ذ / عبدالرحيم أبوصهيب
هل هي العادة أم التعود على الإخفاق، أم هي الطمأنينة والسكينة للكراسي والمناصب مهما كان حجم الإخفاق التي يخلقها العلم المسبق بعدم وجود محاسبة؟ أم كل تلك العوامل مجتمعة هي ما دفع اللجنة الأولمبية المغربية للدفع برياضيين بعيدين كل البعد عن المقاييس الأولمبية والدولية إلى تمثيل بلد أعطى إلى وقت قريب أبطال عالميين، كسعيد عويطة ونوال المتوكل، الكروج، وبدوان…. واللائحة تطول.
غريب أن ننتظر حدثا مثل الألعاب الأولمبية لنكتشف أو لنتأكد أننا نواجه سقوطا حرا على المستوى الرياضي على كافة المستويات ومختلف الأنواع ، وليس هناك عاقل في بلدنا كان يمني النفس بتألق أولمبي، لكننا كنا ننتظر معجزات أبناء هذا الوطن التي تتحقق بسواعدهم وليس بتخطيط المسؤوليين عن الرياضة والرياضيين، فنحن نعلم تماما أننا لا نملك أبطالا في أي نوع رياضي أو أولمبي، وإلا كنا سمعنا عنهم قبل حفل الإفتتاح الأولمبي.
إن ما يقع اليوم لا علاقة له بالانجاز الرياضي أو صناعة الأبطال مهما حاول البعض عبر وسائل الإعلام ادعاء غير ذلك، ففي الدول التي تحتل صدارة سبورة الميداليات تتم صناعة البطل في وقت مبكر وفق برنامج وهدف معين، وهذا يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن الرياضة المدرسية ودورها في تحقيق الإزدهار الرياضي لبلدانها ، وحتى الدول التي لا تنهج سياسة الرياضة المدرسية فإنها تحاول جعل النظام التعليمي ملائما من أجل الممارسة الرياضية والتي تعتبر أولوية الشعوب، فمقولة العقل السليم في الجسم السليم التي نعلقها على جدران القاعات الرياضية والملاعب المغلقة التي تحتاج كل أنواع الرخص لولوجها، تعمل بها البلدان التي تستثمر في العنصر البشري على الوجه الأكمل.
ولن نمل من القول أن الألعاب الأولمبية ليست للمشاركة ولكنها معيار لقياس تقدم الإنسان ومدى اهتمام الدول بالعنصر البشري، ولو كان هناك بد فلا حبذا أن لا نستخدم جملة (المهم هو المشاركة) بعد اليوم.
وكل إخفاق وأنتم بخير
Share this content:
إرسال التعليق