Categories
أخبار 24 ساعة ثقافة و أراء

بعد بصمه على نجاحات كبيرة : مهرجان إفران الدولي يعود في دورته السابعة تحت شعار “الماء منبع الحياة ورهان التنمية”

مع الحدث إفران ادريس المجدوب 

الجمهور على موعد مع سهرات كبرى وباقة متنوعة وهادفة من الفقرات الفنية والثقافية والبيئية والتوعوية

يعود المهرجان إفران الدولي هذه السنة،في دورته السابعة ليضيء سماء مدينة إفران من جديد،مابين 23 إلى 26 يوليوز 2025،وذلك من تنظيم جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية (AFICED)،وبشراكة مع عمالة إفران، والمجلس الإقليمي لإفران،والجماعة الترابية لإفران،ومجلس جهة فاس-مكناس.

وقد اختار المنظمون لهذه النسخة شعار”الماء منبع الحياة ورهان التنمية”في تأكيد على أهمية الحفاظ على الماء باعتباره مادة حيوية وأساسية،وخاصة في ظل التغيرات المناخية الحالية،وتوالي سنوات الجفاف.

وكعادته في كل دورة،يتميز حفل الافتتاح بعروض فنية متنوعة بساحة”التاج”،في مقدمتها فن أحيدوس،من خلال تنظيم “سنفونية أحيدوس”بمشاركة أكثر من 300 فنان،ضمن عرض جماعي متميز يكرس غنى وتعدد الموروث المغربي.

كما يتضمن البرنامج العم للمهرجان،حفلات موسيقية لكبار الفنانين المغاربة والدوليين،إلى جانب أنشطة ثقافية وبيئية وفنية ورياضية متنوعة،وكرنفالات فنية للأطفال،إلى جانب مسابقة وطنية لفن الطبخ المغربي،تركز على أطباق “سمك التروتة”، تشجيعاً للمنتوج المحلي.

وفي بُعده البيئي والاقتصادي، سيعرف المهرجان تنظيم يوم دراسي حول “الاقتصاد في الماء”، موازاة مع معرض فلاحي مصغر بمشاركة فلاحين ذوي تجربة في ترشيد استعمال الموارد المائية، حيث سيتم عرض معدات وتقنيات فلاحية حديثة تبرز طرق السقي المستدام والابتكار في مواجهة التغيرات المناخية.

ومن جهة أخرى سيكون للثقافة والموروث الأمازيغي الغزير، حضور مميز من خلال أمسية شعرية بالأمازيغية، يشارك فيها شعراء من المنطقة بقصائد حول أهمية ترشيد الماء، والوقاية من حرائق الغابات، والمحافظة على نظافة المواقع السياحية، في رسالة تحسيسية موجهة للساكنة والزوار.

ورغبة من المنظمين في إبراز المواهب والتراث المحلية، فإن الدورة السابعة، على غرار الدورات السابقة،تعرف مشاركة تفوق 90 في المائة لفرق ومواهب من إقليم افران والمنطقة.

وقد خصّصت منصتان رئيسيتان بكل من ساحة التاج،وقاعة المناظرات لاحتضان الفعاليات،وسط مواكبة إعلامية واسعة لمنابر وطنية ودولية.

اما في الشق الرياضي فقد برامج المنظمون طابقا غنيا بالمسابقات والانشطة الموازية في رياضات فردية وجماعية،وفي مقدمتها كرة القدم ،والكرة الطائرة،والرماية.

ويذكر أن المهرجان عرف في دوراته السابقة نجاحات كبيرة،مشاركة وبرمجة وتنظيما،بالإضافة إلى الحضور الجماهري الكبير،بالإضافة إلى التغطية الإعلامية الواسعة التي أشادت نجاح فعاليات المهرجان دورة بعد دورة ،وخاصة على مستوى التنظيم المحكم،وبدور السلطات الإدارية والأمنية ودورها الفعال في إنجاح مثل هذه التظاهرة الفنية والثقافية والرياضية والسياحية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ ثقافة و أراء

شراكة جديدة لتثمين فن التبوريدة وحماية التراث المغربي

بقلم: منير ياسين

في خطوة تهدف إلى حماية وتثمين أحد أبرز رموز التراث الثقافي المغربي، تم يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 التوقيع على اتفاقية شراكة بين الجامعة الملكية المغربية للفروسية وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من أجل دعم منظومة فنون الفروسية التقليدية، وعلى رأسها فن “التبوريدة”.

وتروم هذه الاتفاقية، التي تأتي في سياق تعزيز الجهود الوطنية لحماية التراث الثقافي المادي واللامادي، إلى إرساء إطار متكامل ومستدام لمواكبة هذا الفن العريق، الذي يُعد تجسيدًا حيًا لهوية وتاريخ المغرب.

وحددت الاتفاقية هدفين رئيسيين:

دعم التظاهرات والفعاليات المرتبطة بفن التبوريدة، وعلى الخصوص بطولة المغرب “فنون الفروسية التقليدية” التي تُختتم بمنح جائزة الحسن الثاني للتبوريدة.

تشجيع المبادرات التي تعزز من إشعاع هذا التراث وطنيا ودوليا، بما يضمن استمراره وتداوله بين الأجيال.

وتعكس هذه الشراكة رغبة قوية لدى الطرفين في توحيد الجهود لحماية هذا الموروث الثقافي وتثمينه، ليس فقط كعنصر فني وتراثي، بل أيضًا كمصدر اقتصادي واجتماعي يمكن أن يسهم في التنمية المحلية.

التبوريدة، بهذا التوجه الجديد، لا تُعتبر فقط فرجة شعبية أو مظهرًا من مظاهر الاحتفال، بل إرثًا ثقافيًا يجب رعايته وإبرازه كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية المتجذرة.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة نازل

نداء عاجل إلى الجنرال محمد حرمو: شباب بوسكورة في قبضة المخدرات.. من يوقف نزيف “البوفا”؟

الحاضي ماء العينيين

تعيش منطقة بوسكورة، التابعة لإقليم النواصر، على وقع أزمة متفاقمة تهدد مستقبل شبابها، بعد أن تحولت أحياء مثل دوار الشلوح، واتقان، ودوار الصكع، إلى فضاءات مفتوحة لترويج المخدرات، وعلى رأسها “البوفا”، أكثر السموم فتكًا بعقول وأجساد المراهقين.

المقلق في الأمر، أن هذه الأنشطة الإجرامية لم تعد تُمارَس في الخفاء، بل أصبحت تجري أمام أعين السكان، في مشهد يُعبّر عن تحدٍّ صارخ للقانون، وضرب مباشر لكل المجهودات الأمنية التي تُبذل محليًا. ومع تنامي الظاهرة، يتزايد عدد الضحايا من الشباب، ممن وجدوا أنفسهم عالقين بين فكي البطالة والإدمان.

أمام هذا الواقع الخطير، يُوجَّه نداء مستعجل إلى السيد الجنرال محمد حرمو، القائد العام للدرك الملكي، للتدخل الحاسم ووضع خطة أمنية استثنائية تعيد الطمأنينة إلى الساكنة وتعيد الأمل إلى شباب المنطقة. لقد أثبتت الوقائع أن المقاربة التقليدية لم تعد كافية، وأن المطلوب اليوم هو تدخل نوعي يجمع بين العمل الأمني الحازم، والمقاربة الاجتماعية والتوعوية.

إن شباب بوسكورة لا يستحقون هذا المصير، وهم في أمسّ الحاجة إلى بدائل حقيقية تُمكّنهم من العيش بكرامة. ولهذا، يجب أن ترافق الحملات الأمنية برامج دعم نفسي وتكوين مهني للمدمنين، وإعادة إدماجهم في النسيج المجتمعي والاقتصادي.

أمن بوسكورة، ومستقبل أبنائها، مسؤولية جماعية، لكن العبء الأكبر يقع على عاتق المؤسسات الأمنية التي تملك مفاتيح التدخل الفعّال. فهل نشهد تحركًا يعيد الأمل لأسر أنهكها الخوف على فلذات أكبادها؟ أم يستمر النزيف في صمت قاتل؟

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

الآثار السلبية لظاهرة العنف المدرسي

د. عبد الله بن أهنية

The negative effects of school violence

مما لا شك فيه أن ظاهرة العنف بكل أشكاله ستظل ظاهرة ينبذها المجتمع برمته ويلفظها بفطرته السليمة المعهودة التي تسعى دوماً وعلى مر العصور إلى السلم والتعايش بسلام، ناهيك عن إذا ما كان ذلك العنف يتعلق بالمدرسة ومحيطها. فالمجتمع المغربي الأصيل ينبذ ذلك ويحاربه بشتى الوسائل، بل تكرس الوزارة المعنية العديد من الورشات التحسيسية والبرامج الهادفة إلى توعية الطلبة والمجتمع بالدور المنوط بهم كي تمر العملية التعليمية في أجواء مريحة وهادفة. ولذلك، فقد أصبح الهدف المنشود الآن هو العمل بشكل مكثف وسريع نحو خلق فضاء مدرسي بدون عنف، والحد من الهدر المدرسي وضرورة مراجعة المناهج كي تسمو بأخلاق رواد المؤسسات التعليمية، وتعمل على تحقيق مخرجات تليق بتطلعات آباء وأمهات التلاميذ، وتخدم المجتمع ككل. لكن واقع الأمر قد أظهر بأن تلك الطموحات لازالت تواجه تحديات كبرى تقف كعائق أمام مشروع إصلاح منظومة التربية والتعليم بصفة عامة، ولم تنجح بعد في إيقاف تنامي ظاهرة العنف المدرسي وكذلك الهدر المدرسي، وهما يشكلان في حقيقة الأمر انتكاسة لابد من إيجاد حلول عاجلة لاستئصالها ومعالجتها. ومما لا شك فيه أيضاً أن مثل هذه الظواهر تكون لها انعكاسات سلبية على مردودية الطلاب الأكاديمية ونتائج التمدرس والتحصيل بصفة عامة.

تأثير العنف المدرسي على نتائج التحصيل المدرسي: 

وللإفادة، فقد أوضحت الباحثة مونيكا برافو سانزانا من التشيلي في أحد مقالاتها تحث عنوان: ” التأثير السلبي للعنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب: تحليل متعدد المستويات” (31 أكبوير 2021م) بينت من خلال نتائجه أن العنف المدرسي بأشكاله الثلاثة (العنف المباشر والتمييز والتسلط عبر الإنترنت) كان له أثر سلبي على الأداء الأكاديمي. وحسب قولها فقد كانت الكفاءة الذاتية للطلاب والتوقعات التعليمية والرضا عن العلاقات الشخصية مع معلميهم مهمة في تقليل التأثير السلبي للتعرض للعنف. كما أن الأدوار النسبية لسياق المدرسة وعوامل الطالب الفردية تعتبر ذات أهمية خاصة للمعلمين في قياس الأداء الأكاديمي. وحسب رأي الباحثة، فإنه لا يُعرف سوى القليل عن تأثير العنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب ورفاهيته. ومن جهة أخرى فقد أكدت نتائج دراسة علمية أخرى قام بها كل من الباحث دانيال ك كورير (Daniel K. Korir) وفليكس كيبكوكومبوا (Felix Kipkemboi) قسم علم النفس التربوي بجامعة موا (Moi University ) بمقاطعة فيهيجا بكينيا، تم نشرها بالمجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (مجلد 4، عدد 5 (1) سنة 2014م، أكدت الدراسة وأظهرت أن البيئة المدرسية وتأثير الأقران لهما تأثير بالغ على الأداء الأكاديمي للطلاب. وتُعتبر نتائج هذه الدراسة في حقيقة الأمر مفيدة للمعلمين ومديري المدارس والآباء والأمهات للحصول على مزيد من التبصر في العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للتلاميذ والطلاب. كما خلصت الدراسة أيضاً إلى أن النجاح الأكاديمي للتلميذ أو الطالب مرتبط بشكل كبير بنوع المدرسة التي يلتحق بها. وتشمل العوامل المؤثرة للمدرسة كلًا من هيكلها وشكلها الهندسي، ومنظرها الخارجي ومدخلها وفضاءها ومرافقها وحجراتها الدراسية وساحتها وملاعبها وقاعاتها الرياضية وحالة التدفئة أو التكييف وكذا أغراس ونباتات الحديقة والممرات والمناخ المدرسي العام داخل وخارج المدرسة.

وتعتبر ظاهرة العنف المدرسي بشقيه: العنف اللفظي والعنف الجسدي بين الطلاب والمعلمين أيضاً، بالإضافة إلى ظاهرة الهدر المدرسي وكذلك التحرش بشقيه (أي من كلا الطرفين: أساتذة وطلاب وطالبات) أيضاً وقضية المناهج عوائق خطيرة تقف في وجه مشروع إصلاح منظومة التعليم العمومي في مراحله المتقدمة، أي الإعدادي والثانوي والجامعي وبشكل فعال، أما التعليم الابتدائي والتعليم الأساسي فلازالا يعيشان تعثرا مستمرا رغم تغيير المسئولين والوزراء بين الفينة والأخرى. وإذا ما لم يتصدى المجتمع والمسئولين عن هذا القطاع إلى تلك الظواهر والمشاكل المتراكمة بكل مسئولية وصرامة وحزم، فإن نتائج التربية والتعليم في تلك المراحل ستكون لها انعكاسات سلبية على التعليم في كل تلك المراحل وبالخصوص في المرحلة الجامعية، بل قد تكون لها انعكاسات سلبية على المجتمع ككل.

أما فيما يخص قضية المناهج فلا زال الكثير يحن إلى مناهج مقتضبة تفي بالغرض وتتماشى مع متطلبات سوق الشغل مع اكتساب المعرفة اللازمة والمتطورة. ويرى أحد الباحثين على موقع القيادة الإدارية، تطوير المناهج، التعليم المتطور، رؤى المعلم (Admin Leadership, Curriculum Development, Evolving Education, Teacher Insights) بأن هنالك سبعة أسباب تجعل المناهج أكثر أهمية مما تعتقد وهي كالتالي:

1. تخلق المناهج وتعكس الثقافة والهوية.

2. إنها تواكب العالم المتغير.

3. تجعل المناهج القوية التعلم (والتدريس) متسقًا.

4. تفتح المناهج القوية أبواب التعاون.

5. توفر المناهج القوية المال للمدارس.

6. تساعد المناهج القوية المعلمين على التوافق.

7. توفر المناهج القوية أهدافا قابلة للقياس.

ويمكن أن نستخلص من كل ما ذكر بأننا عندما نتحدث عن المناهج القوية، فإن العبرة في الكيف وليست في الكم. وبعبارة أخرى، فإن معاناة الصغار اليوم من كثرة الكتب والدفاتر والمقررات التي لا يسمح الوقت بإتمامها في معظم الأحيان قد أصبح أمرا مؤرقاً، وأن ذلك لم يعد يطاق، أضف إلى ذلك الأسعار الملتهبة والتي هي في تصاعد شبه دائم.

العنف المدرسي والهدر المدرسي: هل ثمة أي علاقة؟:

مما لا شك فيه أن العنف المدرسي هو نتيجة لتراكمات اجتماعية ونفسية وليدة مجتمع قد تفشت فيه اختلالات جوهرية فيما يخص السلوك السوي ومكارم الأخلاق وبات الكلام النابي والشتم علانية يمر على مرأى ومسمع الجميع وكأنه أمر عادي. والمتتبع للشؤون التربوية والتعليمية منذ أوائل الاستقلال، قد يلاحظ هذا التراجع أو التقهقر فيما يتعلق بالأخلاق، إذ لم تعهد الأجيال السابقة تدني في الأخلاق والسلوك بهذا المستوى. فهل كان أحد ما يجرأ على تعنيف أستاذه فيما مضى؟ بل هل كان يقدر على تعنيف حتى أحد زملائه بهذا الشكل الوحشي الذي نشهده اليوم؟ قد تكون هناك مناوشات محدودة هنا وهناك بين الأقران أو أبناء الحومة أو الدرب، لكنها لم تكن تصل إلى تلك الدرجة من العنف والقساوة أو البشاعة كما نراه اليوم. وتفيد دراسات متعددة ومختلفة بأن هنالك عدد من حالات مغادرة الدراسة كان السبب المباشر فيها أحياناً هو العنف، فقد يغادر المدرسة من قام بالتعنيف أو من وقع عليه ذلك. ويبقى الخوف والتخوف هما السائدان في مثل تلك الحالات. ورغم معالجة بعض الحالات بتدخل من الوالدين أو المؤسسة، فهنالك إمكانية استمرار التبعات والآثار النفسية المترتبة عن ذلك، بل هناك من أضطر إلى مغادرة المدرسة وظلت تلك الآثار السلبية ترافقه طوال حياته بحيث لربما كانت هي السبب المباشر في انقطاعه عن الدراسة وعدم حصوله على وظيفة لائقة ومناسبة، ناهيك عن ضعف في المستوى المعرفي. قد تبدو هذه المقاربة غريبة شيئاً ما، لكنها حقيقة لا بد من الإشارة إليها، إذ نرى اليوم عدداً كبيراً من الأسر غير راضية عن مخرجات هذه المنظومة، بل قد تصل بها إلى درجة السخط خاصة لما ترى تلك الأعداد المهولة من أبناء وبنات المجتمع تغادر عالم التمدرس في سن مبكرة، إذ تشير الدراسات إلى أن 13% فقط من أولئك الذين حصلوا على شهادة البكالوريا يصلون إلى مرحلة إنهاء التعليم الجامعي. رقم مخيف حقاًّ مقارنة مع الأموال الطائلة التي تُصرف على هذا القطاع. وعلينا أن نستوعب حقيقة لا بد من ذكرها وهي أن المدرسة تعتبر البيئة المؤسسية التي تُحدد من خلالها معالم تجربة التعلم لدى الطالب، ولذلك فهي تواجه المزيد من المساءلة العامة حول الأداء الأكاديمي للطالب، إذ يُفترض أن تحافظ على مستوى انجاز عالي لجميع الطلاب كي تضمن سمعتها وبقائها وكذلك رضا المجتمع. وقد أجريت بحوث كثيرة حول العوامل المؤثرة في أداء التلميذ أو الطالب بما في ذلك مهارات التدريس والمناخ والفضاء المدرسي، والحالة الاجتماعية والاقتصادية لأسرة المتعلم، مثل ما ورد في أعمال هوي، كوتكامب، و رافيرتي،(2003). وقد أكد الباحثان أنه اعتمادا على تلك العوامل، يمكن للمدارس أن تفتح أبوابها أو تغلقها أمام الجمهور، لأن هذا الأخير لا يقتنع إلا بالأداء الأكاديمي الجيد. أما باري،(2005)، وكذلك كروسنو،(2004)، وآخرون، فيرون أن القطاع المدرسي (العام أو الخاص) يعتمد على مقومات أو مكونات المدرسة من حيث الإعتمادات المادية. وهكذا نرى مثلا أن المدارس الخاصة تميل إلى الحصول على تمويل أفضل رغم أن لديها في بعض الأحيان أحجاما أصغر من المدارس الحكومية مما قد يجعلها متميزة، وتنجح في جلب المزيد من الزبناء. كما أن التمويل الإضافي للمدارس الخاصة يؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي لديها وزيادة فرص الحصول على الموارد مثل الحواسيب التي يرى إيمون،(2005) بأنها قد أثبتت أنها تعزز بالفعل التحصيل الأكاديمي، إلى جانب المعلم والخبرة اللذان يُعتبران مؤشرين آخرين على الأداء الأكاديمي الناجع للطلاب. فعلى سبيل المثال، هنالك دراسات أثبتت أن الطلاب الذين يلجون المدارس التي تتوفر على أعلى عدد من المعلمين الذين لديهم مؤهلات كاملة وعالية، يميلون إلى أداء أفضل والعكس بالعكس (بالي، وألفيرز،2003). ووفقاً لكروسنو وآخرون (2004)، فإن الفضاء المدرسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالعلاقات الشخصية بين الطلاب والمعلمين، ونحن نقول أيضاً أن بناء تلك العلاقة الطيبة من شأنه أن يحد من ظاهرة العنف في المدارس، والتي تعتبر ظاهرة دخيلة على كل المجتمعات وبدون استثناء. فالفضاء أو المناخ العام المدرسي هو في حقيقة الأمر الجو العام للمدرسة، وهو مؤشر السعادة أو الإحباط لدى رواد المدرسة وذويهم. وهكذا إذا فإن بناء الثقة بين التلاميذ أو الطلاب والمعلمين هو اللبنة الأولى للعملية التعليمية ومؤشر نتعرف من خلاله -وبكل سهولة- عما إذا كانت المدرسة تشجع العمل الجماعي بداخلها وتخطو نحو بناء الثقة بين المعلمين والتلاميذ والمجتمع أيضاً.

 المحيط الخارجي السيئ أحد أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي والتحرش:

المدرسة ليست بمعزل عن باقي مكونات المجتمع، بل هي جزء لا يتجزأ من ذلك الفسيفساء الذي يميز شوارع أحيائنا عن غيرها. فبناية المدرسة لها مكانتها داخل نفوس أهل الحي وهي معلمة ومرجعية للمجتمع تهوي إليها أفئدة أبنائنا منذ نعومة أظافرهم وتربطها بآبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم روابط وطيدة لأنها هي التي ترسم معالم توجهاتهم وتحدد مساراتهم المستقبلية. والمحيط الخارجي للمدرسة لا يضم فقط الشكل الهندسي الخارجي لها، ولا البوابة الكبيرة ذات السلاسل الضخمة والأقفال النحاسية الكبيرة والمخيفة، بل هو ذلك المحيط الذي يضم النباتات والأغراس والرصيف والشارع والفضاء الواسع أمام المدرسة وعلم بلادنا، والرسوم الجميلة على سور المدرسة، ويضم العنصر البشري (من المجتمع المدني) المتواجد أمام وعلى حافة أسوار المدرسة وقارعة الطريق أيضاً.

خلاصة:

يمكننا القول بأن المجتمع المغربي ككل، بما في ذلك الشق المدني والعسكري أو السلطات المحلية بزيها الرسمي تساهم في تشكيل المحيط الخارجي للمدرسة، كما أن جميع السلطات المحلية بما في ذلك الإدارة العمومية والسياسيون والمنتخبون ورجال ونساء الأمن الوطني والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني هي جزء من ذلك المحيط، فإن هي تدخلت وساهمت بقوة (وبمقاربة تشاركية) في الحفاظ على سلامة ونظافة المحيط المدرسي من كل أنواع السلوك المشين والقضاء على ظاهرة بيع المخدرات والحبوب المهلوسة والسجائر وساعدت في محو كل مظاهر انتشار المخدرات والعنف والتحرش والجريمة والسرقة وكل أنواع الموبقات، وكذلك القضاء على ظاهرة التلفظ بالكلام الفاحش علانية والمشاحنة والسب والقدح وقلة الحياء، وإن هي تدخلت بجميع الوسائل والسبل المتاحة وبشكل علني، فلاشك أن ذلك من شأنه أن يبعث بالشعور بالارتياح والطمأنينة لدى كل شرائح المجتمع، ويرفع من جمالية ونقاء المحيط المدرسي. ومن جهة أخرى، يجب ألا ننسى الدور الإيجابي الذي كانت تقوم به الكتاتيب القرآنية في تهذيب نفوس الأطفال منذ الصغر، وكذلك دورها الفعال في صقل شخصية المتعلم منذ الصغر وحثه على الأخلاق الحميدة وتدريبه على السلوك السوي منذ نعومة أظفاره، ناهيك عن تنشئته في رحاب جو روحاني وتدريبه على الطهارة والصلاة منذ الصغر، وصقل مهاراته اللغوية من خلال تحفيظ القرآن الكريم. وقد أكدت دراسات كثيرة أن من تربى في كنف دور تحفيظ القرآن الكريم قد لا يجد صعوبة في التعامل مع العلوم الأخرى أو اللغات الأجنبية نظراً لضبطه مخارج الحروف العربية الصحيحة في سن مبكر. ومما لا شك فيه أيضاً أن من تربى في الكتاتيب القرآنية قبل سن التمدرس القانوني، غالباً ما يكون مواطناً صالحاً متشبثا بمبادئ دينه وهويته وتراثه الثقافي واللغوي والاجتماعي، كونه قد تعود على مكارم الأخلاق والسلوك السوي ونبذ كل أشكال العنف والفوضى منذ الصغر.

والله ولي التوفيق،،،

باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

“اضطراب”… عرض كوريغرافي مغاربي يُجسّد صراع الهوية في زمن التحولات

بقلم: حسيك يوسف

شهد المركب الثقافي سيدي الرحال عرضًا كوريغرافيًا مسرحيًا بعنوان “اضطراب”، من توقيع الكوريغراف المغربي زكرياء عبيدي، الذي استطاع من خلال حركات الجسد والرموز البصرية والموسيقية أن يلامس قضايا وجودية تعكس تمزق الإنسان المغاربي بين ماضيه التراثي وزمنه المعاصر.

يعتمد العرض على جمالية الأداء الجسدي وسط ديكور هندسي يتمثل في “مكعب” يُحاكي العزلة والاٍنغلاق، حيث يتحرك الجسد داخله في محاولات متكررة للاٍنفلات والتحرر. يبدأ العرض بكتلة جسدية ساكنة داخل هذا المكعب، وبمجرد سماعه لأهازيج تراثية مغاربية يشرع في الحركة شيئا فشيئا وكأنها أعادت له الحياة وأعادت اٍرتباطه بخصوصيته و بهويته التي طمستها المعاصرة .

ومن خلال الصراع بين أعضاء الجسد وبينه وبين قضبان المكعب تتجسد أزمة الإنسان المعاصر، المضطرب بين القبول والاستسلام من جهة والرغبة في التمرد والانعتاق من جهة أخرى.

ف”اضطراب” اٍذا ليس عرضًا فنيًا فحسب، بل صرخة جسدية ضد الاغتراب، ضد التشييء، وضد الصمت ،وهو في الآن ذاته بحثٌ عن الذات في ظل عالم متغير.

يثبت زكرياء عبيدي اٍذا و من خلال هذا العمل أن الجسد في المسرح المعاصر لم يعد مجرّد أداة بل لسانا وصوتًا ناطقًا تنبعث منه صدى تلك الكلمات المتعالية التي إجتاحت جسد الفنان وإخترقت كيانه لينهض بلغة منتفضة ،اٍنّها لغة الحركة والإشارة والإيماءة، لغة مكنّت الجسد “أن يحلّ مكان الكلمة ” ، كاتبا للمتلقى نصوصا جعلت منه عنصرا فعّالا ومكمّلا للعرض من خلال إستيعابه للرسالة الفنية الكوريغرافية ” فأي جمهور في كل أنحاء العالم يفهم هذه الأعمال لأنّها ترتكز على التعبير بالجسد الذي يعدّ أهم آلة بشرية تستطيع رسم مكنوناتها الداخلية وبواسطة الحركة الجسدية يفهم الجميع ما تريد إيصاله، فلو وضعنا هذه اللغة بتقنية العصر لإٍستطاعت أن تقول مفهومنا، وثورتنا كلّها تقولها بلغة الجسد”

طبعا ليست لغتنا المعهودة بل لغة جديدة هي لغة الحركة، لغة قائمة أساسا على تفعيل الجانب البصري في بناء المشهد التشكيلي وتحقيق انساق تواصلية مع المتلقي عبر استثارة حاسة البصر لديه “فهي لغة الجسد”

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

لقاء تواصلي بالدار البيضاء حول الحماية الاجتماعية للفنانين

ابراهيم فاضل

تنظم النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان ، بتنسيق مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي

لقاء تواصليا مع الفنانين المهنيين للوقوف على مستجدات ورش الحماية والاجتماعية المتعلق بالفنان (التغطية الصحية)، وذلك يوم الجمعة 18 أبريل 2025 ابتداءا من الساعة 15:00 الثالثة زوالاً بغرفةالصناعة والتجارة والخدمات لجهة الدار البيضاء سطات. وسيشارك في تأطير هذا اللقاء أطر نقابية وأطر من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وسيتدخل لمقاربة هذا الموضوع كل من الأستاذ أيوب الترابي رئيس النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان، الدكتور مسعود بوحسين الرئيس السابق للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، ورئيسها الحالي الأستاذ الحسين الشعبي.

وسيكون هذا اللقاء مفتوحا في وجه جميع الفئات الفنية الحاملة للبطاقة المهنية للفنان، وكذلك لممثلي وسائل الإعلام. الاتصال…

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات حوادث

حادث مروع بطريق القليعة السريع.. شاحنة تصدم دراجة هوائية وتنقل الضحية في حالة حرجة إلى مستشفى إنزكان

بقلم: فؤاد الطاهري

شهدت الطريق السريع الرابط بين سيدي بيبي وأيت ملول عبر القليعة، صباح اليوم، حادثة سير خطيرة بعدما اصطدمت شاحنة بدراجة هوائية كان يقودها شخص على مستوى مقطع القليعة باتجاه المنطقة اللوجيستيكية.

 

الحادث أسفر عن إصابة سائق الدراجة بجروح بليغة، استدعت نقله على وجه السرعة نحو المستشفى الإقليمي بإنزكان لتلقي الإسعافات الضرورية، وسط حالة من الاستنفار في صفوف السائقين ومستعملي الطريق.

 

وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجددًا على ضرورة توخي الحيطة والحذر، خصوصًا في مثل هذه المحاور الطرقية التي تشهد حركة مرورية كثيفة، مع مطالبة عدد من المواطنين باتخاذ إجراءات لتعزيز السلامة الطرقية وتفادي تكرار مثل هذه المآسي.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات نازل

منع “حفل العري” بطنجة بعد موجة استنكار شعبية واسعة

بقلم: إبراهيم أفندي

أقدمت السلطات المحلية بمدينة طنجة على منع ما وصف بـ”حفل العري” الذي تم الترويج له بشكل مكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “Soirée Domination”، والذي كان يُزمع تنظيمه يوم 26 أبريل الجاري في ظروف غامضة، مع اشتراطات غريبة من بينها السرية التامة ومنع حمل الأجهزة الإلكترونية.

ورغم محاولة المنظمين الالتفاف على القانون بعدم تحديد مكان الحفل مسبقاً، والتحجج باحترام “خصوصية المشاركين”، فإن تدخل السلطات جاء حازماً وسريعاً، خصوصاً بعد تنامي موجة الغضب الشعبي التي عبرت عن رفضها القاطع لأي محاولة لفرض أنماط دخيلة على المجتمع المغربي المحافظ.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الجهات الأمنية باشرت تحقيقاً موسعاً لتحديد المسؤولين عن هذا الحدث، الذي لم يحصل على أي ترخيص رسمي. وقد اعتبر متابعون أن هذه المبادرة تعكس يقظة السلطات تجاه كل ما من شأنه المساس بالقيم الأخلاقية والثقافية للمدينة وساكنتها.

الخطوة لاقت ترحيباً كبيراً من مختلف الفعاليات المدنية والجمعوية، التي دعت إلى المزيد من الحزم في التصدي لمثل هذه المحاولات التي تضرب في عمق الهوية المغربية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

الفنان المغربي أيوب أبو النصر يتوج بجائزة “أفضل ممثل” في رمضان عن دور “لفراقشي”

حسيك يوسف

في إنجاز جديد للدراما المغربية، فاز الفنان أيوب أبو النصر بجائزة أفضل ممثل درامي لسنة صنف المسلسلات الدرامية خلال الموسم الرمضاني لسنة 2025، عن أدائه المتميز في شخصية “لفراقشي”، التي خطفت أنظار المتابعين وأثارت إعجاب النقاد.

الدور الذي جسده أبو النصر تميز بعمق في الأداء وبراعة في تقمص الشخصية، مما جعله يحظى بإشادة واسعة، سواء من طرف الجمهور أو المهنيين في المجال الفني. هذا التتويج يعد محطة مضيئة في مسار الفنان الشاب ويكرس حضوره القوي في الساحة الفنية المغربية.

 

#أيوب_أبو_النصر #لفراقشي #أفضل_ممثل #رمضان2025 #الدراما_المغربية #جوائز_رمضان #فنانون_مغاربة

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

سعاد إزعيتراوي: مسيرة إخبارية من الصفر إلى القمة

بقلم حسيك يوسف