Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

ساكنة دوار كما بتارودانت تناشد جلالة الملك بعد حرمانها من تعويضات زلزال الحوز وإجبارها على مغادرة خيامها

فيصل باغا

بعد مرور ما يقارب السنتين على زلزال الحوز المدمر، لا تزال ساكنة دوار كما، التابع لجماعة تكوكة بإقليم تارودانت، تعيش وضعاً إنسانياً مأساوياً في ظل غياب الحلول العملية وتأخر صرف التعويضات المقررة. الساكنة تناشد جلالة الملك محمد السادس نصره الله للتدخل وإنصافهم بعد ما وصفوه بـ”الظلم الصارخ والتهميش غير المبرر”.

ورغم توجيهات جلالة الملك السامية بضرورة دعم المتضررين من الزلزال وصرف تعويضات قدرها 140 ألف درهم لكل أسرة متضررة، فإن أهالي دوار كما يؤكدون أنهم لم يتوصلوا بأي درهم من هذا التعويض، بل فُرض عليهم إخلاء الدوار بحجة عدم صلاحيته لإعادة الإعمار، دون توفير بدائل سكنية أو دعم اجتماعي يليق بحجم الكارثة التي حلت بالمنطقة.

الساكنة، التي كانت تقيم في خيام منذ الزلزال، فوجئت مؤخراً بأوامر من السلطات المحلية بقيادة تافنكولت بإخلاء تلك الخيام أيضاً، مما اضطرهم للعيش في العراء وتحت رحمة الطبيعة القاسية. ومع دخول فصل الصيف، أصبحت لدغات الأفاعي ولسعات العقارب تهدد حياة الأطفال وكبار السن، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وانعدام أي تغطية صحية أو اجتماعية.

قال أحد المتضررين”نعيش وسط الجبال بلا مأوى، بلا ماء، بلا كهرباء، ولا دواء. وعود كثيرة سمعناها، ولكن لم نرَ شيئاً على الأرض. أطفالنا يمرضون ويموتون بصمت، والسلطات تكتفي بالصمت أو التبرير.”

وتطالب الساكنة، من خلال نداء مفتوح موجه إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بضرورة فتح تحقيق عاجل ونزيه حول مآل التعويضات المقررة، والعمل على إيجاد حلول إسكانية مستعجلة تحفظ كرامتهم وتؤمن لهم أبسط شروط الحياة.

وتجدر الإشارة إلى أن دوار كما لا يعتبر حالة معزولة، بل هو نموذج لمعاناة عدد من الدواوير الجبلية التي لا تزال تعيش آثار الزلزال وسط تأخر واضح في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار.

ويبقى الأمل معقوداً، حسب الساكنة، على التفاتة ملكية سامية تعيد لهم الثقة وتضمن لهم حقهم في العيش الكريم، بعدما فقدوا منازلهم، ومصادر رزقهم، وكادوا أن يفقدوا الأمل في وعود الدولة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

بوسكورة على صفيح ساخن: فوضى عمرانية واختلالات تنموية تُقلق الساكنة

فيصل باغا

تشهد مدينة بوسكورة، الواقعة بضواحي العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، توتراً اجتماعياً متصاعداً بسبب سلسلة من المشاكل البنيوية والاختلالات التي تمس الحياة اليومية للسكان، في ظل غياب استراتيجيات واضحة من قبل السلطات المحلية لمعالجة الأوضاع.

في الآونة الأخيرة، أصبحت عمليات هدم المباني العشوائية تنفذ بشكل متسارع، دون تقديم إيضاحات أو حلول بديلة للسكان المتضررين، ما خلف حالة من الغضب والاحتقان، خاصة مع تزامن هذه الإجراءات مع أزمات اجتماعية واقتصادية يعيشها العديد من الأسر.

في قلب هذه الأزمة، تطفو على السطح مشاكل الأراضي السلالية التي باتت عرضة للاستغلال من قبل من يوصفون بـ”مافيا العقار”، حيث تُشيد مشاريع سكنية في غياب تام للمرافق الاجتماعية الأساسية كالمراكز الصحية، المدارس، ومناطق الترفيه، وهو ما يعمق عزلة هذه الأحياء الجديدة ويخلق ضغطاً إضافياً على التجهيزات العمومية.

ورغم أن بوسكورة تعتبر من المناطق التي شهدت توسعاً عمرانياً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ذلك لم يُرافق بتطوير حقيقي للبنية التحتية. فالساكنة تعاني من مشاكل الصرف الصحي والانقطاعات المتكررة للإنارة العمومية، ناهيك عن تدهور وضع القناطر التي تمر فوق السكك الحديدية، مما يشكل خطراً دائماً على سلامة مستعملي الطريق.

من جانب آخر، يعيش القطاع النقل العمومي وضعاً مزرياً، بسبب قلة الحافلات وسيطرة النقل السري، ما يدفع المواطنين إلى الاعتماد على وسائل غير آمنة. كما أن الانتشار العشوائي للباعة المتجولين حول الأسواق والمرافق الحيوية، زاد من فوضى المدينة، وخلق مشاكل مرورية وبيئية خانقة.

وتكتمل الصورة القاتمة بانتشار الأزبال والنفايات في الشوارع والأزقة، في ظل ضعف واضح في خدمات النظافة، وهو ما يشوه وجه المدينة ويؤثر سلباً على الصحة العامة والبيئة.

أمام هذا الواقع، يطالب عدد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين بفتح تحقيقات جدية حول تدبير الشأن المحلي في بوسكورة، ومحاسبة المتورطين في الاختلالات المسجلة، كما يدعون إلى تدخل عاجل من السلطات الإقليمية والجهوية لإعادة الاعتبار للمنطقة وضمان كرامة العيش لسكانها.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع لجهة الدار البيضاء-سطات تحصل على شهادة إيزو 2022: 27001 وتعزز ريادتها في مجال الأمن المعلوماتي

مع الحدث

حصلت الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع لجهة الدار البيضاء-سطات على شهادة إيزو 27001 نسخة 2022 الخاصة بنظام إدارة أمن المعلومات. وذلك في إطار دينامية التحول الرقمي التي تشهدها، حيث انخرطت في ورش هيكلي يهدف إلى تعزيز النجاعة الإدارية، وحماية المعطيات، وترسيخ الشفافية، وتطوير أساليب التعاون الداخلي.

ويرتكز هذا الورش الرقمي الطموح على أربعة محاور رئيسية تهم إرساء نظام معلوماتي مندمج ونشر منصة سحابية آمنة (cloud) واعتماد نظام فعال لتدبير الوثائق وتعزيز منظومة الأمن السيبراني.

وفي هذا الإطار، شرعت الوكالة منذ حوالي سنة في اعتماد نظام إدارة أمن المعلومات الخاص بها، وفقًا لمعايير شهادة إيزو 27001 نسخة 2022. وقد تُوّج هذا المسار بنجاحها في اجتياز تدقيق هذه الشهادة، الذي أُجري تحت إشراف مكتب مراقبة مختص، والذي أوصى بمنح الوكالة شهادة ISO 27001:2022 بتاريخ 13 يونيو 2025. وبذلك تعد أول وكالة جهوية على المستوى الوطني تحصل على هذه الشهادة الخاصة بأمن المعلومات.

وقد تم تقديم هذه الشهادة على هامش أشغال الدورة العادية لشهر يونيو2025 للجنة الإشراف والمراقبة للوكالة المنعقدة، يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، بمقر الجهة، تحت رئاسة السيد عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، وبحضور السيد محمد مهيدية، والي الجهة والسادة أعضاء اللجنة. كما شهدت أشغال هذه الدورة تقديم عرض مفصل حول مدى تقدم ونسبة إنجاز المشاريع خاصة ما يتعلق ببرنامج التزويد بالماء الصالح للشرب للمراكز والدواوير وتهيئة الطرق بالمجال القروي وتهيئة المراكز الصاعدة والتجهيزات العامة (الماء والتطهير السائل والكهرباء). هذا بالإضافة لتقديم حصر الحسابات برسم سنة2024 والميزانية التعديلية لسنة .2025

وبهذه المناسبة، أوضح السيد مصطفى عمراني، مدير الوكالة، أن اعتماد هذا النظام مكن من تعزيز حكامة المخاطر وتأمين العمليات الحساسة، إضافة إلى التحكم المتقن في الولوج إلى المعطيات، مما يساهم في ترسيخ ثقافة أمن المعلومات على جميع المستويات. كما أكد أن هذه الشهادة الدولية تعكس التزام الوكالة الصارم بحماية البيانات، وتدبير المخاطر السيبرانية، من خلال حكامة رقمية فعالة تضمن سلامة واستمرارية وتتبّع المعلومات الاستراتيجية، وهو ما يعزز ثقة الشركاء والمؤسسات.

وتندرج هذه المبادرة في سياق سياسة الجودة المتبعة من طرف الوكالة والتي توجت بحصولها السنة الماضية على شهادة إيزو 9001نسخة 2015. مما يؤكد مرة أخرى ريادتها كفاعل عمومي نموذجي، يشتغل بكفاءة وابتكار في تنفيذ مشاريع مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، وفق أعلى معايير السلامة المعلوماتية وجودة التدبير.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات سياسة

الدولة الديمقراطية وبناء المؤسسات الدستورية:الموظف العمومي بين القانون والسيادة

مع الحدث عبد الجبارالحرشي

مدخل عام: الدولة كفكرة وواقع دستوري

في التصور الديمقراطي الحديث، لا تختزل الدولة في شخص الحاكم، بل هي كيان معنوي ذو سيادة، تمارسها مؤسسات دستورية تشتغل وفق القانون وتعبّر عن الإرادة العامة. يقول الفقيه الدستوري موريس دوفرجيه:

“الدولة ليست شخصاً وإنما تنظيم قانوني له إرادة عامة تُمارَس عبر مؤسسات محددة بدقة”.

في هذا السياق، تمثل المؤسسات الدستورية أدوات الدولة في ممارسة السيادة وتنفيذ السياسات العمومية، وهي سياسات تُبنى من القاعدة إلى القمة، من حاجيات المواطن اليومية، مروراً بالمجالس المنتخبة، وصولاً إلى الجهاز التنفيذي وعلى رأسه رئيس الدولة.

غير أن هذه المؤسسات لا تنطق ولا تتحرك إلا عبر الموظف العمومي، أي الشخص الذاتي الذي يُجسّد إرادة المؤسسة المعنوية، ويُمثّل القانون أثناء مزاولة وظيفته. من هنا، يُعدّ الموظف العمومي حجر الأساس في بناء الدولة الديمقراطية، لأن أدائه يترجم مباشرة مستوى احترام القانون، ودرجة تحقق العدالة، ومدى ثقة المواطنين في الدولة.

الموظف العمومي: من هو؟ وما دوره؟

في التعريف الواسع، الموظف العمومي هو:

“كل شخص ذاتي يُمارس وظيفة عمومية في إطار قانوني، ويعمل لصالح المرفق العام، وليس لفائدة مصالحه الشخصية أو لصالح أشخاص طبيعيين مهما علت مكانتهم.”

وهذا التعريف يرتكز على أربع دعائم:

1. شخص ذاتي يُجسّد الإرادة العمومية.

2. مُفَوّض من قبل الدولة في إطار قانوني.

3. يخضع لمبدأ الحياد، فلا يجوز له إدخال مشاعره أو قناعاته الشخصية في أداء الوظيفة.

4. يُنفّذ القانون فقط، وليس إرادته أو أوامر خارج النصوص.

وعلى هذا الأساس، عندما ينفذ الموظف العمومي حكمًا قضائيًا بالإعدام، فهو لا يُعدّ قاتلًا، بل يُنفذ ما أمَر به القضاء باسم الشعب. وإذا مارس سلطته القانونية، فهو يتمتع بحماية قانونية خاصة، تسمى بـالحصانة الوظيفية المقيدة بالقانون، وليست مطلقة.

حماية الموظف العمومي: تشريعات وتوازن

أقرّ القانون الجنائي المغربي، كما في أغلب القوانين المقارنة، حماية خاصة للموظف العمومي أثناء قيامه بمهامه. فالمادة 263 من القانون الجنائي المغربي مثلاً تنص على:

“كل من أهان موظفًا عموميًا أثناء قيامه بوظيفته يُعاقب بالحبس والغرامة…”

وقد لاحظت الجهات الرسمية في السنوات الأخيرة، وفق تقارير وزارة العدل والنيابة العامة، تنامياً مقلقاً لحالات “إهانة موظفين عموميين”، وهو ما يستوجب التحليل في ضوء العلاقة الجدلية بين المواطن والدولة.

لكن هذا الحماية ليست مطلقة، لأن المشرع أقرّ أيضًا عقوبات صارمة ضد الموظف العمومي إذا تجاوز القانون أثناء مزاولة وظيفته. من بين هذه العقوبات: العزل، الحرمان من الحقوق الوطنية، الحبس، وحتى السجن النافذ. وهنا نقرأ ما ورد في الفصل 231 من القانون الجنائي المغربي الذي ينص على مضاعفة العقوبة المقررة كظرف تشديد في حق الموظف العمومي .

هذه المقتضيات تؤسس لمبدأ التوازن بين الحماية والعقاب، وتُقرّ بمبدأ المحاسبة في إطار المساواة بين المواطنين.

مبدأ الدفاع الشرعي: بين المواطن والموظف

المشرع المغربي، انسجامًا مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، لم يُلزم المواطن أن يبقى مكتوف اليدين إذا ما تعرّض لاعتداء من قبل موظف عمومي خارج إطار القانون.

بل أقرّ له وسيلتين:

1. الدفاع الشرعي (المواد 124-125 من القانون الجنائي): الذي يسمح برد الاعتداء الحال والغير مشروع، شرط تناسب الرد مع الفعل.

2. التشكي الإداري أو القضائي: من خلال التوجه إلى مؤسسة الوسيط أو المجلس الوطني لحقوق الإنسان أو القضاء.

لكن الواقع يكشف أن بعض الجهات الإدارية والقضائية تميل إلى توجيه التهم للمواطن بـ”إهانة الموظف” بدل البحث الموضوعي لتحديد من المعتدي فعلاً. وهذا ما يُنتج اختلالًا في الثقة ويغذي شعورًا بالظلم، مما يفسر من جهة أخرى، تزايد حالات الاحتكاك والعنف اللفظي أو المادي بين المواطنين والموظفين.ويزيد ثقة الموظف وإحساسه بالأمان لأنه لن يحاسب إذا خرق القانون لان المنظومة تحميه وترتب الجزاء على كل من انتفض ضده ولو دفاعا عن حقه وسلامته .

إشكالية المحاضر والخصم الحكم

من أبرز الاختلالات المسجلة على مستوى الإجراءات، هو أن الموظف الذي يكون طرفاً في الحادث (الشرطة أو السلطة المحلية) هو نفسه أو زميله من يحرر المحضر الرسمي، مما يُثير الشكوك حول الحياد، ويخالف مبدأ “لا أحد يُحكم في قضيته”، أو كما يقول المبدأ الروماني الشهير:

Nemo judex in causa sua – “لا أحد يكون قاضيًا في قضيته”.

وقد أوردت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها لسنة 2024:

“أن أكثر من 60% من شكاوى المواطنين بخصوص تعنيف رجال السلطة لا تصل إلى التحقيق الجدي، وغالباً ما يُتابع المشتكي بدل الموظف”.

من أجل تفعيل مبدأ المساواة أمام القانون

تقول المادة 6 من الدستور المغربي:

“القانون هو أسمى تعبير عن إرادة الأمة، والجميع، أشخاصاً ذاتيين أو اعتباريين، بما فيهم السلطات العمومية، متساوون أمامه وملزمون بالامتثال له”.

إلا أن التطبيق العملي يُظهر انحرافاً أحياناً عن هذا المبدأ، عندما يُفترض تلقائياً أن الموظف العمومي دائمًا على صواب، وأن المواطن مُدان حتى يثبت العكس، بينما الأصل هو افتراض البراءة ومبدأ المساواة في الخطأ والمسؤولية.

خاتمة تحليلية: نحو دولة تحمي الجميع

الدولة الديمقراطية لا تُبنى فقط على مؤسسات صلبة، بل على عدالة توزّع الحقوق والواجبات بعدل وإنصاف، وتُفعّل القوانين على الجميع دون استثناء. الموظف العمومي ليس خصمًا للمواطن، بل ممثلٌ للدولة، ويجب أن يكون في خدمته، لا فوقه.

وإذا ما تم تعطيل آليات الدفاع الشرعي، أو الانحياز التلقائي للموظف العمومي، فإن ذلك يؤدي إلى احتقان اجتماعي، وتشكيك في حيادية الدولة، واهتزاز في الثقة بالمؤسسات. وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى ما يسميه عالم الاجتماع بيير بورديو بـ”العنف الرمزي”، أي:

“فرض السلطة عن طريق القبول الصامت بظلمها”.

ولهذا فإن إصلاح العلاقة بين المواطن والمؤسسة يبدأ من إصلاح وظيفة الموظف، وتأكيد أنه مواطن أولاً، ومسؤول ثانياً، يخضع للقانون ويُحاسب بمقتضاه، دون امتياز ولا انتقام.فاذا فصلت حالات الدفاع الشرعي التي يمارسها المواطن لرد اعتداء الموظف العمومي الذي يخل بالقانون عند ممارسة مهامه الوظيفية فمن المؤكد ان ارتفاع حالات اهانة الموظف العمومي سينزل بشكل ملحوظ .

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع

تعزية في وفاة الأستاذ محمد ملهوف، مدير مدرسة البحتري سابقًا

لحسن بيوض

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة المشمول برحمة الله، الأستاذ محمد ملهوف، مدير مدرسة البحتري سابقًا، ووالد كل من الأخ والصديق نورالدين ملهوف، والسيد إدريس ملهوف، ووالد كل من مراد وكريم، وذلك بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان التربية والتعليم.

وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدم بأحر التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى أسرة الفقيد الصغيرة والكبيرة، راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه وأقاربه الصبر والسلوان.

نسأل الله أن يجعل ما قدمه الفقيد في ميزان حسناته، وأن يثبّته عند السؤال، وأن يرزق أهله جميل الصبر وحسن العزاء.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات خارج الحدود سياسة

اللعب على حافة الهاوية: هل تُغلق طهران المضيق وتفتح باب الانفجار؟

اللعب على حافة الهاوية: هل تُغلق طهران المضيق وتفتح باب الانفجار؟
✍️ هند بومديان

في الشرق الأوسط، حيث تتقاطع المصالح الدولية وتتصادم الحسابات الجيوسياسية، لا تأتي التحذيرات عبثًا، ولا تصدر التهديدات دون رسائل مشفرة.
فبين طهران وتل أبيب، تصاعد التوتر بشكل مقلق، تجاوز المناوشات غير المباشرة نحو لغة تهدد بتقويض استقرار عالمي هشّ. آخر فصول هذا التصعيد جاء على لسان مسؤولين إيرانيين ملوّحين بإمكانية إغلاق مضيق هرمز، في ردّ مباشر على ما تعتبره طهران “استفزازات إسرائيلية متواصلة”.

مضيق هرمز ليس فقط ممرًا مائيًا، بل صمّام أمان اقتصادي عالمي، تمرّ عبره ملايين البراميل من النفط يوميًا. تهديد طهران بإغلاقه لا يُقرأ فقط في إطار ردّ عسكري محتمل، بل كمناورة استراتيجية تسعى بها إيران إلى فرض توازن جديد في معادلة الردع.

من جانبها، لم تتأخر واشنطن في رفع سقف التحذير، معتبرة أي خطوة نحو عرقلة الملاحة في الخليج “خطًا أحمر”. الإدارة الأمريكية تُدرك أن أمن المضيق لا يتعلق فقط بأسعار النفط أو حركة الناقلات، بل بهيبة النظام الدولي وفعالية الردع الأمريكي في منطقة يُفترض أنها تحت رقابة واشنطن العسكرية والسياسية.

لكن خلف هذه التصريحات، تتحرك سيناريوهات أعمق. فالمنطقة اليوم تعيش ما يُشبه “إعادة برمجة” لخارطة النفوذ والتحالفات، مع تراجع أولويات بعض القوى الدولية في الشرق الأوسط، وتصاعد طموحات لاعبين إقليميين يسعون لإعادة تشكيل التوازنات، سواء عبر القوة أو عبر أوراق الضغط الاقتصادي.

التهديد الإيراني، وإن بدا انعكاسًا لموقف هجومي، إلا أنه يحمل بين طيّاته هواجس دفاعية. فطهران تخشى من خنقها عبر العقوبات والضغط السياسي والعزلة الإقليمية، وتعتبر أن الاحتفاظ بأدوات تهديد مثل مضيق هرمز ضروري لضمان موطئ قدم على طاولة المفاوضات.

في المقابل، إسرائيل تواصل الضغط دبلوماسيًا وعسكريًا، معتبرة أن إيران تمثل تهديدًا وجوديًا. وهي لا تنفك تسعى لتكريس هذا التوصيف لدى الحلفاء الغربيين، خاصة بعد تعثّر المحادثات النووية واتساع نطاق الصراعات بالوكالة.

وسط هذه المعادلة المعقدة، يبدو أن كل الأطراف تمسك بأعواد الثقاب، في غرفة مملوءة بالغاز. التساؤل الحقيقي لم يعد: “هل تقع الحرب؟” بل: “من يملك القدرة على تأجيلها دون أن يبدو ضعيفًا؟”

الحياد في هذا المشهد لا يعني التجاهل، بل استيعاب خطورة المرحلة. فالرهان اليوم يجب أن يكون على تفكيك التصعيد، لا التهليل له. وعلى تحصين الجغرافيا من جنون الجغرافيا السياسية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات رياضة

البطل محسن بويعلى يتألق ويتوج ببطولة المغرب للاوكيك

حسيك يوسف

في إنجاز رياضي مشرف، تمكن البطل المغربي محسن بويعلى، المنتمي إلى جمعية المسيرة البيضاء، من الفوز بلقب البطولة الوطنية لرياضة اللاوكيك، التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية، بالقاعة المغطاة بمدينة الناظور أيام 20 و21 و22 يونيو 2025.

ويعد هذا التتويج ثمرة مجهودات متواصلة من البطل الشاب، وأيضًا نتاجًا لعمل جماعي داخل الجمعية، التي تبذل قصارى جهدها في دعم المواهب الشابة وتمكينها من التألق على المستويين الوطني والدولي.

وفي هذا السياق، نُسجّل كامل التقدير للأستاذ سعيد ضريف، على تأطيره التقني للبطل، وللأب المحترم بوزيان بويعلى، الذي كان السند والداعم الأول له منذ بداياته.

كما لا يفوتنا أن نُثمِّن الدور الحيوي لأعضاء مكتب جمعية المسيرة البيضاء، الذين وفروا كل الظروف الإدارية، واللوجستيكية، والتحفيزية لأبطال الجمعية، في صورة تعكس روح العمل الجماعي والانتماء الصادق للرياضة الوطنية.

هنيئًا للبطل محسن بويعلى بهذا الإنجاز المستحق، مع أطيب المتمنيات بمزيد من النجاحات والتتويجات في قادم البطولات.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات طالع

خريبكة تستغيث: العطش ينهك السكان في ذروة الحر.. والبلاغات الرسمية تزيد الغموض

مع الحدث متابعة: لحبيب مسكر

في وقت تشهد فيه خريبكة موجة حر خانقة، وجد السكان أنفسهم في مواجهة أزمة مياه حادة تفاقمت بشكل مقلق. فالانقطاعات المتكررة، والتي باتت شبه يومية، تحولت إلى كابوس يؤثر على تفاصيل الحياة اليومية، وسط صمت رسمي وغياب لأي توضيحات مقنعة من الجهات المعنية.

بلاغات متضاربة وواقع أكثر مرارة

رغم صدور بلاغ رسمي عن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يُعلن فيه عن انقطاع المياه ابتداءً من الساعة السادسة مساءً، تفاجأت الساكنة بانقطاع فعلي بدأ منذ الساعة الثانية زوالاً، في خرق صارخ للموعد المعلن. ووفقًا للبلاغ، كان من المفترض أن يُستأنف التزويد صباح اليوم التالي في حدود الساعة السادسة، إلا أن الماء ظل مقطوعًا لأكثر من 24 ساعة، ما زاد من حالة الاحتقان الشعبي.

غضب في الأحياء واحتجاجات صامتة

“العطش ذلّ”، يقول محمد، أحد سكان حي القدس، متسائلًا بمرارة: “إلى متى نتحمل هذه الإهانات؟ شراء مياه الشرب ليس مشكلة، لكن ماذا عن الاستحمام، التنظيف، وحتى قضاء الحاجة؟”. تصريحات تعكس واقعًا مُزريًا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي ترفع الحاجة إلى الماء بشكل ملحّ.

الصيف.. فصل المعاناة المتكررة

الانقطاعات لا تأتي فرادى، بل تزداد خلال فصل الصيف، لتتحول من أزمة عرضية إلى نمط يومي للعيش. عائلات بأكملها لجأت إلى تخزين الماء في قنينات وأوانٍ بلاستيكية غير صحية، بينما انتعشت ظاهرة اقتسام مياه الصهاريج، والتي لا تصل إلا لأحياء محدودة وبكميات غير كافية.

تقول فاطمة، ربة بيت وأم لثلاثة أطفال: “حتى تدبير الحلول البديلة أصبح رفاهية. لا أحد يخبرنا متى ستعود المياه، ولا كيف نتدبر أمورنا في ظل هذا التهميش”.

“الأولوية لجهات معينة؟”

في خضم هذا الغضب الشعبي، بدأ البعض يلمّح إلى أن هناك جهات اقتصادية كبرى تُمنح الأولوية في التزود بالماء، في وقت يُترك فيه المواطن البسيط يُصارع العطش.

يقول سعيد، من سكان حي البيوت: “كيف يُعقل أن تنقطع المياه عن أحياء بأكملها، بينما بعض الوحدات الصناعية القريبة لا تتأثر؟”. مضيفًا: “إذا كانت الأولوية للأنشطة الإنتاجية على حساب حياة الناس، فنحن أمام خلل أخلاقي قبل أن يكون تقنيًا”.

هذه التساؤلات تعكس أزمة ثقة تتنامى بين السكان والمؤسسات، في ظل غياب الشفافية وغياب تواصل جاد يطمئن المواطنين ويشرح الأسباب الحقيقية للأزمة.

أين الخلل؟ ومن يتحمل المسؤولية؟

يتساءل المواطنون عن الجهة التي تتحمل مسؤولية هذه الأزمة المتكررة: هل الأمر ناتج عن تهالك الشبكة المائية؟ أم سوء تدبير وتخطيط؟ أم عجز عن مواكبة التوسع السكاني والعمراني الذي تعرفه المدينة؟

ورغم المسؤولية القانونية التي تقع على عاتق المكتب الوطني للكهرباء والماء، إلا أن استمرار الوضع على ما هو عليه دون تدخل حقيقي زاد من غضب الساكنة، التي طالبت بتحقيق جدي لمحاسبة الجهات المقصّرة.

مطالب السكان تلخّص حجم الغضب

شفافية كاملة في مواعيد الانقطاعات وبلاغات دقيقة تُحترم.

إصلاحات فورية في شبكة التوزيع وتوسيعها.

تعويض المتضررين عبر صهاريج مجانية ومنتظمة في الأحياء الأكثر تضررًا.

تحقيق محايد لتحديد مكامن الخلل وتقديم إجابات واضحة للرأي العام.

معركة العطش.. خريبكة في قلب الأزمة

في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم إلى سنّ سياسات استباقية لمواجهة أزمة الماء، يبدو أن مدينة خريبكة تُترك وحدها لمواجهة قدرها، دون خطط طوارئ أو تحرك استباقي حقيقي.

ويبقى السؤال المؤلم الذي يتردد على ألسنة السكان: هل كُتب علينا أن نحيا في بلد الماء بلا ماء؟

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

تمثيلية مغربية قوية في الجمعية الدولية للجهات الفرنكوفونية

بقلم: حسيك يوسف

مؤخراً، شهدت مدينة ليون الفرنسية حدثاً بارزاً في عالم السياسات الجهوية، حيث انعقد الجمع العام الدولي للجمعية الدولية للجهات الفرنكوفونية (AIRF) من 4 إلى 6 يونيو 2025. وقد كان للمغرب حضور وازن، حيث تم انتخاب ثلاث جهات مغربية في المكتب التنفيذي للجمعية، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز التعاون والتنمية الجهوية.

في مقدمة هذه العناوين، يُبرز اسم الدكتور عبد اللطيف معزوز، رئيس جهة الدار البيضاء-سطات، الذي تم اختياره لتمثيل المغرب في هذا الاجتماع الدولي الهام. بالإضافة إليه، تم انتخاب كل من السيد رشيد العبدي، رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، والسيد سمير كودار، رئيس جهة مراكش-آسفي. كما تم تكليف السيد حمدي ولد رشيد والسيد محمد بوعرورو بتولي رئاسة اللجنة المكلفة بتفعيل دور الجهات.

تأتي أهمية هذا الملتقى من كونه منصة لتبادل الأفكار والخبرات حول مواضيع حيوية تؤثر على السياسات الترابية والتنمية الاقتصادية. وقد تميزت كلمة وزير جهة الدار البيضاء-سطات بحضور مستشارين من المجلس، منهم السيدة نعيمة رباع، والسيدة سناء النكوت، والسيد محمد ناصر السبتي، الذين شاركوا في مشاورات مثمرة مع ممثلي الإدارات الترابية من بلدان مختلفة.

ومع مكانة جهة الدار البيضاء-سطات الاستراتيجية كقلب نابض للاقتصاد المغربي، فإن تمثيلها في الجمعية الدولية للجهات الفرنكوفونية يعد بمثابة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المتبادل وتحقيق التنمية المستدامة. إن هذا النجاح ليس مجرد إنجاز شخصي لمعزوز، بل هو دليل على القدرات والإمكانات التي تمتلكها هذه الجهة في رسم مستقبل تنموي مشترك.

في ختام هذا اللقاء الدولي، يتأكد للجميع أن التعاون والتبادل المعرفي هما السبيل الأنسب لتحقيق التنمية التي يسعى إليها الجميع، وأن المغربية قادرة على رسم معالم مستقبل أفضل من خلال الشراكات البناءة.

Categories
جهات

تلميذة من السمارة تتألق في مسابقة عالمية للفضاء وتُمثّل المغرب ضمن العشر الأوائل

في إنجاز غير مسبوق من عمق الأقاليم الصحراوية، تألّقت التلميذة حورية باشيخ (15 سنة)، بعد اختيارها ضمن العشر الأوائل الفائزين في المسابقة العلمية العالمية “الفضاء مداك”، التي تنظمها وكالة الفضاء السعودية بمشاركة أكثر من 80 ألف متبارٍ من العالم العربي.

تمثّل حورية، التي تتابع دراستها بالجدع المشترك العلمي بمدينة السمارة، المملكة المغربية في هذه التظاهرة العلمية الدولية، بفضل مشروعها الابتكاري المتعلق بـزراعة النباتات في الفضاء، الذي يهدف إلى توفير حلول مستدامة لتغذية رواد الفضاء في بيئة تنعدم فيها الجاذبية.

تجربتها العلمية تركّز على اختبار مدى قدرة الحلبة والعدس على التأقلم مع ظروف الجاذبية الصغرى في الفضاء، وهي فكرة نابعة من انخراطها في جمعية “هدايا السماء للشهب والنيازك” التي يترأسها والدها مولود باشيخ، والتي تنشط في نشر الثقافة العلمية وتعزيز البحث في علوم النيازك والفضاء من قلب الصحراء المغربية.

ويُنتظر أن تُنقل تجربة التلميذة المغربية إلى الفضاء عبر الرحلة العلمية AXIOM MISSION AX4، التي ستنطلق يوم الأربعاء 11 يونيو، في تمام الساعة الثالثة بعد الزوال بتوقيت السعودية، من قاعدة الإطلاق بالسعودية في اتجاه محطة الفضاء الدولية ISS، ضمن سلسلة تجارب علمية مختارة.

هذا الحدث التاريخي يشكّل لحظة فارقة في مسار العلوم والابتكار بالمغرب، ويعزز حضور المملكة على خريطة البحث الفضائي، خصوصًا أن هذا التتويج يأتي من مدينة السمارة، قلب الصحراء، ما يبرز إمكانات وطاقات الأقاليم الجنوبية في مجالات واعدة .