Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

ملف دوار كوارث والدواوير المجاورة ببوسكورة… غموض وانتظار يهدد مستقبل الأسر والتلاميذ

بوسكورة

المتابعة✍️: ذ فيصل باغا 

 

 

مع اقتراب الدخول المدرسي الذي لم يتبق على انطلاقه سوى أسبوع واحد، ما يزال ملف دوار كوارث وعدد من الدواوير الأخرى بمدينة بوسكورة يراوح مكانه، وسط غموض كبير وغياب حلول ملموسة من طرف السلطات المحلية، رغم الوعود المتكررة التي أُطلقت في السابق بشأن تسوية أوضاع الساكنة المتضررة.

 

الأسر التي تم هدم منازلها أو تلقت إشعارات بالإفراغ، وجدت نفسها اليوم أمام واقع صعب، إذ لم تستفد بعد من أي تعويض أو حلول سكن بديلة، الأمر الذي يزيد من معاناتها، خاصة مع اقتراب موعد الدخول المدرسي. فمصير أبناء هذه العائلات أصبح مهدداً، بعدما صار من الصعب ضمان متابعة دراستهم في ظروف طبيعية، في ظل فقدان الاستقرار السكني وعدم وجود بيئة مناسبة للتحصيل الدراسي.

 

عدد من السكان عبروا عن استيائهم العميق مما وصفوه بـ”التماطل الإداري”، متسائلين عن جدية الوعود التي أعطيت لهم بخصوص التعويض وتوفير حلول عاجلة. فالحياة اليومية لهؤلاء تحولت إلى معاناة حقيقية، بين البحث عن مأوى مؤقت، ومحاولة ضمان مستقبل أبنائهم التعليمي الذي أصبح على المحك.

 

ويأتي هذا الوضع في وقت يؤكد فيه الخطاب الرسمي على أولوية التنمية المستدامة، وتحسين ظروف العيش، وضمان تكافؤ الفرص في التعليم. غير أن واقع هذه الأسر يعكس فجوة بين الخطاب والممارسة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً وحاسماً من طرف الجهات الوصية.

 

إن هذا الملف الشائك لم يعد يحتمل المزيد من التسويف، خصوصاً أن الزمن الدراسي يضغط، والأسر تترقب. وعليه، فإن النداء موجه بشكل مباشر إلى وزارة الداخلية، وعلى رأسها السيد وزير الداخلية، من أجل التدخل العاجل لتسوية أوضاع هذه الأسر وضمان حقوقها، بما يحفظ كرامتها ويؤمن حق أبنائها في التعليم والاستقرار.

 

فهل تتحرك السلطات قبل فوات الأوان، أم أن الدخول المدرسي سيكشف مرة أخرى عن عجز في تدبير الملفات الاجتماعية ببوسكورة؟

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

عتيقة أزولاي تهدي بحث تخرجها من كلية علوم التربية،الى مدير الاكاديمية الجهوية بمراكش اسفي .

 مراكش

المتابعة✍️: ذ إبراهيم أفندي

 

 

قدّمت الباحثة التربويةعتيقة أزولاي مؤخراً بحث تخرجها بكلية علوم التربية التابعة التابعةلجامعة محمد الخامس بالرباط، بعنوان:

“تقييم أثر برنامج إعداديات الريادة على جودة التعليم وتقليص نسب الانقطاع المدرسي: دراسة ميدانية بأكاديمية مراكش اسفي “، الى عبد اللطيف شوقي مديرالاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي، المعين مؤخرا على راس الاكاديمية.

البحث المذكور هوموضوع اطروحة لنيل دبلوم الماستر تقدمت به الباحثة ازولاي،وذلك في إطار استكمال مسارها الأكاديمي تكلل بنيل دبلوم الماستر في التربية الجمالية وتدبير مهن الفن والثقافة.

ويعالج هذا البحث موضوعاً راهنياً يتمثل في تقييم الأثر الأولي لبرنامج إعداديات الريادة، الذي أطلق سنة 2023 وتوسّع سنة 2024 ليشمل 332 إعدادية، وذلك من خلال دراسة ميدانية بأكاديمية جهة مراكش آسفي. ويرتكز البرنامج على مقاربات بيداغوجية حديثة، مثل التعليم وفق المستوى المناسب (TaRL) والتعليم الصريح (Enseignement explicite)، إلى جانب الدعم النفسي والتربوي وإدماج الأنشطة الموازية والتكنولوجيات الحديثة، بهدف تحسين جودة التعلمات وتقليص نسب الانقطاع المدرسي في انسجام مع خارطة الطريق الوطنية 2022-2026.

وبهذه المناسبة عبّر عبد اللطيف شوقي، المدير الجديد للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي، عن فخره واعتزازه بالكفاءات العلمية الوطنية، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تمثل إضافة نوعية في تنزيل برامج الإصلاح التربوي، خاصة على مستوى إعداديات الريادة.مع العلم ان شوقي معروف بدعمهللبحث العلميو تحفيز الكفاءات وتشجيع الطاقات الشابة على الإبداع والعطاء في خدمة المدرسة المغربية.

وتجسد مسيرة أزولاي هذا التكامل بين التكوين الأكاديمي والخبرة المهنية، حيث تشغل مهام رئيسة مصلحة الارتقاء بتدبير المؤسسات التعليمية، إلى جانب المنسقة الجهوية لبرنامج إعداديات الريادة، ما مكنها من الجمع بين الممارسة الميدانية والبحث الأكاديمي في انسجام تام مع أهداف إصلاح المنظومة.

كما تساهم من خلال موقعها المهني ومسارها الأكاديمي، في تطوير البحث العلمي التطبيقي الموجه نحو معالجة الإشكالات التربوية العملية، الأمر الذي يعزز الأدوار الوظيفية التكاملية بين الجامعة باعتبارها فضاءً لإنتاج المعرفة، والمنظومة التربوية باعتبارها مجالاً لتفعيلها على أرض الواقع.

ويرى المهتمون بالشان التربوي،بان هذا البحث التربوي الاول من نوعه،بالساحة التربوية،قد شكل قيمة مضافة في ربط البحث العلمي بالسياسات التربوية، وإبراز نموذج مشرف للمرأة المغربية التي تجمع بين الكفاءة الأكاديمية والمسؤولية التدبيرية، خدمةً للمدرسة المغربية ومساهمةً في إنجاح مشروع الإصلاح الوطني للتربية والتكوين.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

طَاكيّة الأب وبركة الوالدين.. سرّ فوز المنتخب الوطني للمحلّيين بالكأس وتصريح مؤثّر للمدرب طارق السكتيوي

فاطمة الحارك

في لحظة مفعمة بالفخر والعاطفة، توج المنتخب الوطني للمحليين اليوم بكأس البطولة بعد أداء رائع ومتميز أثار إعجاب الجماهير والمتابعين. لكن ما لفت الأنظار أكثر من النتيجة، كان التصريح المؤثر الذي أدلى به مدرب الفريق، طارق السكتيوي، عقب نهاية المباراة.

السكتيوي، المعروف بتواضعه وإيمانه بقيم الأسرة، لم يتحدث فقط عن خطط اللعب أو مجهود اللاعبين، بل سلط الضوء على جانب إنساني وعاطفي أثار تعاطف الجميع، حيث قال:

“الطّاكية اللي كانت فوق راسي راه ديال الوالد.. كانت حاضرة فالماتش، وبركة الوالدين عمرها ما تخيب.”

هذا التصريح لم يكن مجرد كلمات، بل رسالة قوية عن مدى تأثير بر الوالدين في حياة الإنسان، حتى في مجالات كالرياضة. الطاكية، غطاء الرأس التقليدي، التي ارتداها السكتيوي فوق رأسه خلال المباراة، كانت تعود لوالده الراحل، وكأنها حملت معه ذكرى الأب ودعاءه.

وقد تداول رواد مواقع التواصل هذا التصريح بكثير من التأثر، واعتبروه تجسيدًا حيًا لقيمة البرّ وفضل الوالدين، حيث لم تكن الكأس وحدها حاضرة على أرض الملعب، بل كانت روح الأب الراحل تحيط بالمدرب، وتمنحه القوة والثقة في لحظة الحسم.

إنها لحظة تثبت أن الفوز لا يصنع فقط في ساحات التدريب والملاعب، بل في القلوب المؤمنة، وفي الأرواح التي تحمل الوفاء والتقدير لمن كان لهم الفضل في التربية والتوجيه والدعاء.

بهذا التتويج لا يُحسب النصر فقط للمنتخب الوطني للمحليين، بل للآباء والأمهات، ولكل من يضع برّ الوالدين تاجًا فوق رأسه، تمامًا كما فعل طارق السكتيوي بطاكيّة والده.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

جريدة “مع الحدث” تزف التهاني للزميل محمد الرابحي بمناسبة ختان نجله معاد

تهنئة مراسل جريدة// مع الحدث 

في أجواء عائلية مفعمة بالفرح والسرور، يتقدم طاقم جريدة “مع الحدث” بأحر التهاني وأصدق التبريكات للزميل الإعلامي محمد الرابحي، بمناسبة ختان نجله البار معاد رابحي، سائلين المولى عز وجل أن يجعله يوم بركة وطهارة، وأن يقر به أعين والديه، وينشئه نشأة طيبة تكون عنواناً للصلاح والفلاح.

وقد عبر الأستاذ محمد الرابحي بهذه المناسبة الغالية عن مشاعره قائلاً:

“إنها لحظة مؤثرة تختلط فيها دموع الفرح بخشوع الدعاء، ومشهد محفور في القلب، حين يخطو فلذة كبدي أولى خطواته في درب الرجولة والنضج. أسأل الله أن يحفظه بحفظه، ويجعله من عباده الصالحين البارين، وأن ينير دربه بالخير والإيمان، ويجعله من حفظة كتابه الكريم.”

كما تقدم الرابحي بجزيل الشكر والعرفان لكل من تقاسم معه فرحة هذا اليوم المبارك، سواء بالدعاء أو الكلمة الطيبة، مؤكداً أن هذه اللحظات العائلية تبقى محفورة في الذاكرة، وتشكل محطة مهمة في مسيرة الأبوة والعطاء الأسري.

مرة أخرى تتمنى أسرة “مع الحدث” للطفل معاد رابحي دوام الصحة والعافية، وأن يبارك الله في عمره، ويجعله قرة عين لوالديه، ومصدراً للفخر والاعتزاز.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات متفرقات مجتمع

مقال:ذكرى المولد النبوي الشريف بين الاحتفال بالمفرقات والذكر والمديح

مع الحدث : ايوب ديدي

مع اقتراب مولد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم ،يأتي يوم الاحتفال بهذه الذكرى التي نحييها كل سنة نحن المسلمين.ولعل ما يسوقنا الحديث عنه هو مايقوم به جل الشباب والأطفال بحيث يقدمون على شراء المفرقعات والمتفجرات بغية كما يظنون الاحتفال بهذه الذكرى وهذا هو الخطأ الكبير الذي يرتكبه جل الاباء عندما يقتنون لاولادهم ذلك.

ومع هذه الظواهر تنتشر الاصابات في صفوف الاطفال وغيرهم بفعل هذه المفرقعات.

ان ذكرى المولد النبوي الشريف هي ذكرى نعتز ونفتخر ومن الواجب علينا احيائها ولكن بالذكر والتكبير والتهليل وتلاوة القران الكريم بعيدين عن كل ظاهرة تخلق الرعب في النفوس

ولهذا فإننا نطلب من الجهات المختصة التصدي لكل من يبيع او يشتري هذه المفرقعات للحفاظ على سلامة المواطنين والمواطنين.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات مجتمع

الدفاع عن الكرامة الإنسانية: واجب أخلاقي وقانوني في مواجهة القذف والتشهير

تحرير ومتابعة/ سيداتي بيدا

في وقت باتت فيه وسائل الإعلام الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي تنتشر بسرعة مذهلة، يتعرض العديد من الأفراد، سواء من المشاهير أو المواطنين العاديين، لحملات تشهير وقذف تؤثر على سمعتهم وكرامتهم الإنسانية. وتشكل هذه الظاهرة تهديدًا خطيرًا على الحياة الخاصة والأمن النفسي للأفراد، مما يستوجب وقوف المجتمع والقانون بحزم في وجهها.

الكرامة الإنسانية هي حجر الأساس لأي مجتمع حضاري، والدفاع عنها مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قانونية. فالتشهير الذي يمس سمعة شخص أو يشوه صورته العامة أو الخاصة، خاصة من خلال نشر أخبار مغلوطة وغير مدعومة بأدلة، لا ينبغي أن يكون بديلاً عن التقاضي العادل والعدالة الحقيقية التي تحققها المؤسسات القضائية.

للأسف، أصبحت بعض المنابر الإعلامية، بدافع السبق الصحفي أو جذب الانتباه (البوز)، مواقع لنشر الأخبار المغلوطة والشائعات التي لا تستند إلى أي سند قانوني أو حكم قضائي. كمثال بارز، تعرضت الممثلة والمؤثرة غيثة عصفور لحملة تشهير عبر مواقع إخبارية اتهمتها بـ “فضيحة أخلاقية” دون دليل قانوني، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للحقوق والحريات.

تنص المادة 24 من الدستور المغربي على أن لكل شخص الحق في الكرامة الإنسانية ويحمي القانون حرمة حياته الخاصة والعائلية. ويُعد التشهير والإساءة اعتداءً على هذه الحقوق الأساسية التي كفلتها القوانين الوطنية والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب.

يحتوي القانون المغربي على نصوص واضحة وصارمة لمعاقبة من ينتهك سمعة الأفراد وعرضهم:

– الفصل 447 من القانون الجنائي المغربي: ينص على أن القذف هو “الاتهام بأمر يعرض صاحبه لعقوبة قضائية أو يسيء لشرفه أو اعتباره”. ويُعتبر القذف جريمة يعاقب عليها بالسجن والغرامة.

– الفصل 446: يعاقب نشر أخبار كاذبة أو الإشاعة التي من شأنها أن تضر بالغير.

– الفصل 448: يعاقب على التشهير الالكتروني أو عبر وسائل الاتصال الحديثة بنفس العقوبات المقررة للقدف التقليدي.

– القانون 88.13 المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر: يتضمن قواعد صارمة ضد التشهير والقذف ويعطي المتضررين حق إقامة دعوى مدنية وجنائية.

كما أن نشر الصور الشخصية أو الأسرية دون موافقة يعد خرقًا لخصوصية الأفراد ويعرض مرتكبيها للمساءلة القانونية.

التشهير لا يقتصر أثره على الشخص المستهدف فقط، بل يمتد إلى عائلته وحياته الاجتماعية والمهنية. كما يعزز حالة من عدم الثقة في الإعلام ويهدد مصداقيته كمصدر للحقيقة. وفي السياق العام، يعيق تطور المجتمع ويعمق التوترات الاجتماعية من خلال نشر الأكاذيب والشائعات.

على الإعلام أن يكون وسيلة للتنوير ونشر الحقيقة، لا أداة لتصفية الحسابات أو السعي وراء الشهرة السريعة على حساب كرامة الآخرين. كما على الجمهور مراقبة مصادر الأخبار والابتعاد عن نشر ما قد يضر بالآخرين دون تحقق.

الدفاع عن الكرامة الإنسانية يتطلب موقفًا أخلاقيًا وقانونيًا صارمًا ضد كل أشكال التشهير والقذف. ويجب العمل جميعًا، قوانين، وإعلام، ومجتمع، لحماية الأفراد والحفاظ على القيم التي تضمن احترام الإنسانيات وحقوقهم.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات متفرقات مجتمع

شلالات صفرو.. كنز طبيعي يواجه شبح التهميش

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

تُعد شلالات صفرو من أجمل المعالم الطبيعية بالمغرب، وواحدة من أبرز الكنوز التي تزخر بها المدينة لما تحمله من غنى طبيعي متنوع، من مياه متدفقة وأشجار وارفة وطبيعة خلابة، تجعلها مؤهلة لتكون وجهة سياحية مفضلة لزوار المنطقة. غير أن الواقع يكشف عن صورة مغايرة، حيث يعاني هذا الفضاء الطبيعي من إهمال واضح وتراجع في البنيات التحتية والخدمات الأساسية.

فالطريق المؤدية إلى الشلال تُوصف بالكارثية، إذ يصعب على الزوار الوصول إليه، خاصة مع وجود حواجز تمنع مرور السيارات إلا في حالات استثنائية. أما الفندق الوحيد الذي كان يطل على هذه التحفة الطبيعية فقد تحول إلى مبنى فارغ مهمل، بعدما كان من الممكن أن يشكل نقطة جذب سياحية واقتصادية مهمة.

 

وبدل أن تُهيأ الطرق وتُنشأ مرافق ملائمة مثل مرآب للسيارات أو مقاهٍ ومطاعم تحترم معايير السلامة الصحية، يكتفي المكان بكشك صغير يستغل الفضاء بأسعار مرتفعة دون أن يوفر الحد الأدنى من الخدمات، بما في ذلك مرافق صحية تليق بزوار هذا الموقع. حتى موقف السيارات بدوره لا يخلو من الاستغلال، إذ تُفرض أثمنة مرتفعة على الزوار مقابل خدمات متواضعة، في مشهد يزيد من معاناة الوافدين على الشلال.

 

وما يثير القلق أكثر، تواجد خيوط الهاتف المتساقطة من الأعمدة بالقرب من الطريق المؤدي إلى الشلال، في مستوى قريب من الأطفال، ما يشكل تهديدًا مباشرا لسلامتهم ويعكس حجم اللامبالاة بالتدبير المجالي لهذا الفضاء الطبيعي.

 

والمقلق أن هذا الوضع لم يطرأ حديثًا، بل يتجدد مع كل فترة انتخابية حيث تُغضّ الأطراف المعنية البصر عن هذا المشروع الحيوي القادر على إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد المحلي. فمدينة فاس القريبة، التي تعرف رواجًا سياحيًا كبيرًا، كان بإمكانها أن تُدرج شلالات صفرو ضمن مخططها السياحي لتقديم تجربة متكاملة للزوار، تجمع بين التراث العريق والطبيعة الساحرة.

 

إن شلالات صفرو تحتاج اليوم إلى مبادرات مسؤولة وإرادة حقيقية لإعادة الاعتبار لهذا الفضاء، عبر البحث الأكاديمي والدراسات الميدانية التي يمكن أن تحول المدينة إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية الوطنية، وتُنهي سنوات من الركود والتهميش الذي لا يليق بهذا الكنز الطبيعي الفريد.

 

Categories
أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة جهات متفرقات مجتمع

الجيل الجديد لمخططات التنمية الترابية.. بين الرؤية الملكية والتحديات الميدانية وأدوار الفاعلين

مع الحدث لحبيب مسكر

أكد جلالة الملك محمد السادس، في خطابه الأخير، على ضرورة إحداث تحول عميق في مقاربة التنمية، يرتكز على التأهيل الشامل للمجالات الترابية وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية، بما يضمن استفادة جميع المواطنين من ثمار التقدم دون تمييز أو إقصاء. وهي رؤية تستجيب لتطلعات المغاربة نحو عدالة مجالية حقيقية، تقوم على التضامن والتكامل بين مختلف الجهات في إطار الجهوية المتقدمة.

غير أن التشخيص الواقعي يكشف استمرار تفاوتات إقليمية حادة؛ إذ إن ثلاث جهات فقط من أصل اثنتي عشرة جهة تساهم بما يقارب 60 في المئة من الثروة الوطنية، بينما يبقى معدل البطالة مرتفعا ومختلفا من منطقة لأخرى. وهذا ما يجعل اقتصادنا، رغم ما يخلقه من ثروة نسبية، عاجزا عن توزيعها بشكل عادل، وهو ما يشكل أحد أبرز العوائق الهيكلية أمام النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.

كما أن الدولة، عبر القطاع العام، تظل المستثمر الرئيسي في معظم الأوراش، في حين يبقى القطاع الخاص – المحلي والأجنبي – مترددا، وهو ما يطرح أسئلة حول أسباب هذا “الخجل الاستثماري”. ولعل أبرز هذه الأسباب تكمن في ثغرات القضاء وقانون الأعمال، وضعف الشفافية، وغياب تكافؤ الفرص والمحاسبة، إضافة إلى تضارب المصالح واستمرار هيمنة الاحتكارات.

ولمواجهة هذه التحديات، تبدو الحاجة ماسة إلى إصلاحات جريئة تعزز الشفافية، وتكرس مبدأ تكافؤ الفرص، وتدعم الرقابة الفعالة، بما يرسخ الثقة في المؤسسات ويجعل من المغرب وجهة جاذبة للاستثمار.

في هذا السياق، يمكن أن يشكل الجيل الجديد من مخططات التنمية الترابية رافعة أساسية، إذا ما استند إلى مقترحات عملية واضحة، من أبرزها:

دعم التشغيل عبر تثمين المؤهلات الاقتصادية الجهوية وتوفير مناخ محفز للمبادرة المحلية والاستثمار.

تقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية، خصوصا في مجالي التعليم والصحة، باعتبارهما ركيزتين لتحقيق العدالة المجالية وصون كرامة المواطن.

اعتماد تدبير استباقي ومستدام للموارد المائية لمواجهة تحديات الإجهاد المائي وتغير المناخ.

إطلاق مشاريع للتأهيل الترابي المندمج، في انسجام مع الأوراش الوطنية الكبرى.

ولضمان فعالية هذه المخططات، يبرز دور الفاعل الترابي باعتباره مهندس التنمية المحلية ووسيطا أساسيا بين الرؤية الوطنية وانتظارات الساكنة، من خلال ابتكار حلول واقعية قائمة على التشاور والتنسيق. وفي المقابل، يظل الإعلام شريكا لا غنى عنه في مواكبة هذا الورش، سواء عبر شرح مضامين البرامج للمواطنين، أو تعزيز المشاركة والرقابة المجتمعية، أو إبراز النماذج الناجحة والتجارب المبتكرة.

إن الجمع بين الرؤية الملكية والتشخيص الواقعي، وتفعيل أدوار الفاعلين الترابيين والإعلاميين، هو السبيل الأمثل لنجاح الجيل الجديد من مخططات التنمية الترابية، وبناء مغرب متوازن يضمن العدالة المجالية، ويمنح لكل مواطنيه فرصا متكافئة في التنمية والعيش الكريم.

 

 

 

Categories
الصحة مجتمع

وفاة مواطن مسن أمام مستشفى موريزݣو بالدار البيضاء: مأساة الإهمال واللامبالاة تدق ناقوس الخطر!

في قلب الدار البيضاء، وفي مشهد مؤلم يعكس أعمق أوجه الإهمال الصحي، لفظ مواطن مغربي أنفاسه الأخيرة أمام باب مستشفى موريزݣو بعدما رفضت إدارة المستشفى إدخاله للعلاج. لم يكن هذا الحادث مجرد فاجعة فردية، بل صرخة مدوية تعبر عن فشل منظومة صحية تضع حياة الإنسان في أدنى درجات الأولوية، وكأن حياة هذا المواطن لا تساوي شيئًا، بل أقل من حياة الحيوان.

ليس غريبًا أن نسمع عن معاناة المرضى داخل المستشفيات، لكن أن نسمع عن مواطن مات في الشارع أمام المستشفى نتيجة الرفض والإهمال، فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه أو التسامح معه. كيف يمكن لمنشأة صحية يفترض بها أن تكون ملجأ للمرضى أن تصبح مسرحًا لمأساة إنسانية مؤلمة؟

رفض إدخال مريض في حالة حرجة للعلاج هو اهمال مفضوح و إدانة صريحة للإدارة، ويطرح تساؤلات عميقة حول مدى كفاءة وجودة الخدمات الصحية المقدمة.

الجهات المسؤولة عليها أن تتحمل كامل المسؤولية، وتفتح تحقيقًا جادًا وعاجلًا في هذا الحادث المؤلم، والعمل على محاسبة كل مقصر ومتهاون.

هذا الحادث لا يعبر فقط عن حالة فردية، بل يعكس أزمة صحية عميقة تحتاج إلى إصلاحات جذرية، منها توفير الموارد الضرورية، تحسين ظروف المستشفيات، وتدريب الطواقم الطبية على احترام حقوق المرضى.

ما حدث اليوم أمام مستشفى موريزݣو لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ويجب أن يكون دافعًا لإعادة النظر في السياسات الصحية، وإعطاء الأولوية القصوى لحياة المواطن بدلًا من البيروقراطية والجمود الإداري.

الكرامة الإنسانية فوق كل اعتبار حياة الإنسان ليست مجرد رقم أو حالة طبية، بل هي كرامة يجب احترامها، وهذا ما يجب أن يكون محور كل عمل صحي في المغرب.

نحن لا نطالب بمعجزات، وإنما فقط بإنسانية تحترم حق الحياة. يجب أن تتحرك الجهات المسؤولة فورًا لتقديم التوضيحات، ومحاسبة المقصرين، وضمان ألا تتكرر مثل هذه المآسي. حياة كل مواطن تستحق أن تُحترم، وإن أي إهمال أو تقصير في حقها هو انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والقانونية.

بقلم: سيداتي بيدا عضو الاتحاد الدولي للصحافة العربية 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات مجتمع

الإشاعة.. تجارة الوهم وسلاح الضعفاء

هند بومديان

لم تعد الإشاعة مجرّد خبر عابر يتناقله الناس في الظلام، بل تحوّلت إلى صناعة كاملة الأركان، يقودها محترفون في التلاعب بالعقول، يتغذّون على الفضائح، ويقتاتون من سمعة الآخرين. اليوم، صارت الإشاعة سلعة تُباع وتُشترى، ومصدر رزقٍ لمن لا يملكون من القيم سوى الخيانة، ومن الأخلاق سوى التهشيم.

في زمنٍ طغت فيه السرعة على الدقّة، أصبح الناس يستهلكون الأخبار كما يستهلكون الوجبات السريعة، دون تمحيص أو تدقيق. وكلما كانت الإشاعة أكثر إثارة، كانت أرباحها أكبر. من هنا، وجد تجّار الوهم فرصتهم الذهبية: يكذبون، يلفّقون، يدمّرون حياة أشخاص أبرياء، مقابل بعض الإعجابات والمشاهدات، أو حفنة من الأموال التي لا تساوي شيئًا أمام كرامة إنسان.

الخطر لا يكمن فقط في ناشر الإشاعة، بل في جمهورٍ يصفّق، يشارك، ويضيف وقودًا إلى نار الكذب. هؤلاء، دون أن يشعروا، يتحوّلون إلى أدوات في جريمة أخلاقية، تُرتكب كل يوم في حقّ الحقيقة.

الإشاعة ليست مجرّد كلمات، بل هي خنجر مسموم، يطعن الصدق، ويشوّه السمعة، ويترك جراحًا لا تندمل. كم من شخص فقد عمله، كم من عائلة انهارت، كم من حياة تحطّمت بسبب جملة ملفّقة خرجت من فمٍ خبيث أو من لوحة مفاتيح مرتزقة.

الكرامة ليست موضوعًا للتفاوض، والصدق ليس بضاعة للترويج. فليتذكّر كل من يقتات من الكذب أن المال يزول، لكن العار يبقى، وأن التاريخ لا يرحم من باعوا ضمائرهم بثمن بخس.

اليوم، نحن بحاجة إلى ثورة ضد ثقافة التشهير. إلى أن نعيد للقيم اعتبارها، ونرفع راية الحقيقة في وجه هذه الحرب القذرة. لأن الإشاعة ليست حرية تعبير، بل جريمة أخلاقية تُسجَّل في سجل كل من ساهم في نشرها.