Categories
ثقافة و أراء

الهوية الثقافية المغربية: جذور الكفاح الوطني وملامح التميز

عماد واحيدال

بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد، نظم المركز الثقافي بسطات يوم الخميس 28 نونبر 2024 ندوة وطنية تحت شعار: “تتميز الهوية الثقافية المغربية والأسماء الفاعلة في تاريخ الكفاح الوطني”. جمعت الندوة نخبة من الباحثين والمفكرين لمناقشة أبعاد الهوية الوطنية المغربية وأدوارها التاريخية في النضال من أجل الحرية والاستقلال.

تناول الدكتور سعد أبونار المصري دور التلاحم الشعبي في نجاح المسيرة الخضراء، مشيرًا إلى كيفية توحيد الهوية الثقافية المغربية لمختلف أطياف المجتمع وراء قيادة الملك الراحل الحسن الثاني. وأكد أن المسيرة ليست مجرد حدث سياسي، بل تعبير عن إرادة شعبية قوية متجذرة في الثقافة الوطنية.

استعرض الدكتور بوشعيب حمراوي الرمزية الوطنية للمسيرة الخضراء وأثرها في تعزيز قيم الوحدة والتضامن، مع التركيز على أهمية التوثيق الأدبي والصحفي للكفاح الوطني ودور الإبداع في تخليد هذا الحدث العظيم.

قدّم الدكتور المصطفى القاسيمي قراءة قانونية وسياسية لحدث المسيرة الخضراء، موضحًا الإطار الدستوري الذي قامت عليه، وكيف استطاعت المملكة المغربية استثمار هذا الحدث لإثبات سيادتها على أقاليمها الجنوبية. كما سلط الضوء على التطورات السياسية والدبلوماسية التي تلت الحدث وأثرها في تعزيز موقع المغرب على المستوى الدولي.

تُعد هذه الندوة فرصة لإحياء قيم الوطنية والتضامن المتجذرة في تاريخ المغرب، وتذكيرًا بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية كركيزة أساسية لاستمرار مسيرة البناء والتنمية، في ظل قيادة جلالة الملك محمد السادس.

Categories
متفرقات

إنتفاضة قبائل آيت باعمران .. ملحمة تاريخية مفصلية في مسار الكفاح الوطني لإستكمال الوحدة الترابية

سيدي إفني – مع الحدث :  

يخلد الشعب المغربي وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم غد الثلاثاء، الذكرى ال64 لانتفاضة قبائل آيت باعمران ضد المستعمر الإسباني، الملحمة البطولية البارزة والمفصلية في مسار الكفاح الوطني .

وبصمت هذه الذكرى ( 23 نونبر 1957 ) تاريخ المغرب الحديث بما انطوت عليه من رمزية تاريخية وفعل كفاحي وطني مكتوب بمداد من ذهب في سجل النضال المغربي من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة.

فذكرى 23 نونبر 1957، التي تخلدها ساكنة إقليم سيدي إفني وفي مقدمتها أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، في أجواء من الفخر والاعتزاز والتعبئة، تعد محطة وضاءة، ويوما خالدا في تاريخ المغرب، حينما انتفضت قبائل آيت باعمران ضد الوجود الاستعماري وخاضت نضالاتها الوطنية في معارك طاحنة لقنت خلالها المحتل الأجنبي دروسا في الشجاعة والشهامة والصمود.

وفي استرجاع تاريخي لفصول هذه الانتفاضة، فقد شن الباعمرانيون في 23 نونبر من سنة 1957 ، انتفاضتهم الكبرى ضد الإسبان بعدما تأججت المقاومة بمنطقة سيدي إفني واندلعت عدة معارك، فحققت هذه الانتفاضة انتصارات في عدة مناطق، منها تبلكوكت، وسيدي محند بن داوود، وبيزري وبورصاص، وبيجاريفن، وتيغزة وصبويا وغيرها، أجبرت القوات الاسبانية على التقهقر إلى مركز سيدي إفني الذي أصبح بمثابة ثكنة عسكرية كبرى محاصرة.

وقد استمرت هذه المعارك البطولية حتى يوم 12 دجنبر من نفس السنة، تكبدت خلالها القوات الاستعمارية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بالرغم من قلة عدد المجاهدين الباعمرانيين ومحدودية عتادهم الحربي.

وقد جاءت هذه الانتفاضة بعد تنسيق محكم بين قبائل آيت باعمران وقيادة جيش التحرير بمدينة كلميم، فاستمرت المقاومة والجهاد من خلال عدة محطات أهمها محاربة التجنيس التي حاولت السلطات الإسبانية أن تفرضه على سكان هذه القبائل لطمس هويتهم الدينية والوطنية، فانتفض كل الباعمرانيين ضد هذه المحاولة التي اعتبروها ضربا في وطنهم وهويتهم المغربية وديانتهم الإسلامية.

وعلى الرغم من جميع أنواع القمع والاضطهاد التي تعرض لها أبناء هذه الربوع المجاهدة، فإن شعلة المقاومة لم تخمد وتكونت خلايا سرية استقطبت أبناء المنطقة إثر أحداث 20 غشت 1953 غداة نفي بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة .

وعندما عاد المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى وأعلن عن استقلال المغرب ولم يتم الإعلان عن استقلال سيدي إفني، قام أهالي أيت باعمران بالرغم من ذلك بالتحضير، للاحتفال بعيد العرش وبالعودة المظفرة للمغفور له محمد الخامس ، إلا أن السلطات الاستعمارية الإسبانية واجهت هذه المحاولات بالقمع والتنكيل والنفي إلى جزر الخالدات.

كل هذا ولد الضغط، فتم التخطيط لانتفاضة أيت باعمران يوم 23 نونبر 1957 من طرف قيادات جيش التحرير، مما أدى إلى تأجيج المقاومة بمنطقة سيدي إفني التي أصبحت نقطة انطلاق عمليات جيش التحرير وهجوماته ، فاندلعت عدة معارك كمعركة الرغيوة في 13 فبراير 1957 ليشن الباعمرانيون بعد ذلك انتفاضتهم الكبرى ضد الإسبان (23 نونبر).

لقد كانت منطقة سيدي إفني بحكم موقعها الاستراتيجي محط أطماع استعمارية نظرا لكونها بوابة بحرية مؤهلة للإنزال العسكري والعمليات الحربية ولطبيعة أرضها الصالحة لهبوط الطائرات وتضاريسها التي تجعل منها حصنا يطل على امتدادات شاسعة من عمق تراب آيت باعمران والأقاليم الجنوبية عموما، ولذلك حطت بها جيوش الاحتلال كل ثقلها منذ سنة 1934 وعززت وجودها بكثافة في هذه المنطقة.

كما عملت قوات المستعمر على إضفاء وظيفة سياسية وإدارية على هذه المدينة عندما أعلنتها “منطقة إسبانية” وجعلتها مقرا للحاكم العام، بيد أن انتفاضة قبائل آيت باعمران سنة 1957 جعلتها تغدو مجرد قوات تحت الحصار فيما يشبه ثكنة عسكرية .

 

وفي تصريح صحفي ، قال النائب الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم سيدي إفني، المختار الإدريسي، إن انتفاضة قبائل أيت باعمران شكلت ملحمة تاريخية بارزة وتعد من أنجع العمليات التي قام بها جيش التحرير بالجنوب المغربي ومن أهم بطولاته، حيث تم بفضل هذه الانتفاضة التي تم الإعداد والتخطيط لها بدقة وفي سرية تامة ، تحرير كل مناطق أيت باعمران من الوجود الاستعماري .

وأضاف أن هذه الانتفاضة هي حدث “نوعي” و”جيلي” ستتناقله الأجيال لتروي تفاصيل هذه الملحمة وتحكي وفاء قبائل أيت باعمران الصامدة وتشبثها بمغربيتها وهويتها وإخلاصها لروابط البيعة .

وتبقى انتفاضة قبائل آيت باعمران معلمة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني، وستظل شاهدة على تشبث أبناء هذه القبائل المكافحة بمقدسات الأمة المغربية، وتعلقهم الدائم بالعرش العلوي المجيد، وجهادهم الخالد لمواجهة قوات جيش الاحتلال الأجنبي التي كانت تهدف إلى تفكيك أواصر الوحدة وزرع التفرقة في كيان الأمة الموحدة.

وبهذه المناسبة الوطنية، أعدت النيابة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بسيدي إفني، برنامجا احتفاليا يتضمن مهرجانا خطابيا يوم 23 نونبر الجاري تلقى خلاله كلمات وشهادات تستحضر الدلالات العميقة لهذه الذكرى الخالدة.

كما سيتم تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتوزيع إعانات مادية تهم دعم مشاريع اقتصادية لأبناء قدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير ، وكذا إعانات مادية لعدد من ذوي حقوق المتوفين، فضلا عن تنظيم ندوة، عن بعد، حول موضوع “ذكرى انتفاضة قبائل ايت باعمران : مسارات تاريخية لكفاح جيش التحرير بالجنوب المغربي من أجل استكمال الاستقلال والوحدة الترابية” .

Categories
متفرقات

طاطا .. تنظيم مهرجان خطابي بمناسبة الذكرى 65 لانطلاق عمليات جيش التحرير بجنوب المملكة

طاطا – مع الحدث :

نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يوم الأحد بطاطا، مهرجانا خطابيا بمناسبة تخليد الذكرى 65 لانطلاق عمليات جيش التحرير بجنوب المملكة.

وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، التضحيات الجسام التي قدمها أبناء إقليم طاطا في سبيل الحرية ووحدة الوطن، مشيدا بالأدوار الوازنة التي قام بها أبناء المنطقة إبان فترة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية.

واستحضر السيد الكثيري، بهذه المناسبة، محطات من ملاحم العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال، مبرزا أن مثل هذه اللقاءات تجسد العناية المولوية التي يخص بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أسرة المقاومة و أعضاء جيش التحرير عبر تراب المملكة .

وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أهمية تخليد الأحداث والمناسبات التي تم تدوينها بماء من ذهب في سجل البطولات الخالدة للمقاومة المغربية، وذلك باعتبارها مناسبة متجددة لاستخلاص العبر والدروس، ومنح الشباب والأجيال الصاعدة شحنة إيجابية تمكنهم من التشبع بقيم الوطنية والتضحية والانخراط بحماس ومسؤولية في مسلسل التنمية الذي تشهده البلاد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وبالمناسبة، تم تكريم ثلة من أعضاء أسرة المقاومة وجيش التحرير وذوي حقوقهم المنتمين للنيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بطاطا، كما تم تسليم دعم مالي لعدد من المستفيدين من أبناء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم حاملي المشاريع الاقتصادية الذاتية، فضلا عن تقديم إعانات مالية كواجب عزاء لأرامل المقاومين وإعانات الإسعاف المادي .

من جهة أخرى، ترأس المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعامل إقليم طاطا، صلاح الدين أمال، والوفد المرافق لهما، حفل توقيع اتفاقية شراكة بين النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بطاطا وجمعية البحث العلمي وصيانة وتثمين التراث بإقليم طاطا تهدف إلى المساهمة في إغناء فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالإقليم .

واختتم المهرجان الخطابي بتدشين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير الذي يعد أحد المعالم التثقيفية والمتحفية والعلمية الذي سيساهم في حفظ وتثمين الذاكرة التاريخية والموروث الثقافي بإقليم طاطا، من خلال الانفتاح على المؤسسات التعليمية التربوية وفعاليات المجتمع المدني .

Categories
متفرقات

عيد الإستقلال .. استحضار لملاحم خالدة في سجل الكفاح الوطني

●الرباط –مع الحدث وفي قلب الحدث  : 

 

يخلد الشعب المغربي بمشاعر الفخر والاعتزاز ،غدا الخميس، الذكرى السادسة والستين لعيد الاستقلال، الذي يشكل أحد الأحداث التاريخية البارزة التي طبعت مسار المغرب وجسدت أسمى معاني التآزر والثبات في سبيل الحرية والكرامة.

 

وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في مقال بهذه المناسبة، أن هذا الحدث العظيم لم يكن تحقيقه أمرا سهلا أو هينا، بل ملحمة كبرى طافحة بمواقف رائعة وعبر ودروس بليغة وبطولات عظيمة وتضحيات جسام وأمجاد تاريخية خالدة صنعتها ثورة الملك والشعب التي تفجرت إيذانا بخوض غمار المواجهة والمقاومة، وتشبثا بالوطنية الحقة في أسمى وأجل مظاهرها.

 

وشكلت عودة الشرعية نصرا مبينا وحدثا تاريخيا حاسما، توج بالمجد مراحل الكفاح المرير الذي تلاحقت أطواره وتعددت صوره وأشكاله في مواجهة الوجود الاستعماري المفروض منذ 30 مارس سنة 1912، حيث خلد المغاربة أروع صور الغيرة الوطنية والالتزام والوفاء، وبذلوا أغلى التضحيات في سبيل عزة الوطن وكرامته والدفاع عن مقدساته.

 

وكثيرة هي المعارك البطولية والانتفاضات الشعبية التي خاضها أبناء الشعب المغربي بكافة ربوع المملكة في مواجهة مستميتة للوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري؛ ومن هذه البطولات، معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان وانتفاضة قبائل آيت باعمران والأقاليم الجنوبية وغيرها من المحطات التاريخية التي لقن فيها المجاهدون للقوات الاستعمارية دروسا رائعة في الصمود والمقاومة والتضحية.

 

ومن روائع الكفاح الوطني، ما قامت به الحركة الوطنية مع مطلع الثلاثينات بالانتقال إلى النضال السياسي والعمل الوطني الهادف بالأساس إلى نشر الوعي الوطني وشحذ العزائم وإذكاء الهمم في صفوف الشباب وداخل أوساط المجتمع المغربي بكل فئاته وطبقاته.

 

كما عملت الحركة الوطنية على التعريف بالقضية المغربية في المحافل الدولية مما كان له وقع الصدمة على الوجود الأجنبي الذي كان يواجه النضال السياسي الوطني بإجراءات تعسفية ومخططات مناوئة للفكر التحرري الذي تبنته الحركة الوطنية بتفاعل وتناغم مع بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس.

 

ومن تجليات وإفرازات النضال الوطني، إقدام صفوة من طلائع وقادة الحركة الوطنية على تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال الى سلطات الحماية يوم 11 يناير 1944، بتشاور وتناغم تام مع جلالة المغفور له محمد الخامس، وما أعقب ذلك من ردود فعل عنيفة من لدن السلطات الاستعمارية، حيث تم اعتقال بعض قادة وزعماء ورجالات الحركة الوطنية والتنكيل بالمغاربة الذين أظهروا حماسا وطنيا منقطع النظير وعبروا من خلاله عن دعمهم للوثيقة التاريخية.

 

ولم تنجح مساعي المستعمر الغاشم في وقف المد النضالي، الذي ترسخ آنذاك في أعماق كل المغاربة، على الرغم من نفيه للسلطان الراحل محمد الخامس رفقة أسرته الملكية إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر، وهو ما تجسد من خلال الانتفاضة العارمة التي شهدتها، في أعقاب ذلك، كافة المدن والقرى المغربية.

 

ولم تهدأ ثائرة المقاومة والفداء إلا بتحقيق أمل الأمة المغربية في عودة بطل التحرير والاستقلال ورمز الوحدة الوطنية جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، حاملا معه لواء الحرية والاستقلال، ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر من أجل بناء المغرب الجديد ومواصلة ملحمة تحقيق الوحدة الترابية.

 

وانتصرت الإرادة القوية للأمة، بتناغم مع العرش للدفاع عن القيم المقدسة ضدا على مخططات المستعمر الذي لم يدرك أنه بإقدامه على نفي رمز الأمة، لم يقم سوى بتأجيج وطنية المغاربة والتعجيل بنهاية عهد الحجر والحماية.

 

وبهذه المناسبة الوطنية الغالية، أكدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير ،وهي تستحضر بفخر وإكبار هذه الملحمة التاريخية الغنية بالدروس والعبر والطافحة بالمعاني والقيم، “تجدد موقفها الثابت من قضية وحدتنا الترابية ومغربية الأقاليم الصحراوية المسترجعة، وكذا وقوفها ضد مناورات خصوم وحدتنا الترابية ومخططات المتربصين بسيادة المغرب على كامل ترابه المقدس الذي لا تنازل ولا مساومة في شبر منه”.

 

وشددت على أن “بلادنا ستظل متمسكة بروابط الإخاء والتعاون وحسن الجوار والسعي في اتجاه بناء الصرح المغاربي وتحقيق وحدة شعوبه، إيمانا منها بضرورة إيجاد حل سلمي واقعي ومتفاوض عليه لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية”.

 

واحتفاء بهذه الذكرى الوطنية الخالدة بما يليق بها من مظاهر الاعتزاز والإجلال والإكبار، وإبرازا لدلالاتها الوطنية وأبعادها الرمزية، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، غدا الخميس بالرباط، مهرجانا خطابيا رمزيا، في تقيد تام بضوابط وقواعد التباعد الاجتماعي، ستلقى خلاله كلمات حول هذا الحدث التاريخي الخالد والطافح بالدروس والعبر التي يتوجب استحضارها لتنوير أذهان الناشئة والأجيال الجديدة بمضامينها وعظاتها ورسائلها النبيلة في مسيرات الحاضر والمستقبل.

 

كما ستقام في سائر جهات وعمالات وأقاليم المملكة أنشطة وفعاليات بالمناسبة تشرف عليها النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية وفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، من ندوات ومحاضرات افتراضية، عن بعد، بما فيها عرض إصدارات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وكذا تنظيم زيارات افتراضية تعريفية بفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير البالغ تعدادها 95 وحدة-فضاء في كافة جهات وعمالات وأقاليم المملكة.