عبد الله بن أهنية
How educational and behavioral scientists view Quitting smoking
لقد من الله تعالى على عباده بمنحة صيام شهر رمضان المبارك، وهي منحة ربانية تفوح بعبق التقرب من الله عز وجل بالعبادات الخالصة لوجهه الكريم وبمكارم الأخلاق الفضيلة وحسن السلوك السوي. ومن إحدى مزايا الصيام منح الفرد القدرة والفرصة السانحة على التخلص من العادات السيئة المتعلقة بالحياة اليومية، سواء منها تلك المتعلقة بالأفراد أو الجماعات، من مأكل ومشرب ولباس ومعاملات وسلوك وعادات سوسيو-ثقافية أخرى أيضاً وغيرها. ومن العادات المضرة التي يمكن للإنسان أن يتخلص منها خاصة في هذا الشهر الكريم، هي عادة “التدخين”. ومما لا شك فيه أن هذه العادة مضرة ليس للشخص المدخن فحسب، بل وكذلك لمن هم حوله وللبيئة بصفة عامة، بل وحتى الجنين في بطن أمه، ناهيك عن أنه قد يشكل سببا مباشراً للأمراض الفتاكة المتعلقة بجهاز التنفس على وجه التحديد، وتلوث البيئة من جراء التدخين (ولذلك يتم منع التدخين في الأماكن العامة ووسائل النقل). غير أن الكثير من أولئك المدخنين يزعمون بأن عملية الاقلاع عن التدخين ليست بالأمر الهين كما يعتقد البعض، بل هي عملية جد معقدة ومرهقة، وليست في متناول الجميع؛ بينما يرى البعض الآخر خاصة من سعفهم الحظ في الخروج من ذلك المأزق والتخلص من تلك العادة المضرة بأنها – كباقي العادات وأنواع السلوك الغير سوي الأخرى- يمكن التخلص منها إلى الأبد بمجرد أن تتوفر لدى الفرد الإرادة الحقة والجرأة والنية السليمة في أخذ تلك البادرة أو القرار بكل جدية وصرامة. فلماذا الإقلاع عن التدخين يبدو بهذه الصعوبة؟ وهل الفرصة مواتية فعلا في هذا الشهر الكريم وهذه الظرفية الخاصة، حتى لو لم يعجب ذلك شركات التبغ، وذلك ما سنتطرق إليه في هذا المقال بشكل مقتضب.
من دواعي الاقلاع عن التدخين:
ربما يمكن الجزم أنه ما من أحد إلا له علم بالمخاطر الصحية للتدخين وما يخلفه من أمراض وأضرار جسيمة على صحة الفرد، وتوتر وغير ذلك، لكن هذا لا يجعل التخلص من هذه العادة من أسهل الأشياء، بل ربما هي أمر عصيب للغاية في بعض الحالات. فسواء كنت مدخنًا بين الحين والآخر أو مدخنًا يوميًا، فقد يكون الإقلاع عن التدخين أمرًا صعبًا حقاًّ إذ يرى الباحثون في هذا الموضوع بأن تدخين التبغ هو في حقيقة الأمر إدمان جسدي وعادات نفسية قد يطول أمدها، بفعل النيكوتين من السجائر الذي يخلف ترسبات غالباً ما تتسبب أو تخلف إدمانًا ملحوظاً. أما القضاء على هذا التراكم المنتظم للنيكوتين فيجعل جسمك يعاني من أعراض كثيرة مثل ضعف التنفس والضعف الجسدي والبصري والرغبة الشديدة في تدخين كمية أكثر من السجائر. ونظرًا لتأثير النيكوتين الدافع إلى ما يسمى بـــ”الشعور بالرضا”، أو “إشباع الرغبة” فإن مدى تأثير ذلك على الدماغ يبدو جلياًّ فغالباً ما يُسرع المرء إلى اللجوء إلى السجائر كوسيلة سريعة وموثوقة بالنسبة له كلما ضاقت به السبل أو تراكمت عليه المشاكل، لتعزيز السلوك الاعتيادي، وإشباع تلك الرغبة الشخصية وتخفيف التوتر، أو الاسترخاء. ويعتقد البعض أن من أسباب الاقدام على عادة التدخين بشكل يومي يمكن أن يكون أيضًا الاعتقاد بأنه الأسلوب المخلّص أو الطريقة السهلة المُثلى للتعامل مع الاكتئاب والقلق والتخلص من المشاكل والهروب من الواقع أو حتى محاولة الخروج من الملل!. وفي حقيقة الأمر، فإن الإقلاع عن التدخين يعني إيجاد طرق بديلة ومختلفة وصحية للتعامل مع تلك المشاعر، عوض اللجوء إلى التدخين والتسبب في المزيد من الأضرار بالنسبة للجسد والعقل. لذلك وجب الاقلاع عن التدخين لأنه ليس بالخيار السليم للشعور بالنشوة والسعادة اللتين يمكن تغذيتها وتعزيزهما بكل بساطة من خلال الروافد الروحية والدينية، وهي بدون شك الحلول المجربة والأنجع لتحقيق ذلك.
كيف ينظر علماء التربية والسلوك إلى ظاهرة التدخين:
قياساً على ما ذهب إليه بعض علماء النفس وكذلك بعض علماء التربية والسلوك، فإن ظاهرة التدخين يُنظر إليها على أنها عادة مُكتسَبة مثلها مثل باقي المعارف، بينما يرى البعض من هؤلاء بأن التدخين “سلوك” سلبي يمكن التخلص منه؛ من هؤلاء العلماء يمكن أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر: جون ديوي (John Dewey) ودوسوسير (Ferdinand de Saussure) ومونتيسوري (Maria Montessori) وإدوارد تورندايك (Edward Thorndike) وكذلك جون وتسون (John B. Watson) و ب. ف. سكينر(B.F. Skinner) وغيرهم. يرى جل هؤلاء على أن الفرد أو العنصر البشري بإمكانه تعلم بعض المعارف من خلال تجربة السلوك أو مشاهدته، وبالمثل فإنه بإمكانه التخلص من سلوك سلبي معين أو عادة سيئة يكون قد اكتسبها. كما أن ب.ف سكينر ومن خلال نظريته التطبيقية المشهورة “تكييف العامل” (Operant Conditioning) قد ركز على أن بإمكان الفرد التخلص من السلوك الغير صحيح أو السلبي وبشكل دائم؛ هذا يعني تغيير السلوك تقريبًا باستخدام “التعزيز” الذي يتم تقديمه بعد الاستجابة المطلوبة. وللإشارة فإن نظرية سكينر للتكييف الفعال تلك، كانت قد استندت على عمل إدوارد ثورنديك (1905)الذي بين فيه ودرس طريقة التعلم لدى الحيوانات باستخدام “صندوق ألغاز” لاقتراح النظرية المعروفة باسم “قانون التأثير”. كما يُعتبر سكينر الأب الروحي لنظرية” تكييف العامل”، لكن عمله في هذا المسار كما قلنا قد استند إلى قانون تأثير ثورنديك بشكل ملحوظ. أدخل سكينر مصطلحًا جديدًا في قانون التأثير ألا وهو “التعزيز” (Reenforcement)، إذ أن، حسب قوله، غالباً ما يميل السلوك المعزز إلى التكرار (أي التكرار المعزز: Reenforced repetition)؛ وفي المقابل، يميل السلوك الذي لا يتم تعزيزه إلى الاندثار أو الانقراض، أي أنه يبدأ يضعف إلى أن يختفي.
ومن خلال نظرية ” التكييف الفعال” والتي أخرجها سكينر للوجود سنة (1948)، درس هذا الأخير قضية اكتساب السلوك من خلال إجراء التجارب باستخدام الحيوانات (الفأران) التي وضعها في “صندوق سكينر” الذي كان مشابهًا لصندوق ألغاز ثورنديك، وجاءت نظريته بثلاثة معطيات مهمة في ما يخص السلوك الناجم عن الاستجابة وهي:
– العوامل المحايدة (Neutral operants): وهي الاستجابات من البيئة التي لا تزيد أو تقلل من احتمالية تكرار السلوك.
– المعززات (Reinforcers): وهي الاستجابات من البيئة التي تزيد من احتمال تكرار السلوك. ويمكن أن تكون التعزيزات إما إيجابية أو سلبية.
– المعاقبون (Punishers): وهي الاستجابة من البيئة التي تقلل من احتمالية تكرار السلوك، بالتالي فإن العقوبة تضعف السلوك.
حدد سكينر إذاً ثلاثة أنواع من الاستجابات (المذكورة أعلاه) أو العامل الذي يمكن أن يتبع السلوك. وفي الحقيقة فقد كانت وجهات نظر سكينر أقل تطرفًا قليلاً من آراء واتسون، كما يعتقد سكينر أن لدينا شيئًا مثل العقل يتحكم في تلك الأنواع من الاستجابة، ولكنه ببساطة قد يكون أكثر إنتاجية لدراسة السلوك الملحوظ بدلاً من الأحداث العقلية الباطنية، لذلك يعتقد سكينر أن أفضل طريقة لفهم السلوك هي النظر في أسباب الفعل وعواقبه. (عن McLeod, S. A. (2007). Skinner – Operant Conditioning بتصرف).
كيف تتخلص من ظاهرة التدخين:
كثيرا ما نجد بأن التدخين قد أضحى متأصلا في سلوك بعض الأفراد بما فيهم كبار السن والشباب ذكورا وإناباً أيضًا كطقوس يومية تلاحقهم في كل لحظة في أي مكان. ومن المؤسف جدا أن يعتقد البعض أن ازدواجية السلوك قد تكون استجابة تلقائية بحيث يعتقد الشخص مثلا أن شرب قهوة الصباح لابد أن يكون مقروناً بتدخين سيجارة، وهذا طبعاً ما هو إلا وهم وهراء وتصور غير صحيح، كما يعتقد البعض جزافاً بأن من أسباب جلب الطمأنينة وراحة البال، هو تناول سيجارة سواء أثناء أخذ قسط من الراحة في العمل أو في المنزل في نهاية يوم حافل بالأشغال أو غير ذلك، وخلافاً لذلك فربنا جلّ وعلا يفند ذلك ويقول :”ألا بذكر الله تطمئن القلوب” (صدق الله العظيم). أو ربما يدخن البعض لمجرد إرضاء أصدقائه أو بعض أفراد عائلته أو زملائه ولذلك فقد أصبحت السيجارة جزءًا من طريقة التواصل معهم.
ومن ناحية أخرى، يرى بعض الباحثين أنه من أجل الإقلاع عن التدخين بنجاح، سيحتاج المرء إلى معالجة كل من الإدمان والعادات والروتينات التي تتماشى مع ذلك السلوك تحيط بظروفه. ولكن يمكن القول بأن ذلك فعلا غير مستحيل، وبإمكان أي إنسان مدخن القيام به، شريطة أن يجد الدعم المباشر المستديم ممن هم من حوله وفي الوقت المناسب أيضاً، مع ضرورة وضع خطة للإقلاع عن التدخين. ويرى بعض الباحثين كذلك أنه يمكن لأي مدخن أن يقول وداعاً للإدمان ما دام أنه قام بوضع خطة للإقلاع عن التدخين تتسم بالجدية الصرامة، حتى لو حاول وفشل عدة مرات من قبل. وفي الفقرة الموالية، سوف نسرد بعض المؤشرات التي قد تساعدك على وضع وبلورة خطة من أجل ذلك.
خطتك الشخصية للتوقف عن التدخين:
نجد أحيانا من الناس من يستخدم السيجارة الالكترونية كبديل للسيجارة العادية، ضناً منه أنها وسيلة بديلة للتخلص من تلك العادة السيئة المضرة، لكن لتلك الوسيلة بدورها مساوئها التي تحف بها أيضاً. في حين أن بعض المدخنين ينجحون في الإقلاع بتفوق ملحوظ عن طريق التخلي عن فكرة التدخين بشتى وسائله وبكل صرامة وجدية ورجولة. ومن ناحية أخرى، فإن معظم الناس يقومون بعمل أفضل في هذا السياق بمجرد أن يضعوا خطة مصممة خصيصًا لإبقاء أنفسهم على المسار الصحيح. غالباً ما تعالج خطة الإقلاع الجيدة كلاًّ من التحدي قصير المدى المتمثل في الإقلاع عن التدخين والتحدي طويل الأمد لمنع الانتكاس. بقي أن نشير إلى أن الخطة يجب أن تكون مصممة أيضًا وفقًا لاحتياجات الفرد الخاصة به وعادات التدخين لديه. كما أن هنالك أسئلة يمكن أن يطرحها الشخص على نفسه من شأنها أن تساعده على بلورة بنود تلك الخطة، ويمكن أن نوجزها في الفقرة الموالية. لكن، قبل هذا كله، خذ وقتك في التفكير في نوع المدخن الذي أنت تنتمي اليه، واللحظات الدقيقة في حياتك التي تتطلب أن تتناول فيها سيجارة، ولماذا. سيساعدك ذلك على تحديد النصائح أو الأساليب أو العلاجات التي قد تكون الأكثر فائدة لك، وفي ما يلي أمثلة من تلك الأسئلة كما ردت في “دليل المساعدة في الاقلاع عن التدخين (How to Quit Smoking) نسردها لك بتصرف:
– هل أنت مدخن ثقيل للغاية (تدخن أكثر من علبة في اليوم)؟ أم أنك مجرد مدخن عادي اجتماعي؟ هل تعتقد بأنك إذا وضعت “لصقة النيكوتين” البسيطة على جلدك ستكن كافية تقوم بهذه المهمة بدلا من السيجارة؟
– هل هناك أنشطة أو أماكن معينة أو أشخاص يمكنك أن تزعم بأنهم هم من يذكرونك أ يربطونك بضرورة التدخين؟ هل تشعر بالحاجة للتدخين بعد كل وجبة أو كلما أخذت مكان استراحة لتناول القهوة؟
– هل تصل للسجائر عندما تشعر بالتوتر أو الانهزام؟ أم هل تدخين السجائر مرتبط بإدمان آخر لديك، مثل الكحول أو القمار؟
إن الاجابة على مثل هذه الأسئلة البسيطة سيساعدك في تحديد الهدف تحديد الخطة التي يجب أن تركز علها. فمعرفتك بنفسك وتحديد الفئة التي تنتمي إليها بالنسبة للتدخين، سيظهر لك لا محالة هول الموضوع وأنك تنتمي لفئة مصيرها المرض سواء أقلت أم أكثرت من التدخين لأن هذا الأخير مضر بصحتك ساء أكان قليلا أم كثيرا. كما أن “دليل الاقلاع عن التدخين” قد ضع خطة جاهزة أطلق عليها اسم ستارت (ابدأ) START، ويرمز كل حرف منها إلى إجراء لابد أن تتخذه لتحقيق ذلك المبتغى وتخرج منتصرا من تلك المعركة وهي كالتالي، فابدأ خطة الإقلاع عن التدخين إذاً مع START:
S = تحديد تاريخ الإقلاع:
أي اختر موعدًا خلال الأسبوعين المقبلين ولا تماطل، بحيث يكون لديك الوقت الكافي للاستعداد دون أن تفقد حافزك للإقلاع. إذا كنت تدخن في العمل بشكل أساسي، فتوقف في عطلة نهاية الأسبوع، لذلك لديك بضعة أيام للتكيف مع التغيير.
T = أخبر العائلة والأصدقاء وزملاء العمل أنك تخطط للانسحاب من عالم التدخين:
اسمح لأصدقائك وعائلتك بالدخول في خطتك للإقلاع عن التدخين وأخبرهم أنك بحاجة إلى دعمهم وتشجيعهم للتوقف. ابحث عن صديق توقف عن التدخين كي ينصحك، وعن صديق آخر يريد التوقف عن التدخين أيضًا كي يشجعك. يمكنك مساعدة بعضكما البعض على تجاوز الأوقات العصيبة.
A = توقع وضع خطة للتحديات التي ستواجهها أثناء الإقلاع عن التدخين:
معظم الأشخاص الذين يبدأون التدخين مرة أخرى يفعلون ذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى. يمكنك مساعدة نفسك على تجاوز الأمر من خلال الاستعداد المسبق للتحديات الشائعة، مثل سحب النيكوتين ورغبة السجائر الشديدة.
R = أزل وتخلص من كل السجائر ومنتجات التبغ الأخرى من منزلك وسيارتك وعملك:
تخلص من جميع السجائر والولاعات ومنفضة السجائر وعود الثقاب. اغسل ملابسك ورشهم برائحة زكية أخرى كي تبعد أي شيء يشبه رائحة الدخان. اغسل سيارتك بالشامبو ونظف الستائر والسجاد وقم بتبخير الأثاث.
T = تحدث مع طبيبك حول الحصول على مساعدة للإقلاع عن التدخين:
يمكن لطبيبك أن يصف دواء للمساعدة في أعراض الانسحاب. إذا لم تتمكن من رؤية الطبيب، يمكنك الحصول على العديد من المنتجات دون وصفة طبية في الصيدلية المحلية، بما في ذلك لصقة النيكوتين، الحلويات التي تمتص لمعالجة الحلق والحنجرة، وكذلك أنواعا كثيرة من العلك.(عن”دليل المساعدة في الاقلاع عن التدخين” (How to Quit Smoking) بتصرف.
خلاصة:
قد يطول بنا المقام في الحديث عن قضية الادمان على التدخين وكذلك قضية الاقلاع عن التدخين وذلك لما للموضوعين من أهمية خاصة في مثل هذه الظروف، ولكن يمكننا القول بأن على المدخنين والمدخنات أيضاً استغلال هذه الظرفية الخاصة، أي فترة الحجر الصحي والتي تصاحب في هذه الأيام شهر رمضان الكريم لأنهما معاً يشكلان فعلاً فرصة سانحة نادرة لإتخاذ القرار وبكل عزيمة وجرأة للإقلاع عن هذه العادة الفتاكة التي أودت بالعديد من الأرواح، ولازالت تحصد الكثير. وقد أبان تفشي هذا الوباء أي “كرونا” على أن المدخنين هم من يعاني الأمرين خاصة وأن هذا المرض يصيب جهاز التنفس أولا وقبل كل شيء، فما بالك إذا كانت شرايين الرئتين قد امتلأت بالنيكوتين!. وهاهم علماء التربية والسلوك يؤكدون بأن التدخين ما هو إلا عادة مكتسبة سلبية مضرة يمكن التخلص منها كباقي أنواع السلوك السلبي.
أيها الآباء وأيتها الأمهات وأيها الإخوة والأخوات أنتم المربون ساء في البيت أ المدرسة أو الشارع، وأنتم قدوة للصغار، فكونوا قدوة حسنة تـأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، فإنكم مسئولون، فأي تربية إذا كنتم تدخنون أمام الصغار! ألا ترون أن حتى مدارسنا أصبحت تعج بالمدخنين والمدخنات بين الشباب والشابات!؟، فعن أي تربية يمكننا أن نتحدث؟…
لقد أودع الله تعالى في هذا الإنسان نفساً وأوصاه بأن يزكيها، وأمره بأن لا يلقي بنفسه إلى التهلكة، وما السجائر إلا باباً من أبواب التهلكة تضعف مناعة الجسد وقواه وتتلف الخلايا وتعكر صفاء الجو والمناخ، لذلك وجب على كل مدخن أن يفكر في الاقلاع عن هذه العادة المضرة، وأن لا يؤجل ذلك إلى الغد أو إلى المستقبل البعيد، لأن الوطن في حاجة ماسة إلى الفرد الصالح والمواطن القوي السليم، فكن أخي المواطن وأختي المواطنة كحامل المسك لا كنافخ الكير، وإن كنت لا تدخن فانصح من هم حولك من المدخنين المدخنات فالدال على الخير كفاعله.
والله ولي التوفيق،،،
باحث وخبير في مجال التربية والتعليم والثقافة
Abdul14v23@gmail.com
Share this content:
إرسال التعليق