و صال الأرواح

 

 

الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي

 

إعلم أن الأرواح تتواصل مع من على شاكلتها ، فتكتمل منظومة التناغم بينها و بين العقل الواعي المكتمل ثم يبدأ العقل الباطن ببعث الرسائل إلى الجوارح التي ما تفتأ تستجيب لذلك التناغم ،فالروح الشفافة النقيه المحبه للجمال هي التي ترتشف ارواحنا من نبعها الرقراق ويفيض عليها الجود بالوجود بأروع الكلمات وارقها واعمقها فترتوي تلك الأرواح وتحلق في عوالم الكون الواسع وهي تردد شدو كلمات ما اروعها في يوم جميل ،
و اعلم أن للأرواح عطرا كالزهر حين تتفتح مع الإشراق في بساتين الأمال و لها طعم كالشهد مقطر من خلايا القلوب الطيبة التي تعتصر عسلا مصفا بطعم المسك يحمله ذلك الساقي الذي لا يكل ولا يمل من سقاء القلوب فلا يدعها تضمأ أو تجوع .
و كيفما كان حال تلك القلوب يبقى القلب الجميل والأنيق ملاذ كل القلوب ، بل إنه يروي جذورها و ينعش بريقها .
و أعلم علم اليقين أنه مهما حالت بينه و بينها الكادورات و النواغص يبقى ملحا ملحاحا كي يصل إلى ريها و سقايتها بالخير و الحب و العطاء ،و تبقى أوراق شجرته يانعة تتفتح على الجمال الروحي فتتغير ملامح تلك الأرواح إلى الأفضل و الاجمل
نعم أنا أعرف أن كلماتي لها حياة في قلوب العاشقين و بها أمال في دروب السالكين ، بل إن حروف خربشاتي تعطي معاني أسير الوالهين و تنشر بهجة على وجوه التائهين
نعم أعلم أن الأنامل الناطقة بالحروف الصادقة تبعث قوة إلى زهرات العمر فتزهرها و تزدهر بها فتتورد الأرواح بورود الحياة ، و مهما طال شتاء النفوس البائسة ، و متى تكابر رياح الهموم الجاثية على النفوس فحتما أن ربيع القلوب المستبشرة يكون ابهى و أظهر و حتما سينتشر نسيم الأمل و لا يكون إلا اليسر بعد العسر و لا تكون إلا البشرى بعد الحزن
و أعلم أن الإحساس بالحب و الشعور باهتمام الاخر لدرجة التلاحم الروحي و الوجداني الذي تستقر فيه النفوس و القلوب و الارواح معا في قرار الصفاء و الانسجام المتكامل فترتاح دون أن تشعر بالخذلان أو تحس بالنقصان ، ذلك الإحساس الذي يبعث الامان إلى الجوارح فيرتاح الجسم كما يطمئن القلب و النفس معا وتنتمي الى الاطمئنان كل المهيمنات الشعورية في العقل الواعي و العقل الباطن على حد سواء
واعلم أن الاهتمام لا يتطلب مجهودا اسطوريا أو عطاء مع امتنان بل هو الحب الذي يتمناه الكل بالخير فيدعو الناس الله بالخير لكل من يحبون
إن الحب هو الشعور الذي تراك به من تحبك انك تملك العالم كل العالم ، بل تراك سيد العالم ، و انت سؤدده بالخير و انت باعث السعاده في تلك الوجوه التي تراك متجها نحوها فتتأهب مهرولة نحوك

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed