بقلم: ماورو رومانو، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي –
تتغير الطرق التي بها نؤدى أعمالنا بفضل الذكاء الاصطناعي وتتسارع عجلة التقدم حول العالم مع تبنى الصناعات الكبرى هذا النهج الحديث في جمع البيانات وتحليلها. وتتطلع المؤسسات في مختلف الميادين، بما في ذلك التعليم والتمويل والإعلام والتأمين والاتصالات والعديد من القطاعات الأخرى، إلى إتباع طرق أكثر تميزاً لفهم جمهورها المستهدف كي تصبح أكثر ظهوراً وتواصلاً بالنسبة له، وهو ما يسهم في زيادة الإيرادات.
ولا شك أن تحليل ملايين البيانات واستخلاص النتائج مهمة شاقة، وصناعة التجارة الإلكترونية على وجه الخصوص تتطلب دراسة العديد من المتغيرات. وتسهم الحلول التي تأتي مدعومة بالذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات التي تطرحها بيئات العمل المختلفة. ومن هذا المنطلق، استحدثت أدوات إبداعية للرد على استفسارات العملاء على مدار الساعة. فخوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بإمكانها تصنيف أنواع مختلفة من البيانات وتحليلها بشكل فعال في فترة زمنية وجيزة.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد الجغرافي يعتبر مؤشراً جيداً للتعرف على خصائص الأسواق المختلفة، يحتاج فهم سلوك المستهلكين دمج هذا النوع من الاقتصاد مع متغيرات أخرى كالفئات العمرية، أو النوع، أو القوة الشرائية، أو المنتجات أو الخدمات ذات الصلة.
إننا نحيا عصر الاستهلاك التعاوني، حيث يمكن للمستهلك الحصول على جميع أنواع الموارد وتوفيرها. وأولئك المستهلكون يشكلون جزءً من الاقتصاد التشاركي الذي يعتمد بشكل متزايد على الأداء والنتائج. وقد تنبأ تقرير جارتنر الصادر عام 2018 باستخدام 80 في المائة من المشترين عبر الإنترنت لحلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ولكن جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصادات على مستوى العالم، جعلت أكثر من 90 في المائة يستعينون بحلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وقد قامت العديد من الصناعات، وخاصة صناعة المأكولات والمشروبات، بتطوير روبوتات يمكنها أداء المهام الروتينية، التي أصبحت تتطلب من صفر إلى الحد الأدنى من التفاعل البشري. ومن المنتظر أن تقوم شركات مثل آمازون ويو بي إس بإدخال خدمة توصيل الطلبات بإستخدام طائرات بدون طيار لتقليل الحاجة إلى العمالة البشرية. لقد شهدت الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي طفرة هائلة بالتزامن مع عمليات الرقمنة المختلفة بما في ذلك سلاسل التوريد وقنوات العملاء وتعاون الموظفين.
ومن المنتظر أن تعمل حلول الذكاء الاصطناعي على تحسين مجالات خدمة العملاء وعمليات البيع وتقديم الدعم بما يتناسب مع احتياجات العملاء وتفضيلاتهم. حيث يمكن أن تساعد الأدوات المختلفة المتاحة في تحليل جميع البيانات بدقة وشفافية، وهو ما يحقق المزيد من رضاء العملاء، ويحد من الأخطاء البشرية، ويقلل التكاليف المباشرة وغير المباشرة في الوقت نفسه. وبالنظر إلى النظام الايكولوجي للتجارة الإلكترونية في عرب كليكس، يمكن القول إنه من المنتظر حدوث زيادة متوقعة في الأرباح بنسبة 65 في المائة في المستقبل.
وكانت عرب كليكس قد أطلقت مؤخراً منتجها الجديد باسم “أوفر بوكس” وهو حل أبداعي مبتكر يأتي مدعوماً بالذكاء الاصطناعي ويقدم توصيات مصممة حسب الطلب (خرائط متعددة المتغيرات) وذلك لغرض تحقيق الحد الأقصى من الأرباح لأي شخص يرغب في زيادة الدخل. حيث يمكن لكل مستخدم اختيار العروض بطريقة فريدة تناسبه بناءً على أداء وسلوكيات فردية ومقارنات وتفضيلات.
لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة يقبل عليها الكثيرون لمشاركة تجاربهم. ويولي أصحاب العلامات التجارية اهتماماً كبيراً بهذا النوع من المحتوى الحيوي وهم على استعداد لدفع المال من أجله. وأوفر بوكس سيساعد في تعزيز نجاحات وزيادة إيرادات المستخدم بنسبة 80 في المائة تقريباً.
لقد شجع الاقتصاد التشاركي الأفراد على التفكير بشكل إبداعي، والتكيف والاعتماد بشكل أقل على وظائف الدوام الكامل والمناصب الدائمة. إننا في منتصف الثورة الصناعية الرابعة وعلينا أن نتعلم كيفية الاستفادة منها.
Share this content:
إرسال التعليق