اليوم العالمي لحرية الصحافة و وقعها بالمغرب
عبد الرحيم ازنزوم
يخلد العالم اليوم الذكرى السنوية لحرية الصحافة والذي يوافق الثالت من ماي من كل سنة، تعبيرا عن القيمة الجوهرية في العمل الصحفي وهي حرية الممارسة الصحفية وعدم تقييد وصول المعلومة للمتلقي.
وقد حلت المناسبة هاته السنة في سياق دقيق تخيم عليه تداعيات جائحة كورونا والتي أثرت بشكل كبير على الشكل الإجتماعي والمهني للصحفيين، لينضاف الحمل الإجتماعي إلى مهنة فيها من المتاعب ما يجعل أصحابها في غنى عن أعباء أخرى، يبقى أهمها التضييق على حرية التعبير والولوج إلى المعلومة، وهي نقطة خاضت فيها الشغيلة الإعلامية نضالات كبيرة وصلت في بعض الحالات إلى مخاطر كبيرة خصوصا تلك التي يتعرض لها المراسلون عند تغطية الحروب، وبعض قضايا الرأي التي تتعارض فيها الحريات ويتدخل القانون لحسمها.
من هذا المنطلق كان لا بد من الإشارة إلى الصراع التاريخي بين التصور الإعلامي المطلق لحرية الصحافة والتصور القانوني لهذه الحرية ; فوجهة النظر الأولى تعتبر الصحافة سلطة رابعة لذيها الحق في الكشف عن اختلالات المجتمع والأفراد والوصول إلى المعلومة وإيصالها للرأي العام دون قيد أو شرط، معتبرين أن عمل الصحافة وفق هذا المنظور من شأنه أن يساعد في الحد من الظواهر المعرقلة لتطور المجتمعات كالفساد وتردي الخدمات وتعنت الأشخاص. في المقابل هناك وجهة نظر قانونية تعتبر الصحافة قطاعا كسائر القطاعات، تحكمه ضوابط ولذيه حدود يقف عندها، وأن أي تجاوز يدخل ضمن طائلة المسطرة القانونية.
إن هذا التدافع بين الحرية المطلقة والمحددة للصحافة هو مايجعل الإعلام اليوم مجبرا على التطور والتجدد لمواكبة متغيرات العصر الحديث، ويضع على عاتق المؤسسات الإعلامية مسؤولية تكوين وتوعية العاملين بهذا القطاع، وذلك بدراسة القانون المنظم لمهنة الصحافة والإطلاع على القوانين المرتبطة بحرية الصحفي، ويبقى أهم شيء هو أن يعمل الصحفي وفق ضمير مهني يحترم أخلاقيات المهنة وأن يعلم جيدا أين تبدأ حريته وأين تنتهي.
وكل عام وأسرة الصحافة والإعلام بخير.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق