عبدالرحيم الشافعي- كاتب صحفي- المغرب
إذا كنت صديقك فعلا، فأغلب الظن أن أول ما ترغب به هو أن تحب لي ما تحبه لنفسك، فذلك شرط الإيمان، هل أنت مؤمن ؟ لا أعلم، وفي بحر الإيمان صدق الأمواج التي تمحو نفاق الرمال على الشاطئ.
عندما تقرأ عن معنى الصداقة، سيصاب جهازك العصبي بالتلف، فلا تتحدث عن الصديق الذي تطعن في مصداقيته، فهي ليست بروتوكول شهادة الإجازة، أو الماستر، أو الدكتوراه، تتعالى بها على الناس..
في قرارات نفسه مجرد بائس حسود يتمنى زوال نعمة الأخرين، فليس تمت شيء دائم في الوجود، ولا أنت أفضل من أحد، ولا أحد أفضل، إنما هو وحي الاختلاف.
لا يعجبك كلامي ؟
لابأس، فأنا لا أريد أن أروي قصة صداقتنا اللعينة.
بدأت القصة من الصفر، فادعينا الثقة بالنفس فكسبناها، وادعينا العلم فحصلناه،
فماذا عنك ؟
تتودد إليه كصديق، و تعمل لنفسك كجاسوس ماكر، فقير الطموح، وميت الشغف، وشديد الكبث…
هو في طموحه معلم علم نفسه بنفسه، و في شغفه صحافي ماكر، ليس باعترافك الغير معترف به، بل الواقع الموقع باسم الدولة… جرائد ومجلات…
يعلم أن الأصدقاء أول من يخونك بدافع الحسد، و أذى الاصدقاء أشد من أذى الأعداء، ولكن ؟ من أنت ؟
بل الإنسان على نفسه بصيرة…
سألت السارق الأدبي…
كيف حالك مع الأفكار؟
أجاب كافكا أن المسخ…
فتغنت جيل جيلالة بذئب الغابة…
و أنشدت لرصاد الذئب الملثم…
أظن أن الموسيقار العظيم بيتهوفن كان أصما
أصم و مؤلف موسيقى عظيم ؟
اسأل الله بعد وفاتك…
رسم وجهي تلميذ في السنة الثانية إعدادي بورقة وقلم، صورة طبق الأصل
قالوا خريج معهد الفنون الجميلة، أو اجازة في الفن أو دكتوراه في الجماليات؟
و هل الفن يدرس ؟
وصناع الفن في التاريخ عظماء بدون مدارس
قال جهلاء ؟
أجاب عباس محمود العقاد أنا لم أتمم المرحلة الابتدائية ولكنني أديب ومفكر وصحفي وشاعر و أهم كتاب القرن العشرين، صعق الصديق المزيف
أصدقائي دكاترة و أساتذة و فنانين…و هل الصداقة بالشواهد ؟
قال أنتم تدعون العلم والمعرفة و نحن نعلم أنكم جهلاء..
فسألناه كيف نكتب ؟
فلم يجب …فأذبناه
ومن يسب الناس بالجهل جهلاء
فالناس أشكال، منهم فقراء وأغنياء
و في تحصيل العلم ليس الكل أكفاء
فمنهم الغافل والغشيم والنكباء
و ليس كل إنسان بالعقل نبهاء
فالمجانيان حكماء…
والثقافة فن وليس كل المثقفين علماء
والفن ليس معهد أو إجازة أو دكتوراه
إنما هو هيبة الملك الخلاق
وليس كل الشعراء في اللغة حكماء
فتاريخ الفن والعلم والحكمة صنعوه الجهلاء.
Share this content:
إرسال التعليق