Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

انطلاق مسابقة المحالب تزامنا مع موسم طانطان 2025

مع الحدث/ طانطان

يبدو أنه سيكون حدثًا رائعًا يعكس الاهتمام بالحفاظ على السلالات المحلية وتشجيع مربي الإبل في المغرب!

*مسابقة محالب الإبل* تُعد جزءًا مهمًا من الفعاليات التراثية لموسم طانطان، حيث تجمع نخبة من الإبل من مختلف مناطق المملكة لتعزيز التنافس والتطوير في هذا المجال. إن إشراف *الاتحاد العام لسباقات الهجن بالمغرب* ودعم *وزارة الفلاحة* و *دولة الإمارات* ومؤسسة موسم طانطان يؤكد أهمية الحدث وحرص الجهات المنظمة على إنجاحه.

المسابقة مليئة بالحماس والتنافس الشريف، و تساهم في تعزيز الوعي بقيمة السلالات المحلية وتطوير أساليب التربية والرعاية.
اليوم الأول من المسابقة 13 ماي 2025

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي ثقافة و أراء مجتمع

حين تنبض الألوان بروح الزمن و الحنين


أمينة الشناني…. حين تنبض الألوان بروح الزمن و الحنين

✍️هند بومديان

أمينة الشناني، فنانة تشكيلية عصامية من مدينة الدار البيضاء، اتخذت من الألوان ملاذًا ومن الفن حياة ثانية. عشقها الأول للون ولد في الأزقة العتيقة لحي الأحباس، حيث كانت تمرّ بين محلات الزرابي المزركشة ونساء الحي المنهمكات في صباغة خيوط الصوف. هنالك، تسرّبت البهجة البصرية إلى أعماقها، وراحت تبني علاقة وجدانية مع الفن قبل أن تدرك أنها ستنتمي لهذا العالم يومًا ما.

 

بعد خمسة وثلاثين سنة من العمل في الإدارة المغربية، اتخذت أمينة قرارًا شجاعًا بطلب التقاعد النسبي لتمنح الحلم مساحة للولادة، وتُعانق شغفًا ظلت تحمله بصمتٍ طيلة سنوات. أولى محاولاتها التشكيلية كانت في سن الرابعة عشرة، حين رسمت طفلًا يعزف، ثم لوحة لسوق مغربي أهدتها لمعلمتها في اللغة الفرنسية، وكانت تلك البذور الأولى لمسارٍ تشكيلي تغذى بالحب والتجريب والمثابرة.

 

لم تتلق أمينة تكوينًا أكاديميًا، بل ارتوت من حسها الفطري، ومن رغبة عميقة في التعبير. كانت تتأمل أعمال فاطمة كبوري وتتبع خطوات أحمد الشرقاوي بشغف، واستطاعت أن تنحت لنفسها أسلوبًا خاصًا يميل إلى الواقعية، تجسّد من خلاله المعالم المغربية كمسجد الحسن الثاني، والنساء المغربيات عبر العصور. لوحاتها مرآة لواقع مغربي تنقله بعينٍ عاشقة وذاكرة مشبعة بالتفاصيل.

 

ما يميز أعمالها ليس فقط الشكل بل العمق، فهي ترى في الفن أداة للترجمة الوجدانية والتوعية الاجتماعية. لحظة الإبداع عندها لا تنفصل عن سماع الموسيقى، وكأن الريشة ترقص على نغم الروح. ترسم لتفرغ أحاسيسها، ولتوقظ في المتلقي مشاعر دفينة، وتقول ما لا يُقال بالكلمات.

 

رغم أنها لم تحظَ بدعم مؤسساتي، إلا أن رحلتها كانت غنية بالمشاركات، من داخل المغرب إلى خارجه. شاركت في عشرة معارض دولية، حيث وجدت في الجمهور الأجنبي تقديرًا كبيرًا، وكانت محطة تركيا من أبرز محطاتها، إذ أثرت في رؤيتها الفنية وفتحت أمامها آفاقًا جديدة. أكثر ما بقي محفورًا في ذاكرتها الفنية هو لوحة لمعلم تاريخي أهْدتها لأخيها قبل شهر من وفاته، فغدت تلك اللوحة شهادة حب ووداع في آنٍ واحد.

 

التكريمات التي حصلت عليها، من مراكش وأبي الجعد، كانت بمثابة اعتراف صادق من فنانين مغاربة، لكنها تؤمن أن التقدير الحقيقي هو حين يُفهم العمل ويُحس به. لا تزال تحتفظ بمعظم لوحاتها، إذ ترى فيها جزءًا من روحها، لم تهدِ سوى لوحتين، وباعت واحدة فقط. فهي تعتبر الفن رسالة لا سلعة.

 

تؤمن أمينة بأن الفن التشكيلي قادر على إحداث تغيير داخل المجتمع، فهو يفتح بابًا للتأمل والتفاعل، ويمنح الإنسان وسيلة للتعبير الراقي. تحلم بإنشاء مدرسة مجانية للفن التشكيلي موجهة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حلم يحمل أبعادًا إنسانية وتربوية، تتجاوز الريشة واللوحة إلى القيم.

 

ترى أن التكنولوجيا يمكن أن تساهم في تطوير الفن التشكيلي، شرط أن تُوظف بوعي، وقد استفادت من التصوير الفوتوغرافي في خلق لوحات واقعية عالية الجودة من حيث التكوين والمنظور. تجربتها مع إنجاز الأعمال بطلب خاص كانت مؤثرة، خاصة لوحتها عن اليتيم الذي يرى أمه ترحل، والتي تركت أثرًا وجدانيًا عميقًا.

 

تحلم يومًا أن تعرض أعمالها في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وتطمح أن تُخصص قاعات عرض بأثمنة مناسبة للفنانين المستقلين، مع تنظيم معارض موازية خلال المهرجانات الفنية. رسالتها الأخيرة للفنانين الناشئين هي التشبث بالركائز الفنية وعدم اللهث خلف الشهرة على حساب الجوهر.

 

أمينة الشناني ليست فقط فنانة، بل امرأة اختارت أن تولد من جديد عبر الريشة، أن تُقاوم النمط وتُجدد ذاتها عبر اللوحة، فصارت فنًّا يمشي على الأرض، يحمل الوطن في تفاصيله، ويترجم الحياة بكل ما فيها من حنين، وجمال، وألم.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

جسور النجاح تحتفي برواد الأعمال المغاربة بمناسبة مرور 247 سنة من الصداقة المغربية الأمريكية.

مع الحدث

المتابعة ✍️: إبراهيم فاضل

نظمت الشبكة المغربية الأمريكية لقاءا بمدينة ألكسندريا بولاية فرجينيا، تحت شعار”جسور النجاح”، ويأتي هذا الحدث باحتفال الشبكة بمرور 247 سنة من علاقات الصداقة بين المملكة والولايات المتحدة.

وشهد اللقاء حضور العديد من الشباب من رواد الأعمال والمقاولين المغاربة الذين يلعبون دروا مهما في الاقتصاد الأمريكي ويساهمون في التعريف ببلادهم عبر مختلف المبادرات التي يقومون بها.

هذا اللقاء الذي تم تنظيمه يوم السبت الماضي، كان فرصة للعديد من الطاقات الشابة المغربية المقيمة بالولايات المتحدة والفاعلة في مجالات تشمل التكنولوجيات المتقدمة وقطاع السيارات والتسويق والفندقة والخدمات والإعلام…. وغيرها من المجالات التي ينشط فيها مغاربة الولايات المتحدة للتبادل مع مسؤولين أمريكيين من مختلف المجالات الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، و هو فرصة كذلك لاستكشاف فرص التعاون وتبادل الأفكار في مجالات مختلفة لمد مزيد من الجسور مع المغرب من خلال دبلوماسية تجارية واقتصادية في تكريس للعلاقات المتميزة جدا بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة والتي امتدت لعقود طويلة.

الحفل شهد كذلك تدخل العديد من الفعاليات المغربية والتي أشادت بجو الثقة والتعاون المثمر بين البلدين اعتبارا للمكانة والحظوة التي تميز المغرب عن باقي البلدان، كيف لا والمغرب لطالما شكل النموذج في القارة الإفريقية كشريك استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية وعلى أعلى مستوى.

ومن بين ما ميز حفل “جسور النجاح” الذي أشرفت عليه الشبكة المغربية الأمريكية، في دورته لهذا العام تكريم مجموعة من المقاولين ورجال أعمال ومسؤولين مغاربة شباب ، حيث تم تكريم واحدا من أكثر الفاعلين في الولايات المتحدة الأمريكية سواء في المجال الاقتصادي أو في المجال الجمعوي ببلد العم سام، و يتعلق الأمر بالشاب يونس بوغرين، مدير عام شركة ” أوطو نايشن تويوتا مول جورجيا بأطلنطا”. بوغرين الذي تم تكريمه لمهنتيه العالية وريادته ومساره في الشبكة المغربية الأمريكية لريادة  الأعمال بالنسبة للجالية المغربية.

وفي هذا السياق،ألقى بوغرين كلمة ذكر فيها بمساره وسطر من خلالها أسباب النجاح بالنسبة لأي مقاول أو رائد أعمال والتي تتأسس على الثقة ونكران الذات والعمل الجاد والمهني المتواصل لبلوغ الأهداف المسطرة.

ويعد يونس بوغرين رمزا ونموذجا حقيقيا للنجاح في بلد العم سام، إذ بصم الرجل على مسار مهني مميز مكنه من تسلق الدرجات على أعلى مستوى، وهو من الكفاءات المغربية العصامية التي بصمت على مسار مهني حافل بوأها مكانة مرموقة في مجال تخصصها. بل واستطاع فرض نفسه باكتسابه لمهارات القيادة على أعلى مستوى في قطاع السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو المسار الذي توج بالعديد من الجوائز والاعترافات التي حصل عليها والتي تكرم ربع قرن من الشغف والعمل الجاد والمهني الموثوق .

فبعد التتويجات الكثيرة التي حصل عليها في السابق، وبعد مسار مهني حافل،تم تعيين يونس بوغرين بالمجلس الاستشاري داخل شركة تويوتا بالجهة الجنوبية الشرقية  التي تضم خمس ولايات هي جورجيا وفلوريدا وألاباما وكارولينا الجنوبية وكارولينا الشمالية ممثلا لمالكي علامة تويوتا بهذه الولايات البالغ عددهم 173 مالك للعلامة.

ميزة يونس أنه قريب من أبناء الجالية ودائم الحضور في كل مناسبة تهم المغاربة في أمريكا، يزرع فيهم روح الأمل بأن الممكن مغربي لا يحتاج سوى إلى العمل الدؤوب والإرادة الفولاذية والإيمان الصادق بالهدف. حبه وتعلقه بالمغرب وبالجالية المغربية، دفعه إلى الانخراط في العمل الجمعوي في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا لتقديم المساعدة والمواكبة، وخاصة تنظيم دورات تدريبية على المهارات الفردية وكسب الثقة في النفس للمغاربة المقيمين بأمريك

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

فاطمة الغريسي… حين تتكلم الألوان بصدق الروح

فاطمة الغريسي… حين تتكلم الألوان بصدق الروح

 

✍️ هند بومديان

في مدينة الرباط، حيث تلتقي حداثة الحاضر بعبق التاريخ، ولدت وترعرعت الفنانة التشكيلية فاطمة الغريسي. ورغم أن مسارها الدراسي توقف عند المرحلة الإعدادية، فإن مسارها الفني لم يعرف سقفًا ولا حدودًا. فهي فنانة عصامية اختارت أن ترسم من قلبها، وأن تجعل من كل لوحة حكاية تنبض بالذاكرة والحنين.

بدايتها مع الفن لم تكن صدفة، بل نداء داخلي استجابت له منذ سنة 2010، حين أمسكت بالقلم لترسم وجهًا دون أن تدري لماذا، لكنها كانت تشعر بنشوة غريبة وسكينة لا توصف. من هناك بدأت الرحلة، ومن هناك بدأت تتعرف على ذاتها من خلال الألوان.

تأثرت فاطمة بالمدرسة العفوية، خاصة بأعمال الفنانة الراحلة الشعيبية طلال، حيث لمست فيها ذلك الصدق العفوي والبساطة الآسرة التي تنتمي إلى وجدان الإنسان المغربي. ومن هنا، صارت لوحات فاطمة تحمل سمات خاصة: ألوان زاهية، وجوه معبرة، وحضور قوي للتراث المغربي، من لباس تقليدي، أعراس، وعادات بدأت تتلاشى من الذاكرة الجماعية.

رغم عدم تلقيها لأي تكوين أكاديمي، فإن فاطمة اختارت طريق التعلم الذاتي، عبر التجريب والملاحظة، وأهم من ذلك عبر الإصغاء إلى روحها. تعتبر الرسم وسيلة بوح صامتة، تنقل من خلالها حكايات النساء، وتقاطع الفرح بالحزن، والحنين بالرجاء.

تفضل الرسم في سكون الليل، حين تختفي الضوضاء وتعلو أصوات الذاكرة. أما موادها المفضلة فهي صباغة الأكريليك والزيت، ترسم على “لطوال”، وتترك للوحة أن تنمو كما تنمو نبتة في تربة خصبة بالمعاني.

شاركت في عدة معارض جماعية داخل المغرب، إضافة إلى مشاركات افتراضية خلال جائحة كورونا، وهي تؤمن بأن الفن لا يحتاج لجدران بل لقلوب تنصت. لم تتلق دعمًا من أي جهة، لكنها صنعت بصمتها بجهدها وحب الجمهور، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ترى في مدينة الرباط مصدر إلهامها الدائم، وتحلم بأن تُعرض أعمالها يومًا ما في رواق باب الرواح، وفي معارض خارج أرض الوطن، لتصل رسالتها إلى أوسع مدى.

الفن بالنسبة لفاطمة هو أداة للتغيير الداخلي قبل أن يكون وسيلة تعبير خارجي. وهو كما تقول: دواء للروح، وزرعٌ للسلام، وتذكرة حب للحياة.

عند سؤالها عن السبب الذي يدفعها للرسم، تُجيب ببساطة ناطقة:
“لأني لا أعرف أن أعيش دون ألوان”.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

ماريا رشيد…بين العفوية و التأمل ..حكاية لون ينبض من الداخل

بين العفوية و التأمل حكاية لون ينبض من الداخل

✍️ هند بومديان

ماريا رشيد ، فنانة تشكيلية عصامية تقيم بدار بوعزة، اختارت أن تخوض غمار الفن دون بوابة المؤسسات الأكاديمية، بل جعلت من مزاجها النفسي وبصيرتها الفنية بوصلتها الوحيدة. انطلقت رحلتها مع الفن من أعماق ذاتها، بدافع داخلي عميق لا يعرف التخطيط ولا القوالب الجاهزة، بل ينبض بحرية التعبير وصدق الإحساس. لم تكن اللحظة الأولى التي حملت فيها الريشة عادية، بل كانت إعلان انتماء لعالم بات منذ ذلك الحين مرآة لروحها، وملاذًا تهرب إليه من صخب الواقع.

تجربتها نمت من الموهبة والتعلم الذاتي، وساعد في صقل بداياتها الفنان التشكيلي السيد هواري أحمد، الذي لم يكن فقط صديقًا بل مصدر إلهام ومعرفة. رغم ذلك، حافظت على أسلوبها العفوي وابتعدت عن التقييد بأي منهج أكاديمي صارم. انجذبت إلى الأسلوب “النايف”، الذي يترك مساحة واسعة للتعبير الصادق ويمنح الفنان حرية التجريب والانفلات من قيود التقنية.

لا تزال تتذكر أول عمل فني أنجزته، وقد كان بتشجيع من صديقاتها المقربات. لاقى هذا العمل استحسانًا كبيرًا من فنانين وجمهور، ما شكل دفعة قوية لها للاستمرار. مع مرور الوقت، تطور أسلوبها الفني تدريجيًا، بدأ بالألوان الزيتية ثم استقر على الأكريليك، لما توفره من مرونة وسهولة في التحكم، دون أن يفقد العمل عفويته. أعمالها اليوم تحمل بصمات مراحل متعددة، لكنها تظل دومًا وفية لمزاجها الشخصي كعنصر ثابت.

تميز أعمال رشيد ماريا بصدقها وعفويتها. هي لا ترسم بمنهج تقني محدد، بل تفتح المجال للإحساس أن يقود، وللتقنية أن تتشكل كأداة تخدم التعبير. الأكريليك يبقى خيارها المفضل لأنه يمنحها حرية تشكيل الطبقات والتلاعب بالألوان دون عناء. لوحاتها ليست فقط تشكيلًا بصريًا، بل رسائل صامتة تنبض بمشاعرها وتجاربها، فهي تعبير عن حالات نفسية لا تُقال بالكلمات، بل تُحس وتُرى. لحظة الإبداع بالنسبة لها لحظة انعتاق وصفاء داخلي، قد تُرافقها موسيقى هادئة أو صمت مطلق، لكنها دومًا لحظة تصالح مع الذات.

رغم أن مشاركتها في المعارض ظلت محدودة ولم تتاح لها فرص العرض في تظاهرات وطنية كبرى، إلا أن دعم صديقاتها والجمهور المحيط بها كان كافيًا ليمنحها الثقة في قدرتها على المضي قدمًا. لم تتلق دعمًا من أية مؤسسة، لكنها اعتمدت على إصرارها وحبها للفن، ما جعل تجربتها أكثر صدقًا. الطبيعة في تايلاند، وحديقة “Garden” في دبي، كانتا مصدرَي إلهام عميق لها، أثرتا في اختياراتها الجمالية وسكنت ألوانها ومضامينها.

تحلم الفنانة بأن تجد أعمالها يومًا ما مكانًا لها خارج حدود المغرب، وأن تلتقي بفنانين من ثقافات مختلفة، ليكون تبادل الرؤى والإلهام بوابة جديدة نحو التجدد. ترى أن المشهد التشكيلي في المغرب غني ومتنوع، لكن ينقصه الاعتراف والدعم المؤسسي للفنانين، كالحصول على بطاقة الفنان التي تسهل المشاركة في الفعاليات والتواصل مع العالم.

بالرغم من أنها لم تشارك بعد في معارض دولية، فإنها تقرأ باهتمام ردود الفعل وتدرك أن الجمهور الدولي قد يكون أكثر انفتاحًا على أسلوبها العفوي والنايف. تايلاند، بطبيعتها الخلابة، تركت أثرًا وجدانيًا عميقًا على رؤيتها الفنية، كما أن لوحاتها لم تنل جوائز رسمية بعد، لكنها ترى في كل عمل يُنجز من أعماقها تكريمًا حقيقيًا لرحلتها الذاتية.

ماريا واعية بتحديات المرحلة، وترى أن التكنولوجيا والفن الرقمي هما آفاق جديدة تفكر في خوضها لاحقًا. لا تخشى النقد، بل تستقبله كفرصة لفهم رؤى الآخرين. أنجزت العديد من الأعمال بطلب من أشخاص تعرفوا عليها من خلال منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا فيسبوك، وكان تفاعل الناس مع أعمالها دافعًا قويًا لمواصلة الرسم.

أقرب الأعمال إلى قلبها هي تلك التي وُلدت من لحظات عاطفية عميقة، لأنها تجسد أصدق مشاعرها. ورغم أنها أحيانًا تفضل إهداء لوحاتها، خاصة للأطفال والمرضى والمحتاجين، إلا أن بيع الأعمال يبقى ضرورة للاستمرار. تحلم بأن تعرض أعمالها يومًا ما في معارض عالمية كبرى، حيث يمكن لألوانها أن تحكي قصصها أمام جمهور متنوع.

في نهاية هذا الحوار، تعبر رشيد ماريا عن رغبة لطالما راودتها: أن تُمنح الفرصة لعرض أعمالها أمام جمهور مباشر، دون حواجز، بشغف ومحبة، لتروي ألوانها ما تعجز الكلمات عن قوله.


 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

التبوريدة.. فرجة أصيلة تُشعل المهرجانات الصيفية وسط معاناة الفرسان

مع الحدث

بقلم ✍️ ذ : لحبيب مسكر

 

مع حلول فصل الصيف، تنتعش المهرجانات المحلية والوطنية في مختلف ربوع المملكة، حاملةً معها أجواء الفرح والاحتفاء بالتراث المغربي. وإذا كانت السهرات الفنية تمثل إحدى ركائز هذه التظاهرات، فإن “التبوريدة”، أو ما يُعرف بفن الفروسية التقليدية، تظل من أبرز عناصر الجذب التي تأسر قلوب الجمهور وتعكس عمق الهوية المغربية.

 

تنتمي التبوريدة إلى الموروث الثقافي الشعبي المغربي، وتُعد شكلاً من أشكال الفروسية التقليدية التي تعود إلى قرون مضت. يجتمع فرسان بلباس تقليدي مميز، يركبون خيولاً مزينة بعناية، ويؤدون طلقات نارية منسجمة تعكس مهاراتهم العالية في التنسيق والانضباط. وتُقام “الحلقة” وسط فضاءات مفتوحة حيث يحتشد الزوار لمتابعة هذا العرض التراثي الآسر.

 

ما يميز التبوريدة هو قدرتها على استقطاب جمهور واسع من مختلف الأعمار والفئات. فالأطفال ينبهرون بجمالية الخيول وزينة السروج، بينما يجد الكبار فيها صدى لذاكرة جماعية تربت على حب الأرض والشهامة والفرس. وتتحول ساحات المهرجانات إلى فضاءات نابضة بالحياة، حيث تختلط روائح البارود بصفير الإعجاب وتصفيق المتفرجين.

 

ورغم البريق الذي يضفيه هذا الفن الأصيل على التظاهرات الصيفية، إلا أن فرسان التبوريدة يعيشون واقعاً صعباً يتسم بضعف الدعم المالي وغياب التأمين الطبي، خاصة مع ما تفرضه المهنة من مخاطر بدنية أثناء العروض. يعاني العديد من “المُقَدّمين” من غلاء الأعلاف وتكاليف تجهيز الخيول، في غياب تعويضات كافية أو دعم مؤسساتي يضمن استمرارية مشاركتهم.

 

كما يشتكي المهتمون بالتبوريدة من غياب نوادٍ متخصصة لتعليم هذا الفن، ما يصعب نقل الخبرات إلى الأجيال الصاعدة ويهدد استمرارية الموروث. ويظل كل ما يُكتسب يتم عبر اجتهادات فردية وتلقين داخل السربات، بعيداً عن أي إطار تكويني منظم.

 

فضلاً عن بعدها التراثي، تساهم التبوريدة في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، إذ توفر فرص شغل موسمية وترفع من الرواج التجاري بالمنطقة. كما أنها تدعم السياحة الداخلية، خاصة في المناطق القروية التي تجد في هذه الفعاليات فرصة للتعريف بمؤهلاتها.

 

تبقى التبوريدة عنواناً متجدداً للفخر والانتماء، وركيزة أساسية لإنجاح المهرجانات الصيفية، بما تحمله من فرجة، وتاريخ، وأصالة. غير أن الحفاظ على هذا التراث يتطلب إرادة حقيقية لدعمه، من خلال تمويل عادل، وتأطير مهني، وضمان اجتماعي يحمي من يجعلون من الفروسية رسالة حياة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

آسية سلافي: حين يتحول الفن إلى مرآة الروح

 

آسية سلافي: حين يتحول الفن إلى مرآة الروح

 

✍️ هند بومديان

 

في مدينة سلا المغربية، تقيم الفنانة التشكيلية آسية سلافي، حيث تنسج لوحاتها بحس مرهف وتجربة متراكمة، تجعل من كل عمل فني لحظة تأمل واحتفاء بالجمال.

ولدت وترعرعت في مدينة فاس، تلك المدينة التي تمتزج فيها الأصالة بالمعاصرة، لتكون مهد الإلهام الأول بالنسبة لها. نشأت في بيت يفيض بالفن، حيث كانت والدتها متقنة لفن الطرز الرباطي، فيما بدأت آسية رحلتها في التعبير عن ذاتها من خلال الطرز الفاسي و”طرز النطع”، قبل أن تجد في الفن التشكيلي لغتها الحقيقية.

لم تتلقَّ آسية سلافي تكوينًا أكاديميًا في كليات الفنون، بل صنعت طريقها بموهبة فطرية مدعومة بتكوينات خاصة في مدارس فنية، وأخذت تتطور عبر البحث الذاتي والتجريب الدائم. تأثرت في بداياتها بأعمال الشعيبية طلال، وبالفن السريالي كما يتجلى في عالم سلفادور دالي، إضافة إلى حضور واضح للمدرستين التكعيبية والواقعية في أعمالها.

تُعرف لوحات آسية سلافي برمزيتها العميقة وطابعها التعبيري الحالم، وهي لا تتبع منهجًا تقنيًا صارمًا، بل تترك لنفسها حرية التجريب والإبحار مع اللحظة الإبداعية. الصباغة الزيتية هي خامتها المفضلة، لما تمنحه لها من مرونة وكثافة تعبيرية.

بالنسبة لها، لحظة الإبداع تشبه الحلم، وتعيشها بكامل الحواس، في طقس خاص تحفه الموسيقى والصمت الداخلي. لوحاتها لا تعكس فقط تجاربها، بل تكشف عن عمق ذاتها، وغالبًا ما تكتشف مشاعرها الحقيقية بعد الانتهاء من العمل الفني.

منذ أول معرض جماعي لها بمدينة سلا، تابعت آسية سلافي مسيرتها بعزيمة وإصرار، وشاركت في العديد من المعارض الوطنية في مدن مثل الدار البيضاء، الرباط، مراكش وغيرها. تلقت دعمًا من جمعيات فنية ساعدتها على صقل مهاراتها وتوسيع آفاقها، كما نالت أكثر من ثلاثين شهادة تقديرية، تؤكد حضورها الفني المؤثر.

ورغم عدم مشاركتها بعد في معارض دولية، فإنها تطمح لعرض أعمالها في قاعات عالمية كبرى بإسبانيا أو فرنسا، أو حتى داخل قصر الباهية بمراكش، في احتفاء بجذورها وهويتها الفنية.

تؤمن آسية سلافي بأن الفن قادر على إحداث التغيير، إذ يعزز الذوق الجمالي، ويطرح أسئلة وجودية تُحفّز التفكير المجتمعي. كما ترى أن التكنولوجيا اليوم أصبحت أداة مساعدة، وتفكر في دمج بعض تقنياتها في أعمالها مستقبلاً.

تحلم آسية بتنظيم معرض فردي كبير يُجسد خلاصة تجربتها الفنية.

فهي، رغم التحديات، لم تفقد يومًا شغفها، لأنها تعتبر أن الفن ليس فقط وسيلة للتعبير، بل طريقتها لفهم الحياة والوجود، ومصدر سلامها الداخلي.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

ليلى لحلو … من معادلات الفيزياء إلى ألوان الروح

ليلى لحلو من معادلات الفيزياء إلى ألوان الروح

✍️ هند بومديان

 

من قلب مدينة الدار البيضاء، تبرز الفنانة التشكيلية ليلى الحلو كصوت فني اختار أن يشق طريقه بحرية، دون قوالب أو قيود. تركت خلفها معادلات الفيزياء لتمنح الألوان مكانها الطبيعي في حياتها، مدفوعة بشغف لم يخفت منذ الطفولة، ووعيٍ بأن الفن ليس ترفاً، بل حاجة روحية ووجودية.

 

لم تكن رحلتها سهلة ولا ممهدة، فهي لم تتخرج من معهد للفنون ولم تتلق تكوينًا أكاديميًا تقليديًا، بل اختارت التعلم الذاتي، شاركت في ورشات تقنية، وراكمت خبرة من خلال التجريب المتواصل والاحتكاك المباشر بعوالم الفن. تأثرت في بداياتها بالمدارس الأوروبية، وخصوصًا فترة إقامتها في فرنسا، حيث شدت انتباهها أعمال موديغلياني وسيزان، لكن سرعان ما عاد الحنين لرموز الذاكرة المغربية، للون الأرض، لجدران فاس العتيقة، وللحنين البعيد الذي تسكنه التفاصيل.

 

ترفض ليلى أن تحبس نفسها في أسلوب محدد، تؤمن بأن الفنان الحقيقي لا يتوقف عن التجريب، لذلك تتأرجح أعمالها بين الواقعية والتجريد، تارة تحمل رمزية صوفية وتارة تغوص في عمق الإنسان، بتشظيه وحيرته واندهاشه. تشتغل بالأكريليك غالبًا، وتلجأ أحيانًا لمواد مسترجعة تعبيرًا عن موقفها البيئي، معتبرة أن الفن ليس فقط إبداعًا بصريًا، بل مسؤولية ورسالة تجاه العالم.

 

ما يميز أعمالها هو ارتباطها بالهوية دون الوقوع في فخ الفولكلور، تستحضر الرموز الأمازيغية، النقوش، الألوان الحارة، والمرأة كمركز قوة وألم وجمال. لا ترسم المرأة كجسد، بل ككيان يحمل الحكاية كلها، بحزنها، بصبرها، بثقلها الداخلي الذي لا يُرى في الصور النمطية.

 

بخطى ثابتة، بدأت تشق طريقها في المعارض، من أول مشاركة جماعية كان وقعها عليها عميقًا، إلى مشاركات وطنية عديدة جعلت اسمها يحضر في المشهد الفني المغربي. ورغم غياب الدعم المؤسساتي، تواصل العمل والمثابرة، تؤمن بأن الإبداع لا ينتظر الإذن من أحد، بل يصنع لنفسه مكانًا ولو في الهامش.

 

تطمح للوصول إلى العالمية، لا من باب الشهرة الفارغة، بل من باب الإيمان بأن الفن لغة تتجاوز الحدود. تقتنع بأن اللوحة الصادقة تصل، ولو بعد حين، وأن العالم يحتاج أكثر من أي وقت مضى لصوت نسائي حر، متجذر، ومتشبث بخصوصيته دون انغلاق.

 

ليلى الحلو ليست فقط فنانة، بل قصة عن الجرأة في اتباع النداء الداخلي، عن امرأة وجدت خلاصها في الألوان بعد أن ضاقت بها المعادلات، فاختارت أن ترسم الحياة كما تراها: مشوشة، صاخبة، صادقة، ومليئة بالضوء الذي يخرج من قلب العتمة

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

رشيدة الجوهري.. أنامل تصوغ الحلم وألوان تحاكي الروح


رشيدة الجوهري.. أنامل تصوغ الحلم وألوان تحاكي الروح

 

✍️هند بومديان

من قلب الدار البيضاء، تنبثق لوحات رشيدة الجوهري كما تتفتح أزهار الربيع على مهل، لكنها لا تنبت من فراغ، بل من جذور ضاربة في عشق الجمال وعمق التجربة الإنسانية. فالفن عند رشيدة ليس هواية عابرة ولا بحثًا عن مجدٍ عابر، بل هو مسار حياة ابتدأ منذ نعومة أظافرها حين كانت تقلّد رسومات والدتها، وتشاركها كتب التلوين بشغفٍ طفولي نما ليصبح هوية وتعبيرًا ذاتيًا عن الأحاسيس والتقاليد والأصالة المغربية.

رشيدة لم تكتفِ بالموهبة، بل طلبت العلم لتصقلها. في عام 1998، اختارت طريق التكوين الأكاديمي داخل المركبات الثقافية، رغم أن تلك البرامج كانت موجهة للأطفال، إلا أنها فتحت لنفسها ولمن حولها بابًا جديدًا، باب الفن الواعي والمنضبط، بإشراف أساتذة أكفاء من مدارس عليا للفنون. وبعد سنوات من العمل في وزارة المالية، عادت إلى مرسمها بقلب المتفرّغ وأصابع لا تزال تنبض بالحياة، لتغوص في عوالم الواقعية والانطباعية والتجريد، مخلصة للتفاصيل والرسائل الكامنة خلف كل ضربة فرشاة.

لوحات رشيدة لا تُبنى إلا في صمت. فخلف كل عمل لحظة صفاء وتأمل داخلي، حيث تختار المقاس بعناية، والألوان بعاطفة، والتقنيات بدقّة. تميل للصّباغة الزيتية لما تمنحه من حرية وعمق تعبيري، وتحاول أن تكون كل لوحة صدىً لحالة شعورية، أو احتفاءً برمز من رموز الأصالة المغربية.

شاركت رشيدة في معارض عديدة داخل المغرب وخارجه، لكن تجربتها في لندن شكّلت علامة فارقة، حيث نالت الميدالية الفضية في مسابقة دولية، وهو تتويج لموهبة ظلت لسنوات طويلة تحفر مسارها بهدوء وثبات. أما داخل الوطن، فالمعارض التي نظمتها هند بومديان تمثل بالنسبة لها محطات احترافية ذات طابع خاص، لما جمعته فيها من فن وذوق ورقي في التنظيم.

تؤمن رشيدة بأن الفن التشكيلي يمكن أن يكون وسيلة تهذيب وعلاج للنفس، ورسالة تربوية تسمو بالذوق العام، ولهذا لا تتردد في تكوين المتقاعدين بالجمعيات، لتمنحهم فسحة من الإبداع بدل الفراغ. وبرغم غياب الدعم المؤسسي، فإنها مستمرة في الحلم، وفي طليعته إقامة معرض فردي فاخر يليق بلوحاتها.

الفنانة التي تفتتن بمراكش وألوانها وناسها البسطاء، لا ترى في الفن مجرد متعة بصرية، بل أداة حضارية وتربوية يمكن أن تغيّر المجتمع نحو الأفضل، فقط لو آمن به الناس، ومنحوه ما يستحق من تقدير.

رشيدة الجوهري.. فنانة عصامية، ترسم لا لتملأ الجدران، بل لتمنح الأرواح بعضًا من الأمل، وبعضًا من الحنين، وكثيرًا من الجمال.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

أكاوْن عبد الرحمن.. حين تتمرد الألوان على المألوف وتتنفس الروح الأمازيغية

أكاوْن عبد الرحمن.. حين تتمرد الألوان على المألوف وتتنفس الروح الأمازيغية

 

✍️ هند بومديان

في قلب الجنوب المغربي، وتحديدًا من تالوين بإقليم تارودانت، وُلدت موهبة فنية صقلتها الفطرة وغذّاها عشق الجمال، لتتحول إلى بصمة متفرّدة في عالم الفن التشكيلي. إنه الفنان أَكاوْن عبد الرحمن، المعروف فنيًا باسم “أكاوْن”، والذي اختار أن يعبّر عن رؤيته للعالم من خلال الألوان والرموز المستوحاة من عمق الثقافة الأمازيغية.

بدأت رحلته مع الفن منذ ثمانينيات القرن الماضي، غير أن التحول الحقيقي جاء في أواخر التسعينيات، حين شعر أن انتماءه لهذا العالم لم يكن خيارًا بل نداء داخليًا. لم يتلقَ تكوينًا أكاديميًا، بل اعتمد على موهبته الفطرية التي لازمته منذ الطفولة، لتكون دليله في مسار عصامي لا يخلو من التحديات والانتصارات.

تأثر أكاون بالمدرسة التجريدية، وخصوصًا بالراحل الفنان الزين، غير أنه لم يقف عند حدود الاقتداء، بل صاغ أسلوبه الخاص القائم على التمرد على الألوان الكلاسيكية، والميل الدائم للتجريب، مستعملًا موادًا طبيعية مثل الحناء، الزعفران، والخشب. بالنسبة له، الطبيعة ليست فقط مصدر إلهام، بل موطن أول وأخير.

تعكس أعمال أكاون رسالة فنية وثقافية عميقة، تحمل في طيّاتها رموزًا أمازيغية وصدىً لتجارب إنسانية ذاتية، تتجلى بوضوح في لوحاته التي تشكّل مرآة لصفائه النفسي ولحظات تأمله التي ترافقها أنغام ناس الغيوان. ومن أبرز ما يعتز به، لوحة بالأبيض والأسود أنجزها خلال فترة الحجر الصحي، والتي يعتبرها أقرب أعماله إلى قلبه.

مسيرته الفنية، رغم اعتمادها الكلي على الجهد الذاتي، لم تكن خالية من التقدير، فقد عرض أعماله أول مرة بشكل عفوي ضمن حفل زفاف، لتتوالى المشاركات لاحقًا في فعاليات وطنية، أبرزها: معرض عيد الحب، فعالية “هندا بلانكا”، ومهرجان ثقافي دولي حضره سفراء وجمهور واسع. كما كانت له تجربة دولية مهمة بمعرض بالإسكندرية، كانت بمثابة انفتاح جديد على جمهور يُقدّر الفن.

يرى أكاون أن قصبة تالوين تشكل مصدر إلهام دائم له، وأن الفن المغربي له صيت عالمي، لكنه يأسف لغياب التقدير الكافي داخل الوطن، ما يعرقل تسويق اللوحات ويحدّ من الحضور المحلي للفن. ورغم هذا، لم يتوقف عن الحلم، إذ يطمح لامتلاك معرض فني خاص به، وأن يعرض أعماله يومًا ما في المتحف الوطني بالرباط، وفي أحد المتاحف الإيطالية المرموقة.

بالنسبة له، لا يقاس الفن بالمال، بل بالمحبة التي ترافقه، لذا يفضّل الإهداء على البيع. وهو يرى أن الفن التشكيلي ليس فقط وسيلة للتعبير، بل طريق للارتقاء بالوعي والروح، ونصيحته لكل فنان ناشئ هي: الاستمرارية والمثابرة هما السلاح الأقوى للفنان الحقيقي.

بهذه الروح الحرة، وبريشة لا تعرف القيود، يواصل أكاون عبد الرحمن رسم طريقه، مؤمنًا بأن الفن الحقيقي لا يموت، بل يظل خالدًا في تفاصيل لوحاته وفي قلوب من يقدّرون الجمال الصادق.