الكتابة حياة
الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي
أيها الإنسان
كن من نفسك لنفسك و للأخرين محفزا تدعو للاصرار على التفاؤل و النجاح ، فالنجاح عنوان كل التوفيق ، و اعلم أنني جعلت من كتاباتي رسالة حب للأكوان اعشقها بكل الالوان ، اهيم في العوالم دون كلل او ملل ألامس كل الأفنان ، اتحرك بين المحسوس و الملموس بكل نشاط ، و لا استسلم للركود والخمول الذي قد يؤثر على روحي و وجداني ، فأكون سببا لموت قلوب اضناها الحيف و لعقول اثخنها الزيف .
نعم ، أنا اكتب لأن الكتابة هي بيت السكينة الروحية و نافذة السياحة الفكرية التي نستمتع بها و نمتع بها عقولا تستهويها الكلمات و العبارات ، بل الكتابة هي منظار أعيننا التي نرى بها العوالم منسجمة متناغمة تتماهى فيما بينها ، وهي اكسير الحياة التي أتنفس به الحياة ، و هي ملاذي الذي استقر به عن ما يخالج احاسيسي ومشاعري التي كيفما كانت تنشرح بها روحي عند كل خطة قلم سواء كانت فرحة او حزينة .
أيها الإنسان
فأنا ركبت صهوة الكتابة و احكمت لجام القلم كي اجعل من تعابيري فرسا عربية اصيلة ، اصول بها على مستوى الرقي الأنساني و جعلت من بهاء الحروف وجمالها سلما لمدارج السمو الوجودي في طريق السلوك الروحي ، و جعلت كلماتي طيورا تغرد بحرفها، وتعزف باصابعي على قيثارة الجمال و الجلال ، و تنشد اجمل الالحان على مقام الدلال ، سمفونية الوجد البوني في الحضرة الازلية،
نعم ، فالكتابة هي ذلك السحر الأنيق الرقيق لكلمات القلب على القلوب ، والترياق الرفيق الدقيق الذي يداوي كل أدواء النفوس ، بل هي ألات موسيقى البوح من اعماق الروح .
أيها الإنسان
نعم لن ادوم خالدا في عالم الطين ، لكن دوامي بدام حرفي بين يدي كل العاشقين ، أجعله طوع امرهم ، فارسل به منه رسائل الحب المبين لكل الوالهين ، و اجعله سفينة النجاة لكل التائهين ، حرفي ذاك الدليل الذي يرشد قوافل العائدين من عالم النسيان إلى بلاد المغرمين .
فاجعل لك ، أيها الإنسان ، قلبا يعانق القلوب من بوابة الحروف، و كن كوكبا يسبح في فلك الشوق للمستبشرين ، بل اجعل حرفك قمرا يسعى للاقتران بشمس المغرمين في ساعة الهيام ، و لا تجعله قمرا يحجب شمس التيم في ساعة كسوف المحبين .
فها أنذا نثرت حروفي ببحر من الظلمات لكي تصير كلماتها قناديل تنير كل البحار من نور يكاد زيتها ينير و لو لم امسيه نار ، بل جعلت وقودها من اللؤلؤ والمرجان المتناثر من عباراتي في بطن تلكم البحار .
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق