الدكتور خالد أقزة: الصوم وأخذ الأدوية خلال الشهر الفضيل ومدى التأثر النفسي للمرضى.
عزالدين بلبلاج
يعتبر رمضان من الشهور الفضيلة الذي تتغير فيه الكثير من العادات والإعتيادات، نظرا لقداسته وشعائره التي دأب عليها الإنسان منذ اعلان الإسلام وجعل “الصيام” ركنا أساسيا في الدين، وفي عصرنا الحالي تغيرت العديد من هذه الشعائر والتقاليد لعدة أسباب ومن أبرزها “المرض”، هذا الأخير جعل فئة عريضة من الناس في رخصة استثنائية تبيح لهم الإفطار تجنبا لأي طارئ يكون سببا في تدهور صحة الإنسان، ومن بين هذه الأمراض التي انتشرت بأعداد كبيرة في الآونة الأخيرة نجد “الأمراض العقلية والنفسية”، ولمعرفة هذا الجانب أكثر ومن هم الفئات التي يسمح لها بالإفطار في شهر رمضان بسبب التعاطي للأدوية المساهمة في العلاج من الأمراض العقلية والنفسية، حاورنا الدكتور “خالد أقزة” طبيب مختص في الأمراض العقلية والنفسية ومحاربة الإدمان مدير مستشفى الرازي بتيط مليل بالدار البيضاء.
يقول الدكتور “أقزة” يمكن أن تستخدم الأدوية لتخفيف الأعراض المختلفة أو منعها أو علاجها بدء من المشاعر التي لا يمكن تحملها حتى الهلوسة، ويستند اختيار الأدوية على درجة الاضطراب العقلي وطبيعة الأعراض والعوامل الفردية من بين أمور أخرى، ويعتبر استخدام الأدوية إحدى الطرق الفعالة لعلاج الاضطرابات العقلية، حيث تستخدم الأدوية بالنسبة لبعض الاضطرابات كواحدة من بدائل العلاج الممكنة للآخرين، ويوصى بالمزج بين العلاج بالأدوية والعلاج النفسي لعلاج حالات الاكتئاب.
وخلال شهر رمضان يمكن اجازة الإفطار شرعا بالنسبة للأشخاص الذي يتعاطون لبعض الأدوية التي تساهم في الحد من خطورة بعض الأمراض “الاكتئاب، الفصام، الاضطراب الوجداني ثنائي القطب”، بحيث أن بعض المرضى النفسيين وضعهم متفاوت بالنسبة لقدراتهم على الصيام، حيث أن بعضهم مرضى مزمنون يسقط عنهم الصيام تماما لأن وضعهم العقلي والنفسي لا يسمح لهم بالصيام إطلاقا، و بالطبع هذا لا يشمل جميع المرضى النفسيين، فبعضهم يستطيع الصيام بشكل جيد ولا يؤثر الصيام عليهم أو على صحتهم النفسية والعقلية، وهنا يمكن تغيير مواعيد أخذ الأدوية، فالأدوية التي كان يأخذها المريض بعد الفطور صباحاً يمكن له أن يأخذها بعد الفطور بعد آذان المغرب، والأدوية التي يأخذها عند النوم يمكن له أن يأخذها بعد السحور أو أثناء تناول وجبة السحور.
ختاما ينصح الدكتور “أقزة” بأنه تتوفر العديد من الطرق العلاجية التي قد تساهم في تحسن حالة الشخص، ففي أغلب الأحيان مع استخدام العلاج المناسب يتحسن المريض، ولذلك فإنّنا نهيب بأهمية إتباع إرشادات الطبيب المختص والالتزام بالعلاجات التي يصفها تفاديا لتدهور الحالة وزيادتها سوءا، وفي المقابل تبيّن أنّ الملتزمين بالعلاج يُبدون تحسنًا ملحوظًا ونتائج جيدة للغاية.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق