Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات خارج الحدود

اختفاء الخط الفاصل بين المغرب وأقاليمه الجنوبية على خرائط غوغل يثير اهتمام الإعلام الهولندي

أثارت صحيفة “دي تليخراف” الهولندية اهتمامًا واسعًا بعد نشرها تقريرًا حول تغيّر لافت طرأ على خرائط “غوغل”، إذ اختفى الخط المتقطع الذي كان يفصل بين المغرب وأقاليمه الجنوبية داخل التراب المغربي، في حين ما زال هذا الخط ظاهرًا بالنسبة لمستخدمي الخدمة في باقي أنحاء العالم.

ووفقًا لما أوردته الصحيفة، لاحظ عدد من مستخدمي تطبيق “غوغل مابس” في المغرب أن الحدود التي كانت تُعرض سابقًا باعتبارها “منطقة متنازع عليها” لم تعد تظهر، ما يجعل الخريطة الرقمية للمملكة تُظهر الصحراء المغربية كجزء لا يتجزأ من التراب الوطني.

 

التقرير أوضح أن هذا التغيير لا يقتصر على المغرب فقط، بل يندرج ضمن سياسة تعتمدها شركة “غوغل” في تكييف عرض الخرائط حسب الموقع الجغرافي للمستخدمين. فكما تُظهر الخريطة حدود كشمير بشكل مختلف في الهند وباكستان، أصبحت الصحراء المغربية تُعرض داخل المغرب بشكل موحد دون أي فاصل أو ترسيم خاص.

 

ويرى عدد من المراقبين أن هذه الخطوة تحمل دلالات رمزية وسياسية واضحة، إذ تعكس واقع الموقف المغربي الثابت الذي يعتبر الأقاليم الجنوبية جزءًا لا يتجزأ من وحدة البلاد الترابية، كما تساهم في ترسيخ هذا التصور في الفضاء الرقمي العالمي الذي يشكل اليوم واجهة مؤثرة للرأي العام الدولي.

 

في المقابل، يربط محللون هذا التغيير بما وصفوه بـ”احترام غوغل للتشريعات والسياسات المحلية للدول التي تنشط فيها”، مشيرين إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة اعترافًا قانونيًا رسميًا من طرف الشركة بترسيم جديد للحدود، بل هو تكيّف تقني يعكس مبدأ الحياد في التعامل مع خصوصيات كل دولة.

 

وتأتي هذه المستجدات التقنية في سياق الزخم الدبلوماسي المتواصل الذي يعرفه ملف الصحراء المغربية، خاصة بعد تزايد عدد الدول التي فتحت قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، إلى جانب الموقف الأمريكي الذي اعترف رسميًا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية سنة 2020.

 

ويرى خبراء في الإعلام الرقمي أن ما حدث على خرائط “غوغل” يُعد تطورًا لافتًا في علاقة التكنولوجيا بالجغرافيا السياسية، مؤكدين أن الشركات الرقمية الكبرى باتت تلعب دورًا متزايد التأثير في القضايا ذات البعد الجيوسياسي، خصوصًا في العالم الافتراضي الذي يُسهم بشكل غير مباشر في تشكيل التصورات والاعترافات الواقعية.

 

بهذا التطور الجديد، يبدو أن الحضور المغربي لا يقتصر على الميدان الدبلوماسي والسياسي فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الفضاء الرقمي العالمي، في تجسيد رمزي لوحدة الأرض

والهوية والسيادة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات خارج الحدود

الصحراء المغربية: انتصار الحق بالحكمة لا بالحرب

في عالم تتقاذفه المصالح وتُنسج فيه المؤامرات، ظل المغرب وفيًا لحقه، صامدًا في وجه العواصف، لا يساوم على ترابه، ولا يفرّط في ذرة من رماله. سنوات من النضال، من العمل الدبلوماسي الصبور، من التضحيات الصامتة، أثمرت اليوم اعترافًا دوليًا واسعًا بمغربية الصحراء، في لحظة تاريخية تُسطّر بماء الفخر والاعتزاز.

 

لقد استُنفدت كل الحيل لإجهاض هذا الحق: من التلويح بالمنظمات الدولية، إلى استغلال بعض القوى لمصالحها الضيقة، بل حتى اللجوء إلى أساليب غير مشروعة. لكن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، لم ينجرّ إلى الاستفزاز، بل اختار طريق الحكمة، وراهن على الشرعية، وعلى قوة الحجة، وعلى عدالة القضية.

 

ولم يكن هذا المسار مفروشًا بالورود، بل كان طريقًا طويلًا، شاقًا، تطلّب رؤية استراتيجية ثاقبة، وصبرًا استثنائيًا، وقيادة متبصّرة. وهنا لا يمكن إلا أن نُشيد بالدور المحوري الذي اضطلع به مستشار جلالة الملك، السيد فؤاد عالي الهمة، رجل الدولة الذي ظلّ في الظل، يعمل بصمت وكفاءة، يُنسّق، يُقوّي الجبهة الداخلية، ويُعزّز الجبهة الخارجية، واضعًا نصب عينيه مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

 

إن هذا المكسب ليس مجرد انتصار دبلوماسي، بل هو درس للعالم: أن الحق لا يُنتزع، وأن السلام لا يعني الضعف، بل هو ثمرة القوة المتزنة. إنه إنجاز يستحق أن يُرشّح لجائزة نوبل للسلام، لأنه تحقق دون قطرة دم، دون حرب، بل بالحكمة والشرعية، فدخل التاريخ من أوسع أبوابه.

 

الصحراء اليوم ليست فقط مغربية في وجدان المغاربة، بل مغربية في أعين العالم. وهذا النصر هو ثمرة حب شعب لوطنه، وثمرة قيادة ملك محبوب، محاط برجال دولة من طينة نادرة، أمثال عالي الهمة، الذين يجسّدون الوفاء، والحنكة، والغيرة الوطنية.

 

فليعلم الجميع: المغرب لا يُساوم على حقه، ولا يرضى إلا بالعدل. والصحراء، كانت وستظل، جزءًا لا يتجزأ من ترابه الوطني، شاء من شاء وأبى من أبى.

Categories
خارج الحدود

اليونيسف: نازحو الفاشر قطعوا 60 كلم سيرًا على الأقدام دون طعام أو ماء

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” إن النازحين من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفورغربي السودان، قطعوا 60 كيلو مترا مشيا على الأقدام إلى منطقة طويلة من دون طعام أو ماء.

وفي 26 أكتوبرلماضي، استولت “قوات الدعم السريع” على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.

وأضافت اليونيسف في بيان: “في طويلة (شمال دارفور) تفر آلاف الأسر من العنف في الفاشر، وتصل في حالة إنهاك شديد وهي تعاني من الجوع وسوء التغذية”.

ونقلت عن أبو بكر أحمد، أخصائي التغذية بالمنظمة قوله: “فر الأسبوع الماضي أكثر من 6 آلاف شخص من الفاشر إلى طويلة بسبب الحرب، معظمهم نساء وأطفال، ولا يزال النازحون يتوافدون يوميا”.

وأضاف أحمد: “النازحون يأتون في حالة سيئة للغاية، ويرجع ذلك إلى الطرق الطويلة بين المدينتين والتي تصل إلى أكثر من 60 كيلومترا، وهم يأتون مشيا على الأقدام لمدة 4 أيام، وبعضهم استغرق 5 أيام أو أكثر”. 

وأشار إلى أن “النازحين يواجهون تحديات كبيرة على الطريق، ويتعرض بعضهم للضرب، بينما أمضى بعضهم أياما من دون طعام وماء”.

وتابع: “عندما وصلوا كانوا عطشى، ومعظمهم يعاني من سوء التغذية، حتى الأطفال والبالغون منهم، وهناك أطفال وصلوا من دون عائلاتهم دون معرفة أماكنهم”.

وحتى الساعة 13:00 (ت.غ) لم يصدر تعقيب من “قوات الدعم السريع” بشأن بيان اليونيسف، إلا أن جهات محلية ودولية حملتها مسؤولية المجازر بالفاشر.

وفي وقت سابق السبت، أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” بالسودان، في بيان، عن خشيتها على حياة آلاف المدنيين الممنوعين من الخروج من مدينة الفاشر، بعد سيطرة “قوات الدعم السريع” على المدينة.

وأفادت المنظمة بأن فرقها استعدت في طويلة للتعامل مع تدفق جماعي للنازحين والمصابين، بعد أن سقطت مدينة الفاشر على يد “قوات الدعم السريع”.

والأربعاء، أقر قائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” من قواته بالفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023، حربا دامية بين الجيش و”قوات الدعم السريع” أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.

وحاليا، باتت “قوات الدعم السريع” تسيطر على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود مجتمع

اتحاد متجدد: فصل جديد من الالتزام والأمل للجالية المغربية في جنوب إيطاليا

في جو من المسؤولية والمحبة والالتزام والجدية، انعقدت الجمعية العامة لاتحاد الجمعيات المغربية بجنوب إيطاليا والتي تضم خمس جهات تابعة النفوذ القنصلي للمملكة المغربية بنابولي، وهي كامبانيا، موليزي، بوليا، بازيليكاتا وكلابريا، وهو حدث يُمثل علامة فارقة في تاريخ جاليتنا بالجنوب الإيطالي .

بعد ثلاث سنوات من الصعوبات والنكسات، مثّلت الانتخابات الثانية للاتحاد لحظة نهضة وزخمًا جماعيًا متجددًا.

بشعور كبير من الثقة والاستمرارية، أعادت الجمعية تثبيت السيد أسامة بدري رئيسًا للاتحاد. وإلى جانبه، انتُخب السيد أمديد محمد نائبًا أول للرئيس، والسيد الغوازي محمد نائبًا ثانيًا للرئيس.

شهدت الكتابة العامة لحظةً فارقةً: فقد تنازل السيد رضوان محمدي، بروحٍ عاليةٍ من العمل، عن منصبه القيادي للسيد محمد الخطاب، بينما عُهد بمنصب نائب الأمين الثاني إلى السيد حسن المعزي.

ووُضعت الثقة في أمانة الصندوق للسيدة سعيدة ممدوح، بدعمٍ من نائب أمين الصندوق عز الدين بنار والنائب الثاني لأمين الصندوق مبارك نصري. ويمثل هذا الفريق توازنًا بين الخبرة والتفاني والرؤية المستقبلية.

وأكد الرئيس بدري خلال كلمته على القيم التأسيسية للاتحاد: النزاهة والشفافية والمشاركة الشخصية. وهذه الكلمات ليست مجرد إعلانات نوايا، بل هي التزاماتٌ ملموسةٌ تجاه كل فردٍ من أفراد مجتمعنا.

وسيُمثل كل منطقةٍ في جنوب إيطاليا متحدثٌ رسمي، وهو شخصيةٌ رئيسيةٌ في ضمان الاستماع والحوار والعمل الملموس في المجتمعات المحلية. بصفتي ناطقا رسميًا منتخبًا بالإجماع، أشعر بثقل وشرف هذا الدور، الذي أعتزم القيام به بكل تفانٍ، مستمعًا لاحتياجات الجميع، ومُجسّدًا بين القواعد الشعبية وقيادة الاتحاد.

انعقد هذا الاجتماع في لحظة تاريخية، تزامنًا مع قضية الصحراء المغربية في الأمم المتحدة، وهي قضية أيقظت فينا جميعًا شعورًا قويًا بالوطنية والفخر الوطني. لقد اعتُبر انتصار المغرب الدبلوماسي في الحفاظ على الوحدة الترابية إنجازًا جماعيًا، يُعزز روابطنا بوطننا، ويحفزنا على العمل بعزيمة أكبر من أجل رفاهية جاليتنا في إيطاليا.

يواجه الاتحاد مهمة طموحة: تقوية النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للجالية المغربية في جنوب إيطاليا. هناك حاجة إلى مشاريع ملموسة، وحوار مع المؤسسات المحلية، ودعم للشباب والأسر والعمال. ولكن قبل كل شيء، الوحدة ضرورية.

بروح الخدمة والالتزام الصادق تجاه جاليتنا بإيطاليا، ننطلق في هذه الرحلة الجديدة. معًا، يمكننا بناء مستقبل أكثر عدلًا وقوة ووحدة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ خارج الحدود

«Marokko viert diplomatieke zege na VN-resolutie over Westelijke Sahara» — “المغرب يُحتفل بنصر دبلوماسي بعد قرار الأمم المتحدة حول الصحراء الغربية”

نشرت الصحيفة الهولندية (NOS)موجزًا بعنوان أن المغرب يحتفل بـ«نصر دبلوماسي» بعد أن اعتمد مجلس الأمن قراراً جعل خطة الحكم الذاتي المغربية المرجع الأكثر جدية للمحادثات حول الصحراء الغربية. الخبر يذكر أن الخطة تمنح الصحراء حكمًا ذاتيًّا لكن تحت شروط ومقترحات المغرب، ويعرض الخبر تصريحًا بأن المغرب وصف القرار بـ«نقطة تحوّل في التاريخ».

الوكالات الهولندية و الصحف الأخرى كانت لها فقط تغطيات قصيرة نقلت عن وكالة الأنباء (ANP) ووكالات دولية أن القرار مرّ بأغلبية (11 مؤيدًا، 3 ممتنعين) وأن الأمم المتحدة تدعو الآن إلى مفاوضات على أساس المقترح المغربي مع تجديد ولاية بعثة MINURSO. ‏هذه التقارير موجزة وتعتمد ما نقلته وكالات دولية.

كما أن بعض الصحف الهولندية ومواقع إخبارية ترجمت بدورها تقارير صحفية دولية (Reuters / The Guardian) ووصفت القرار بأنه مكسب دبلوماسي كبير للمغرب، وأنه يمثل تحولًا في لهجة الأمم المتحدة تجاه مسألة تقرير المصير التقليدية لصحراء الغربية. ‏كما ذكرت أنّ الجزائر والبوليساريو اعتبرا القرار منحازًا وقد يعرقل المشاركة في مفاوضات مستقبلية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود سياسة

الجزائر تتشبث بموسكو بعد القرار الأممي… والمغرب يواصل كسب معركة الدبلوماسية الهادئة

بعد القرار الأممي التاريخي الذي دعم لأول مرة مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي ونهائي لقضية الصحراء المغربية، تحركت الدبلوماسية الجزائرية في اتجاه موسكو في محاولة لاحتواء الصدمة السياسية والدبلوماسية التي خلفها القرار رقم 2797 الصادر عن مجلس الأمن يوم أمس 31 أكتوبر 2025.

ففي هذا اليوم : الأول من نونبر 2025، كشفت وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين استقبل سفير الجزائر لدى موسكو توفيق جوامع، بطلب من هذا الأخير، حيث تم التطرق إلى “قضية الصحراء المغربية” وتعزيز “الشراكة الاستراتيجية بين البلدين”.

وأوضحت الخارجية الروسية في بيانها أن اللقاء “خصص حيزاً مهماً لمناقشة نتائج تصويت مجلس الأمن بشأن تمديد ولاية بعثة المينورسو”، مؤكدة على “أهمية استمرار عمل البعثة لمدة عام إضافي، وضرورة إيجاد حل مقبول للطرفين وفق قرارات المجلس وميثاق الأمم المتحدة”.

لكن قراءة هذا اللقاء في سياق اللحظة الدبلوماسية الراهنة تكشف أكثر مما تخفي. فطلب الجزائر عقد اللقاء بعد يوم واحد فقط من اعتماد القرار الأممي يؤشر على ارتباك واضح ومحاولة استباق أي تحول في الموقف الروسي، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التي أبدى فيها انفتاحاً تجاه مقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره شكلاً مشروعاً من أشكال تقرير المصير.

القرار الأممي… انتصار مغربي بامتياز

القرار رقم 2797 أكد بوضوح أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو “الأكثر جدوى وواقعية”، وصودق عليه بـ 11 صوتاً مؤيداً، في حين امتنعت روسيا والصين وباكستان عن التصويت، وغابت الجزائر عن الجلسة، في خطوة فُهمت على أنها هروب دبلوماسي من مواجهة الإجماع الدولي المتشكل حول الحل المغربي.

هذا التحول الكبير يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في فرض رؤيتها الواقعية القائمة على الوحدة الترابية والتنمية المشتركة، مقابل تراجع الخطاب الانفصالي الذي ظلت الجزائر تروّج له لعقود دون نتيجة.

تبدو روسيا اليوم أكثر ميلاً إلى الواقعية السياسية من أي وقت مضى. فبينما تحرص على الحفاظ على علاقاتها التاريخية مع الجزائر، تدرك في الوقت نفسه أن المغرب أصبح شريكاً استراتيجياً اقتصادياً وأمنياً مهماً في القارة الإفريقية، وأن موقفه يحظى بدعم واسع من القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا.

تصريحات لافروف الأخيرة، وما تلاها من امتناع روسيا عن التصويت بدل الاعتراض، تؤشر على أن الكرملين يسير نحو موقف أكثر توازناً، يبتعد عن الاصطفاف الأعمى وراء الطرح الجزائري.

الجزائر… عزلة تتعمق وتشدد في غير وقته

اللجوء إلى موسكو بعد القرار الأممي يعكس حالة ارتباك دبلوماسي جزائري أكثر من كونه تحركاً محسوباً. فبعد أن فقدت الجزائر أوراقها داخل الاتحاد الإفريقي وتراجع دعم العديد من الدول الأوروبية لموقفها، لم يبق أمامها سوى محاولة استمالة الموقف الروسي، ولو شكلياً، لتخفيف وقع العزلة المتزايدة.

لكن المعادلة تغيرت، والمجتمع الدولي لم يعد يتعامل مع ملف الصحراء من منطق الشعارات القديمة، بل بمنطق الواقعية والحلول العملية، وهو ما يجعل أي رهانات جزائرية على مواقف خارج السياق الدولي الحالي ضرباً من العبث السياسي.

المغرب… صوت العقل والانتصار الهادئ

في المقابل، يواصل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده نهجه الدبلوماسي المتزن والناجع، الذي جعل مقترح الحكم الذاتي يتحول من مبادرة مغربية إلى مرجعية أممية.
وقد أثمرت هذه السياسة الهادئة والمتزنة تأييداً متزايداً من القوى الكبرى، وإجماعاً قارياً على عدالة الموقف المغربي.

لقاء موسكو الأخير لا يعدو أن يكون محاولة يائسة من الجزائر لتثبيت ما يمكن تثبيته بعد أن فقدت البوصلة الأممية. أما المغرب، فقد انتقل بثقة من موقع الدفاع إلى موقع القيادة، وأصبح صوته هو المرجع في كل نقاش دولي حول الصحراء المغربية.

الواقع الجديد واضح:
المملكة المغربية تنتصر بالعقل والدبلوماسية،
والجزائر تتشبث بقشة في بحر متلاطم من الحقائق التي تجاوزتها.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات خارج الحدود سياسة مجتمع

إنجاز تاريخي للمغرب: مجلس الأمن يعتمد الحكم الذاتي كحل وحيد للصحراء المغربية

 

في لحظة فارقة من تاريخ الوطن، سجل المغرب انتصاراً دبلوماسياً غير مسبوق على الساحة الدولية، بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي لخطة المغرب للحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع في الصحراء المغربية. هذا القرار التاريخي يعكس قوة السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، ونظره الثاقب، ودبلوماسية المملكة الناعمة التي حققت التفوق على المستوى الدولي.

القرار أكد بشكل واضح أن السيادة المغربية على الصحراء المغربية هي الإطار القانوني والسياسي المعترف به دولياً، وأن أي حلول أخرى لم تعد مطروحة على الطاولة، فيما أصبحت خطة الحكم الذاتي المغربية نقطة الانطلاق الرسمية لكل المفاوضات المستقبلية.

هذا الإنجاز لم يكن ليتم لولا الجهود الدبلوماسية المكثفة للمغرب، والاحترافية العالية لفرق التفاوض، والسياسة الحكيمة التي وضعها جلالة الملك، والتي وضعت مصالح الوطن فوق كل اعتبار.

كما نثمن تضحيات الجيش المغربي الباسل الذي يحرس حدود الوطن ويضمن أمنه، ونترحم على شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل سيادة المغرب ووحدته الترابية. إن هذا القرار هو تتويج لنضالات دامت عقوداً، ويؤكد للعالم أن المغرب قوة صلبة وموثوقة على الساحة الدولية.

تهانينا لجلالة الملك محمد السادس، ولكل الشعب المغربي، على هذا الإنجاز الذي يجسد وحدة الوطن وقوة موقفه الدبلوماسي والعسكري والسياسي.

رسالة واضحة للعالم: السيادة المغربية على الصحراء المغربية ليست خياراً سياسياً، بل واقع تاريخي وقانوني، وتحقيق الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الأمثل والمقبول دولياً.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات خارج الحدود مجتمع

المغاربة يترقبون الثامنة مساءً… لحظة الحسم في قضية الصحراء المغربية

 

تشهد المملكة المغربية، من طنجة إلى الكويرة، حالة ترقب وطني غير مسبوقة، مع اقتراب موعد الإعلان المرتقب من مجلس الأمن الدولي بشأن القرار المتعلق بملف الصحراء المغربية، والذي يُنتظر أن يُشكل تحولًا تاريخيًا في مسار هذا النزاع الإقليمي الذي دام لعقود.

 

منذ الساعات الأولى من اليوم، تسود أجواء انتظار وترقّب في مختلف المدن المغربية، حيث يتابع المواطنون والفاعلون السياسيون والمدنيون مجريات النقاشات داخل أروقة الأمم المتحدة، في أملٍ بأن يُتوّج المسار الدبلوماسي المغربي بقرار يُكرّس سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

 

 ترقّب وطني يعيد أجواء الانتصارات

 

الساعة الثامنة مساءً أصبحت موعدًا منتظرًا لدى جميع المغاربة، الذين يتابعون عقارب الزمن بقلقٍ ممزوجٍ بالفخر، كما لو أن البلاد على وشك خوض مباراة نهائية جديدة، لا تقل رمزية عن تلك التي عاشها الجميع مع المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة في نهائي كأس العالم، حين لامس شباب المغرب المجد الكروي أمام المنتخب الأرجنتيني.

 

اليوم، يعيش المغاربة المشاعر نفسها، وربما أقوى، لأن لحظة الحسم هذه تتعلق بـ«القضية الوطنية الأولى».

فكل من تسأله، من شمال المملكة إلى جنوبها، يتحدث عن القرار المنتظر وكأنه نقطة نهاية لمسار طويل من الكفاح والصبر والتفاوض.

 

تعبئة شاملة واستعداد وطني

 

الإعلام المغربي بمختلف مكوناته يعيش حالة استنفار مهني، فيما عبّرت العديد من الجمعيات والمنظمات والأحزاب والنقابات عن استعدادها لمواكبة هذا الحدث الذي يصفه المتتبعون بـ«القرار التاريخي».

ويتابع المغاربة باهتمام خاص تفاصيل مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعتبر مقترح الحكم الذاتي المغربي الحل الأكثر جدية وواقعية للنزاع، ويدعو إلى مفاوضات على أساس هذا الخيار دون شروط مسبقة.

 

من المسيرة الخضراء إلى المسيرة الدبلوماسية

 

في لحظةٍ رمزية، تتزامن هذه التطورات مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، الحدث الذي وحّد المغاربة خلف شعار “الله، الوطن، الملك”.

واليوم، وبعد نصف قرن، يؤكد المغرب أنه يواصل المسيرة ذاتها ولكن بأدوات جديدة: من المسيرة الشعبية إلى المسيرة الدبلوماسية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، بثبات وحنكة، لترسيخ الاعتراف الدولي بسيادة المملكة على صحرائها.

 

 لحظة تتويج لمسار طويل

 

في انتظار كلمة مجلس الأمن، يعيش المغاربة حالة فخر جماعي وشعورًا بأن التاريخ يعيد نفسه — لا ليتوقف عند الماضي، بل ليمنح للمسيرة الخضراء فصلها الأخير والأجمل.

فما يجري هذه الليلة في نيويورك ليس مجرد تصويت أممي، بل تتويج لمسار دولة آمنت بحقها، واشتغلت عليه بهدوء وثقة، حتى صار العالم يتحدث اليوم بلغة مغربية خالصة:

الواقعية، السيادة، والتنمية المشتركة.

 

وفي الثامنة مساءً، حين يعلن القرار، سيعرف العالم مرة أخرى أن المغرب لا يكتفي بصناعة التاريخ… بل يصنع المستقبل أيضًا.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود

“جولة ترامب الآسيوية: اتفاق مبدئي مع الصين يعيد التوازن في العلاقات الدولية”

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى واشنطن بعد جولة آسيوية شملت مشاركته في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بوسان بكوريا الجنوبية، اختتمها بلقاء مطول مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. تأتي هذه الجولة في وقت تتصاعد فيه المنافسة بين القوى الكبرى على قيادة النظام العالمي، حيث تهدف واشنطن إلى إعادة ضبط توازناتها الدولية وإعادة تحديد موقعها في مشهد متعدد الأقطاب.

أعلن ترامب عن اتفاق مبدئي مع الصين يتضمن تخفيضاً جزئياً للرسوم الجمركية الأمريكية على بعض الواردات الصينية مقابل التزام بكين باستئناف تصدير المعادن النادرة وتعزيز الرقابة على المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الفنتانيل. يمثل هذا الاتفاق خطوة عملية لتهدئة التوترات التجارية التي شهدت تصاعداً خلال فترة سابقة من حكم ترامب، ويعكس تحولاً تكتيكياً في السياسة الأمريكية من المواجهة الصريحة إلى مقاربة أكثر براغماتية تهدف إلى حماية سلاسل التوريد العالمية والأسواق المالية. وبالنسبة للصين، يبدو الاتفاق مدروساً بحيث يحقق مكاسب اقتصادية دون التنازل عن استقلاليتها الاستراتيجية، مع الحفاظ على توازنها بين علاقتها بالولايات المتحدة وشراكتها مع روسيا، التي تعتمد على بكين لتجاوز العقوبات الغربية.

تتضح الأبعاد الجيوسياسية للاتفاق في سياق الصراع الأمريكي-الروسي، حيث تسعى واشنطن إلى استثمار نفوذ الصين في الأسواق العالمية والمنظمات الدولية لكسب موقف محايد يخفف الدعم الصيني لموسكو. في المقابل، قد يُنظر إلى التقارب الأمريكي-الصيني على أنه ضغط على روسيا، لكنه لن يؤدي إلى قطع العلاقة بين بكين وموسكو، ما يعكس قدرة الصين على إدارة تحالفاتها بشكل يوازن مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.

في المجمل، يعكس الاتفاق إعادة تموضع محسوبة لجميع الأطراف: الولايات المتحدة تسعى لتبادل مصالح بدلاً من فرض إملاءات أحادية، الصين تحقق مكاسب اقتصادية مع الحفاظ على استقلاليتها الاستراتيجية، وروسيا تواجه تحديات في ضبط تحالفاتها. وفي عالم متعدد الأقطاب، يشير هذا التطور إلى تراجع جزئي للهيمنة الأمريكية التقليدية مع تصاعد أهمية الدبلوماسية البراغماتية، بينما يظل الاتفاق قابلاً للتغير وفقاً للتطورات الداخلية لكل دولة وتأثيراتها على التوازنات العالمية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة جهات خارج الحدود سياسة طالع

انتصار دبلوماسي جديد للمغرب.. مجلس الأمن يكرس مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لقضية الصحراء

يشهد ملف الصحراء المغربية اليوم تحولاً تاريخياً يعيد رسم ملامح نهاية نزاع دام نصف قرن، بعدما أكدت مسودة قرار مجلس الأمن الأخيرة أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 تمثل الأساس الواقعي والجاد لأي تسوية مستقبلية.

إنها لحظة فارقة تختزل مساراً طويلاً من العمل الدبلوماسي المتزن الذي قاده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بحكمة وبعد نظر، ليضع المجتمع الدولي أمام حقيقة واحدة: أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو أسمى تجسيد لتقرير المصير، وأفق نهائي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء.

فالمسودة، التي رحبت باستعداد الولايات المتحدة لاحتضان مفاوضات الحل، ودعت الأطراف إلى التفاوض دون شروط مسبقة، جسدت اعترافاً صريحاً بمكانة المغرب كشريك موثوق ومسؤول في المنطقة، وبمبادرة واقعية تضمن الاستقرار والأمن الإقليميين. كما مددت مهمة بعثة “المينورسو” لعام كامل، في إشارة واضحة إلى استمرار دعم الأمم المتحدة للمسار السياسي الذي ترعاه تحت إشراف أمينها العام.

ويُجمع المتتبعون أن هذا التقدم لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية ملكية استراتيجية جعلت من الدبلوماسية أداة لحماية السيادة وتعزيز التنمية. فمنذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، انتقلت الدبلوماسية المغربية من موقع الدفاع إلى موقع المبادرة، متسلحة بدبلوماسية هادئة وفاعلة، تجمع بين الحزم والذكاء السياسي، وترتكز على مبدإ احترام الشركاء والانفتاح على القوى الدولية الصاعدة.

ولم يكن هذا النجاح حكراً على المؤسسة الرسمية فحسب، بل كان ثمرة تفاعل وطني واسع، شاركت فيه وزارة الشؤون الخارجية باحترافية عالية، إلى جانب الدبلوماسية الموازية التي اضطلعت بها الأحزاب السياسية، والبرلمان، والمجتمع المدني، والإعلام الوطني، وحتى الجالية المغربية بالخارج التي تحولت إلى صوت قوي يدافع عن الوحدة الترابية في المحافل الدولية.

لقد استطاعت المملكة بفضل تماسك جبهتها الداخلية وحنكة مؤسساتها، أن توقف نزيف هذا النزاع الذي استغله خصومها لعقود. وها هي اليوم تحصد اعترافاً دولياً واسعاً، في وقت تتراجع فيه الدبلوماسية الجزائرية التي استثمرت أموالاً طائلة في دعم الانفصال وتأجيج الفتنة، لتجد نفسها أمام إجماع عالمي متنامٍ يعتبر أن “البوليساريو” مجرد كيان وهمي فقد كل شرعية سياسية وأخلاقية، وأن الجزائر تتحمل مسؤولية مباشرة في استمرار معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف.

إن هذا القرار الأممي، بما يحمله من مضامين واضحة، ليس مجرد وثيقة تقنية، بل هو تحول سياسي عميق يؤكد أن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة راسخة بأن الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية هو الحل الواقعي والنهائي، وأن أي محاولة للالتفاف على هذا المسار لم تعد تجد آذاناً صاغية.

وبهذا الانتصار، يواصل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله مسيرته بثبات نحو طي هذا الملف نهائياً، وفتح آفاق جديدة للتنمية والاستقرار في الأقاليم الجنوبية التي أصبحت نموذجاً يحتذى في البناء والتقدم.

إنها معركة دبلوماسية تُدار بالعقل لا بالصوت العالي، وبالإنجاز لا بالشعارات، لتبرهن أن المغرب بلد سيادة، وعدالة، وتاريخ، يعرف أين يضع خطواته وكيف يصنع مستقبله بثقة ومسؤولية.