تدريب جديد على تقنية الفار من يتحمل مسؤولية ما وقع خلال التدريب ؟
الرعدودي عبدالله
لا جدال في كون الآليات التكنولوجية التي أدخلتها الفيفا في ممارسة كرة القدم ، يؤشر على الرغبة في تطوير كرة القدم ، و قد عملت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على مسايرة هذه النقلة النوعية بتفعيل تقنية الفار منذ الموسم الماضي ، و رغبة منها في الاستفادة الأكبر من هذه التقنية ، عمدت إلى تنظيم تدريب جديد يخص تقنية خط التسلل الافتراضي ، و الذي سهر عليه بعض أعضاء المديرية الوطنية للتحكيم تحت تأطير خبير دولي .
التدريب نظم بمدينة الرباط بفندق فرح خضع خلاله 21 حكما و 21 حكما مساعدا لتمرين خاص على هذه التقنية التي ستعمم في البطولة الوطنية بعد إخضاعها للتجربة في أربع مباريات من الدورة ال 28 بالنخبة الأولى . استغرق هذا التربص ثلاثة أيام ، تم خلاله تقسيم الحكام إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة تضم سبعة حكام و سبعة مساعدين . الجميع حضر حصة نظرية تتعلق بموضوع مستهلك يتعلق بالتداخل في اللعب بأنواعه خلال عملية التسلل . بعدها استفادت كل مجموعة من حصة تطبيقية تخص التقنية الجديدة الخاصة بالخط الافتراضي لم تتجاوز ساعتين .
هذا التدريب خصصت له ثلاثة أيام في حين كان بالإمكان إنجازه في يوم واحد لو كان التدبير معقلنا ، ذلك أن الحصة التطبيقية ـ التي تعد الأهم ـ لا يتجاوز إنجازها ساعتين . إذ في الوقت الذي تحضر فيه مجموعة الحصة التطبيقية بقية الحكام يقضون الوقت في مقهى أو خارج الفندق لقتل طول فترة الانتظار . انتاب الحكام شعور بالملل خاصة أن بعضهم انتظر حتى آخر يوم ليشارك في الحصة المعلومة يومه السبت ، بل منهم من كان عليه أن يسافر مباشرة بعد التدريب لقيادة مباراة معينة. و هنا علينا أن نتصور حجم الضغط الذي سيعيشه هؤلاء الحكام و هم مطالبون بأداء تحكيمي يفي بالغرض بل سيحاسبون على أدنى عثرة يقعون فيها .
التدريب لم يخل من بعض النقط السوداء التي ابتذلت قيمته ، و جعلته ينحرف في لحظات معينة عن التنظيم الجاد . و لعل غياب مدير المديرية الوطنية للتحكيم في أغلب فترات هذا التربص يجسد بالملموس غياب الجدية و غياب روح المسؤولية ، بل أكثر من ذلك عدم احترام الاخر عندما صرح بأن التدريب مر في مستوى عال . الاختفاء عن الأنظار برره البعض بتفاديه الاصطدام مع حكام عصبة الدارالبيضاء بشكل خاص الممتلئة قلوبهم غيظا على ما اصابهم في عهده .
السيد المدير لم يعش لحظة اصطدام الحكم زين العلوي بالحكم جيد ، هذا الأخير تدخل في أمر لا يعنيه عندما كان زين العلوي يناقش محمد الكزاز على انفراد في غرفته مسألة التعيينات . الحادثة كما يعلم الجميع تحولت إلى نقاشات و اصطدامات بين الحكام ، حيث استمر هذا الجو المشحون إلى ساعة متأخرة من الليل . الواقعة عاشها السيد الكزاز الذي عليه أن يحرر تقريرا في الموضوع بأمانة لأنها تعطي صورة سلبية عن سير عمل المديرية و اللجنة المركزية و تضرب في العمق المجهودات التي تبذل من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي تصرف أموالا طائلة على مثل هذه التربصات ( مصاريف إقامة للحكام ـ مصاريف أعضاء المديرية ـ مصاريف المؤطر ).
الأكيد أن ما وقع لا يبشر بأفق مشرق و لا ينسجم مع ما يتطلع إليه الجميع . ذلك أن الاستمرار في ستر العيوب و درء الرماد في العيون و محاولة إظهار الأشياء بمظهر إيجابي لن يزيد الوضع إلا سوءا . فهل يتحرك السيد لقجع ـ و قد وصلته الأصداء ـ لوضع حد لمثل هذه التصدعات ؟
و هل يبادر بالمحاسبة و اتخاذ القرارات الصائبة لإصلاح وضع التحكيم الذي بات يعيش أسوأ حالاته ؟
ثم هل يفي بوعده المتعلق بتنظيم اجتماع وطني لتدارس ما يعانيه التحكيم المغربي ؟
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق