جاري التحميل الآن

سقطة لافروف الأخيرة: “حتى هتلر كان يهوديا” منتقدا بشدة موقف إيطاليا، وملوحا بأوراق الغاز والسلاح النووي

أحمد براو
روما

هل هي زلة لسان أم قناعة فكرية تلك التي صرح بها الوزير الروسي المخضرم سيرجي لافروف والذي خبِر خبايا الدبلوماسية الأممية بعد قضائه أكثر من 30 سنة كأحد أكبر السفراء ووزراء الخارجية على الساحة الدولية، أم بالمقابل هي فقط مصيدة صحفية استدرجه وأوقعه فيها الصحفي الإيطالي جوزيبي برينديسي لمحطة ريتي4 التابعة لهولدينغ الإعلام الإيطالي “ميديا سات” ومالكه برلسكوني؟
في الحقيقة لا ينبغي لمحاور دبلوماسي أن يقع في مثل هكذا خطأ، ويجب أن يتخطى بعض الأسئلة حفاظا عن الديبلوماسية والحكمة، ويمكن بالمقابل أن يعتاض عنها بالإشارة والإيماء لكنه على غير المعتاد وبطريقة غريبة فضّل أن يقولها بصراحة حيث أجاب أن “حتى هتلر كان يهوديا وأكبر معادون للسامية هم على وجه التحديد اليهود”. عندما استفزه الصحفي مدافعا عن فولوديمير زيلينسكي رئيس الوزراء الأوكراني كيف له أن “يكون نازيا وفي نفس يهوديا؟” بعدما اتهمه الوزير بالنازية ودعم التيار اليميني المتشدد الذي يقود كتيبة أزوف التي تقاوم في ماريوبول.
أحدثت هذه التصريحات عقب الإستجواب الصحفي في برنامج “زونا بيانكا” منطقة بيضاء، عاصفة من الإنتقادات داخل إيطاليا وخارجها خصوصا داخل إسرائيل التي قالت أنها تصريحات خطيرة واستدعت السفير الروسي للإحتجاج والإستفسار مؤكدة لا يجب لأي أحد أن يستغل المحرقة اليهودية من أجل الدعاية الإعلامية.
هناك جبهة سياسية – مؤسسية إيطالية واسعة تتفاعل أيضًا مع دعاية موسكو على شبكة برلسكوني الإعلامية، بدءا من اللجنة البرلمانية لأمن الجمهورية حيث أوضح رئيس اللجنة أدولفو أورسو أن خطاب لافروف “يؤكد مخاوفنا” على “الطريقة التي حدّث بها في الإستجواب، وضخامة الأخبار الكاذبة التي قدمها”.
بالفعل في الأيام الأخيرة أكدت اللجنة “لقد قدمنا ​​تحقيقًا محددًا” بشأن التضليل الروسي والبروباغندا الإعلامية التابعة له “أيضًا من خلال جلسات الاستماع البرلمانية”.
في نفس الإطار تابع أورسو، “لقد أبرزنا في تقاريرنا إلى البرلمان الطريقة التي تعمل بها روسيا لِليّ أدرع الديمقراطيات الغربية، والتي تعد المعلومات المضللة إحدى أدواتها الرئيسية، مثل الحرب الإلكترونية والتجسسية.
في نفس الإستجواب وجه لافروف اتهامات شديدة للحكومة ووسائل الإعلام الإيطالية، وصرح في سؤال محدد أن “إيطاليا تقف في الصف الأول ضد روسيا، لقد فوجئنا بذلك، وبدا لنا أن الشعب الإيطالي لديه نهج مختلف قليلاً وعرف كيف يميز الأسود عن الأبيض. لقد ذهب السياسيون ووسائل الإعلام الإيطالية إلى أبعد من ذلك، فقد قامت السفارة ببث المواد وفتحت إجراءات لانتهاك القانون من قبل وسائل الإعلام الإيطالية. لدي علاقة رائعة مع الشعب الإيطالي، هذا ليس موضع تساؤل “.
وبشأن احتمال دفع ثمن الغاز الروسي بالدولار أو اليورو، رد بأن الدول الأوروبية ، مثل إيطاليا ، يجب أن تدفع ثمنه بالروبل لأنها “سرقت” احتياطياتها من العملات بالدولار واليورو المودعة لدى البنوك الأوروبية من موسكو عندما فرضت التجميد بموجب العقوبات. وأضاف: “ستظل تدفع بالعملة المنصوص عليها في العقود، ولكن سيتم اعتبار الإمدادات مدفوعة عندما يتم تحويل هذه المبالغ إلى روبل، وهو أمر لا يمكن سرقته. ولن يتغير شيء بالنسبة للمشترين ، بل سيدفعون نفس المبالغ المنصوص عليها في العقود “.
بخصوص الخطر النووي تمسك وزير خارجية موسكو بالقول أن روسيا عملت دائمًا على تقليل احتمالية نشوب حرب نووية وأضاف: “لكن لا يمكن التقليل من الخطر” ، متناسيًا أنه على القنوات الروسية فقط، وليس على القنوات الغربية، تظهر أخبار محاكاة للدمار الناتج عن استخدام الأسلحة النووية التي يمكن أن تحدث في العواصم الأوروبية.

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك