جاري التحميل الآن

مطالب الباعة الجائلين و أصحاب العربات المجرورة بعين السبع بالنظرفي ظروفهم وتأطيرهم في سوق نموذجية.

بقلم حسناء مندريس

للمعاناة عنوان في عيون أصحاب العربات المجرورة بمنطقة فكاسي فكاك عين السبع، ومطالبتهم بالنظر في ظروفهم من أجل، تأطيرهم في سوق نموذجي، و كذلك مطالبتهم بمجانية العربات.

أثناء استجواب أجريته معهم يوم الخميس 10 دجنبر2020، وكنموذج لهؤلاء الباعة المتجولين نسرد،
قصة لصديقين بل وعلاقتهما كالأخوين، إنهما مهدي وحسين رجلين بكل ما تحمله الكلمة من معنىى، ملامح وجهيهما متشابهة في الألم والمعاناة والتحدي والقوة والصلابة،اجتمعت في وجهيهما كل المتناقضات،من خلال حواري معهما لمست معاناتهما لكسب قوت يومهما الذي يصران ان يكون حلالا، هذين الصديقين تجمع بينهما عربة خشبية يدوية مجرورة، بنبرة يملؤها الألم وبدمعة تحولت إلى غصة بحنجرة “مهدي” بينما عينيه مصوبة نحو الأرض وهو يحكي معاناته، يهز رأسه قليلا، ويسترسل في الكلام بتحد وكبرياء، وبكلمات مقتضبة قائلا: “إننا نبحث عن الحلال وقوت يومنا الحلال لا نريد ضجيجا ولاسجونا فقط نريد عيشا يكفينا ونحن وأسرتينا، عندي أطفال وأقسم بالله أنني مدين للبقال بثمن الحليب المجفف لطفلي الرضيع،،” أدرت رأسي صوب العربة التي تحتوي بعض الاكيال من المحار، ليتمم الحديث “حسين” ويخبرني أنهما يخرجان ليلا او قبل الفجر لينطلقا  إلى ميناء مدينة المحمدية عبر سيارة أجرة ،من أجل جمع المحار من صخور خشنة ومن مكان جد صعبة والمكان اسمه منطقة” لافاليز la valize” ثم يعودان إلى عين السبع مقر مسكنهما فيقومان بسلقه وفصله، ثم يجلبانه إلى السوق بهدف بيعه على متن هذه العربة، وهم في دهشة وخوف من أمرهم لأن مثل هذه العربات غير مرخص بها للباعة المتجولين، صمت “حسين” ليتكلم “مهدي” قائلا : نحن لا نملك ثمن العربة التي تخضع للشروط القانونية للباعة المتجولين، ولانملك مكانا قارا خاصا بنا ، نحن نشعر بعدم الأمان ونخشى من ملاحقة رجال السلطة، ولانحب مخالفة القانون، لكننا أجبرنا من أجل لقمة العيش، وكلنا أمل في قلوب رحيمة، ونتوجه بندائنا لصاحب الجلالة نصره الله وإلى الحكومة من ضرورة النظر في ظروفنا وظروف العديد من المعوزين أمثالنا، نريد عربات مجانية ونريد مكانا يحتوي كل الباعة المتجولين بمنطقة فكاسي فكاك عين السبع الدار البيضاء.
انطلقت وتركت حسين ومهدي وعيونها محدقة نحو السماء لعلها تمطر عليهما رحمة ولعل الله يستجيب لطلبهما.
بقلم حسناء مندريس

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك