا هامة تتعلق بالإشكالات التأويلية للنصوص الجنائية، وآفاق التحديث التشريعي في ضوء التحولات الرقمية والمجتمعية المتسارعة.

وقد افتتحت أشغال اليوم الدراسي بكلمة للدكتورة خدوج فلاح، منسقة الماستر، رحبت فيها بالمشاركين والحضور، وأكدت على أهمية تعزيز النقاش الأكاديمي حول مقتضيات القانون الجنائي، خاصة في ظل التحديات الجديدة التي تفرضها الجرائم المستحدثة والتحول الرقمي.

وتوزعت المداخلات العلمية على محاور متعددة، نذكر منها:

قراءة تحليلية في المبادئ العامة للقانون الجنائي المغربي، قدمها الأستاذ عبد المجيد المهادي.

دراسة نقدية لمفهوم التجريم والعقاب، من تأطير الأستاذ المصطفى خالدي.

مداخلة حول الجريمة السيبرانية وتحديات التشريع الجنائي في العصر الرقمي، للدكتور محمد برهان الدين.

مقاربة سوسيو-قانونية للجرائم الجديدة من تقديم الدكتورة خدوج فلاح.

عرض حول الإشكالات التطبيقية التي يواجهها القضاء الجنائي، قدمه الأستاذ مصطفى عملاقي.

مقترحات لتطوير السياسات الجنائية بإدماج الأبعاد التكنولوجية، للدكتور محمد برهان الدين بصفته باحثًا وعضوًا بمختبر البحث.

قراءة نقدية في تجريم الاتجار بالبشر، قدمتها الدكتورة نجاة الحافضي، أستاذة التعليم العالي ورئيسة شعبة القانون الخاص.

وقد اختُتم اليوم الدراسي بنقاش تفاعلي أغنى اللقاء وأبرز وعيًا أكاديميًا متقدمًا بضرورة مراجعة شاملة لمجموعة القانون الجنائي المغربي، في أفق إصلاح تشريعي يستجيب لتحديات الحاضر ويستشرف المستقبل.
كما خلُص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات العملية التي من المزمع رفعها إلى الجهات المعنية، بهدف المساهمة في دعم ورش إصلاح العدالة الجنائية بالمغرب.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

العنف المدرسي بالمغرب

محمد حستي

تعريف العنف المدرسي بالمغرب:

العنف المدرسي في المغرب يُقصد به كل سلوك عدواني أو غير مقبول يحدث داخل المؤسسات التعليمية أو في محيطها، سواء صدر عن التلاميذ أو الأساتذة أو الإدارة أو حتى أولياء الأمور، ويهدف إلى إلحاق الضرر الجسدي أو النفسي أو اللفظي بالآخرين. ويتجلى هذا العنف في عدة صور، من بينها:

العنف الجسدي: كالضرب أو الدفع أو استعمال أدوات لإيذاء الآخرين.

العنف اللفظي: مثل الشتم، السب، الإهانة أو التهديد.

العنف النفسي: كالتنمر، التهميش، الإقصاء أو الإذلال.

العنف الرمزي أو المؤسساتي: كالتفاوت في المعاملة، أو استعمال السلطة بشكل تعسفي من طرف الإدارة أو بعض المدرسين.

ويُعد العنف المدرسي في المغرب إشكالية تربوية واجتماعية متفاقمة، تعكس اختلالات على مستوى الأسرة، والبيئة المدرسية، والمجتمع ككل، كما أنه يُؤثر سلبًا على العملية التعليمية والتعلمية، ويقوّض مناخ الثقة داخل المؤسسة التعليمية..

العنف المدرسي بالمغرب: مقاربة سوسيولوجية وتربوية

يُعرّف العنف المدرسي في السياق المغربي باعتباره ظاهرة مركبة متعددة الأبعاد، تتداخل فيها العوامل النفسية والتربوية والاجتماعية والثقافية، ويتخذ أشكالًا متنوعة تمسّ كل الفاعلين داخل المؤسسة التعليمية: المتعلمون/ت، المدرسون/ت، الأطر الإدارية، وأحيانًا الآباء.

من الناحية السوسيولوجية، يرتبط العنف المدرسي بتحولات المجتمع المغربي، من تفكك الأسرة، وتراجع دور التنشئة الاجتماعية التقليدية، إلى تأثير الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وغياب العدالة المجالية والاجتماعية في توزيع الخدمات التعليمية. ويُعتبر أيضًا انعكاسًا لبنية المجتمع وما يعيشه من توترات اقتصادية وثقافية وهوياتية.

أما من المنظور التربوي، فالعنف المدرسي يُشكل عائقًا كبيرًا أمام بناء العلاقة الصحية بين الفاعلين التربويين، كما يُقوّض أسس التربية على القيم والمواطنة. وتكمن خطورته في تحوّله من حالات معزولة إلى ظاهرة شبه منتظمة تهدد السير السليم وجودة التعليم وتضعف الثقة في المؤسسة التعليمية كمجال آمن ومُحفّز للتعلم والارتقاء .

وتؤكد الدراسات التربوية أن غياب مقاربة تشاركية في تدبير الحياة المدرسية، وضعف التواصل بين الأسرة والمدرسة، وتدني جودة الفضاءات التربوية، كلها عوامل تُفاقم من حدة العنف داخل الوسط المدرسي.

أسباب سوسيولوجية:

التفكك الأسري: غياب الأب أو الأم، الطلاق، أو الصراعات العائلية تؤثر بشكل سلبي على استقرار المتعلم/ة النفسي وسلوكه داخل المدرسة التربوية .

ضعف التنشئة الاجتماعية: غياب التأطير القيمي والتربوي داخل الأسرة والمجتمع.

تأثير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي: استهلاك مضامين عنيفة يُطبع سلوك الأطفال والمراهقين في غياب المراقبة والتوجيه .

العنف المجتمعي العام: ما يُشاهده المتعلم/ة في الشارع أو في المحيط يُعيد إنتاجه داخل المؤسسة التربوية.

أسباب نفسية وشخصية:

اضطرابات نفسية وسلوكية: كالغضب، القلق، أو ضعف التحكم في الانفعالات.

ضعف تقدير الذات: الشعور بالدونية أو الحاجة إلى إثبات الذات عن طريق التسلط.

التعرض السابق للعنف: التلميذ الذي يتعرض للعنف غالبًا ما يُمارسه لاحقًا.

3– أسباب تربوية:

ضعف العلاقة بين المدرس والمتعلم/ة: العلاقة المبنية على التسلط أو التجاهل تُفاقم العدوانية.

نظام تعليمي غير دامج: عدم مراعاة الفروقات الفردية والاختلافات الثقافية والاجتماعية بين المتعلمين/ت.

غياب الأنشطة الموازية: ضعف الانخراط في الأندية المدرسية والأنشطة الثقافية يُحوّل المدرسة إلى فضاء جاف يسهل فيه الانفجار السلوكي.

اكتظاظ الأقسام وسوء البنية التحتية: ما يُفقد المتعلمين الإحساس بالانتماء.

4– أسباب اقتصادية واجتماعية:

الفقر والهشاشة: المتعلمون/ت المنحدرون من أوساط فقيرة أو مهمشة ومبعدة اجتماعيا أكثر عرضة للعنف.

الفوارق الطبقية داخل المدرسة: الإحساس بالتمييز أو الحرمان يُفرز ردود فعل عنيفة.

العنف المدرسي في المغرب ليس وليد عامل واحد، بل نتيجة تفاعل مركب بين عدة أسباب متداخلة. ويتطلب التصدي له مقاربة شمولية تربوية، اجتماعية، وقانونية، تُشرك الأسرة، المدرسة، والمجتمع المدني.

اشكال العنف المدرسي

العنف الجسدي (Violence physique):

وهو أكثر الأشكال وضوحًا ويتجلى في:

الضرب أو الصفع بين المتعلمين/ت أو من طرف المدرسين.

الدفع، الركل، أو استعمال أدوات للإيذاء.

الاعتداءات الجسدية داخل أو خارج أسوار المؤسسة.

العنف اللفظي (Violence verbale):

يُمارس من طرف المتعلمين/ت أو حتى بعض المدرسين، ويتجلى في:

السب والشتم والإهانات.

إطلاق ألقاب ساخرة أو ألفاظ عنصرية/تمييزية.

التهديد أو التخويف بالكلام.

العنف النفسي والمعنوي (Violence psychologique):

ويشمل كل سلوك يُلحق أذى نفسيًا بالضحية، مثل:

التهميش، السخرية، أو الإقصاء الاجتماعي.

التنمر (le harcèlement scolaire)، خصوصًا تجاه المتعلمين/ت المختلفين (في المظهر، اللهجة، المستوى…).

الضغط والترهيب من طرف الزملاء أو الأساتذة.

العنف الرمزي أو المؤسساتي (Violence institutionnelle):

يرتبط بهيمنة السلطة داخل المؤسسة، مثل:

فرض قرارات تعسفية أو غير شفافة من طرف الإدارة التربوية.

انعدام تكافؤ الفرص أو غياب مبدأ الإنصاف في المعاملة.

الاستخفاف بشكاوى المتعلمين/ت أو تجاهل معاناتهم.

العنف الجنسي (Violence sexuelle):

رغم حساسيته، إلا أنه يُعد من أخطر أنواع العنف، ويظهر في:

التحرش الجنسي اللفظي أو الجسدي.

استغلال سلطة الأستاذ أو موظف في المؤسسة للضغط على التلاميذ.

غياب آليات التبليغ والحماية.

العنف الرقمي (Cyber violence):

ويشمل الاعتداءات التي تتم عبر الوسائط الإلكترونية مثل:

التنمر الإلكتروني (الإهانة أو التشهير على وسائل التواصل).

نشر صور أو معلومات شخصية بهدف الإذلال أو السخرية.

تُعد أشكال العنف المدرسي انعكاسًا لواقع اجتماعي وتربوي مأزوم، وتتطلب معالجة متعددة المستويات، تبدأ من التشخيص العلمي وتنتهي بالتدخل المؤسساتي والمجتمعي.

آثار نفسية:

فقدان الثقة بالنفس: المتعلم الذي يتعرض للعنف يُصبح أكثر عرضة للانسحاب والانغلاق.

القلق والاكتئاب: العنف المتكرر يؤدي إلى اضطرابات نفسية قد تصل إلى أعراض الاكتئاب أو التفكير في الانتحار.

اضطرابات سلوكية: مثل العدوانية أو التمرد أو الانطواء الحاد.

2. آثار تربوية وتعليمية:

ضعف التحصيل الدراسي: الخوف، التوتر، وفقدان التركيز تؤثر سلبًا على التعلم.

الانقطاع عن الدراسة: يُعتبر العنف من العوامل المؤدية إلى الهدر المدرسي.

كراهية المدرسة: يصبح الفضاء المدرسي مرادفًا للألم والرفض.

 آثار اجتماعية:

تفكك العلاقات الاجتماعية بين متعلمين/ت: غياب التعايش والتسامح وتنامي العنف المتبادل.

إعادة إنتاج العنف: المتعلم/ة الذي يتعرض للعنف قد يُصبح هو نفسه عنيفًا داخل أسرته أو في المجتمع.

تراجع دور المدرسة كمجال للتنشئة الاجتماعية الإيجابية.

آثار على المؤسسة التعليمية:

تدهور المناخ المدرسي: انتشار الخوف والتوتر داخل الأقسام.

فقدان هيبة المدرسة والمدرس وثقة الأسر فيها.

إرهاق المدرسين والإدارة التربوية وتراجع جودة الأداء التربوي.

العنف المدرسي لا يؤثر فقط في ضحيته المباشرة كيفما كان نوعها ، بل يمتد إلى باقي المتعلمين/ت، وإلى جودة التعليم ومكانة المدرسة والمدرس داخل النسيج الاجتماعي. لذلك، فإن معالجته تتطلب استراتيجية وقائية، تربوية، ونفسية شمولية.

كيفية الحد من العنف المدرسي

 على المستوى التربوي والبيداغوجي:

تعزيز التربية على القيم: عبر إدماج مفاهيم التسامح، الحوار، والمواطنة في المناهج الدراسية.

تحسين العلاقة بين المدرس والمتعلمين/ت: بتكوين الأساتذة في التواصل التربوي والتدبير الإيجابي للصراع.

تفعيل الأندية التربوية والأنشطة الموازية : لتمكين المتعلمين/ت من التعبير عن ذواتهم بشكل سلمي ومبدع.

اعتماد بيداغوجيات نشيطة وتشاركية: للحد من التوتر والملل داخل القسم الدراسي.

 على المستوى الإداري والمؤسساتي:

إرساء مجالس الانضباط بطريقة عادلة وشفافة: تضمن حقوق وواجبات المتعلمين/ت.

وضع آليات للتبليغ عن العنف داخل المدرسة: بسرية وفعالية، مع توفير المتابعة النفسية للضحايا.

تعزيز دور مستشار التوجيه والأخصائي الاجتماعي والنفسي داخل المؤسسات.

إصلاح البنية التحتية المدرسية: من خلال تخفيض الاكتظاظ وتحسين فضاء التعلم.

 على مستوى الأسرة والمحيط:

تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة: عبر اجتماعات دورية وورشات توعية مشتركة.

تكوين الأسر في أساليب التربية الإيجابية: والتعامل مع المشكلات السلوكية عند الأطفال.

إشراك المجتمع المدني في الوساطة والأنشطة التوعوية حول السلوك السلمي.

تعزيز دور جمعية أباء وأولياء المتعلمين/ت في تدبير الأنشطة الموازية داخل وخارج المؤسسة التربوية.

 على مستوى السياسات العمومية:

إدماج محاربة العنف المدرسي ضمن السياسات التربوية الوطنية.

تخصيص موارد مالية وبشرية لمحاربة الظاهرة.

إنجاز دراسات ميدانية دورية لتشخيص أسباب العنف وتطوراته واقتراح الحلول المناسبة.

لا يمكن الحد من العنف المدرسي إلا باعتماد مقاربة شمولية تشاركية، تُعيد الاعتبار للمدرسة كمجال تربوي آمن ومنتج، وتُراكم الوعي التربوي لدى جميع المتدخلين.

النتائج المترتبة عن العنف المدرسي

 نتائج نفسية:

اضطرابات سلوكية وعاطفية: مثل القلق، الخوف، الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية.

فقدان الثقة بالنفس: يؤدي إلى ضعف في بناء الشخصية وتقدير الذات.

الميل إلى العنف المضاد أو الانتقام: سواء داخل المدرسة أو خارجها، مما يخلق دائرة مفرغة من العنف.

نتائج تربوية:

ضعف التحصيل الدراسي: نتيجة غياب التركيز، الخوف من الأستاذ أو الزملاء، أو النفور من فضاء القسم.

ارتفاع نسب الهدر المدرسي: العنف يُعدّ من الأسباب الأساسية لانسحاب العديد من المتعلمين/ت من المدرسة.

كراهية المدرسة والتعليم: ما يؤدي إلى الفشل الأكاديمي وفقدان الطموح.

نتائج اجتماعية:

تدهور العلاقات الاجتماعية بين المتعلمين/ت: غياب روح التعاون والتسامح، وانتشار التهميش والإقصاء.

إعادة إنتاج العنف داخل المجتمع: المتعلم/ة الذي يُمارس عليه العنف قد يتحول إلى فاعل عنيف مستقبلًا.

تشويه صورة المدرسة كمؤسسة تربوية: ما يضعف ثقة الأسر والمجتمع في دورها ووظيفتها.

الانتقاص من قيمة المدرس كفاعل تربوي:ما يحد من ثقة المجتمع في عطائه ودوره في توجيه وتقويم المعارف وخبرات المتعلمين/ت.

نتائج على المؤسسة التعليمية:

فقدان الهيبة والانضباط: ما يؤدي إلى صعوبة التحكم في النظام المدرسي.

الضغط النفسي على الأطر التربوية والإدارية: يؤدي إلى الإرهاق المهني وتراجع جودة الأداء التربوي.

تحول المدرسة إلى فضاء للعنف بدل التعلم: وهو ما يتنافى مع أهداف التربية الحديثة.

العنف المدرسي يُفرز نتائج متشابكة تؤثر على الفرد، المدرسة، والمجتمع، وتُهدد أهداف التربية والتنشئة. ما يجعل من معالجته ضرورة حتمية ضمن أي إصلاح تعليمي.

علاج العنف المدرسي

 العلاج التربوي:

إدماج ثقافة السلم والتسامح في البرامج الدراسية من خلال مواد التربية على المواطنة وحقوق الإنسان.

تعزيز التربية القيمية والسلوكية عبر الأنشطة الصفية والموازية (مسرح، أندية مدرسية، ورشات…).

تكوين الأطر التربوية في تقنيات التواصل التربوي والاجتماعي ، وطرق التعامل مع السلوكيات العنيفة الجانحة دون عنف مضاد.

اعتماد بيداغوجيا الإدماج والحوار كبدائل للعقاب البدني أو الإقصائي.

العلاج النفسي والاجتماعي:

إحداث خلايا الإنصات والتوجيه النفسي داخل المؤسسات التعليمية، بإشراف مختصين.

دعم التلاميذ الضحايا والمعتدين نفسيًا من خلال جلسات مصاحبة.

تعزيز التعاون بين المدرسة والأسرة في تتبع الحالات الخاصة.

تنظيم حملات تحسيسية داخل المدارس حول مخاطر العنف وآثاره.

العلاج المؤسساتي:

إرساء ميثاق مدرسي داخلي يُحدد الحقوق والواجبات وينظم العلاقات داخل المؤسسة.

تفعيل المجالس التربوية والانضباطية وفق مقاربة تربوية تصالحية وليس زجرية فقط.

تقوية الحكامة المدرسية عبر مشاركة الفاعلين التربويين، المتعلمين/ت، وآباء وأولياء الأمور في اتخاذ القرار.

تحسين بيئة المدرسة ماديًا وبشريًا (تقليص الاكتظاظ، تجويد البنية التحتية، التوزيع العادل للموارد…).

العلاج القانوني والسياسي:

تفعيل التشريعات الزجرية في حالات العنف الخطير مع ضمان حقوق الضحايا.

وضع سياسة عمومية لمحاربة العنف المدرسي، تشمل التكوين، المتابعة، والمحاسبة.

إعداد دراسات دورية وطنية حول الظاهرة لتوجيه السياسات التربوية بشكل علمي.

إن معالجة العنف المدرسي لا يمكن أن تتم عبر حلول سطحية أو ظرفية، بل عبر استراتيجية وطنية شاملة تشارك فيها مختلف الجهات: وزارة التربية، الأسر، الجمعيات، الفاعلون التربويون، والخبراء النفسيون.

المراجع

الكتاني، مصطفى. (2018). العنف في الوسط المدرسي: الأسباب والآثار. الرباط: منشورات المعرفة التربوية.

بلقزيز، عبد الإله. (2017). العنف التربوي بالمغرب. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي.

بنهيمة، خديجة. (2020). المدرسة والعنف: تحليل نفسي تربوي. فاس: دار أبي رقراق.

اليعقوبي، أحمد. (2019). التحولات التربوية والعنف المدرسي. تطوان: مجلة علوم التربية، العدد 64.

وزارة التربية الوطنية المغربية. (2022). الدليل المرجعي للحد من العنف بالوسط المدرسي. الرباط.

بنكروم، محمد (2017). العنف المدرسي في المغرب: م

قاربة سوسيولوجية. مجلة علوم التربية، العدد 63.

المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (2019). تقرير حول العنف في الوسط المدرسي. الرباط.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة جهات طالع

الدار البيضاء تحت وطأة السرقة بالخطف عبر الدراجات النارية: مطالب بإعادة الحملة الأمنية وتعزيز آليات التتبع الذكي

حسيك يوسف

تعيش مدينة الدار البيضاء مؤخرًا على وقع تنامي مقلق لظاهرة السرقة بالخطف، والتي تُنفذ بواسطة دراجات نارية معدلة، غير مرقمة، وسريعة الحركة. وتنتشر هذه العمليات الإجرامية بوتيرة متسارعة، حيث يعمد الجناة إلى انتزاع الهواتف المحمولة والحقائب من المارة في لمح البصر، قبل أن يفروا هاربين، متوارين عن الأنظار.

ما يزيد من تعقيد الظاهرة هو أن مرتكبي هذه الجرائم يعمدون إلى ارتداء خوذات تغطي الوجه بالكامل أو كمامات لإخفاء ملامحهم، الأمر الذي يعيق تحديد هويتهم بسهولة، في ظل تأخر الإجراءات الإدارية المتعلقة بترقيم الدراجات النارية من طرف الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (NARSA)، حيث تطول فترات الحصول على البطاقة الرمادية، مما يشكّل إشكالًا أمنيًا حقيقيًا في تعقب أصحاب الدراجات المشبوهة.

وتتنامى المطالب الشعبية بإعادة الحملة الأمنية السابقة التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني، والتي كانت فعالة في تقليص عدد الجرائم المرتبطة بالدراجات النارية المعدلة والمجهولة الهوية. هذه الحملة كانت تشمل حجز الدراجات المخالفة وإخضاع أصحابها للتحقيق، وقد لاقت ترحيبًا واسعًا في الشارع المغربي لما لها من أثر مباشر على الإحساس بالأمن.

في ذات السياق، يُطالب المواطنون بتحديث المنظومة الأمنية من خلال تسريع آليات التتبع الذكي عبر كاميرات المراقبة، وذلك بإنشاء برامج متطورة لرصد تحركات المشتبه فيهم بشكل فوري، وربطها مباشرة بفرق الدراجين الأمنية المنتشرة على مستوى المدينة، مما يسمح بالتحرك السريع وتطويق الجناة في أقرب وقت ممكن.

إن الظاهرة التي تتفاقم في ظل خصاص كبير في فرص الشغل وانتشار مظاهر الهشاشة الاجتماعية، تفرض على الجهات المختصة تدخلًا أمنيًا ومعلوماتيًا فوريًا وشاملًا، يُزاوج بين الردع والمتابعة الدقيقة، ويعتمد على التكنولوجيا في خدمة السلامة العامة.

وفي انتظار تفعيل هذه الإجراءات، يبقى المواطن عرضة لخطر يومي، مما يفرض التحرك العاجل لحماية الأرواح والممتلكات، واستعادة الثقة في فعالية الجهاز الأمني.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع نازل

السجائر الإلكترونية في المدارس المغربية: موضة عابرة أم خطر دائم؟

تحقيق : لحبيب مسكر

عرفت المؤسسات التعليمية في المغرب خلال السنوات الأخيرة تناميًا لافتًا في ظاهرة استعمال السجائر الإلكترونية من طرف التلاميذ، لا سيما في صفوف المراهقين. ورغم حداثة هذه الظاهرة مقارنة بالتدخين التقليدي، فإنها بدأت تثير قلقًا متزايدًا لدى الأسر والأطر التربوية، لما تنطوي عليه من مخاطر صحية ونفسية وتربوية.

إغراءات تسويقية وأوهام بالأمان

انتقلت السيجارة الإلكترونية من كونها بديلًا “آمنًا” للتدخين، إلى وسيلة شائعة بين المراهقين، يغذي انتشارها تسويق ذكي يعتمد على نكهات جذابة وتصاميم عصرية تُخفي مظهرها الحقيقي. فهي تُباع بنكهات الفواكه والحلوى، ما يجعلها مغرية لفئة عمرية تفتقر غالبًا للوعي الكافي بمخاطر النيكوتين.

الشركات المنتجة تروج لهذه الأجهزة على أنها أقل ضررًا من السجائر العادية، غير أن الواقع مختلف. إذ تحتوي على مواد كيميائية وجرعات عالية من النيكوتين، قد تؤدي إلى الإدمان وتضر بالجهاز التنفسي ونمو الدماغ، خاصة في مرحلة المراهقة. وتشير الإحصاءات إلى أن 7.8% من تلاميذ الثانوي و3.5% من تلاميذ الإعدادي يستعملون حاليًا هذه الأجهزة، في ظل غياب رقابة فعالة وضعف الوعي بخطورتها.

مظاهر مقلقة داخل المدارس

يؤكد عدد من الأطر التربوية وجود استعمال متزايد لهذه السجائر خلال فترات الاستراحة، بل إن بعض التلاميذ لا يعتبرونها مخالفة سلوكية. ويقول أستاذ بإحدى الثانويات: “أصبح من الصعب التمييز بين أدوات مدرسية وأجهزة تدخين إلكتروني، إذ تأتي هذه الأخيرة على شكل أقلام أو مفاتيح USB، دون رائحة واضحة، ما يعقّد من عملية المراقبة.”

وتفيد تقارير تربوية بأن انتشار هذه الظاهرة يرتبط بتراجع في الانضباط العام، وظهور سلوكيات سلبية، كالعدوانية أو العزلة الاجتماعية، بالإضافة إلى تدني التحصيل الدراسي وضعف التركيز لدى بعض التلاميذ.

خطر صحي متعدد الأبعاد

تشير الدراسات إلى أن بعض عبوات “جول بود” مثلاً تحتوي على كمية نيكوتين تعادل 20 سيجارة تقليدية. هذا يعجّل بالإدمان ويؤثر على النمو العصبي والذهني للمراهقين. كما رُبطت هذه السجائر بحالات مرضية خطيرة، منها ما يُعرف بـ”إصابة الرئة المرتبطة بالتبخير” (EVALI)، التي قد تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.

وتؤكد أبحاث أخرى أن 30% من المراهقين الذين يستعملون السجائر الإلكترونية يتحولون لاحقًا إلى تدخين السجائر العادية أو استهلاك مواد مخدرة، مما يطرح إشكالات تربوية ونفسية أعمق.

أدوار الأسرة والمؤسسات

تُجمع الآراء على أن جزءًا كبيرًا من المسؤولية يقع على كاهل الأسرة. فالإحصاءات تشير إلى أن 40% من الآباء لا يميزون هذه الأجهزة، ولا يناقشون أبناءهم حول مضارها. كما أن سهولة اقتنائها عبر الإنترنت أو من محلات لا تلتزم بالقوانين يزيد من تعقيد الوضع.

وفي هذا السياق، تبذل بعض المؤسسات التعليمية جهودًا توعوية محدودة، لكنها غير كافية في غياب مقاربة شاملة تجمع بين التثقيف، الرقابة، والتشريع.

نحو مقاربة متكاملة

للحد من هذه الظاهرة، يدعو الخبراء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، تبدأ بسن قوانين صارمة تمنع بيع السجائر الإلكترونية للقاصرين، وتفعيل الرقابة على المنصات الإلكترونية والمتاجر. كما يجب تكثيف الحملات التوعوية داخل المدارس، مع إشراك الأسر والمجتمع المدني في هذه المعركة الصحية.

ومن المهم أيضًا توفير بدائل إيجابية وآمنة للتلاميذ من خلال أنشطة ثقافية، رياضية وفنية تملأ أوقاتهم وتساعدهم على التعبير عن ذواتهم بشكل صحي.

تنامي استعمال السجائر الإلكترونية داخل المؤسسات التعليمية ليس مجرد “موضة عابرة”، بل ناقوس خطر حقيقي يهدد صحة ونفسية فئة عمرية هشة. والتعامل مع هذه الظاهرة يتطلب يقظة جماعية، تبدأ من البيت ولا تنتهي عند أسوار المدرسة، بل تشمل المجتمع برمّته، حمايةً لجيل المستقبل من خطر قد يمتد تأثيره لسنوات طويلة.

Categories
أعمدة الرآي

واقع الصحافة الوطنية المكتوبة في زمن الرقمنة وضعف الدعم: بين مطرقة التحول الرقمي وسندان الولاءات

بقلم: لحسن المرابطي

تشهد الصحافة الوطنية المكتوبة مرحلة دقيقة من تاريخها، حيث تتكالب عليها عوامل متعددة تهدد وجودها ومصداقيتها، في مقدمتها التحول الرقمي الجارف، وضعف الدعم الحكومي، وظهور صحافة إلكترونية تسير في الغالب وفق منطق السوق أو الولاءات السياسية.

هذه التحولات لا تطرح فقط أسئلة وجودية حول مستقبل الصحافة الورقية، بل تفتح النقاش كذلك حول استقلالية الخط التحريري، ومصداقية المعلومة، وهامش الحريات في البلاد.

زمن الرقمنة: الورقية تتراجع والرقمية تتسيد

بات واضحًا أن الصحافة الورقية فقدت الكثير من بريقها، ليس فقط بسبب تراجع المبيعات وتقلص جمهور القراء، بل لأن الصحافة الإلكترونية فرضت نفسها كبديل سريع، مجاني، ومتجدد.

غير أن هذا الانتقال لم يكن دائمًا في صالح الجودة ولا المهنية؛ فالعديد من المواقع الإلكترونية تفتقر إلى قواعد التحرير الرصين، وتعتمد على الإثارة والسبق ولو على حساب الدقة.

في المقابل، تبقى الصحافة الورقية –رغم عثراتها– أكثر التزامًا بالتحقق والتحرير، لكنها تدفع الثمن مضاعفًا: عزوف القارئ، ونقص الإشهار، وكلفة الإنتاج. المفارقة أن الرقمنة، التي كان يُفترض أن تكون أداة تطوير، تحولت إلى عامل إضعاف، لغياب استراتيجيات المواكبة والدعم الموجه نحو التحول التكنولوجي.

مؤسسة التحرير بين الاستقلال والارتهان

أحد أخطر التحولات التي يعرفها المجال الإعلامي اليوم، هو تحول مؤسسة التحرير إلى أداة بيد الجهة الداعمة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية. ففي غياب تمويل مستقل، تلجأ العديد من المنابر إلى الدعم المشروط، الذي يتحول شيئًا فشيئًا إلى شكل من أشكال الوصاية على الخط التحريري.

وهنا ينشأ نوع من الولاء المفروض، الذي يضعف مصداقية الخبر، ويخلق منابر على المقاس، تدور في فلك الجهات التي تمولها.

الصحافة التي ترتهن لجهة ما، تفقد دورها كسلطة رابعة، وتتحول إلى أداة لتصريف المواقف وتزييف الوقائع، وهو ما يُفرغ العمل الصحفي من جوهره ويجعل المواطن يفقد الثقة في وسائل الإعلام، سواء كانت ورقية أو إلكترونية.

الصحافة المستقلة: غائبة عن الدعم، حاضرة في التضييق

في المقابل، تواجه الصحافة الحرة والمستقلة تهميشًا واضحًا في آليات الدعم.

فهي لا تتلقى الدعم العمومي لأنها ترفض الاصطفاف، ولا تستفيد من الإشهار لأنها لا تساير منطق المصالح.

هذه الصحافة، التي يفترض أن تشكل صوت المواطن، تُقصى وتُحاصر، بل تتعرض أحيانًا لحملات تشهير، ومتابعات قضائية، وضغوطات إدارية واقتصادية.

إن هذا الوضع لا يهدد فقط مستقبل المقاولات الصحفية، بل يضرب في العمق مبدأ التعددية الإعلامية، ويضيق هامش الحريات، ويخلق مناخًا إعلاميًا أحادي الصوت، في زمن يفترض أن تكون فيه حرية التعبير أحد أعمدة الدولة الديمقراطية.

خلاصات واستشراف

الصحافة الوطنية اليوم في مفترق طرق حقيقي. لا يكفي أن نرفع شعارات الإصلاح والدعم، بل يجب طرح أسئلة جوهرية: من ندعم؟ ولماذا؟ وعلى أي أسس؟ هل نريد صحافة تابعة أم إعلامًا حرًا؟ وهل الدولة مستعدة لتمويل الاستقلالية بدل الولاء؟

إنقاذ الصحافة الوطنية، سواء الورقية أو الإلكترونية، لن يتم إلا من خلال سياسة دعم عادلة وشفافة، وإصلاح تشريعي يحمي حرية الصحافة ويعاقب التجاوزات دون تكميم الأفواه، وتشجيع الاستثمار في الجودة، والتكوين، والتحول الرقمي الحقيقي.

لأن الإعلام ليس ترفًا ولا سلعة، بل هو ركيزة للحوار الوطني، ومؤشر دقيق على صحة الديمقراطية.